أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - فتوى مزارع الخشخاش الأفغاني














المزيد.....

فتوى مزارع الخشخاش الأفغاني


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 5181 - 2016 / 6 / 2 - 10:20
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



عشبة الخشخاش المخدرة تزرع بكميات هائلة في امكنة اسيوية كثيرة ومنها وحسب الكمية ووفرة مزارعها في افغانستان والهند وتايلند وايران والفلبين ومينمار وباكستان . فأذا كان الحشيش والمخدرات ( المارجونا )يزرع في كولمبيا والمكسيك مثلا فأن النفع فيه يعود الى كارتلات ومافيات اجرامية ومسلحة وتدار من قبل عائلات كما آل كابوني الايطالية في امريكا ونابولي وصقيلة وروما في ثلاثينات القرن الماضي ، فأن خشخاش اسيا يرتدي بوضوح اللباس السياسي المتدين عندما تستخدمه الجماعات المتطرفة والحكومات في تمويل انشطتها القتالية التي ترتفع فوق رؤوس مقاتليها رايات الجهاد وقتال الحكومات التي نصبتها امريكا وحلفائها الاطلسيون.
اباحت طلبان لنفسها ان تجعل الحشيش ( المحرم ) أسلاميا ليمول حربها مع الدولة وامريكا ، واباحت بعض الدول الاسيوية التغاضي عن الاف الدونمات المزروعة من الخشخاش المخدر لذهب الى دول اخرى بعيدة ومجاورة لزعزعة الاستقرار فيها ومن النافذة السياسية .
الخشخاش الافغاني الاخضر يرتبط براية الجهاد الخضراء وكأنهم يبررون ذلك الاسئلة الفقهية التي كانت تقدم من طلبة المدارس الاسلامية في الباكستان التي تعتبر المغذي العقائدي والبشري لحركة طلبان والتي تقول : مادام الخشخاش حرام كما الخمرة والميسرة فلماذا نزرعه ونبيعة . فكان رد الشيخ الفقيه في طلبان :ان الغاية تبرر الوسيلة .
تلك الغاية مبررة باطلا في قندهار وكابول والمدن الاخرى . ولكن مبرر انتشاره في العراق مثلا بعد 2003 انما هو قائم على قصد محفلي غامض وخطير يُراد منه تدمير البنية الفكرية وتمزيق النسيج الاجتماعي وابقاء فوضى الحياة وتشتت القوة الشبابية التي يمكنها ان تقود الثورات في وجه الجوع ولصوص الفساد ومدعي التدين الزائف وسياسوا الرواتب العالية والصفقات الفاسدة .
وربما هناك من جرب سرا بتأسيس مزرعة صغيرة لتلك النبتة القاتلة بين مزارع الطماطة والخيار والبامية والباذنجان والبطيخ ، ولآن شكل النبتة غير معروف فأن اي احد حتى الشرطة وموظفي دوائر الزراعة والري لايعرفون طبيعة تلك النبة.
سيتطور الامر حتما ، مع الاعتراف الحكومي بأنها توسع في جهاز مكافحة المخدرات وسط التغاضي والتباطيء عن هذه التجارة السرية التي تنشط في امكنة حساسة ومهمة من البلاد.
الخشخاش الافغاني والايراني يأتي عبر الحدود البرية عندما يعجز الشرطي المسكين في معبر الشلامجة وزرباطية والفكة من تفتيش سيدة مبرقعة ولايظهر من وجهها أي شيء .
تباطئ وتغاضي الدولة عن هكذا آفة بقصد وغير قصد ينمي وببطئ في جسد الشبابية العراقية جمالية الادمان على الشيء الرخيص والمتوفر في الازقة السرية والأمكنة الموبؤة والملاهي الذي سينسيهم عذابات وعوز الحياة التي يصنعها الفقر والتهميش والبطالة وما تغري فيه قنوات الغناء والافلام المغرية وجمال نساءها ، والروابط المتاحة في البيوت ومقاهي الانترنيت للافلام الاباحية . فعندما يجتمع الجنس مع الفقر فأنا جهة الضياع والتمتع بتلك الاشياء المحظورة وصانعة المتعة السكرانة وحدها من تكون متوفرة في مناخ تختلط فيه الاوراق وتضع البلاد والحكومة اولوياتها في محاربة الارهاب وترتيب بيت المحاصصة والمصالح ومجابهة الرفض الشعبي في تظاهراته الحاشدة.
آفة الخشاش الأفغاني التي تصدرها طلبان تحت شعار فتوى قتل الملحدين ، تنتشر اليوم بطاهونها المدمر في اوساط الشباط بأشكال وانواع شتى من الكبسولة والحبة الملونة والامبولة التي تحقن في الذراع الى شكلها الورقي الملفوف في السكائر .
التحذير العلني من هذا لا تريد الدولة ان تشجعه حتى لاتضطر للاعتراف بوجودها امام الرأي العام .
وعموما فأن الخشاش الافغاني الذي سنكتشف في يوم قريب أن داعش صار واحدا من زارعيه ومصدريه من خلال انشاء مزارعه في الرقة واطراف الموصل يكون قد دخل لعبة تهديم الروح والجسد للشباب العراقي والسوري .وحتما يكون جواب اي رسالة للفتوى حول زراعة هذا الخشاش يكون الجواب الفقهي الباطل : الغاية تبرر الوسيلة .



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزقورة ( أسرار الغرفة العِلْويةُ )
- المسافة بين الجبايش وأسطنبول
- أهوار ونخيل بول بريمر
- الفلوجة والرصافي الذي يكره داعش
- معدان ( صوفيا لورين )
- الكلُ يقول : الأهوار عمتي
- محنة الحُفاة في نيل الجنة
- جماليةُ الحال ، لما بَعدَ المُفتيّْ
- رسالة الى محافظ المثنى
- السماوة مرثية ( سعدي وحسين نعمة )
- لم تعُدْ الخضراء أخت الجنة
- مديح للمندائي عبد الجبار عبد الله
- العراق ومايوهات سواحل أزمير
- أبو عادل ( لينين في جريدة )
- سعاة بريد العقل
- النواب وكافتريا الفيس بوك
- يوم خَطبَ الجَلبيُ من شُرفتِها
- رقصات هنغارية في الناصرية
- في انتظار أيميل البيت الابيض
- أطفال سيد خضير


المزيد.....




- ولاية أمريكية تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة
- الملك السعودي يغادر المستشفى
- بعد فتح تحقيق ضد زوجته.. رئيس وزراء إسبانيا يفكر في تقديم اس ...
- بعد هدف يامين جمال الملغى في مرمى الريال.. برشلونة يلجأ إلى ...
- النظر إلى وجهك أثناء مكالمات الفيديو يؤدي إلى الإرهاق العقلي ...
- غالانت: قتلنا نصف قادة حزب الله والنصف الآخر مختبئ
- بايدن يوقع قانون مساعدات كبيرة لأوكرانيا والمساعدات تبدأ بال ...
- موقع أمريكي ينشر تقريرا عن اجتماع لكبار المسؤولين الإسرائيلي ...
- واشنطن.. التربح على حساب أمن العالم
- السفارة الروسية لدى سويسرا: موسكو لن تفاوض برن بشأن أصول روس ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - فتوى مزارع الخشخاش الأفغاني