أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم محمد علي - الواقع السياسي في إقليم كوردستان وإتفاقية سايكس بيكو














المزيد.....

الواقع السياسي في إقليم كوردستان وإتفاقية سايكس بيكو


قاسم محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 5166 - 2016 / 5 / 18 - 09:08
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تمر علينا في هذه الايام ذكرى المئة عام على إتفاقية سايكس بيكو التي وُقعت في 16 آيار 1916 بين بريطانيا وفرنسا لإعادة رسم الحدود الجغرافية للمستعمرات العثمانية في منطقة الشرق الأوسط، وفقاً لمصالحهم السياسية والإقتصادية والإستراتيجية. وكان نصيب الكورد من تلك المعاهدة تقسيم كوردستان بين تركيا وإيران وسوريا والعراق.

ما اُريد ان أتحدث عنه في هذا المقال هو الواقع السياسي الحالي في إقليم كوردستان وربطه ببعض الاسباب التي دفعت بريطانيا وفرنسا تقسيم كوردستان بين دول الجوار في تلك المعاهدة. تقسيم كوردستان لم يكن بسبب عداء بريطانيا وفرنسا ضد الكورد وكوردستان آنذاك، إنما قاموا ووفقاً لمصالحهم السياسية والإقتصادية إعادة رسم الحدود في المنطقة بأقل خسارة ممكنة من الناحية السياسية والإستراتيجية، وبما إن الشعب الكوردي كان متفككاً ومنقسماً ويُحكم من قبل الاُمراء ورؤساء القبائل والعشائر وكان مقسماً الى قبائل وعشائر متصارعة ومتحاربة فيما بينها، باضبط كما هو الواقع السياسي والإجتماعي والإقتصادي المتدهور والغير مستقر في إقليم كوردستان المتفكك والمُقسم اليوم الى إمارات مجزءة خاضعة لسلطة الأحزاب وتحكمه رؤساء الأحزاب، حيث إمارة بادينان المعقل الرئيسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني، وإمارة سوران الخاضعة لسلطة الإتحاد الوطني الكوردستاني، وبالتالي كان سهلاً على بريطانيا وفرنسا حفاظاً على مصالحهم الإستراتيجية والسياسية في المنطقة، تقسيم هذا الشعب المتفكك والمتحارب والمتصارع والمتخلف باُمراءه ورؤساء عشائره وقبائله آنذاك. اليوم أيضاً لو إقتضت المصالح العليا للدول العظمى، لقُسِمت إقليم كوردستان في معاهدة جديدة أنجلوميركية بين إنجلترا وأمريكا، لكن مصالحهم تتطلب اليوم إبقاء إقليم كوردستان ضمن الدولة العراقية، ولن يؤيدوا تشكيل الدولة الكوردية، رغم معرفتهم الكاملة في إنهيار الدولة العراقية ورغم الإرهاب والدمار والخراب والصراعات العرقية والمذهبية والطائفية في العراق. المشكلة فينا نحن الكورد، وبما إننا شعب متخلف ننتج بالضرورة قادة ومسؤولين متخلفين ومن ثم نُمجدهم ونُعظمهم ونُصفق لهم ونتملق اليهم ونبارك لهم ونسكت عن خطاياهم وعن فسادهم ونهبهم وسرقتهم لثروات الشعب والمال العام.

