أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبير خالد يحيي - إشهار كتاب ( رسائل من ماض مهجور ) مجموعة قصص قصيرة للكاتبة السورية الدكتورة عبير خالد يحيي















المزيد.....

إشهار كتاب ( رسائل من ماض مهجور ) مجموعة قصص قصيرة للكاتبة السورية الدكتورة عبير خالد يحيي


عبير خالد يحيي

الحوار المتمدن-العدد: 5182 - 2016 / 6 / 3 - 17:36
المحور: الادب والفن
    




مقدمة الأديب المصري محمد البنّا


الوجع الإنساني في نصوص الكاتبة السورية عبير خالد يحيي:


عوالم ثلاثة أو ثلاثة محاور أفقية ، تتحرك فيها كاتبتنا الرائعة بمهارة وتقنية عالية ، تملكت أدواتها في فترةٍ وجيزة ، مكّنتها من الخوض في بحار القلم كسباحةٍ ماهرة ، تتقن السباحة ولا تهاب البحر ، تدرك بحاستها السادسة متى تهدأ ومتى تبادر بركوب أمواجه كمتزلجٍ ماكر ، يراود الموجة فيركب سطحها الهادر ، ويتركها لحظة أن تتهاوى فلا يتهاوى معها ، تلك كاتبتنا ...صورة حية تنشئ قصًا ، ويأخذ منها دفء أنفاسها ، وسخونة دموعها ، ونظرتها المتأملة لغدٍ لا تعلم عنه شيئًا .

مجموعة قصصية شيقة ، لا يبذل القارئ جهدًا ليتلمس بسهولةٍ ويسر خطواتها ، فيتبعها بتشوق وسلاسة ، مُرتحلًا بخفةٍ ورشاقة بين عوالمها الثلاث ، من عالم البحر إلى عالم الشمس ، ثم يعود وقد إنتشت كل جوارحه إلى عالمها الطفولي ، ذلك العالم البرئ الجميل ، برئٌ في عفويته ، وجميلٌ في فطرته السليمة النقية ، فلا يكاد نصٌ يخلو من تلك اللمحات الطفولية ، إن لم يكن تصريحًا كما في نص [ أمي أخبرتني أن الشمس تحبني ] ، ستجده تلميحًا في نص [ الحبيب الأول ] ، وستلمحه تأويلًا وإسقاطًا في نص [ العيش في قبر ] و نصوص أخرى كثيرة .

عجوزٌ مسنة تطالع إنعكاسها في المرآة ، فترى الواقع بكل ترهلاته الجسدية ، وتجاعيده الزمكانية وقد حفرت آبارًا في وجنتيها ، فتستدعي العجوز أيامًا خلت ، طفولتها ، صباها ، شبابها ، تستدعي ماضٍ وعى يومًا بين ضفتيه جسدًا غضًا ، وجيدًا مرمريًا ، ووجنتين متوردتين ، وجدائل تنساب في نعومةٍ ودلال شلالات من ليلٍ بهيم ، وقد أرخى سدوله على كتفيها ، و تنحو بنا الكاتبة منحًا آخر في نصٍ آخر [ أيام عذرية.......] فتجمع ببراعة بين الطفلة وجدتها ، طفلةٌ مرحة تلهو وتُشاكس ، وجدةٌ تُتابع عن كثب ، فتوجه و تنصح حينًا ، و تلوم و تُؤنب حينًا آخر ، إلى أن يطالعنا مشهد الخاتمة لترسم الكاتبة لنا لوحة إنسانية مكتملة حملت بين سطورها و ألوانها الكثير الكثير ، تلتقي الطفلة بالجدة بعد طول غياب ، يتلازمان ، يسيران متشابكي الأيدي ، لا ندري أيٍ منهما يتكئ على الآخر ، حب الطفلة الشغوفة بجدتها ، أم حنين الجدة إلى ما سلف وانقضى من أيام طفولتها وصباها .

عالم البحر ...عالمها الثاني مفرطٌ في قوته ، موغلٌ في غموضه ، ممتدٌ إلى ما لانهاية ، وها هنا يلمح القارئ ذكاء الكاتبة ، فلا تدع للبحر أن يذهب بذهن القارئ ومخيلته إلى أحلامه الذاتية ، فتمزج ببراعة بين عالمها الثاني وعالمها الثالث ...الشمس ، النهار والليل ، النوم واليقظة ، مزيجًا رائعًا يحجب المتلقي عن أي عالم إلا عالمها هى ، يتحرك مع خطواتها ، يتنفس أنفاسها ، يبحر معها ، ينتظر الغروب و يتطلع بلهفةٍ إلى شروقها ، و استشراف حدثٍ جديد أو ...حرف جديد يضيف ولا ينتقص .

يتجلى عالم البحر في قارب موت ، يحسبه اليائسون قارب نجاة ...نص [ مركب الغرب ] ، ويتمازج البحر و الشمس في توليفةٍ مذهلة في إدهاشها ، الأم والطفلة والبحر والشمس ، والأم تخبر الطفلة أن الشمس تحبها ، نص " أمي أخبرتني أن الشمس تحبني " ، وتنفرد الشمس بالمشهد كاملًا وبجدارة في نص [ مصير ] ، حيث لا أثر للشمس في مفهومها الحسي للحظة بين احرف النص ، حيث السحب الداكنة تطغى ، وسحب اليأس تسيطر و توغل أسلحتها في نفس البطلة ، إلا أن شاحنةً تعترض الطريق المعتم ، فتشرق شمس الخلاص .

