|
سورة الفاتحة وثقافة الكراهية
سامي الذيب
(Sami Aldeeb)
الحوار المتمدن-العدد: 5157 - 2016 / 5 / 9 - 09:50
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
صدر لي اليوم كتاب في امازون عنوانه Al-Fatiha wa-thaqafat al-qarahiyya الفاتحة وثقافة الكراهية تفسير الآية السابعة خلال العصور ويمكن تحميله مجانا من هنا http://goo.gl/DG5SqP وهذه مقدمته ---------------------------------------------- اركان الإسلام خمسة وهي: الشهادة والصلاة والصيام والزكاة والحج. وفي الشريعة الإسلامية، من ينكر فريضة الصلاة يعتبر مرتدًا وينفذ عليه حد القتل. ومن لا يؤدي الصلاة كسلًا يعتبر آثمًا ويجبر على أدائها، وإن رفض ذلك يقتل. ونجد عقوبة القتل حتى عند ابن رشد الحفيد (توفى عام 1198) الذي يُنظر له كفيلسوف متنور. ويحق لرب العائلة إلزام افراد عائلته الذين يتقاعسون عن الصلاة على إدائها، وهو ما ينطبق حتى على القاصر بداية من عمر عشر سنين. . وحتى في يومنا هذا على المسلمين إداء الصلوات الخمس والكف عن أي عمل خلال أوقات الصلاة المحددة. وهناك فتوى سعودية تطلب من الدولة فصل الموظف الذي يرفض إداء الصلاة ويسمح لزميله ان يقتله . وتنص المادة 306 من قانون العقوبات الموريتاني على عقوبة القتل بكل صراحة . فهي تقول: كل من ارتكب فعلًا مخلًا بالحياء والقيم الإنسانية أو انتهك حرمة من حرمات الله أو ساعد على ذلك، ولم يكن هذا الفعل داخلًا في جرائم الحدود والقصاص أو الدية يعاقب تعزيزًا بالحبس من ثلاث أشهر إلى سنتين وبغرامة من 5000 أو قية إلى 60000 أوقية. وكل مسلم ذكرًا كان أو أنثى ارتد عن الإسلام صراحة، أو قال أو فعل ما يقتضي أو يتضمن ذلك، أو أنكر ما علم من الدين ضرورة، أو أستهزء بالله أو ملائكته أو كتبه أو أنبيائه يحبس ثلاثة أيام، يستتاب أثناءها، فإن لم يتب حكم عليه بالقتل كفرًا وآل ماله إلى بيت مال المسلمين. وإن تاب قبل تنفيذ الحكم عليه رفعت قضيته بواسطة النيابة العامة إلى المحكمة العليا. وبتحقق هذه الأخيرة من صدق التوبة تقرر بواسطة قرار سقوط الحد عنه وإعادة ماله إليه. وفي جميع الحالات التي يدرأ فيه الحد عن المتهم بالردة يمكن الحكم عليه بالعقوبات التعزيرية المنصوص عليها في الفقرة الأولى من هذه المادة. كل شخص يظهر الاسلام ويسر الكفر يعتبر زنديقا يعاقب بالقتل متى عثر عليه بدون استتابة ولا تقبل توبته إلا إذا أعلنها قبل الاطلاع على زندقته. كل مسلم مكلف امتنع من اداء الصلاة مع الاعتراف بوجوبها يؤمر بها وينتظر إلى آخر ركعة من الضروري، فإن تمادى في الامتناع قتل حدًا، وإن كان منكرًا وجوبًا قتل كفرًا، ولا يفعل في تجهيزه ودفنه ما يفعل في موتى المسلمين، ويكون ماله لبيت مال المسلمين، ولا تثبت هذه الجريمة إلا بالإقرار. . ووفقًا للشريعة الإسلامية، لا تصح الصلوات الخمس التي يجب على المسلم إدائها إلا إذا تم خلالها قراءة الفاتحة. ويتم أيضا قراءة الفاتحة خلال عقد الزواج وعند زيارة المقابر وفي