|
نينوى تبكي تاريخها المجيد
تحسين الناشئ
الحوار المتمدن-العدد: 4734 - 2015 / 2 / 28 - 05:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ويعود البرابرة من جديد بوجه جديد واسم جديد ، لكنهم هذه المرة يعودون وهم اكثر تعطشا للدماء واكثر تشوقا لزرع الموت والمرارة في هذا العالم ، عادوا وقد ازالوا عنهم كل القيم الأنسانية وتجردوا من كل ضمير او خلق او اِحساس ، لقد عادوا من جديد بثوب جديد لتخريب الحياة وتدميرها في جميع اشكالها ونواحيها ، فهؤلاء المنحرفون لا رحمة لديهم ولا رأفة بالأنسان - أي انسان مهما كان جنسه او لونه او سنه طالما كان هذا الانسان لا يسير وفقا لميولهم الشيطانية ورغباتهم الدنيئة وافكارهم السوداء ، كما انهم ليسوا اعداء الانسان فقط ، بل اعداء كل القيم الجميلة العليا في هذا العالم ، فلم تسلم من وحشيتهم دور العلم ولا المباني التراثية ولا المقدسات ولا المكتبات ولا رموز الحضارات ، فهم اعداء الجمال والحياة والعلم والقيم النبيلة .
بالأمس قامت زمر داعش بصولة جديدة من صولاتها البربرية الجبانة ، صولة تندى لها جبين البشرية وستبقى وصمة عار في جبينها الى الابد ، لقد شهد العالم كله كيف اشتغلت معاول وآلات الشر والبربرية والجهل في تدمير متحف الموصل وتحطيم مايضمه من آثار نفيسة لاتقدر بثمن ، لتسحق بفعلتها المخزية تلك ذلك التراث الخالد وترميه الى العدم ، لقد محت داعش خلال ساعة واحدة ماقدمته الحضارة على مدى قرون عديدة ، فمتحف الموصل كان يضم آثارا يعود تاريخها الى الاف السنين ، آثار تحكي تاريخ حضارة وارض وشعب عريق ، وخسارة تلك الاثار وضياعها ليس خسارة كبرى للعراق فقط انما هي خسارة للبشرية جمعاء ، لقد قطعت عصابات داعش بفعلتها النكراء تلك (ونحن نعيش في القرن الحادي والعشرين) ذلك الخيط الفاصل بين الانسان والحيوان ، بين التقدم والتخلف بين النور والظلام وبين الجمال والبشاعة . ترى ايعرف الاوباش قيمة التاريخ وقيمة الحضارة والتراث ، ايدركون قيمة العطاء الانساني وارث الاجيال الفريد الذي هو ثمرة العقل والروح والجهد المبدع والفكر النبيل ؟ هل يعلم هؤلاء بأن ارث الاجداد مقدس وان التاريخ مقدس وان القديم له حرمة وقيمة عليا ؟ ايدرك هؤلاء بأن القضاء على ارث الانسان هو قضاء على الانسان نفسه وبأن محو اثاره وتراثه يعني محو تاريخه وضياعه ؟ فأي عقول تلك التي تحرك هؤلاء الاشرار وأي ضمائر واي نوايا ؟ ولازالت اقدام زمر داعش المدنسة تطأ بالدنس ارض الموصل الطاهرة ، ولازالت اياديهم النجسة تستأصل كل جميل فيها وتعبث بمقدساتها وبتاريخها العريق ، فهذه الموصل الحدباء ، اُم الربيعين ، ارض اشور والحضر والحضارة العريقة ، ارض الانبياء والاولياء والملوك والعلماء والعظماء منذ اقدم العصور ، الموصل (نينوى) التي طالما وصفت بكونها اجمل مدن الشرق واروعها ارضا ومياها وهواء ، هذه المدينة التي كانت درة العالم القديم بسعتها وازدهارها ورقيها واشتهارها بروعة اسوارها وفخامة قصورها ومبانيها وهي التي كانت عاصمة اكبر امبراطورية في العالم القديم ، هذه المدينة العظيمة يدنسها اليوم اوباش داعش فيعيثون في ارضها فسادا وينشرون فيها الظلام والموت ويزرعون الخراب في العقول والخوف في النفوس بالنار وبحد السيف ، والغريب العجيب في امر هذه الزمر الهمجية انهم لايتنكرون لشنيع اعمالهم ووحشيتهم في استئصال الحياة ، بل هم يسعدون بذلك ويفتخرون من خلال تصويرها وتوثيقها ونشرها امام انظار العالم كله . ان البشرية لم تعرف في كل تاريخها ترويعا وارهابا وازهاقا للأرواح كهذا الذي تمارسه داعش. لقد تفننت هذه الزمر الخبيثة ليس فقط بطرق تعذيب الناس وترويعهم ، انما ايضا بطرق قتلهم بوحشية قل نظيرها في كل الازمنة حتى صار اسيرهم لايجزع للموت القادم انما لطريقة الموت . فالى متى يستمر ترويع البشرية بهذا الشكل ؟ والى متى يستمر انتهاك رموز الحضارة والتاريخ والمقدسات ؟
#تحسين_الناشئ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با
...
-
اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب
...
-
السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو
...
-
حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء
...
-
كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
-
مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس
...
-
عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف
...
-
الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي
...
-
بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة
...
-
ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|