أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي عبد العال - الإله على ورقة دولارٍ















المزيد.....

الإله على ورقة دولارٍ


سامي عبد العال

الحوار المتمدن-العدد: 5151 - 2016 / 5 / 3 - 08:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"نحن نثق في الله" In God We Trust شعارٌ ميتافيزيقيٌّ يحمله الدولار. ليبدو كما لو كانَ عطيةً عولميةً تُزيد مخزونَّه الافتراضي تضخُماً. وبالتالي ليست دوراتُّه الاقتصاديةُ داخل أقبية البنوك والبورصات سوى تراتيل لأشباح خلال ممارساتنا اليومية. هي ستكشف كيف ينتج المقدس نفسه عائداً من بابٍ خلفيٍّ. الدين في نسخته الدنيوية. فالدولار تاريخ لوشم كتابيِّ يماثل أساليب تدوين الأوراق المقدسة. لقد شرَّعَ عبر العولمة لاهوتاً لاقتصادٍ دينيٍّ-سياسيٍّ بدون إلهٍ رغم الاعتراف السابق. بهذا قد ترسم العملاتُ النقديةُ آفاق الإنسان الراهن ورؤاه الحياتية والكونية. حيث كانت تلك العملية وظيفةَ المقدس والأساطير وأنظمة المعرفة قديماً.
لكن امبراطورية أمريكا تؤكدها بأظافر الآلة العسكرية والتوحش التقني ونهم الأسواق بمساحة القارات الخمس. وطبقاً لاحتياجه العولمي سيحقق الدولار فائضاً ربحياً قبل الحصول عليه. لأنَّ رأسمالاً يُتداول بلا حدودٍ لهو دعوة لصفقات مشبوهة باسمه. مثل تجارة السلع الافتراضية ومافيا السلاح وتجارة البشر واستثمار حروب الأديان والطوائف وتمويل الجماعات الارهابية واقتصاديات الأرض الموعودة. مما يدعونا للتساؤل: بأيِّ صيغةٍ ينكتب المقدسُ على أوراقٍ ماليةٍ؟ هل يأخذ المقدسُ قوةَ النقدِ أم أنَّ نقداً له سلطة القداسة؟
الأسئلةُ السابقةُ تجر معها أُخرى: هل الله حقاً موضعُ ثقةٍ فوق ورقة متداولةٍ؟ كيف سيبقى الله كرصيدٍ اقتصاديٍّ خلف كل عمليةٍ؟ هل هناك ثقةٌ مجانيةٌ في أيَّة عملة نقديةٍ؟ وهل الله رغبة اقتصادية كنوع من التطهر السياسي لدولةٍ هي الأشرس؟ بأي معنى ينشأ مصطلحُ "الثقة" في مستنقع العولمة؟ وإذا كنَّا في الله نثق، فهل المجاعات والحروب القذرة التي يحركها الدولار تمثل أيضاً ثقةً في الله؟!
هنا سنقرأ عبارةَ الدولار ككتاب لمقدس دنيويٍّ جديدٍ. إنَّها ظاهرة لإيمان غير ديني لكنها توظف كلَّ دين وأيَّة ذخيرة ميتافيزيقية لتحقيق المآرب. إنَّ ذلك يعرفنا ماهية الثقة العابرة للحدود والقوميات. وما إذا كانت ثقةً مطلقةً بخلاف القيمة التي يحتلها الدولار أم لا.
الإيمان النقدي
في أحد جوانبه يعدُّ المقدسُ اقتصاداً ميتافيزيقياً يخضعُ للتداول في ورقةٍ هي الأشهر. ولئن قصدت منحَ الثقة لله، فالثقة ليست ذاهبةً إلى كائن متعالٍّ. الأسواق تعتبرها صفقة استثمار طويل الأمد في ثرواته الاعتقادية. كل تجارة يتوسطها الدولار بهذه الثقة لهي بيع وشراء لمقدسٍ ما. فالورقة تكتبه ضمناً مع دلالة منحه وقبضه. وهو(أي المقدس) لا يتجنب إمكانية الطرح كسلعةٍ هذه المرة. لدرجة أنَّه ينتقلُ لطرفٍ من أطراف التجارة استناداً إلى سلطةٍ خفيةٍ. ذلك بنفس الضمان الميتافيزيقي لمتنه التاريخي كموضوعٍ يُفتّرض أنَّه خارج التلاعب. لكن المفاجأة: حينما يتابع المستثمرون تلك السلطة لن يجدوا غير صندوق أسود عنوانه أمريكا.
