كامي بزيع
الحوار المتمدن-العدد: 5160 - 2016 / 5 / 12 - 21:56
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
غالبا مايجد الاهل صعوبة في التواصل مع ابنائهم، خصوصا في مرحلة المراهقة وبداية الشباب، ولكن ايضا يمكن لهذا الامر ان يسود حتى في مرحلة الطفولة.
المحرك الاساسي لعلاقة الاهل بالابناء ينبغي ان تتم على اساس التفهم والمرونة والاستيعاب ونحن سنستعرض ثلاث نقاط تحكم عموما هذه العلاقة:
اولا: التفّهم، على الاهل ان يقتنعوا ويصدقوا ان ابنائهم لا يتمتعون بنفس مميزات الكبار بل لهم افكارهم ومنطقهم وهواجسهم ومشاعرهم الخاصة التي يجب الاقتراب منها وتفهمها.
ثانيا: القبول، قلما يستطيع الاهل قبول "اخطاء ومساوئ" ابنائهم، ومن النادر ان يجدوا اعذارا "لهفواتهم وعيوبهم"، فالاهل يريدون ابناء كاملين وفق معايير وحسابات مرسومة في رؤوسهم. ان هذا الامر غير منطقي من نظر الابناء. وتندرج امكانية قبول الاهل لابنائهم "كما هم" بدون محاولة "تعديلهم" وسيلة ناجحة ومضمونة للتواصل بينهم.
ثالثا: الاحترام، غالبا مايكون مطلوب من الابناء احترام اهاليهم كواجب "مقدس"، اما العكس فهو غير وارد، لان الصورة التي يرسمها الاهل لانفسهم تعطيهم السلطة عليهم، اما "احترامهم" فهي مسالة ليست مطروحة للنقاش لديهم.
لقد لفتت دراسة نفسية الى ان الابناء وخصوصا في مرحلة الطفولة هم اكثر حاجة الى الاحترام والتقدير وذلك بناء على موقفهم الضعيف في الحياة، فالاهل يملكون السلطة عليهم وكذلك المجتمع والمدرسة، بينما هم لا يملكون حتى السلطة على انفسهم.
اذن من اهم اسباب الخلل في علاقة الاهل بالابناء انها تقوم وفق معيار عامودي، اي ان موقع الاهل فوق وموقع الابناء تحت، وهذه البنية القائمة على السلطة لا تسمح باقامة علاقة مساواة بينهما وبالتالي لا تؤدي الى تواصل ايضا.
ان الابناء ينجحون في اقامة علاقات مع اصدقائهم لان العلاقة هنا علاقة افقية اي انها على نفس المستوى، كما نرى ان موقف الاجداد من الاحفاد هو اقرب الى هذه العلاقة العرضية، ولهذا يأمن الاحفاد الى اجدادهم ويجدون في احضانهم التفهم الذي يصبون اليه. وعندما يستطيع الاهل اقامة هذه العلاقة على خط افقي مع ابنائهم ستجعلهم اكثر قربا منهم.
واخيرا لا بد من تكرار قول جبران خليل جبران "ابناءكم ليسوا لكم ولكنهم ابناء الحياة".
#كامي_بزيع (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