أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله دعيس - -الطائرة الورقية-ومبادرات الأطفال الخلاقة














المزيد.....

-الطائرة الورقية-ومبادرات الأطفال الخلاقة


عبدالله دعيس

الحوار المتمدن-العدد: 5163 - 2016 / 5 / 15 - 22:06
المحور: الادب والفن
    


عبدالله دعيس:
"الطائرة الورقية"ومبادرات الأطفال الخلاقة
في غلاف مقوّى وصور أنيقة جميلة معبّرة، وخطّ واضح وكلمات مُشَكّلة ومناسبة للأطفال الصغار، تُخرج الكاتبة رفيقة عثمان قصّتها (الطائرة الورقيّة) لتحمل رسالة سامية، وتلهم الأطفال العديد من القيم، دون تلقين مملّ وبقصّة مثيرة ممتعة.
الرسالة الواضحة في هذه القصّة، هي ضرورة المحافظة على البيئة عن طريق إعادة تدوير الورق والاستفادة منه بصناعة أشياء مفيدة، وعدم حرقه أو إلقائه في الطرقات، والتقليل من استعماله للحفاظ على خضرة الأرض ونقاء هوائها. لكنّ القصّة تحمل أيضا العديد من الدروس والعبر، في كلماتها القليلة وصورها الملوّنة الجميلة.
من هذه القيم، احترام الكبار؛ فالطلبة الصغار ينادون عامل النظافة في المدرسة بالعمّ رشيد بكلّ احترام وتقدير، وهذه قيمة إيجابيّة تبثّها القصّة منذ كلماتها الأولى. كما وتعزّز القصّة أهميّة العمل الجماعي والتّخطيط السليم قبل القيام بأيّ عمل. فالأطفال يجتمعون ويتبادلون الأفكار المختلفة ويتناقشون دون أن يستأثر أحدهم برأيه أو يفرضه على الآخرين، ويستشيرون معلّمتهم، ثمّ يتوصّلون إلى قرار جماعيّ بالعمل معا على إعادة تدوير الأوراق، مع فسح المجال لكلّ طفل للتفرّد والإبداع وصنع الألعاب التي يختارها هو أو يحلم بها من هذه الأوراق، ما دامت تصبّ في نفس الهدف، ألا وهو الحفاظ على البيئة. ومن أهم القيم التي تعزّزها القصة لدى الأطفال أيضا قيمة المبادرة، فالأطفال هم الذين تنبّهوا للورق الذي تهدره المدرسة، وبادروا إلى إعادة تدويره دون أن يوجههم الكبار أو يفرضوا رأيهم عليهم.
وكما تشجّع القصة الأطفال على التفكير والإبداع، توجّههم أيضا إلى استخدام الحاسوب لتعلّم استخدامات أخرى للأوراق، لافتة نظرهم إلى أنّ للحاسوب استخدامات مفيدة جدّا عدا اللعب، وإهدار الوقت. ولا تخلو القصة من المعلومات المفيدة للأطفال، تُبَثّ لهم خلال الصفحات دون تلقين مملّ. فالورق مصدره الأشجار، وقطع الأشجار يفسد الهواء، وحرق الورق يلوّث الهواء.
وفي القصة درس آخر لا يقلّ أهمية عن بقيّة الدروس والعبر فيها: فالأمور لا تسير دائما على ما يرام، والمشاكل والأزمات قد تفرض نفسها علينا في الأوقات الحرجة دون أن نكون قد حسبنا لها حسابا. فبعد أن عمل الأطفال جاهدين على صنع الألعاب والطائرات الورقية وتلوينها، وبعد أنّ رتّبوها بعناية في ساحة المدرسة للاحتفال بيوم البيئة، تهبّ الرياح وتفسد ما صنعوا، ليجد الأطفال أنفسهم أمام حقيقة قاسية، أنّ هذه الدنيا مليئة بالمنغّصات كما هي مليئة بالجمال والسعادة، لكنّ الأطفال يتعاونون فيما بينهم ولا ييأسون ويستطيعون بمهارة أن ينقذوا أعمالهم ويدخلوها إلى داخل المدرسة وينزلوا الطائرات الورقية من أعالي الشجر؛ ليتغلّبوا بشجاعتهم على هذه المشكلة، وتسير الأمور في نهاية الأمر كما يحبّون ويتمنّون.
وهناك العديد من اللفتات الجميلة في هذه القصّة، فمدير المدرسة يكافئ الطلبة على جهودهم بإهدائهم شتلة زيتون لكلّ منهم؛ ليزرعها في حديقة منزله وتحمل اسمه، توجيها لهم لحبّ الزراعة والمحافظة على الأشجار، ليس عن طريق الاقتصاد في استخدام الورق وإعادة تدويره فحسب، بل عن طريق زراعة الأشجار وخاصة شجرة الزيتون التي هي رمز للحبّ والسلام على هذه الأرض المباركة. وتتضافر جهود الكاتبة رفيقة عثمان والفنّانة منار نعيرات، التي رسمت اللوحات الجميلة للكتاب، في تنمية الرّوح الوطنيّة لدى القرّاء من الأطفال وربطهم بتراثهم، فما الحفاظ على البيئة إلا صورة من صور حبّ الوطن. فالرسّامة تبدع في رسم البنات في يوم البيئة وهنّ يلبسن الثوب الفلسطينيّ المطرّز، والأولاد وهم يتلفّعون بالكوفيّة الفلسطينيّة، ثمّ تُنهي الكاتبة قصتها بأغنيّة عن البيئة استمدّتها من التراث الفلسطينيّ؛ فتكون (على دلعونا) خاتمة هذا الكتاب الممتع المفيد.