البرجماتية تترجمُ المقدسَ في لعبة تداولية تعصف بأيِّ شيءٍّ أمامها. فإذا كانت الديانات تعتبره محظوراً، فالدولار يطرحه على مائدة الصفقات المشروعة والقذرة معاً. الإله المقصود ليس إلاَّ ربحاً ضمن الأرباح المحتملة. فالعلاقة المتعالية معه غدت علاقة طافية، لم تعد عمودية لكنها مرنة، مسطحة. وأحياناً مشبعة بالألعاب البهلوانية التي تقوم بها امبراطورية أمريكا في السياسة والاقتصاد. كأنَّها تهتف: أنظروا هكذا نصنِّع لكم القداسة يومياً. لقد تحوّل إلى خبز يوميٍّ، يدخل كمادة في الرق والمخدرات والجنس والاغتيالات والمخابرات. فالدولار حاضر غائب كحال أمريكا: هذا القناص العولمي الخفي المتجلي، البعيد القريب، الخير والشرير، الوديع والشرس. أليس ذلك دأبها في أحداث الشرق والغرب؟ ألاَ تحرك أية قوة بألوان الدولار، تبتاع العقول والحقائق متى شاءت!!
التقاطع بارز بين تسييس الإيمان إزاء المقدس ولو كان دنيوياً إلى درجة السياسة وبين قوة تتوحش تقنياتها المدنسة اقتصادياً. لتغدو على أثره سياسات أمريكا معبرة عن ألوهية تعصف بمن تشاء. وتحدد قدراتها ضمن التناول الاعلامي ووسائط الصراع. كانت الثقة-كما سنرى- نقشاً للاهوت العولمة بجميع طاقاتها المعرفية والعسكرية والاقتصادية. والفلسفة بصدد هذا لا تحدد مقدارَ القوة لكنها تحلل مواقف تضخمها إزاء سياق التفكير في النسبي والدنيوي. فكيف يعود الله إلى امبراطورية الشر كما يُقال على جسد ورقة خضراء؟ وأيَّة رغبةٍ تلك التي تلوي أعناق جميع الحقائق لتفعل ضد ما تزعم؟
ورقةُ الدولار هي اشكالية الشر باسم المقدسات ضمن الآفاق السائدة في المجال الدولي. أمريكا أكبر قوة بواسطة عملة كونيةٍ أصابها التَّوحُش خلال تاريخنا المعاصر. فغدت مؤثرةً بوصفها رصيداً غير مادي -وإنْ كانت كذلك– وراء مكانة الدول والمجتمعات. الورقة المالية تعد حلقة في سلسلة امبراطوريات السيطرة على العالم. لم يكن ممكناً التوقيع باسم الله أيَّا كان دونما احتلال مكانته. وأمريكا ليست بعيدةً عن التقديس السياسي المتجدِّد في تاريخ المجتمعات البشرية. فإذا كانت الديمقراطية شكلاً من أشكال "فلترة"filterization المقدس(أي تنقيته وتحويله)، فإنَّها تسمح بإعادة هضمه ولو في إطار إنساني.
ونحن أحياناً لا نفهم قداسةً مزعومةً في أغلفةٍ خارج نطاقها التقليدي. فالدولار يواصل ممارسة طقوس الاعتراف والاقرار لكل من يعطيه ولاءه عولمياً. ومضمار الدين عادة مضمار يحمل آثار العنف من قبل المهيمنين عليه. والورقة النقدية امتداد لآثار المقدس كما نوهت. ولا سيما أنَّ الله، المعنى المطلق، الغاية،... أشياء تأخذها السلطة قصداً دون سواها. وإلاَّ ما الذي يدفع قوة عولمية لجعل الله مصدراً لثقة هي تطلبها(حصرياً) من الآخرين قبلما تمنحهم إياها جزئياً؟!
عولمة الإله
الإيمان المُعْطَّى على ورقة دولار هو موت نيتشوي آخر لله. نيتشه ردَّدَ: "الإله قد مات" ليجئ الدولار معولِّماً المقولة على نطاق جيو سياسيٍّ. وليس فقط الكيان المقدس، غموضه، سلطته، أشياء تخبُو. لكنها تتحطم في مقابل هيمنة القوة الأمريكية. وبنفس الحيز الاقتصادي الذي تملأه عملات نقدية مختلفة تستولي المرجعية الدولارية على كلِّ المشهد.
