أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم محمد علي - حماية الأرض وسلامة الشعب مسؤولية مَن، يا قادة الإقليم؟















المزيد.....

حماية الأرض وسلامة الشعب مسؤولية مَن، يا قادة الإقليم؟


قاسم محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 5148 - 2016 / 4 / 30 - 13:16
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


للمرة الثانية خلال يومين إتفقت قيادات الإتحاد الوطني الكوردستاني المتمثلة بالسيد نجم الدين كريم وعدد من اعضاء المكتب السياسي للحزب مع قيادات الحشد الشعبي برئاسة السيد هادي العامري قائد قوات البدر، لتهدئة الأوضاع في مدينة دوز خورتاتوو. ومن ضمن الإتفاق خروج جميع قوات البيشمركة وقوات الحشد الشعبي من داخل المدينة. وبالمناسبة تم خُرق الإتفاق الاول مباشرةً واثناء عقد المؤتمر الصحفي للسيدين نجم الدين كريم وهادي العامري.

المشكلة الأساسية تكمن في عقلية القيادات والمسؤولين الحزبيين في الحزب الديمقراطي الكوردستاني والإتحاد الوطني الكوردستاني، تكمن في الحسابات السياسية والأولويات السياسية للقيادات الكوردية المبنية على المنافع الشخصية والمصالح الحزبية. ما يحدث اليوم في مدينة دوز خورماتوو هو في الحقيقة صراع قومي على الأرض وعلى هوية المدينة، وهذه المشكلة قد تتفجر في مناطق كوردستانية اُخرى خارج الحدود الإدارية الحالية لإقليم كوردستان. وبالتالي هذا الصراع القومي لايمكن حلها أبداً عن طريق الوفود الحزبية والإجتماعات الحزبية والمحلية ومن خلال ساعات. من جانب آخر، هل تستطيع قيادات الإتحاد الوطني الكوردستاني التي تتصور بأنها وصلت هذه المرة الى إتفاق مع قوات الحشد الشعبي، ان تُطمئن الشعب الكوردي بأن السيد هادي العامري يمثل الحكومة العراقية أو حتى جميع قوات الحشد الشعبي؟ بالتأكيد كلا، وفي الحقيقة تتكون قوات الحشد الشعبي من عدة تيارات، من ضمنها جماعات التيار الصدري وقوات البدر ومجموعات اُخرى من الإخوان الشيعة، وبالتالي لا يمثل السيد العامري لا الحكومة ولا كل قوات الحشد ولا يستطيع أصلاً السيطرة والتحكم بهذه القوات حتى ولو إفترضنا بأن نواياه صادقة في موضوع تهدئة الأوضاع في مدينة دوز! إن التطورات على واقع الأرض مغاير تماماً لتصريحات التهدئة للسيد العامري، حيث قوات الحشد يأتون بالمئات وبعشرات الناقلات الى المدينة ، لكن ينسحبون بأعداد قليلة وبعدة ناقلات! هذا يعني بأن قوات الحشد الشعبي سوف تُحاصر قريباً جميع المناطق الكوردستانية المستقطعة عن الحدود الإدارية الحالية لإقليم كوردستان. وبالتالي ما يحدث اليوم في مدينة دوز خورماتوو ليست قضية داخلية إطلاقاً، إنما هو جزء من مخطط الدولة والحكومة العراقية للسيطرة مرةً اُخرى على كامل المناطق الكوردستانية خارج الحدود الإدارية الحالية لإقليم كوردستان والتي حررتها قوات البيشمركة البطلة من براثن تنظيم داعش الإرهابي. إذن ما يحدث اليوم في دوز هو في الواقع مشكلة قومية وصراع قومي على الارض، وبالتالي يجب حلها إما من خلال المحادثات والإتفاق السياسي بين القيادة الكوردية والحكومة المركزية في بغداد من خلال مباحثات جدية واضحة وصريحة وإنتزاع الإعتراف الرسمي من الدولة العراقية بالحدود الجغرافية لإقليم كوردستان، وإما يجب حلها بفرض الكورد لسياسية الأمر الواقع في تلك المناطق اليوم، بعد ان حررتها قوات البيشمركة من أيدي تنظيم داعش الإرهابي.

