أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زهير الخويلدي - مفارقات المعرفة الفلسفية














المزيد.....

مفارقات المعرفة الفلسفية


زهير الخويلدي

الحوار المتمدن-العدد: 5154 - 2016 / 5 / 6 - 00:59
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


" أنا صديق سقراط وأفلاطون ولكن محبتي للحقيقة أكبر" (شيشرون)
من سلبيات الديمقراطية، حسب إشارة أفلاطون في كتاب الجمهورية، أنها تجعلنا نرضى بالاعتقادات بدل المعارف ونتأثر بقوة الاقتناع لدى خطيب بدل نور الحقيقة لدى فيلسوف. لهذا ينبغي ألا نخشى من حيازتنا لأقل قدر من المعلومات التي تدخل في توجيه رأينا حول المعارف التي حصلنا عليها وتحديد قيمتها بعض النظر عن مخاطر التقنية وذنوب المتهم والنظام الاقتصادي الأكثر نجاعة وعدالة والسياسي الأكثر كفاءة.
بناء على ذلك نحن نتمسك بالاعتقادات الموروثة والآراء الجاهزة بدل عزمنا على الخوض في المسائل والبحث عن الحقائق و نقلل من شأن الشكاك ومجهود الحيارى وتردد المرتابين بينما نعظم من قدر من يدافع بحماسة عن وجاهة قناعاته وصواب مسلماتها. في حين أن الحق يمتلك ميلا فريدا نحو مواجهة الاعتقاد الأكثر صلابة ويسعى إلى تغيير الفكر على الرغم من عناده واستبساله في الدفاع عن وجوده.
والحق أنه لا يوجد طاغية يفرض علينا التعامل مع الاعتقادات بوصفها حقائق وإنما نحن الذين نسلم بذلك لكونها دارجة في الحياة اليومية ومتعارف عليها في التفكير العمومي للبشر وتمثل قاعدة الحس المشترك.
لا يتحلى المرء بالمرونة النقدية ولا يغادر الأرض الصلبة لليقين إلا إذا عزم يوما ما على تغيير القناعات الموروثة وتثوير الاعتقادات البالية والتخلي عن الآراء المتداولة والبحث الشخصي عن الحقيقة بممارسة التفكير واتخاذ قرار مضاد للسلطة المعرفية القائمة والذهاب في اتجاه معاكس لمتطلبات الرأي السائد.
- من مفارقات الحقيقة يمكن ذكر ما يلي:
- من المتعارف علية أن الفلسفة بحث عن الحقيقة، ولكن من بين الفلسفات من ينكرها والآية على أن المرء لا يدري إن كان الوجود موجودا أم لا، وان كان موجودا لا يدري أن كان العقل قادرا على معرفته أم لا، وان كان العقل قادرا لا يدري إن كانت اللغة قادرة على التعبير عن ذلك أم لا.
- يريد الإنسان إدراك الحقيقة ويسعى في سبيل ذلك ولكنه يقع فريسة الخطأ والكذب.
- يقضي كل حياته في الأوهام ويجد في ذلك متعته وسعادته ويشعر بأن الحقيقة قد تجلب له الألم والشقاء.
- ينظر المرء إلى عدة معطيات على أنها حقائق بالرغم من أنه لم يقم بامتحانها والتثبت منها.
- توجد هناك حقيقة واحدة والاختلاف يولد من تعدد الطرق المؤدية إليها.
- الحقيقة غاية العقل البشري ومطلوبة بشكل بديهي ولكن الطريق إليها وعر.
- أشد الناس ادعاء للحقيقة هو أبعدهم عنها وأقربهم إلى الجاهل الذي يجهل جهله.
- لا تمثل الحقيقة معطى جاهز قابل للاكتشاف بل تحولت إلى قيمة يجب ابتكارها.
- إذا كانت الحرية هي ماهية الحقيقة فإن نقيضها ليس الخطأ فقط بل العنف والعبودية والجهل.
هكذا يخوض الإنسان مغامرات الحقيقة متجولا بين الظن واليقين ومترددا بين الاعتقاد والمعرفة ومنتقلا بين الشك والطمأنينة ومراوحا بين النسبي والمطلق ومتأرجحا بين الجزئي والكلي وبين التجربة والعقل وتظل أحكامه معلقة بين الذاتية والموضوعية وبين التاريخ والنسق ويبقى فكره سائرا بين الانفتاح والانغلاق.
كيف يمكن للمرء أن يعرف الحقيقة؟ وماهي العلامات المشيرة إليها والرموز الدالة عليها؟ هل أن ماهو حقيقي هو مشع ومتجلي دائما وأبدا؟ ألا يمكن أن يكون سرا محتجبا ومخفيا وموجودا في وضعية متكتمة؟ وهل القناعات الشخصية هي دائما في تعارض وعدائية مع الحقائق أم الخطر يأتي من الأوهام والأكاذيب؟ بأي معنى تستطيع المعرفة العلمية بلوغ إلى الحقيقة؟ كيف يشكل الإجماعUnanimité معيارا للحقيقة؟ هل يمكن الشك في ماهو نافع على صعيد المعرفة ولكن ضار في العمل؟ ألا يمكن القول بأن الحق هو الذي يساعد المرء على التغلب على المشاكل ويحقق له النجاح؟ إلى أي مدى يكون لكل إنسان حقيقته؟
وضع عملية النظر المعرفي ضمن السياق التاريخي وامتلاك الشروط التي من خلالها يأتي للمرء الذهاب إلى الحقيقة بدل الاعتقاد في إمكانية الاستحواذ عليها وامتلاكها من حيث الأصل وبصفة تامة ونهائية، والانتباه إلى أن الحقيقة لا توجد في الجوهر والماهية وإنما في العلاقة والحكم وتتغير بالابتعاد والاقتراب. كما يرنو المرء الى الاقتدار على الفصل المفهومي بين الحقيقة واللاّحقيقة ورسم الحدود التي تباعد وتقرب بين الحق من ناحية أولى والخطأ والكذب والوهم ثانيا وتجاوز المراوحة بين النفي والإثبات من خلال اللاإحتجابAlétia .
فهل يوجد إنسان يمكن أن يضحي بحياته من أجل الحقيقة؟ وما المقصود بالحقيقة الحقيقية؟ ألم تقع الريبية في الخطأ حينما وضعت كل قيم الحقيقة موضع شك؟ ووفق أي قيمة يمكن للمرء أن يقوم بالنفي والإثبات؟

