أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - تحسين الناشئ - الحقوق المنسية لذوي البشرة السوداء في العراق - (الجزء الثاني)














المزيد.....

الحقوق المنسية لذوي البشرة السوداء في العراق - (الجزء الثاني)


تحسين الناشئ

الحوار المتمدن-العدد: 5157 - 2016 / 5 / 9 - 09:24
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


لازالت الحقوق المدنية للأقلية السوداء في العراق مغيبة ومنسية من قبل الحكومات المتعاقبة ومن قبل أفراد المجتمع نفسه. كما يبدو ان أمر هذه الفئة المهمشة قد غابت عن اهتمام جمعيات حقوق الأنسان فقصرت عن متابعة شؤونها وقضاياها، وبقيت بعيدة عنها للأسف الشديد. ولاشك ان صمت أبناء هذه الأقلية المسالمة أزاء قضاياهم وأزماتهم وعدم مطالبتهم برفع الظلم عنهم وحمايتهم من الأنتهاكات النفسية المستمرة، هو السبب الرئيس لتجاهلهم من قبل هذه المنظمات وتناسي حقوقهم المدنية. ان هذه الفئة بحاجة الى الدعم والأسناد من قبل أصحاب الأرادة والرأي ومن قبل الطبقة الواعية المثقفة ودعاة حقوق الأنسان ليقفوا معهم مساندين ومطالبين بالمساواة بينهم وبين أبناء المجتمع العراقي في جميع المجالات.

على المجتمع الدولي ان يضع حدا لأزمة الحريات في الشرق الأوسط وخصوصا الحريات الدينية والسياسية. ومن المهم لفت أنظار منظمات حقوق الأنسان العالمية الى الوضع المؤلم للأقلية السوداء في العراق وهي الفئة المعزولة والمضطهدة منذ عصور، ولابد من القيام بأجراءات فاعلة وخطوات عملية نثبت فيها اِنصافنا وعدلنا وحسن نوايانا تجاه هذه الأقلية، خطوات نثبت فيها اِننا جميعا سواسية في حقوقنا وواجباتنا ليس فينا من هو أفضل من الآخر، فهؤلاء هم اِخوتنا في الأنسانية واِخوتنا في الأرض والوطن ولهم حق المشاركة في خيراته وثرواته، كذلك لهم الحق في صنع القرارات وفي المشاركة الفعلية في بناء البلد من خلال منحهم المناصب الأدارية التي يستحقونها، وفي إدارة شؤون حياتهم بعيدا عن المنغصات. وفي ذات الوقت من حق بلدهم أيضا أن يستفيد من خبراتهم وقدراتهم وامكانياتهم.

ان جميع المعاهدات الدولية المثبتة والخاصة بحقوق الأنسان تُحضِر التمييز الذي يتعرض له أبناء الأقليات والذي ينطلق من معايير لا اِنسانية، كالتمييز والتفرقة بسبب اللون أو المعتقد الديني أو التوجه الفكري أو الأعاقة الجسدية...الخ، كما ان المساواة أمام القانون تعتبر من المبادئ الأساسية في القانون الدولي لحقوق الأنسان. وقد أشار الدستور العراقي الى تلك المسألة، اِذ تنص المادة 14 من الدستور على ان ((العراقيون متساوون أمام القانون دون تمييز بسبب الجنس أو العرق أو القومية أو الأصل أو اللون أو الدين أو المذهب أو المعتقد أو الرأي أو الوضع الأقتصادي أو الأجتماعي)).

لهذا لابد من اتخاذ إجراءات عاجلة وحازمة وسن قوانين تُجرّم كل من يتقصد الأساءة الى أشخاص من ذوي البشرة السوداء من خلال اطلاق كلمات مسيئة أو غير محببة تدل على التوجه العنصري أو الروح العدائية، كلمات يُقصد منها الأنتقاص أو الأحتقار أو التعيير.
كذلك ينبغي تجريم كل من يمتنع عن تشغيل أفراد من ذوي البشرة السوداء أو رفض قبولهم في الوظائف العامة او المصانع عن قصد وبدوافع عنصرية، أو اِساءة معاملتهم عند التشغيل أو منحهم اجورا أدنى من الآخرين أو التضييق عليهم وعدم اِشراكهم بالأمتيازات الخاصة بنظام العمل (العلاوات والترقيات والأجازات وغيرها) أو مصادرة حقوقهم كعمال لنفس الأسباب والدوافع العنصرية. ان المساواة في فرص العمل هو حق عام للجميع.