مناسبات أخرى. . والفاتحة هي السورة الأولى في القرآن وفقًا لمصحف عثمان المتداول، والسورة الخامسة وفقًا للتسلسل التاريخي الذي اعتمد الأزهر. وتتكون من سبع آيات من ضمنها الآيتان السادسة والسابعة التي تقول: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ. صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ. . وما يهمنا في هذا الكتاب هو تفسير هذه الآية خلال العصور، وخاصة معرفة من هم المغضوب عليهم، ومن هم الضالون. والجواب يمكن اختصاره بجملة واحدة مفادها: المغضوب عليهم هم اليهود، والضالون هم النصارى، كما يسميهم القرآن، والذين يطلق عليهم عامة لقب المسيحيين. ولكن لا يليق رمي الكلام على عواهنه، بل يجب البرهنة على ذلك من خلال ما كتبه المفسرون وتقديم الحجج التي ساقوها. فمن دون هذه الحجج، لا يصح إعطاء هذا المعنى لعبارتي "المغضوب عليهم" و "الضالين". فمن الممكن ان يكون لهاتين العبارتين معنًا عامًا ينطبق على كل آثم وكل من يحيد عن السبيل الذي سنَّه الله. . وإن كان فعلًا هذا هو المعنى الذي إعطاه المفسرون لهاتين العبارتين، يحق لنا ان نتساءل كيف للمسلمين ان يتعايشوا في سلام ووئام مع اليهود والنصارى بينما يرددون هذا الدعاء في صلواتهم الخمسة ضمن سورة الفاتحة. وإن كان هذا موقفهم من اليهود والنصارى، وهم اهل الكتاب، فما بالك بموقفهم ممن لا ينتمون إلى اهل الكتاب؟ . في شريط متوافر على الأنترنيت http://goo.gl/sbP0h3، ترد فتاة عمرها سنتان على أسئلة دينية. ومن بينها: من هم المغضوب عليهم، فتجيب اليهود، ومن هم الضالون، فتجيب النصارى. ماذا يمكننا ان ننتظر من الشباب إذا كانوا يلقنون منذ صغرهم مثل هذا التفكير؟ . يحترق اليوم المجتمع العربي والإسلامي في آتون الطائفية البغيضة. ويحق لنا في هذا الوضع ان نتساءل من أين أتت هذه الطائفية وهذا البغض؟ وكيف يمكننا ان نضع حدًا لهذا الوضع دون تغيير جذري للدين الإسلامي. . إن الكراهية التي تتضمنها الآية السابعة من سورة الفاتحة نحو اليهود والنصارى لا تقتصر على هؤلاء. فالمسلمون بشر كباقي البشر، ولا يمكن للكراهية إلا ان تثمر رد فعل رافض عند من يعقلون بينهم. فكل واحد منا يبحث عن مُثلٍ في الدين، أي كان هذا الدين. وإذا لم نجد إلا الكراهية والتمييز في الكتب الأساسية للدين الذي ولدنا فيه، فسوف نشعر بنفور تجاه هذا الدين الذي يفرضه المحيط العائلي والمدرسي والمجتمعي والحكومي. . وهذا قد يفسر موجة الإلحاد التي تجتاح الدول العربية والإسلامية. فالنص الديني الأساسي لا يفرخ فقط ارهابيين يقطعون الرؤوس، ويسبون النساء، ويسترقونهن ويفرضون عليهن ملابس تحط من كرامتهن. لا بل يفرخ أيضًا رافضين للدين. وقد رأينا ذلك في الغرب عندما مارست الكنيسة سلطتها ولجمت حرية التعبير واشعلت الحرائق في معارضيها واقامت محاكم التفتيش. ونرى ذلك بين بعض المسلمين الذين يحرقون ويمزقون القرآن ويعلنون جهارًا رفضهم للإسلام. وهناك مصادر تقول بأن عدد الملحدين في العالم