أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحاب العربي - الأسْطرة كَمَهْرَب.. تهويد السراج نموذجا














المزيد.....

الأسْطرة كَمَهْرَب.. تهويد السراج نموذجا


رحاب العربي

الحوار المتمدن-العدد: 5168 - 2016 / 5 / 20 - 23:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مرة أخرى يعيد الليبيون تسويق نظريتهم السمجة القديمة لتبرير سقوطهم المريع وعجزهم عن معالجة أسباب أزمتهم ومحاسبة ذواتهم ، وذلك باللجوء الى آلية الاسطرة واختلاق أبعاد أسطورية لأزمتهم تتراوح بين تعليق أسبابها على حائط الله (الله غالب) وبين تهويد رموزها بهدف تبرئة ذاتهم وتنويم عقولهم وتبرير فشلهم في مواجهة الحقائق المرّة والصادمة التي وصلوا لها بعد إطاحة النظام السابق واكتشاف خواء عقولهم وعدمية تفكيرهم وعبثية مشروعهم..

فبعد أسطورة تهويد القذافي التي علق عليها الليبيون كل أخطائهم في حق وطنهم على مدى أربعة عقود بتماهيهم مع كل نزوات القذافي وشطحاته، ولازال غالبيتهم يرددون تلك الأسطورة بكل فجاجة وعناد؛ هاهم اليوم مرة أخرى يستدعون هذه الأسطورة لإلباسها الى واحد من الأدوات التي نصبها الأمريكان كواجهة لإدارة مصالحهم في ليبيا فبراير، ممثلة في النائب فائز السراج الذي أصبح بقرار غير معلن من واشنطن وكيلا شرعيا لإدارة مصالحها ومصالح حلفائها في مستعمرتها الجديدة ليبيا فبراير المحروسة بحراب مليشيات الإخوان المسلمين والجماعة الليبية القاتلة ومليشيات عرقية وقبلية لا وجود لليبيا كوطن في أجندتها ..

لم نفاجأ بتلك القصص السمجة والفجة عن أصول يهودية لفائز السراج التي هي أكليشيهات جاهزة يتم إلباسها لكل من لا يروق لشعب الله المحتار في ليبيا، هذا الشعب الذي يكابر ويرفض بعناد الاعتراف بخطيئته التي ضيعت عليه أربعة عقود من الزمن كانت كفيلة بنقله من مرحلة التخلف الى مرحلة النمو، وها هو اليوم يعيد نفس السيناريو الذي ردده سابقا على كل المستويات عن أصول يهودية للقذافي، لتوظيفه اليوم من جديد في مواجهة حكومة واشنطن المفروضة في غرب البلاد، بالدفع بقصص عن أصول يهودية للسراج.. وهي قصص تعكس سذاجة مردديها وهزال تفكيرهم ومجافاة عقولهم للواقع وعجزها عن التعامل معه ..

واليوم وأمام مرحلة التأزم الجديدة التي دفعت لها ليبيا بتنصيب السيد السراج حاكما لها في خرق مفضوح لشرعية مجلس النواب والحكومة المنبثقة عنه التي كان الأمريكان أنفسهم أول من باركها، وهي أزمة لا تقل خطورتها عن خطورة إزاحة القذافي، وذلك لجهة ارتباطه (السراج) بدوائر الامبريالية الأمريكية العدو التاريخي لتحرر الشعوب من الهيمنة والتخلف؛ وبعد أن رمى الليبيون ملف اليهودي برنار ليفي صديقهم وحليفهم الفاعل في إنجاز إطاحة القذافي، في غياهب النسيان؛ ها هم يعيدون اليوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي وفي حواراتهم وتجمعاتهم رواية أسطورية عن أصول يهودية للسيد السراج، وكأنهم لم يستعينوا بالأمس القريب فقط بهذا اليهودي الصريح الذي يفخر بانتمائه الصهيوني في إسقاط القذافي! ..

