أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - كامل الدلفي - الأصل السكاني الموحد للعراقيين التعبير الجذري عن وحدتهم السياسية الممكنة














المزيد.....

الأصل السكاني الموحد للعراقيين التعبير الجذري عن وحدتهم السياسية الممكنة


كامل الدلفي

الحوار المتمدن-العدد: 5183 - 2016 / 6 / 4 - 03:25
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


أثبتت مناهج التاريخ العلمي المعاصر بشكل لا يقبل الشك ، أصالة العراقيين المعاصرين وارتباطهم بماضيهم الحضاري العريق الذي ابتدأ في الألف السادس قبل الميلاد، وان سكان الجنوب، والوسط، والشمال ( نينوى و حدياب والجزيرة الفراتية)، جميعاً هم أحفاد أولئك الذين أنتجوا حضارة حسونة و حلف قبل 10 آلاف سنة ق .م، وامتدوا جنوبا إلى جرمو وسامراء، وشهدت لهم آثار حضارية مهمة في (تل الصوان) بسامراء في حوالي 6000ق.م، وتزامن ذلك مع حضارة العبيد في الجنوب، والتي أنتج سكانها (الفراتيون الأوائل) جميع مرتكزات الحضارة في عشر مدن قبل الطوفان، كان أهمها أريدو، وقد زامنهم أيضا صيادو نقائع دجلة و الحوا ف اليابسة للأهوار الذين بنوا فيما بعد دولتهم في الجزء المسمى بالقطر البحري الممتد شمالا إلى سفوح حمرين، وجنوبا إلى دلمون ( البحرين)، و قطرايا ( قطر) . وقد بنى العراقيون الشكل الأول للدولة في أور حوالي الألف الثالث ق.م في إقليم سومر، و أخذ السومريون القادمون من حضارة سامراء من مواطني أريدو (الفراتيين الأوائل) ممكنات التحول الحضاري وأسسه، فأحدثوا ثورتهم العظمى : في الكتابة والدين والمدينة والدولة والقضاء والعدل والصناعة،وامتدوا من أور إلى الجهات الأربعة، فامتد العراق الحضاري ليوائم العراق الطبيعي، عبر أطوار الحضارة طيلة 30 قرنا من الزمان، فأسس السومريون المدن على طول النهرين وسكنوها وأشادوا فيها العمران والتنوير، فضلا عن مدن الجنوب واقليم سومر، شيدوا عانه وهيت و الانبار ونينوى و اورفا وحران وكركميش وكركوك واشنونا في ديالى والدير وبدرايا وميشان وكراخكس وسوسه ، وكثير غيرهن، واستمر بهذا النهج من بعدهم الأكاديون والبابليون والآشوريون. هذه خريطة بلاد الرافدين الطبيعية التي شيد عليها الإنسان العراقي صروح الحضارة الأولى التي امتدت لأكثر من ثلاثين قرنا لتكون الأساس المادي والروحي لثقافة الإنسان العالمي. فلا عجب أن يتعرض بلاد الرافدين إلى عوامل الغزو وهو بلد الوفرة والعطاء ويتعرض إنسانه إلى التشويه والتهميش والعزل و إلى اقتراف جرائم الإبادة ضده ، فداعش ما هي إلا آخر أساليب الإرهاب التي أنتجتها عقيرة الغزاة ضد سكان بلاد الرافدين.

