أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله دعيس - سلمان ناطور مترجما عن العبرية














المزيد.....

سلمان ناطور مترجما عن العبرية


عبدالله دعيس

الحوار المتمدن-العدد: 5085 - 2016 / 2 / 25 - 19:32
المحور: الادب والفن
    


عبد الله دعيس:
سلمان النّاطور مترجما
تنوّعت إبداعات الكاتب الرّاحل سلمان الناطور، فقد كان مفكّرا وأديبا ومؤرّخا وكاتبا مسرحيّا، وقام أيضا بترجمة العديد من الكتب، لكتّاب يهود، من اللغة العبريّة إلى العربيّة، منها كتب أدبيّة وكتب في التّاريخ والسّياسة. فهل كان النّاطور مطبّعا ومعزّزا لثقافة الآخر عندما ترجم كتبهم وقدّمها للقارئ العربيّ؟ وهل رأى النّاطور أنّ المكتبة العربيّة فقيرة إلى تلك الكتب، أو أنّ العبرية قد تفوق العربيّة مثلما تفوّق اليهود الذين يتّخذونها لغة رسميّة على العرب في حروبهم واستباحوا أرضهم؟ أم أنّ النّاطور كان يبحث عن المعرفة في مكامنها، ويستغلّ معرفته للغة الأعداء ليعرّف القارئ العربيّ عليهم وعلى نمط تفكيرهم، وربّما على سبب تفوّقهم العسكريّ والسّياسيّ على الأمّة العربيّة.
إنّ المتتبّع للكتب العبريّة التي ترجمها المرحوم سلمان الناطور، يرى أنّه كان ينتقى الكتب التي يترجمها بعناية، ويختار الكتّاب الذين يترجم لهم بعناية أيضا، فهو لم يترجم إلّا النّصوص التي كان يرى أنّ القارئ العربيّ لا بدّ له من معرفتها حتّى يستطيع فهم الآخر، والتي تهمّ الباحث العربيّ إذا أراد أن يدرس تاريخ الكيان الصهيونيّ بموضوعيّة ويفهم أسباب تفوقه ومكمن القوة فيه وعوامل ضعفه؛ فلا يمكن هزيمة هذا العدو إذا لم نفهم طريقة تفكيره وثقافته ونظرته إلى الأمور. وعلى لسان سلمان النّاطور يقول: "الترجمة هي المصدر الأهم لفهم الآخر، ولا يهم إن كان صديقا أو عدوا. عبر ترجمة النصوص الأدبية يمكن فهم الآخر بصورة أصدق، فتعرف ضعفه وقوته وكل العناصر التي تركّب شخصيته وبالتالي يمكن بناء عليه أن تجيد التعايش معه أو محاربته. أنت لا تترجم الآخر من أجله بل من أجلك أولا وآخرا."
لكنّ الرّاحل سلمان النّاطور لم يترجم إلا للكتّاب اليهود المناهضين للاحتلال والذين يعترفون بحقّ العودة للشّعب الفلسطينيّ، فقد كان ينتقى النّصوص التي يترجمها بعناية مع أنّ الترجمة كانت بالنسبة له مصدرا للرزق؛ فهو لم يترجم النّصوص الشّائنة التي لم يحبّها أو لم يحترم وجهة النّظر فيها على أقل تقدير، لأنّ قراءتها وترجمتها كانت ثقيلة جدّا على نفسه لا يستطيع أن يحتملها، فتتحوّل إلى معاناة شخصيّة بالنّسبة له. يقول سليمان النّاطور: "الترجمة بالنسبة لي هي عمل معيشيّ أي أنّني أترجم مرغما، لكن بحبّ واحترامٍ للنصّ ولا أترجم نصّا لا أحترمه أو أحبه ولذلك فإنني انتقائيّ جدّا في الترجمة كي لا تتحول إلى معاناة."
لذلك فإنّنا نجد النّاطور يجنح إلى ترجمة الأدب لكتّاب يهود نأوا بأنفسهم عن العنّصرية ومساندة الاحتلال، فكاتب معروف بمواقفه الوطنيّة وحسّه المرهف، مثل سلمان النّاطور، لا يستطيع أن يقرأ أو يترجم لكاتب صهيونيّ يتبجّح بعنصريّته ويزوّر التّاريخ بعنجهيّة.
فترجمة سلمان النّاطور كتبا لكتّاب يهود لا تدينه أبدا كفلسطينيّ وإنما هي تفضح تاريخا يقوم على التّزييف وإنكار الآخر لدى اليهود الصّهاينة، وتعطي صورة أوضح لما حدث في فلسطين ولمعاناة الشعب الفلسطينيّ في ظلّ الاحتلال والتّهجير.



#عبدالله_دعيس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأمّلات فيصلية في اليوم السابع
- تأمّلا فيصليّة والواقع
- رواية البلاد العجيبة ومزج الخيال بالواقع
- رواية -الهروب- والفنّ الرّوائيّ المتقن
- الحرب والانتصار في ديوان ظبي المستحيل
- فانتازيا البحث عن الحقيقة
- السّخرية والفكاهة في المجموعة القصصيّة فراشة البوح
- الخطّ الأخضر ومتاهة المصطلح
- قراءة في ديوان دمعة تخدع ظلّها
- المكان في رواية غفرانك قلبي لديمة السمان
- وضحة والزمن الجميل
- قراءة في رواية أولاد حارتنا لنجيب محفوظ
- أوجاع الياسمين والبحث عن الذّات
- العصفورة الخرساء قصّة تفيد الأطفال
- قراءة في كتاب -الدراية - الفريضة المصيرية الغائبة في التراث-
- ديوان رقص الضوء لنعيم عليان
- أنا جنونك لريتا عودة
- قراءة في كتاب -أغرب زواج-
- الرواية الفلسطينية لوحيد تاجا
- في رواية -أهل الجبل-هل تموت الفكرة؟


المزيد.....




- ساحة الاحتفالات تحتضن حفلاً فنياً وطنياً بمشاركة نجوم الغناء ...
- تهنئة بمناسبة صدور العدد الجديد من مجلة صوت الصعاليك
- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- لا أسكن هذا العالم
- مزكين حسكو: القصيدة في دورتها الأبدية!
- بيان إطلاق مجلة سورياز الأدبية الثقافية
- سميّة الألفي في أحدث ظهور لها من موقع تصوير فيلم -سفاح التجم ...
- عبد الله ولد محمدي يوقّع بأصيلة كتابه الجديد -رحلة الحج على ...
- الممثل التونسي محمد مراد يوثق عبر إنستغرام لحظة اختطافه على ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله دعيس - سلمان ناطور مترجما عن العبرية