العربي والإسلامي قد يصل إلى قرابة 75 مليون شخص . وهذا العدد أكبر بكثير من عدد الإرهابيين، حتى وإن يظهر هؤلاء الإرهابيين بصورة أوضح في المجتمع بسبب تصرفاتهم العنيفة. . هذا الكتاب متوفر أيضا في ثلاث لغات من موقع امازون: اللغة الفرنسية والإنكليزية والألمانية، ويمكن البحث عنه تحت العناوين التالية: La Fatiha et la culture de la haine The Fatiha and the culture of hate Die Fatiha und die Kultur des Hasses ونحن نعتمد في ترجمتنا هذه على الأصل الفرنسي الذي وضعناه بداية. ويقسم هذا الكتاب إلى قسمين. القسم الأول يعرض سورة الفاتحة بصورة عامة. أما الجزء الثاني، فيعرض نصوص المفسرين عبر العصور مرتبين وفقًا لتاريخ وفاتهم. . النبي د. سامي الذيب مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com طبعتي العربية للقرآن مجانا من هنا http://goo.gl/JpqIST أو ورقيا من موقع امازون http://goo.gl/GmV3Ty كتبي المجانية http://goo.gl/cE1LSC اشرطتي http://sami-aldeeb.com/video
#سامي_الذيب (هاشتاغ)
Sami_Aldeeb#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اعجاز القرآن: مهووس كتب لي يقول
-
اول ترجمة فرنسية للقرآن بالتسلسل التاريخي
-
كيف غرر الأنبياء بالأغبياء؟
-
طبعتي العربية للقرآن مجانا
-
طبعة عربية للقرآن تنافس طبعة السعودية
-
الملكة رانيا واللاجئون
-
لن يكون اسلام على وجه الأرض عام 2039
-
قداسة البابا: لا تطلب من اوروبا ان تنتحر
-
معالجة مضار القرآن بالقرآن 3
-
معالجة مضار القرآن بالقرآن 2
-
معالجة مضار القرآن بالقرآن 1
-
وضع تنبيه في بداية القرآن
-
يا سامي اطرح حلول واقعية
-
المعتوه الدجال الكذاب شيخ الازهر 2
-
المعتوه الدجال الكذاب شيخ الازهر 1
-
انصاف الحقائق عند مثقفينا
-
مقدمة طبعتي العربية للقرآن - نداء للقراء
-
هل محمد نبي وأنا لست نبي؟
-
من اقوال النبي سامي الذيب
-
يا فاطمة ناعوت: الحج والأضاحي اكبر عملية نصب
المزيد.....
-
أوليفييه روا: الغرب لا يرى الإسلام مشكلة ثقافية بل كتهديد وج
...
-
البيت الأبيض: واشنطن قد تدعم تصنيف جماعة الإخوان -إرهابية-
-
المحامي العام يكشف تفاصيل تتعلق بوفاة شاب في الجامع الأموي
-
من سوريا إلى ألمانيا .. العنف الطائفي وصل الشتات السوري
-
صحيفة سويسرية: الأقليات المسيحية في الشرق الأوسط بين التهديد
...
-
حركات يهودية مناهضة للصهيونية تتحدى إسرائيل من أوروبا
-
وفاة شاب في الجامع الأموي.. السبب يشعل مواقع التواصل
-
الأردن.. النيابة تستدعي -متسترين- على أملاك جماعة الإخوان
-
مقتل الشاب يوسف اللباد بعد اعتقاله بالجامع الأموي يثير جدلا
...
-
النيابة الأردنية تستدعي متهمين -بالتستر- على أملاك جماعة الإ
...
المزيد.....
-
علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب
/ حسين العراقي
-
المثقف العربي بين النظام و بنية النظام
/ أحمد التاوتي
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
المزيد.....
|