عوالم ثلاثة أفقية تمازجت بعفوية مع عوالمها الثلاث الرأسية ، ونعني هنا عالم الماضي وعالم الحاضر وعالم المستقبل .

مراحل زمنية ، تستدعي فيها و منها كاتبتنا ماضيها الطفولي ، وتستعرض ملامح حاضرها بكل مراراته و مآسيه و رتابته حد الملل و التجمد ، و ملامح أفراحه على قلّتها ، ثم تشرف بوعيها و مخيلتها و حاستها السادسة ، على مستقبلٍ تراه رأي العين اللاواعية ، ولكنها عينٌ خبيرة تُحسن قراءة توابع الأحداث و نتائجها ، تذهب حيث يُمسي المرء وحيدًا ، وقد انفض الجمع من حوله ، كما انفض عنه شبابه و بهاء طلّته .

عالم الماضي لا تتركه إلا لتعود إليه راغبةً أو مضطرة ، لنراها طفلةً مرة أخرى في أقصوصتها [ الهروب الكبير ] ، امرأةً في الأربعينات تقف أمام مرآتها ، تلمح تجاعيد بدأت تتسلل بلطفٍ إلى نضارة وجهها ، تتجاهلها ، تعود إليها ، فتهرب منها إلى ملجأها الأثير و عالمها الجميل ، ترتع في مرابع طفولتها ، تجمع الشمس بين كفيها ، تُركعُ البحر تحت قدميها ، و تستسلم لأصوات النوارس البحرية ، و زقزقة العصافير ، غير آبهةٍ بعصاقير جوعٍٍ تواصل صراخها في أحشائها الصغيرة ، لتستغرق حالمةً و أقزامها السبعة تتراقص حولها ، ومن ثم تستيقظ ، و قد عادت الروح إلى الجسد الظامئ إلى رواء ، فكان البحر و كانت الشمس ، تتجاهل المرآة وتواصل رحلة الحياة ، و في نص [ دانتيللا ] نرى تفردًا و نصًا حواريًا تتداخل فيه الأصوات مع أحاديث النفس و هواجسها ، نرى أمًا قد غاب ظهورها في أكثر النصوص إلا لمما ، تظهر بقوة لتحتل مساحة النص في شخصيتين متلازمتين متطابقتين أم وأبنتها العروس ، من العروس ومن الأم ؟ ، تتبادلا الأدوار بحنكة ومهارة ، فلم أر إلا أمًا تقمصت شخصية إبنتها العروس و أرتدت ثوب زفافها ، لا لشئ إلا لتجتر ذاكرتها مأساة ً مرّت بها ، فآلت إلى ما هى عليه الآن ، ثم تعود الكاتبة الماهرة لتكمل عقد لؤلؤاتها ، و تغلق الدائرة المفتوحة ، غافلةً أو متغافلة عن عمد ، إنها ما زالت داخل الدائرة ، أو جالسةً في السيارة الخطأ ، في اللحظة الخطأ ، في نص [ عفوًا دكتورة ] .


انتهى


تحياتي والود :
أرفق سيرة ذاتية للكاتب محمد البنا مع صورة شخصية

الأسم / محمد إبراهيم صالح البنا.....والشهرة محمد البنا .... كبير مهندسي طيران / مدير عام متقاعد بشركة مصر للطيران .....مواليد القاهرة في 25/9/51....نوبي عربي / اسوان ...أكتب الشعر من أواخر الستينات ولي ديوان واحد " كلام في الفاضي والمليان" ....وأكتب القصة منذ عام 2012 ...ولي ما يزيد عن الألف قصة قصيرة وقصيرة جدا ...وأربع روايات غير مطبوعة .... أمارس دوري كناقد انطباعي ومبدع قصصي وأشارك فريق ممتاز في إدارة واحة القصة القصيرة والقصيرة جدا ...منتدى على الفيسبوك



#عبير_خالد_يحيي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحاكاة الداخلية في نصوص الكاتبة المصرية هالة محمود مقدّم م ...
- نقد أدبي لنص ( جنون في النقل لا في العقل ) للكاتب العراقي كر ...
- قراءة نقدية لنص ( أحلام ورق ) للكاتب المصري محمد البنّا مقدم ...
- انتظار
- قراءة نقدية لقصيدة ( كارثة ) للشاعر العراقي عبد الرزاق عوده ...
- قراءة نقدية لنص ( الغائب ) للكاتب صاير الجنزوري مقدم من الدك ...
- حديث سمر
- قراءة نقدية لنص الكاتبة السورية ريتا الحكيم ( تعتيم )مقدّم م ...
- أيام عذرية
- وفاء اللؤلؤ
- ديمقراطية الرفض
- دانتيللا
- قراءة نقدية
- نقد الأستاذة انتصار كمون لنص موت بحكم الحياة
- رقصة مؤجلة
- موت بحكم الحياة
- أربع قصص قصيرة حداً( أجنَّة )
- تجوال
- 4 قصص قصيرة جداً
- لو كان بيدي


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبير خالد يحيي - إشهار كتاب ( رسائل من ماض مهجور ) مجموعة قصص قصيرة للكاتبة السورية الدكتورة عبير خالد يحيي