إن التفكير بالنهضة السومرية الجديدة قدر لا فكاك منه للتحرر الرافديني وتحقيق سيادة الإنسان الأصلي على أرضه .
أرض السواد هي أرضنا التي أدهشت بخيراتها الغزاة المتعطشين من سكان الصحراء وعيلام والجبال،الذين شرعوا منذ القدم لمخططات التغلغل والسيطرة والاستيطان الفوقي و إشاعة الدمار والتخريب في مدن العراق العامرة في الإلف الثالث ق.م .
فشرعوا لحرمان أهل الأرض من خيراتها، وظل هذا المفهوم قانوناً ساري المفعول إلى اليوم و يستمر إلى غدٍ، إذا لم تنهض حركة وطنية تبطل مفعوله وتوقف العمل بموجبه.
لقد طور الغزاة من خلال التربص الطويل بالبلاد، والتعرف على الخصائص الدقيقة للسكان، أساليب حاذقة في السيطرة عليهم وتسيير برامج تفتيت مسبقة كالتحالف مع هذا الطرف ضد ذاك ، مع البابليين ضد الأشوريين أو بالعكس ، كنموذج سالف ضارب في القدم للطائفية في العراق.
اخذ ت صيرورته إشكالا تاريخية مختلفة، كان أخطرها الفصل النوعي لهوية السكان، عن الحضارة الرافدينية ، ومنحهم هويات منفصلة عن بعض حتى يصعب على السكان تحقيق الوحدة ، ويتعمق التباعد بينهم وتتسع دائرة الخلاف والحروب، فاخترعوا لهم فكرة الهجرة من الجزيرة واليمن وألحقوها بقبائل سميت بالقبائل العربية الأصيلة، ووزعوا تلك الترنيمة على السكان في مساحات آشور والقسم الغربي من أكد ، وقسم من وادي دجلة الأوسط وفي أشنونا، أما سومر و الأهوار وبابل، مصادر الحضارة الأصلية فقد شككوا بهم وسيّروا المزيد من حملات التنكيل بحقهم، انتقاما من عملية إنتاج الحضارة ، على قاعدة ( الموهوب والثري محسودان)، ولضمان التباعد النهائي بين الجنوب والشمال الرافديني. الغريب إن الفكر السياسي العربي قد تبنى هذه الأطروحات ويغذ المسير في تعميقها ما استطاع. والأغرب ، انه تمكن من أن يعبأ هذه الشوفينية الاستعلائية ضد سكان الجنوب والوسط في دهاليز الفكر السياسي العراقي، وفي المنهج الأكاديمي والتدريسي، فلا مندوحة لنا من الدعوة بجرأة لإصلاح هذين المستويين المهمين في العقل العراقي.



#كامل_الدلفي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق حصان السلام في الشرق الاوسط
- حانة الطفولة مجموعة قصص قصيرة جدا7،8
- مجموعة حانة الطفولة القصصية 4،5،6
- مجموعة حانة الطفولةقصص قصيرة جدا 1،2،3
- . 40 عاما منذ أول انتماء لي في حزب سياسي معارض
- قراءة في نص للكاتبة الفنانة روناك عزيز
- الثعلب الماكر..إكروباتيك الاسلام السياسي الحاكم
- الطائفية: قناع براغماتي هدفه المال والسلطة.
- إدارة صراع الفاسدين ترسيخ لقبضة الخارج على الإرادة العراقية
- جدل الفراغ الفكري ..تجربة الصراع الديني -الشيوعي
- 9نيسان من إعلان للحرية إلى إعلان الحرب العالمية الثالثة
- عذرا ايها الرفيق فلاديمير لينين كلمات في مثل هذا اليوم ... م ...
- فهد
- ماذا لو انسحب حزب الله من خيار المقاومة؟
- مظفر النواب و مشهد التجلي الصوفي لموت البطل
- يا طير البرق تأخرت كلمات في مظفر النواب .
- حرب ما وراء داعش
- العراق ليس استثناء
- أخي الكوردي
- نحو ثورة الفنون الجميلة في العراق


المزيد.....




- شاهد لحظة إضرام رجل النار داخل مقصورة مترو أنفاق مزدحمة بالر ...
- مقتل سيدة وإصابة 11 في قصف اسرائيلي على جنوب لبنان
- مشاهير العالم يحضرون زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز في البندقي ...
- تقرير أمني.. عمليات القرصنة السيبرانية الإيرانية بقيت محدودة ...
- بوندستاغ يقر تعليق لم شمل أسر الحاصلين على -الحماية الثانوية ...
- القضاء الإسرائيلي يرفض طلب نتنياهو إرجاء محاكمته بتهم فساد
- هل خدع الذكاء الاصطناعي الإعلام بفيديو سجن إيفين؟
- محكمة إسرائيلية ترفض طلب نتانياهو تأجيل محاكمته في قضايا فسا ...
- قمة الاتحاد الأوروبي: نواصل الضغط على روسيا بفرض عقوبات جديد ...
- حريق متعمد في مترو سول.. والسلطات الكورية توجه 160 تهمة لسبع ...


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - كامل الدلفي - الأصل السكاني الموحد للعراقيين التعبير الجذري عن وحدتهم السياسية الممكنة