عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 5178 - 2016 / 5 / 30 - 14:21
المحور:
الادارة و الاقتصاد
هذا الهراء الاقتصاديّ العظيم
مؤتَمَرٌ لدعم الانتاج المحليّ ، و تشجيع الاستثمار داخل الوطن.
بطاقةُ الدعوةِ الباذخة (المستوردة) وحدها ، كلّفَتْ المُنَظّمَ عشرة دولارات .
الضيوفُ ، من الجنسين ، الذين ضاقَ بهم ديوانُ الفندقِ الفخم ، بنجومهِ السبع ، كانوا في قمّة الأناقة .
الفضائيّاتُ تملأُ القاعةَ بالضوءِ والضجيج .
الحضورُ يتدافعُ بالمناكبِ على اصطيادِ "المايكات" ، للإدلاء بالتصريحات الحماسيّة ، التي جعلتْ من المؤتمر ، منَصّةً للانطلاقِ نحو الرأسماليّة .
سياسيٌّ مُبتديْ ، يرعى المؤتمر ، يتبخترُ في القاعة .. والأكاديميّون الصغار والكبار ، والخبراء والمستشارون الصغارُ والكبار ، والطفيليّونَ والمُتطفّلونَ الصغارُ والكبار ، يتسابقونَ لمصافحتهِ ، والانحناء ِ له .
أعرفُ مُستثمِرينَ و مُنتِجينَ محليّينَ (في جميعِ المجالات) .. يُحاصرهُم ، كما يُحاصِرُنا ، راعي الحفلِ وأشباهَهُ بالمستوردات الرخيصة التي تُغرقُ سوق الوطنِ المفتوح (من السياراتِ ، إلى الإبرةِ والخَيطِ ، إلى الباذنجانِ والطماطةِ) .
اتّصَلْتُ بهم ، وسألتهُمْ: ما الذي ينقصنا ،و ينقصكم، لنُنتِجَ بعضاً ممّا نأكلُ ونلبَسُ ونَسْتَخدِم ؟.
أجابوا : اتركوا كلّ هذا الهراء الاقتصاديّ العظيم ، و لا تُشارِكوا في حفلاتِ التفاهة هذه ، وامنعوا المُستوردينَ من قتلنا بالجُملةِ والمُفرَد.
لسنا انبياء ، ولدينا أخطاء ، وبعضنا لديهِ خطايا .. ولكن :
هل تستطيعونَ منعَ "المُستَورِدِ " من قتلِ "المُنتِج " ؟.
افعلوا ذلك .. إنْ استطعتُمْ ..
أو اصمتوا الى الأبد .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