كاتب فلسفي



#زهير_الخويلدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور النقابات في زمن الاضطراب
- الخيال الإبداعي والمخيال الاجتماعي
- فلسفة الأمر ومنطق السلطة عند ناصيف نصار
- حينما ينقذنا الفن من الرداءة
- من حد التأويل إلى مفهوم الهرمينوطيقا
- في سبيل أنسنة المسألة النسوية
- خيارات التغلب على أشكال اللاّمساواة
- ممكنات التدخل الفلسفي في الحاضر
- استخدام الفيزياء الرياضية في السياسية الحديثة
- كارل يسبرس والسير في طريق التفلسف
- الهرمينوطيقا ، المصادر والتحولات
- وظيفة النخبة وتنوير الجمهور
- إلى أي حد يتمتع الإنسان بالحرية؟
- وجوه فلسفية عن الطبيعة
- الدور العمومي لادوارد سعيد في رحاب الأنسنة الثقافية
- عن أي حداثة خاصة يتحدث بول ريكور؟
- أنثربولوجيا المقدس ومحاكاة العنف عند روني جيرار
- البؤس الميتافيزيقي للوضع الإنساني عند فلاديمير يانكلفيتش
- الحاجة إلى المواطنة ضمن المنظور الفلسفي العالمي
- اللاّوعي الديني للجماعات السياسية عند ريجيس دوبريه


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زهير الخويلدي - مفارقات المعرفة الفلسفية