استدعاء هذه الأسطورة عن أصول يهودية للسراج تتم لأمرين مهمين بالنسبة لمطلقيها:
أولهما للتحريض ضده والحشد لإسقاطه لمعرفة من يقف وراء هذه الرواية الأسطورية مدى إجماع الليبيين على الوقوف في وجه كل ما يمت لليهود بصلة، خاصة إذا واكب هذه الأسطورة ضوضاء إعلامية تحريضية ، وذلك بفعل حالة الالتباس في عقول العرب ومنهم الليبيون التي تخلط بين اليهودي والصهيوني.. وكأننا نفتقر للقرائن والأدلة التي تؤكد عدم شرعية سلطة ما يعرف حكومة الوفاق الوطني وتعريتها من أي شرعية تدفع بها واشنطن وحلفائها الأمر الذي يستدعي منا الدفع بمثل هذه الأساطير الساذجة عن أصول يهودية للسراج !
وثانيا لتبرئة النفس من المسؤولية عن تغلغل المخابرات الأمريكية وكل أجهزة التخريب العالمية في مفاصل ليبيا وسيطرتها على البلاد بعد أن فتح ثوار فبراير أبواب البلاد مشرعة أمام كل شُذّاذ الأفاق لتغذية صراعاتهم العبثية وبيع ضمائرهم للشيطان ..
وهناك أمر ثالث لكنه يخدم أطرافا خارجية تحرص على بقاء ليبيا في وضع التخبط والاضطراب، وهو يتعلق بإبعاد الليبيين عن التفكير السليم والبحث عن الأسباب الحقيقية لأزمتهم، وضمان بقائهم أسرى لأساطير لا وجود لها، تضمن استمرار مأساتهم..

وأمام هذا الواقع المرير الذي أوصل الليبيون بلادهم له بفعل تشرذمهم تقوقعهم على كياناتهم القبلية والجهوية والعرقية وحشدهم ورفعهم للسلاح في وجه بعضهم وفتحهم أبواب بيوتهم لكل تجار الإرهاب وممولي الحروب العبثية وبعد سقوط بلادهم لقمة سائغة بين فكي الوحش الأمريكي الكريه؛ هاهم يعيدون ترويج نفس اسطوانة التهويد التي طالما رددوها حول القذافي معتقدين أنهم بذلك يمكنهم تبرئة أنفسهم من جريمة ضياع بلادهم وتدمير مستقبل أبنائهم.

وفي أجواء أسطرة أزمتهم وتعليقها على مشجب التهويد او حائط الله؛ سيظل الليبيون يعيدون إنتاج مشاكلهم من جديد كلما وصلت بهم الأمور الى الحائط وانسدت في وجوههم المنافذ، ويبقى المخرج الوحيد والسليم لكل الأزمات والمشاكل التي تواجههم اليوم كأفراد او كشعب هو الاعتراف وبكل شجاعة بالمسؤولية عن ما وصلت له بلادهم من ارتهان للهيمنة الأمريكية والغربية وتدمير لكل مشاريع إعادة البناء التي باشرها النظام السابق في الوقت الضائع وبددوا هم اليوم بعبثهم ونزقهم كل أمل في إعادة بنائها ، والبدء في معالجة حقيقية و واقعية تتعامل مع الواقع بعقلانية وبعد نظر لإخراج ليبيا أولا من مخالب الوحش الأمريكي ثم البدء في ترميم كل الشروخ والأخطاء التي ارتكبوها في حق وطنهم وأنفسهم وتجاوز كل مراراتهم لصالح هدفهم الأسمى وهو بناء ليبيا كوطن لكل الليبيين، تنتمي الى محيطها العربي والإفريقي وتحترم كل الشرائع والقوانين الدولية..



#رحاب_العربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفارقات مكلفة !! قصة قصيرة
- أبناء معتوهات يعتلون منابر الاسلام!!
- مأساة الأزيديات هل تشعل ثورة المرأة الشرقية؟!!
- التسول مهنة أنثوية.. لماذا؟؟
- الإرهاب في ليبيا يستبيح هناء البراءة..
- نظرة المجتمع للانثى ك-وباء-
- ماذا عن واقع المراة الليبية يا سيميرة؟!!
- هناك ميادين الجهاد..
- في ليبيا: اسلام بلا مسلمين!!
- عشاق الخوازيق يسدون الطريق
- قمع الرأي ثقافة عصية على الزوال في ليبيا !!
- الاخوان في ليبيا.. بعد السلطتين التشريعية والتنفيذية يسعون ل ...
- تساؤلات أمام جريمة بنغازي المروعة
- السعودية تمنع الدعاء على اليهود والنصارى !!وماذا تبقى لهم؟
- مشهد ديمقراطي بمقاس حزب العدالة والتنمية .
- مرسي يستنسخ مسرحية القذافي -السلطة بيد الشعب- !!!!
- الاقطاعيون الجدد يبددون تضحيات شهداء ليبيا..
- الشرق الاوسط..بوق للنكرات!!
- حكومة عرف الديك الليبية
- الشعب يريد.. طاغية جديد


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحاب العربي - الأسْطرة كَمَهْرَب.. تهويد السراج نموذجا