#عبدالله_دعيس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شريف سمحان وسرديّة أيلول الأسود
- الضعف والبطولة في رواية برج اللقلق
- الأنا والآخر في الرواية الفلسطينيّة
- بورسلان وصناعة -الديمقراطية-
- سلمان ناطور مترجما عن العبرية
- تأمّلات فيصلية في اليوم السابع
- تأمّلا فيصليّة والواقع
- رواية البلاد العجيبة ومزج الخيال بالواقع
- رواية -الهروب- والفنّ الرّوائيّ المتقن
- الحرب والانتصار في ديوان ظبي المستحيل
- فانتازيا البحث عن الحقيقة
- السّخرية والفكاهة في المجموعة القصصيّة فراشة البوح
- الخطّ الأخضر ومتاهة المصطلح
- قراءة في ديوان دمعة تخدع ظلّها
- المكان في رواية غفرانك قلبي لديمة السمان
- وضحة والزمن الجميل
- قراءة في رواية أولاد حارتنا لنجيب محفوظ
- أوجاع الياسمين والبحث عن الذّات
- العصفورة الخرساء قصّة تفيد الأطفال
- قراءة في كتاب -الدراية - الفريضة المصيرية الغائبة في التراث-


المزيد.....




- ساحة الاحتفالات تحتضن حفلاً فنياً وطنياً بمشاركة نجوم الغناء ...
- تهنئة بمناسبة صدور العدد الجديد من مجلة صوت الصعاليك
- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- لا أسكن هذا العالم
- مزكين حسكو: القصيدة في دورتها الأبدية!
- بيان إطلاق مجلة سورياز الأدبية الثقافية
- سميّة الألفي في أحدث ظهور لها من موقع تصوير فيلم -سفاح التجم ...
- عبد الله ولد محمدي يوقّع بأصيلة كتابه الجديد -رحلة الحج على ...
- الممثل التونسي محمد مراد يوثق عبر إنستغرام لحظة اختطافه على ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله دعيس - -الطائرة الورقية-ومبادرات الأطفال الخلاقة