أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 1 ايار - ماي يوم العمال العالمي 2016 - التطور والتغييرات في بنية الطبقة العاملة وأساليب النضال في ظل النظام الرأسمالي والعولمة - زهير الخويلدي - دور النقابات في زمن الاضطراب















المزيد.....

دور النقابات في زمن الاضطراب


زهير الخويلدي

الحوار المتمدن-العدد: 5146 - 2016 / 4 / 28 - 21:43
المحور: ملف 1 ايار - ماي يوم العمال العالمي 2016 - التطور والتغييرات في بنية الطبقة العاملة وأساليب النضال في ظل النظام الرأسمالي والعولمة
    


1 - هل سلاح الإضراب والاعتصام كقوة ضغط يكفي لتحقيق التغييرات لتحسين وضع الطبقة العاملة؟

تستعمل النقابات والجمعيات المهنية سلاح الإضراب والاعتصام من أجل افتكاك حقوقها المادية من المشرفين على التشغيل من هيئات رسمية تمثل الجهات الحكومية ومالكي وسائل الانتاج وأصحاب رؤوس الأموال ومندوبي الشركات العالمية الكبرى وتحسين شروط التفاوض معها والتعامل بالندية المهنية اللازمة. ولكن هذه المطالبة محدودة النطاق ومعرضة للعطب وغير مجدية على مستوى الطموحات والآفاق ويتطلب الأمر تطوير طرق الاحتجاج وتثوير أساليب المطالبة ليتم المحافظة على القدرة الانتاجية للمؤسسات وتأمين ديمومة فرص العمل ونيل منظومة الحقوق الاجتماعية بطريقة غير منقوصة ومراعاة الجوانب الرمزية والمعنوية التي تخص الطبقة العاملة غلى غرار الكرامة والمواطنة.

2 - كيف تر-ين تأثير التحزب السياسي وحزب الطبقة العاملة على النضال من اجل سياسة مستقلة بالطبقة العاملة وكيف يحقق مطالبها بالتغيير الجذري وإقامة عالم أفضل؟

مازال مفهوم الطبقة العاملة في العالم العربي غير واضح وغير محدد بطريقة علمية وربما يضم شريحة واسعة من الكادحين والعمال العرضيين والموسميين ويضاف اليهم المزارعين وصغار الموظفين ومازال علم الاقتصاد وعلم الاجتماع والعلوم السياسية مترددة بشأن ضم الكثير من الفئات الى هذا المفهوم الهلامي من جهة الموقع والطبيعة والحيوي من جهة الوظيفة والغايات التي يسعى الى تحقيقها. ربما الإشكال الذي يطرح في الآونة الأخيرة هو مدى تمثيلية الأحزاب اليسارية عامة والماركسية بالخصوص للفئات المهنية الواسعة ومشروعية أن تحتكر التمثيلية السياسية للطبقة العاملة . وما نلفت الانتباه إليه هو حاجة العمال والمنتجين إلى تنظم سياسي يقطع من الأحزاب التقليدية وكل الهياكل البيروقراطية وما تحمله من رواسب مركزية وممارسات سلطوية وضرورة إيجاد بدائل جذرية تنتمي إلى دائرة المجتمع المدني وتمنح النقابات القدرة على المبادرة والضغط خارج دائرة المطلبية الضيقة والتوازنات العامة مع السلط الحاكمة والابتعاد عن الحسابات السياسية الجزئية والمصالح الفئوية.