الثقةُ النقدية نوع من تسليع لفكرة اليقين، تحويلها إلى تبادل ليس لأطرفها إلاَّ امتلاك مؤقت. بحيث حينما نثق في شيء يصبح بضمان القوة الأكبر إذ تسيطر على التجارة والأسواق والبنوك. بدليل أصبح الدولار- الحامل لله- معياراً للتحويلات المالية. وفي مجتمعات نامية يأكلها الصدأ التراثي تعتبر الدولار عملةً سحريةً تتحكم في مفاصل الدولة. لا توجد أرصدةٌ ثابتةُ إلاَّ باسمه خصيصاً. أيُّ إله هذا الذي يقصده الدولار رأساً؟ أهو إله يخترق (كالفيروسات الإلكترونية) جميع أنظمة التعاملات؟
يبدو أنَّ أمريكا تدرك الصدود أمام السياسة المراوغة فنقشت وجودها فوق ورقة تدخل أية مجتمعاتٍ مهما يكُّن التناقض بينها. المماثلة واضحة: إذا كان اللهُ الماورائي المعروف يهيمن على العالم بحسب الاعتقاد الديني، فلِمَ لا تمارس القوةُ الأمريكية دوراً كهذا؟! لكن المدهشَ هو التسلُّل على جناح الدولار حيث لا يتوقع أحدٌ.
الفكرةُ لا تخرج عن عدة احتمالات:
- تؤكد الورقةُ الشكل الإلهي النهائي للتأثير الاقتصادي على نطاقٍ أوسع.
- يرسخ الدولار نمطاً من اقتصاد السوق المسعور لمزيد من الأرباح بلا توقف.
- يربط التداول جوانب المجتمعات(المستعمرة عن بعد) بمرجعية لاهوتية ليست متواجدة في سياقها المحلي.
- ينقل الدولار المسؤولية إلى أمريكا فيما يجري باسم العولمة والتحديث والتنمية والمعرفة.
- يشحن الشعار(كالمولِّدgenerator) أصحاب الدولار لاجتياح العالم اقتصادياً وسياسياً.
- الاستحواذ على الله في صناعة ثقيلة تشبه الصواريخ العابرة للقارات، والقنابل البيولوجية والنووية.
- إذا كان الله أكبر حادثة في تاريخ البشر، حتى إنكاره فهو أضخم إنكار نتيجة غيابه الأعظم، فإنَّ ثمة احلالاً وتبديلاً بآلهة أخرى تنبت وتتسلق في ذات المكانة.
- يبرر سلفاً ما سيحدث في العالم بأصابع أمريكيةٍ. والدولار بهذا يرسم خريطةَ المصالح التي تلتهم المسافات وتقفز الحدود.
النقطة الأخيرة تتضح في مقولة "ليبارك الرب أمريكا" كما يردد رؤساؤها. المباركة ليست حفظاً ضد الأعداء ولا بكونها دولة طائعةً للرب. لكنها مباركة استراتيجيةٌ كنوع من الهيمنة الاستباقية على العالم. الدولار مباركة تمثل رصيداً إلهياً لا ينضب. إنَّها تأتي بالعالم ليصب في مجري الاقتصاد الأمريكي. وأيّة مباركةٍ للإله غير إخضاعه العالم لقوة عولمية يقف بها بمنأى عن الأخطار. وبهذا حتى لو رأى البعض اغتصاب القوة الأمريكية لمكانة الله، فهو شيء مقبول منه. بل يحبذه لدولة هي المباركة دوماً.
ولعلَّنا نتذكر تقسيم جورج بوش الابن العالم إلى محور الخير ومحور الشر. وبالطبع لا يعقل لدولة تثق في الله إلاَّ أنْ تقف مع الخير دائماً. فالشر بالنسبة إليها غدراً، خلسةً، سيتم بليلٍّ كما حدث في الحادي عشر من سبتمبر. وبالشعار السابق لو اعتدت قوةٌ شريرةٌ على أمريكا فإنَّها تعادي الله مباشرةً. وبموجب الثقة المبذولة من قبل الـ"نحن" الأمريكي فإنَّها تتشبث بقهرها آجلاً أم عاجلاً.
لقد جَهَز بوش الابن جيشاً يثق في الله لتحصيل أرباح الثقة المكتوبةِ. فاحتل العراق بحثاً عن النتائج والغنائم. دمر مجتمعاً باسم هذه الثقة الممنوحة. فكان تدميراً ساحقاً كحال التداول المالي العولمي الكاسح. ابرز النتائج اخراج خريطة الخير والشر الأمريكية إلى حيز الوجود. وأيُّ طرفٍ يقف في جانب الشر سيكون ضد الله وضد الخير وضد أمريكاً في آنٍ واحدٍ. لأنَّ نحن كضمير للمتكلم بقي مجهلَّاً ليحتوي أكبرَ قدرٍ من القوة جمعاً لا فرداً.