الواقع السياسي للكورد في كوردستان قبل وآبان معاهدة سايكس بيكو عام 1916، يمكن رؤيته بكل وضوح في إقليم كوردستان اليوم في 2016، حيث تحكمنا اليوم أيضاً رؤساء القبائل والعشائر والعوائل المالكة ولكن بصبغة ديمقراطية وعصرية هذه المرة. الإنقسامات وإفتعال الأزمات السياسية والإقتصادية وتدهور الوضع المعيشي للمواطن والصراعات الحزبية من أجل إحتكار السلطة والنفوذ السياسي والمواقع الرئاسية في الدولة، وشق الصف الكوردي من قبل قيادات الحزبين الكورديين في الحزب الديمقراطي الكوردستاني والإتحاد الوطني الكوردستاني، من خلال فقدان العدالة الإجتماعية والمحسوبية والمنسوبية وتقديم الإمتيازات لفئة على حساب عامة الشعب والتعاون مع دول الجوار من أعداء الكورد في سبيل مصالحهم الحزبية، والدمار والخراب والحروب الداخلية والفساد والنهب لثروات وخيرات البلد وسرقة المال العام من قبل المسؤولين وقيادات الحزبيين هي حصيلة 25 عاماً من الحكم الكوردي الفاشل والفاسد. نتحدث يومياً عن القيادة الكوردية وعن حكومة إقليم كوردستان، بينما لا توجد في الحقيقة لا قيادة كوردية ولا حكومة كوردية. إمارة بادينان تُدار من قبل المسؤولين الحزبيين وقادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني وإمارة سوران تدار من قبل المسؤولين الحزبيين وقادة الإتحاد الوطني الكوردستاني. اين مؤسسات الدولة المستقلة؟ أين الأجهزة الأمنية المستقلة التابعة للدولة ولخدمة المواطن؟ أين الجيش الوطني الموحد المستقل والتابع للدولة لحماية الآرض والشعب والوطن وولاءه للدولة؟ حتى النقابات العمالية والمهنية والنسائية ليست مستقلة في إقليم كوردستان. هل يُعقل في إقليم كوردستان لا يوجد حتى قناة تلفزيوني مستقل تابع للدولة. هل يستطيع المواطن البسيط ان يحصل على وظيفة في مناطق نفوذ الحزبين بدون رخصة حزبية وبدون تسكية حزبية؟ أين البناء لمؤسسات الدولة الديمقراطية والنظام البرلماني الفعلي والتداول السلمي للسلطة ولموقع رئاسة الإقليم وفق الإستحقاق الإنتخابي والفترة الرئاسية المحددة واين الفصل بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، من أجل بناء نظام سياسي إقتصادي إجتماعي مستقر في المنطقة والإستعداد للمرحلة القادمة والتحضير لإعلان الدولة في حالة حدوث متغيرات ممكنة في المنطقة في المسقبل القريب؟ فترة 25 عاماً من تأريخ الحكم الكوردي أثبتت بأن المسؤولين وقادة هذين الحزبين ليسوا رجال الدولة ولا رجال إدارة الدولة وبناء دولة المؤسسات. هذا هو الواقع السياسي في إقليم كوردستان اليوم. حيث يكمن الخطر فينا وفي تفككنا وتشتتنا بسبب الصراعات الحزبية من اجل المصالح الحزبية والمواقع السياسية والمنافع الشخصية لبعض قيادات الأحزاب الكوردية. وبالتالي عندما تقتضي المصالح الدولية نوع من التغيرات الجيوبوليتيكية في المنطقة، فيكون من السهل عليهم التضحية بالشعوب الضعيفة والمتشتتة والمتحاربة والمتصارعة فيما بينها.



#قاسم_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماية الأرض وسلامة الشعب مسؤولية مَن، يا قادة الإقليم؟
- البلاغ المشترك المخزي ل ي ن ك و ب د ك!
- المشاجرة لموقع رئيس الجمهورية أم لدماء الشهداء والمؤنفلين؟
- إنتفاضة آذار ونوروز بارتي ام يكيتي في كركوك؟
- الإنتفاضة المغدورة!
- الاحزاب الرئيسية الحاكمة وقياداتها ومسؤوليها ابطال الفساد في ...
- عار عليكم مسؤولي الاقليم تتقشفون بمال الشهيد والفقير واليتيم
- مسؤولية الحكومة تفهم هموم المواطنين ياسيد قباد طالباني، وليس ...
- هل تحول البرلمان الى قصر الضيافة للحزب ليتصرف به حيث ما يشاء ...
- الحكماء يخططون والابطال يستشهدون والجبناء يحكمون والاوغاد يس ...
- تصريحات بعض قيادات ي ن ك لاتخدم المصالح الوطنية العليا للكور ...
- فشل حكومة الإقليم من إعالة شعبها لشهر رغم صادراتها النفطية
- دور الجيش العراقي إقتصر منذ تأسيسه والى اليوم على حماية السل ...
- زج الجيش في العمليات العسكرية بأوامر حزبية!
- من المستفيد من إغتيال الصحفي كاوه كرمياني؟
- أسباب خسارة الإتحاد الوطني الكوردستاني
- إغتصاب الحقوق الإنتخابية للجماهير الكوردستانية
- تمديد ولاية رئاسة الإقليم إستهتار بقواعد اللعبة الديمقراطية
- حكاية الراعي والذئب واسلوب تعاطي القيادة الكوردية مع القضايا ...
- الإلتزام بالقيم الديمقراطية جيد لكن الإزدواجية في المعايير ا ...


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم محمد علي - الواقع السياسي في إقليم كوردستان وإتفاقية سايكس بيكو