3- هل اتحاد الأحزاب العمالية و اليسارية ضرورة ملحة حول برنامج و رؤية واضحة لما تعيشه البشرية في ظل النظام الرأسمالي لتغيير وضع الطبقة العاملة و المجتمع بأكمله؟

مطلب التقارب بين القوى الاجتماعية المناضلة يزداد يوما بعد يوم في ظل العولمة المتوحشة وتحول بعض القوى اليسارية الى تبني خيارات لبيرالية وإصلاحية وقبولها بسياسة الأمر الواقع التي يفرضها اقتصاد السوق ونظام الأجرة وقوانين العمل الحالية. غير أن هذا التقارب بين النقابي والسياسي وبين الرافد العمالي والرافد الاجتماعي وبين الناشطين في المجال الحقوقي والمبدعين في الميدان الثقافي يجب أن يكون ضمن إطار الوحدة في التنوع والتنوع في الوحدة وذلك لتفادي النمطية في التنظم والمركزية في التسيير وما ينتج عنهما من بروز الزعامتية وغياب الديمقراطية الداخلية وتعثر عملية التغيير في أحوال الطبقة العامة بشكل مباشر وفي ظروف الحياة بالنسبة للإنسانية في المستقبل.

4- كيف تقييم-يم تأثير التطور العلمي والصناعي على بنية الطبقة العاملة؟ ودورها في المجتمع؟

لقد أدى التطور العلمي والتقني إلى تغييرات جوهرية في مفهوم الطبقة العاملة وأثر ذلك على وضعية العمال وحرك بنية العمل بشكل دائم وكثر الحديث عن دور سياسات الخوصصة في تقلص فرص العمل وما ترتب عن ذلك من عولمة البطالة والتشغيل الهش وتفاقم الأزمة الاجتماعية وتسريح العمال بشكل دوري والطرد التعسفي والاستغناء الإجباري عن الكفاءات بسبب ضعف حلقات الإنتاج. كما ظهرت طرق جديدة للتشغيل تقوم على المناولة والسمسرة وتتبع أسلوب مراوغ في التأجير وتتخلى عن حقوق الحماية الاجتماعية للمنتجين. كما ظهرت أعمال جديدة تتناسب مع تطورت الرأسمالية المجددة لأليات انتاجها وانتشر في العصر ما بعد الصناعي مفهوم العمل الافتراضي وكثر الانتصاب للحساب الخاص والتهرب الضريبي وغسيل الأموال والتهريب وسادت ظاهرة اللاّعمل وازدادت وتيرة تجارة الرقيق واستغلال الأطفال والمهاجرين واللاجئين والنساء في الأعمال الشاقة والخطيرة وما ترتب عن ذلك من عودة العبودية الطوعية وتلاعب بحقوق الناس.

5- كيف اثر شيوع التعصب الديني والمذهبي والجنسي على دور ومكانة المرأة العاملة في المجتمع؟

ما يحدث في زمن الاضطراب هو احتدام التفاوت على مستوى الملكية المادية والفكرية للرأسمال الانتاجي والرمزي بين الطبقات وتفكك الطبقة الوسطى واختلال التوازن بين شرائح المجتمع. ولقد ساعد ذلك على ظهور اشكال من اللاتسامح بين الأفراد والجماعات تجلت في بروز جملة من النزعات الانكفائية مثل الطائفية والمذهبية ولقد أثر ذلك على شبكة العلاقات الاجتماعية وعلى دور الطبقة العاملة في قيادة المجتمع نحو التقدم والتنمية عن طريق الزيادة في الانتاجية. نحن أمام عدد كبير من العاطلين الذين لم يجد فرص شغل من ناحية وأمام عدد كبير من المنتجين الذين لم يقدروا على تحويل نشاطهم الاجتماعي إلى قوة عمل يمكن أن تؤثر في عمليات التنمية الاقتصادية والتحرر السياسي والارتقاء الحضاري. لقد ظلت وضعية المرأة متأزمة وتزايدت أشكال استغلالها وتوظيفها في الزمن المعلوم بالرغم من تمتعها من بعض الفرص بصورة منقوصة ومزدرية وترسخت الصورة النمطية للمرأة العاملة وظلت ترزح تحت نفس الأحكام المسبقة الذكورية والأبوية التي كرستها التقاليد والحضارة الرأسمالية وبقيت نضالات الحركات النسوية محدودة وغير مؤثرة في اطار السوق السياسي العام وميدان للمزايدة والاستغلال في المناسبات الانتخابية.

