عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 5162 - 2016 / 5 / 14 - 14:08
المحور:
الادب والفن
عندما كان البلبلُ يطيرُ .. ويُغنّي
في هذا العُمْرِ الإضافيّ
، الزائدِ عن اللزوم ،
أحِنُّ إلى فتيات ما قبلَ الجينز .
إلى وجوه ما قبلَ التقشير ، و مُستحضرات الـ "بوتوكس" .
إلى عيون ما قبلَ العدسات الملونّة
حيثُ يخزرنَني العابرات
بغضبٍ صافٍ
خالٍ من اشعّة " الليْزَك" .
أحنُّ إلى نساء التنانير الفضفاضة
التي تتحرّشُ بها الريح
حيثُ أعتى رجُلٍ فينا
يخرُّ صريعاً
من الحُبّ .
أحِنُّ إلى المارّاتِ بي
و تلفحني رائحتهنّ .. فأدوخْ
ويبدو ذلك عليّ
فيضْحَكْنَ ، ويتغامَزْنَ
وأبقى طيلة شهرينِ
أحاولُ ان أتذكّرَ بعضاً من ملامحهنَّ دون جدوى
قبل ألف عامِ من "الفيس بوك" .
أحِنُّ إلى صبايا الجيرانِ .. الحُلواتِ المَرِحاتِ .. ربّات الآلهة
اللواتي يصعَدْنَ إلى سطحِ الدارِ عَصْراً .. ليفرشنَ الأسِرَّة
وانا انظرُ إلى سيقانهنَّ اللامعة
من فتحةٍ بين طابوقتين
تُعادِلُ "جوجل" .
أحِنُّ إلى الطالباتِ القديمات
وهُنَّ يرتجفنَّ من الخوف
عندما يرنُّ الهاتفُ الأرضيُّ
قبل تطبيقات الهواتف الذكيّة ، ولقاءات الـ "كوفي شوب" ،
بخمسةِ قرونٍ على الأقل .
أحِنُّ إلى الحبيباتِ اللواتي
لا يكتبنَ القصائد .
أحِنُّ إلى قصائد "ما قبلَ الحَداثة"
حيثُ (باقر سماكة) ، هو شاعري المُفضّل .
و حيثُ "البلبلُ الفتّان .. يطيرُ في البستان . وإنّني فرحان .. بصوتهِ الرنّان " .
و .. " عندي خروفٌ أبيضُ .. أتبعهُ فيركضُ . لهُ قرونٌ تنطحُ .. قويّة وتجرحُ .
لكنّهُ صديقي .. بحبيَّ الحقيقي . وأجلبُ الحشيشا .. إليهِ كي يعيشا " .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