أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - النواب وكافتريا الفيس بوك














المزيد.....

النواب وكافتريا الفيس بوك


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 5138 - 2016 / 4 / 20 - 22:05
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


النواب وكافتريا الفيس بوك
نعيم عبد مهلهل
لاتوجد أي كافتريا في أي برلمانٍ في العالم مثل كافتريا مجلس النواب العراقي من يتم فيها مراجعة صفحات الفيس بوك للسادة النواب ، وأكثرهم بصفحات وهمية يمارسون فيها هواية الغزل او تحاشي الهروب من نقد المتصفحين لهم والذي يصل حد الشتم عندما تشعر الناس أن أداء المجلس أصبح سيئاً.
وبالرغم هذا يقول احد البرلمانيون :ان نصف النواب يتأففون جزعا حين تطول الجلسة ويبدا شوقهم يزداد للحظة الشاي والسيكارة والفيس بوك في كافتريا المجلس.
هذه الكافتريا هي الظل الاخر لقاعات الاجتماعات فكل ما ينبغي ان يبقلى سرا داخل حرم القاعة الأم يتسرب بسهولة في الكافتريا من خلال رسالة نصية في الموبايل أو من خلال تسريب الخبر على صفحة النائب الوهمية ، واكثرهُ شهرة ما تقوم به الفضائيات بدس صبية حلوة تتغنج امام النائب وخصوصا من تجاوز عقده الستيني ( فيكُتهنْ كِلهن.)
ذلك المكان الذي يتحول في بعض الاحيان الى مكان للاحتجاج والامتعاض والتمنع من دخول الجلسة ، كان في الدورة الاولى مطعم من الدرجة الاولى يقدمُ فيه كل ما لذ وطاب وكأن النواب هنا ليسوا الظل الاخر لجوع فقراء الشعب وممثليه ، بل هم أكلة شرهين للكاتوه والبقلاوة وانواع العصائر ، لهذا كانت الدورة الاولى ليست كافتريا الفيس بوك الذي لم يكن منتشرا ومكتشفا في العراق حينها بل كانت كافتريا الثريد والغزل الخفي والمحابب وتبادل الحديث عن نوعية حجر محبس النائب إن كان يمانيا او كهرب أو لازورد أو عقيق ، ومن كان خاتمه عقيق يحاول دوما ان يرفعه امام كاميرا التلفزيون ليريَّ المشاهدين الورع والفقه والتقية .
اليوم مع التقشف وانهيار براميل النفط فوق رأس الموازنة العراقية ، شح الكاتوه والتشريب وحتى العقيق قل وجوده في الاصابع ولكن العولمة أتت بلهو آخر غير الزمرد والكابشسنو عندما وفرت من خلال شبكات الاتصال زين وكورك واثير الذين نهبوا جيوب العراقيين بسعر المكالمة وفرت لهم خطوط الانترنيت وتصفح الفايس بوك ، فكانت نشوة حالمة لدى الكثير من الذين تنطبق عليهم تلك الاهزوجة العمايرجية الجميلة القائلة : توهن طربن شيباتي.
كافتريا مجلس النواب جمهورية مستقلة بطقوسها يمارس فيه كل انواع الاتصالات والنفاق السياسي وهي ايضا منبر لخطاب الرافضين لما يحدث داخل القاعة ، وهو ايضا المكان الاثير لدى من تدفعهم جهة ما رئاسية او كتلوية ليستمعوا بالتنصت الى مايقال ويخطط ، فأذا كان هناك المثل الشائع الذي يقول : دُبرَ في ليل ، وهنا في حديقة الفيس بوك البرلمانية يقولون : دُبرَ في الكافتريا.
كافتريا الفيس البوك التي هي عبارة عن دولة مصغرة تقع في ماكن ما من المنطقة الخضراء ، ربما سلطتها وحركتها وأتفاقياتها اكثر من دوبلماسية اليوم الفاتيكاني الذي يقع جمهورية الفاتيكان في اطراف روما.
ولان الفاتيكان ليست جمهورية داخل جمهورية ، لكن الكافتريا التي سكانها من كل الشعوب والاديان والمذاهب والطوائف والاقليات والصحفيين والصحفيات والنادليين والنادلات هي جمهورية داخل جمهورية تتم فيها الهسهسة والصفقات وعبارة : أگلكَ ولا تگول.
لكن الغريب أنَ كافتريا الفيس بوك تلك هي المكان الوحيد في العالم الذي لايبقى فيه السر دقيقة واحدة حتى يخرج للعلن.
وبالرغم من هذا الكافتريا اليوم تعتصم وتلبس اثواب روبسبير وجيفارا وسعيد بن جبير ، وتلك الصورة هي من بعض متغيرات الغليان الداخلي الذي ينتقل من القاعة الى خارجها ، ليتخذها النواب المعتصمون ساحة تحرير بديلة عن تلك التي نصب فيها الرائع جواد سليم ملحمته الشعبية والثورية.
دور جديد مشرف لهذه الكافتريا ، وحتما الفيس بوك يصبح أحد وسائل هذا الدور لرجم المحاصصة والبريقراطية والبطون التي تستجدي اصوات الشعب من اجل المزيد من الكاتوه والكابشينو.



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم خَطبَ الجَلبيُ من شُرفتِها
- رقصات هنغارية في الناصرية
- في انتظار أيميل البيت الابيض
- أطفال سيد خضير
- البتلو والاشتراكية
- مندائيٌ في كوسوفو
- الناصرية وقيطان صالح جبر
- عطر الشطرة في مساء المقهى
- أيام كصة المودة
- الغرام في الطمر الصحي
- موسم الهجرة الى التسيقط
- برلمان بدون قيصر وكليوباترا
- خلطة عراقية سرية
- تومان يعزف في بيتنا
- هتلر سماكا
- الطشت والتانكو الاخير
- ما بعد الحقائب الوزارية الجديدة
- لينين وكرمة الحجية
- بوشكين وكريم
- مدينة الناصرية وقصصها الجميلة


المزيد.....




- السعودية.. تركي آل الشيخ يرد على حملة ضده بعد تدوينة -الاعتم ...
- مدى قدرة جيش إسرائيل على بسط سيطرة كاملة في غزة؟.. محلل إسرا ...
- إعلام رسمي إيراني: المعدوم بتهمة التخابر مع إسرائيل كان عالم ...
- إشادة فرنسية أمريكية.. حكومة لبنان تتجه لنزع سلاح حزب الله
- المجلس الأمني الإسرائيلي يقر خطة نتانياهو -للسيطرة على مدينة ...
- دبي .. روبوت في اجتماع رسمي
- حراك شعبي في هولندا دعما لغزة وتنديدا بالمجازر الإسرائيلية
- تحقيق يكشف فظاعات وجرائم ارتكبت بمخيم زمزم للنازحين في دارفو ...
- خمسة مبادئ وانقسام حاد.. تفاصيل قرار -الكابينت- لاحتلال غزة ...
- مصر.. صورة مبنى -ملهوش لازمة- تشعل سجالا واستشهادا بهدم كنيس ...


المزيد.....

- كتاب: الناصرية وكوخ القصب / احمد عبد الستار
- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - النواب وكافتريا الفيس بوك