6- كيف تر-ين دور نقابات العمالية المستقلة في الدفاع عن حقوق العمل ومصالحهم؟
تظل النقابات هي الأمل المتبقي الذي يتعلق به المرء زمن التكالب على السلطة وتبقي الحصن الذي يمنح الحرية ويصون الفعل ويقوم بتأطير النضال الاجتماعي في ظل تعثر الأحزاب وتفضيلها خيارات ترقيعية تتلاءم فيها مع المناخ الليبرالي المحافظ الذي يسود الآن في الكوكب ويتجه نحو أقصى اليمين. غير أن قيام النقابات بهذا الدور الحيوي يتطلب نضالها من أجل تفعيل الاستقلالية التي تتمتع بها بالمقارنة مع السلطة والأحزاب وأن يظهر ذلك في مستوى قراراتها واحترامها لمبدأ التنوع الداخلي والاختلاف المعقول بين القوى الاجتماعية الفاعلة فيها وتحولها الى مؤسسة تمتلك برامج وتشارك في الحكم وتقوم بالتخطيط الاستراتيجي وتحرص على المصلحة المشتركة والقيم الكونية.

7- هل ان تسلح الطبقة العاملة وأحزابها ومنظماتها بأفق سياسي-اشتراكي واضح يجنبها الوقوع في فخ الاحتيال السياسي لرأس المال، ويقيها من ان تستقطبها الدعاية السياسية البرجوازية مثل دعاية الحرب ضد - داعش - او الحرب ضد الإرهاب او ضد الفساد؟
إذا أرادت الطبقة العالمة أن يكون لها دورا طليعيا فلابد أن تعي ذاتها أولا وأن تعمل على تبني فلسفة لمقاومة الارتداد نحو الماضوية وتكافح ضد التبعية نحو الدوائر الامبريالية وضد الممارسات الهمجية التي يتعرض لها الإنسان من طرف السلطات الراعية لمصالح رأسمال وأن تناهض عولمة الإرهاب وتعمل على تحرير الحياة من كل أشكال الاغتراب والاستغلال والجمود والانحطاط.
كاتب فلسفي



#زهير_الخويلدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخيال الإبداعي والمخيال الاجتماعي
- فلسفة الأمر ومنطق السلطة عند ناصيف نصار
- حينما ينقذنا الفن من الرداءة
- من حد التأويل إلى مفهوم الهرمينوطيقا
- في سبيل أنسنة المسألة النسوية
- خيارات التغلب على أشكال اللاّمساواة
- ممكنات التدخل الفلسفي في الحاضر
- استخدام الفيزياء الرياضية في السياسية الحديثة
- كارل يسبرس والسير في طريق التفلسف
- الهرمينوطيقا ، المصادر والتحولات
- وظيفة النخبة وتنوير الجمهور
- إلى أي حد يتمتع الإنسان بالحرية؟
- وجوه فلسفية عن الطبيعة
- الدور العمومي لادوارد سعيد في رحاب الأنسنة الثقافية
- عن أي حداثة خاصة يتحدث بول ريكور؟
- أنثربولوجيا المقدس ومحاكاة العنف عند روني جيرار
- البؤس الميتافيزيقي للوضع الإنساني عند فلاديمير يانكلفيتش
- الحاجة إلى المواطنة ضمن المنظور الفلسفي العالمي
- اللاّوعي الديني للجماعات السياسية عند ريجيس دوبريه
- الثقافة بين الانغلاق في التراث والانفتاح على العالم


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- التعصب الديني في العمل و اثره على المرأة و الاقليات و الوطن / ماري مارديني
- الطبقة العاملة إلي أين ؟! بعد خمس سنوات من 25 يناير / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف 1 ايار - ماي يوم العمال العالمي 2016 - التطور والتغييرات في بنية الطبقة العاملة وأساليب النضال في ظل النظام الرأسمالي والعولمة - زهير الخويلدي - دور النقابات في زمن الاضطراب