الحزبين الكورديين الرئيسيين أصحاب السلطة الحاكمة والمتمثلة بالحزب الديمقراطي الكوردستاني والإتحاد الوطني الكوردستاني وقياداتها هي التي جلبت قوات الحشد الشعبي الى تلك المناطق الكوردستانية من خلال إتفاقاتها السياسية مع تلك القوات لدخول المدن الكوردستانية. ما المبرر أصلاً بالقبول بدخول قوات الحشد الشعبي الى داخل المناطق الكوردستانية الآمنة، وهنا الى داخل مدينة دوز، بعد ان قامت قوات البيشمركة وقبل سنة من تطهير المدينة من عناصر داعش الإرهابي؟ لماذا لا تذهب قوات الحشد وتقاتل الإرهاب في فلوجة والرمادي وتكريت وسامراء وباقي مناطق الوسط وجنوب العراق، إذا لم تكن في جعبتها أجندات أُخرى؟ وبالتالي قياداتنا وأحزابها الحاكمة تتحمل كامل المسؤولية عن أحداث دوز خورماتوو وعن كل شهيد يسقط وعن كل قطرة دم تُسكب في المدينة او في مدن كوردستانية اُخرى مستقبلاً. هذين الحزبين وقياداتها هي المسؤولة عن إستشهاد هذه الكوكبة الجديدة من أبناء الشعب من قوات البشمركة البطلة. للأسف الشديد تدفع أبناء الشعب الكوردي من قوات البيشمركة هذه المرة ايضاً بحياتها الغالية ثمن الحسابات السياسية الخاطئة لهذه الأحزاب وقياداتها ومسؤوليها المنشغلين فقط بمنافعهم الشخصية ومصالحهم الحزبية وبتقاسم الغنائم النفطية مع المركز. رغم وقوع الضحايا والشهداء من أبناء الشعب الكوردي في دووز خورماتو حينما إندلع القتال في المدينة يوم السبت في 23 نيسان بين قوات الحشد الشعبي وقوات البيشمركة، الا إن القيادة الكوردية والمسؤولين الحكوميين في الإقليم إلتزموا الصمت الكامل وكإن الموضوع لن يخصهم، وتركوا الإمور ومصير العوائل الكوردية في المدينة الى القدر ومشيئة الله، بينما لمعالجة الخلافات النفطية، تُشكل القيادات الكوردية والمسؤولين الحكوميين الوفود الواحدة تلو الأُخرى للذهاب الى بغداد من اجل النفط وتقاسم غنائم النفط وعائدات النفط. إننا هنا وبإسم الشعب نسأل المسؤولين الحزبيين في الإتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني وقياداتها، إذا كنتم غير قادرين على حماية المواطنين او الدفاع عن حقوقهم القومية وتثبيت هوية أرض آباءهم وأجدادهم القومية، وإذا أنتم مستعدون القبول بخروج قوات البيشمركة من داخل المناطق الكوردستانية التي حررتها بدمائها وبتضحياتها، كما يتضمن إحدى بنود الإتفاق الإخير بين قيادات الإتحاد الوطني الكوردستاني والسيد هادي العامري، فلماذا تزجون إذن بأبناء الشعب من قوات البيشمركة في القتال والمعارك والحروب وتجلبون الدمار والخراب على رقاب الشعب من الضحايا والشهداء والتهجير والتشريد للعوائل الكوردية في تلك المدن؟ مَن يعوض الأباء والأمهات والإخوة والأخوات والأبناء والزوجات فقدان ذويهم وأعزائهم؟ حماية الأرض وسلامة الشعب هي من المسؤوليات الرئيسية للحكومة والقيادة الكوردية. أين مسؤولياتكم اتجاه الشعب؟ أين مسؤولياتكم اتجاه الأرض والإقليم؟ أين تعهداتكم وتصريحاتكم السابقة في بقاء قوات البيشمركة وعدم تركها لجميع المناطق الكوردستانية التي حررتها من براثن تنظيم داعش الإرهابي؟ لماذا لم نسمع صرخات الإعتراض داخل البرلمان العراقي لكتلة الإتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني للدفاع عن حقوق الكورد ودماء الكورد التي تُهدر في دوز خورماتوو على أيدي قوات الحشد الشعبي؟ لكن عندما تتعرض مصالح هذه الأحزاب نفسها للخطر، رأينا كيف إستطاعت أعضاء كتلة الإتحاد الوطني الكوردستاني ان تقلب الدنيا رأساً على عقب يوم الأربعاء في 13 نيسان وحولت قبة البرلمان العراقي الى ساحة القتال، لمعارضتها تغير الرئاسات الثلاثة في العراق (لأن موقع رئيس الجمهورية هو من حصة الإتحاد، ولن يقبل الحزب المساومة عليه بأي شكل من الأشكال).



#قاسم_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البلاغ المشترك المخزي ل ي ن ك و ب د ك!
- المشاجرة لموقع رئيس الجمهورية أم لدماء الشهداء والمؤنفلين؟
- إنتفاضة آذار ونوروز بارتي ام يكيتي في كركوك؟
- الإنتفاضة المغدورة!
- الاحزاب الرئيسية الحاكمة وقياداتها ومسؤوليها ابطال الفساد في ...
- عار عليكم مسؤولي الاقليم تتقشفون بمال الشهيد والفقير واليتيم
- مسؤولية الحكومة تفهم هموم المواطنين ياسيد قباد طالباني، وليس ...
- هل تحول البرلمان الى قصر الضيافة للحزب ليتصرف به حيث ما يشاء ...
- الحكماء يخططون والابطال يستشهدون والجبناء يحكمون والاوغاد يس ...
- تصريحات بعض قيادات ي ن ك لاتخدم المصالح الوطنية العليا للكور ...
- فشل حكومة الإقليم من إعالة شعبها لشهر رغم صادراتها النفطية
- دور الجيش العراقي إقتصر منذ تأسيسه والى اليوم على حماية السل ...
- زج الجيش في العمليات العسكرية بأوامر حزبية!
- من المستفيد من إغتيال الصحفي كاوه كرمياني؟
- أسباب خسارة الإتحاد الوطني الكوردستاني
- إغتصاب الحقوق الإنتخابية للجماهير الكوردستانية
- تمديد ولاية رئاسة الإقليم إستهتار بقواعد اللعبة الديمقراطية
- حكاية الراعي والذئب واسلوب تعاطي القيادة الكوردية مع القضايا ...
- الإلتزام بالقيم الديمقراطية جيد لكن الإزدواجية في المعايير ا ...
- يتسترون على المجرم ويسيرون في جنازة الضحية ويبكون على جنازته ...


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم محمد علي - حماية الأرض وسلامة الشعب مسؤولية مَن، يا قادة الإقليم؟