لابد من منح أبناء هذه الأقلية فرص متساوية في التعليم –التعليم الأولي والتعليم العالي – وشمول المتفوقين منهم بالبعثات الدراسية خارج العراق أسوة بالآخرين. كذلك رفع القيود التي تحد من حرياتهم في التنقل والسكن واختيار نوع العمل أو الدراسة، ووضع ضمانات قانونية للحفاظ على حقوقهم الشخصية وعدم انتهاكها. كذلك العمل على احترام ثقافتهم الخاصة وتراثهم وتقاليدهم ولهجتهم، أي احترام هويتهم الثقافية التي تميزهم عن غيرهم. ان احترام هويتهم وخصوصيتهم ينبغي أن لايكون محصورا ضمن الفئة نفسها، بل لابد أن يُمارس ذلك الأحترام ضمن المجتمع العام ليكون ممارسة حقيقية مستمرة وفاعلة. ومن جانب آخر على أبناء هذه الأقلية الأعتراف الدائم بأنتمائهم الى هذا العرق دون خجل، وبكونهم لايختلفون عن الآخرين في قدراتهم العقلية والجسدية وان لهم خصوصيتهم وهويتهم واِرثهم الخاص.

من واجب الحكومات والمجتمع أيضا تجاه الأقلية السوداء في العراق هو رعاية أطفالهم وتوفير بيئة صالحة مناسبة لهم بعيدا عن قضايا التمييز والسخرية والأنتقاص لكي ينشأوا نشأة صحيحة دون رواسب نفسية مؤذية تعيق حياتهم المستقبلية. ولهذا لابد من تنظيم حملات توعية شاملة ومتواصلة بين أبناء المجتمع العراقي لغرض نشر ثقافة المحبة والأحترام والتواصل والحوار السليم مع جميع الأقليات والطوائف والتركيز على مبدأ المساواة بين الجميع واحترام خصوصية الآخرين وتميزهم.
ان حماية حقوق ذوي البشرة السوداء والأقليات العراقية الأخرى تعتبر من العوامل الأساسية والمهمة في مسألة تحقيق الأستقرار وفي المحافظة على التنوع في البلد الواحد. كما انها تقود البلد الى منطلق سليم في توحيد أبناء الأمة ولم شملهم والأرتقاء بهم.



#تحسين_الناشئ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأقلية السوداء في العراق وحقوق الأنسان
- تطور المنجز الفني وضرورته لدى الحضارات العراقية القديمة
- جماليات العمارة الأسلامية في العصر العباسي - المئذنة الملوية ...
- الفن التشكيلي العراقي المعاصر - اسباب التقدم وسمات النضج وال ...
- حركة الأوب آرت - الفن البَصَري
- نينوى تبكي تاريخها المجيد


المزيد.....




- -ورّط- نبيه بري.. نعيم قاسم يثير صدمة وتعليقات بما قاله بخطا ...
- مصريون وسوريون ضمنهم.. الكويت تضبط مجموعة كاشفة ما فعلته بتز ...
- رومانيا: مدينة ياش تستقبل الآلاف من المصلين للمشاركة في الاح ...
- نفوق أربعة فيلة.. وتضرر مئات الحيوانات بسبب فيضان يضرب تايلا ...
- تطمينات بلا ضمانات لسلامة مطار بيروت، كيف يعمل الطيران المدن ...
- عام على هجوم 7 أكتوبر.. علاقات أوروبا وإسرائيل في اختبار صعب ...
- ثلثا -علامات الحياة- على الكوكب تنذر بكارثة مناخية
- أثر -حنبعل- الدامي في صراع إسرائيل مع حماس!!
- هل يعرف بوتين ظاهرة Quadrobers؟.. الكرملين يجيب
- الدفاع الروسية: تدمير 47 مسيرة أوكرانية فوق 5 مناطق روسية وب ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - تحسين الناشئ - الحقوق المنسية لذوي البشرة السوداء في العراق - (الجزء الثاني)