أسطورة الثقة
الدولار قوة ناعمة soft power تتسلل دون جلّبةٍ وبأريحيةٍ من مؤيديه ومعارضيه. ثمة قضيةٌ دينية: ماذا كان الإله فاعلاً إزاء الشيطان أم لا؟ هل صراع الخير والشر بلغة بوش الابن يحدد مسار الأحداث. كلٌّ دين به عقيدة حول هذا الموضوع. لدى الاسلام أنَّ التدافع بين البشر أساسُ الحياة. ولولاه لهُدمّت صوامع وبيع يُذكر فيها اسم الله. بينما ترى المسيحية في الخطيئة عقاباً كان صلبُ المسيح ضرورياً على أثره لخلاص المخطئين. فالرب ضحى بنفسه لإمداد هؤلاء بأسباب الحياة الخيّرة.
الدولار يطرح القضيتين في "صليب كتابي" هو الصراع الشرس باسم الخير، بدلالة الثقة في الله التي تضمن ورقة لا تنتهي مآربها. وهي عندما تحملُ اللهَ فهي خلاصٌ لاهوتيٌّ دنيويٌّ كما يبدو(الدين مقلوباً). إنَّها تصوغ اسطورة ورقيةً تصبحُ عفريتاً يحقق كلَّ شيءٍّ في غمضة عينٍ. الدولار أشبه بمصباح علاء الدين في التراث العربي. ما على صاحب الحظ إلاَّ فركُّه ليخرج العفريت واضعاً ما يتمناه بين يديه. كل شيء: ثروات، أسلحة، مؤامرات، قلب أنظمة الحكم، حقوق إنسان، ديمقراطية، نفايات نووية، قطع غيار بشرية، مؤسسات مدنية بأغراضٍ أخرى.
لكن هل هذا الشبح الأمريكي شيطان أم إله؟! الاسلاميون يعتبرونه شيطاناً. ثمة تعبير كان بن لادن يعتبره ملائماً لأمريكا "الشيطان الأكبر". كما تستعمله الأحزاب الدينيةُ مثل حزب الله بلبنان. ومن قبلهما كان الايرانيون يسمونها شيطان الشر والحرب. كل الخطابات التي تشيطِّن أمريكا كانت مدفوعةً بنفس الهوس الأيديولوجي للشر. فمن يقفُ بجانبها هم الأخيار بينما الأخرون هم الفجار، الأشرار.
مصدر الطرافة: أنَّ الإله يتحول إلى شيطان. فتغدو أرصدة الثقة جحيماً لا يُطاق. ولأنَّ الاثنين(الاسلاميون بجماعاتهم) وأمريكا يلعبان نفس اللعبة فهما الأقدر على صناعة الشيطان دون غيرهم. كما أنَّهما يعرفان بعضهما جيداً كما لو لم يُعرفا من قبل. كلُّ شيطان سياسي هو تأويل اقتصادي لإله خرجَ من أيدينا. حتى العولمة التي نراها لاهوتاً كونياً يقلد وظائف الدين تخضعُ لألعابٍ خارج السيطرة. فالميدان أوسع، واللا معايير متوافرة، والقدرة شبه مطلقة، والحقائق غائية. إذن على أيِّ شيطانٍ أنْ يُقدِّر مصالحه باسم الله.
الأوراق الماليةُ تشرِّع هذا الأمر مبكراً. فهي مسكوكة لتبادل المصالح، فكيف ستحقق الثقةَ المعلقة على كائن مفارق؟ المصالح تلاقى، تتصالح كما يُقال. لكنها تتصارع بذات الدرجة القصوى. وهي تحمل التناقض في انقلابها الأسطوري من الألوهية الموثوق بها إلى الشيطنة خارج إنسانيتنا. وهذا ما يُردَّد في كواليس السياسة الأمريكية ولاسيما خلال عهد المحافظين الجدد سابقاً. حتى قيل إنَّهم كانوا يشكلون صقوراً بمرتبة مجلس حرب دائم الانعقاد.
إنَّ اتخاذ الدولار كعملةٍ خارج المنافسة يُنشئ أسطورةَ إلهٍ لا يملك شيئاً. ومع ذلك يتعلق به كلُّ شيءٍّ آخر أو هكذا سيذهب ضمنياً. إنَّه القدرة المفقودة في كل دولةٍ على المنافسة الاقتصادية. فلا تجد بداً من الخضوع إلى الأسُهم المرتفعة للثقة في إله الدولار. فطالما أنَّ الثقة معلقةٌ بالمقدس فستترك وراءها شكاً بملء العالم. وهذا اعتقادٌ تبني عليه السياسةُ الأمريكيةُ استراتيجياتها في منطقة الشرق الأوسط على سبيل المثال. لذلك لا تترك أية منطقةً دون التدخل عن قرب أو عن بعد أو بالإنابة أو بقفازاتٍ غير مرئية مثل المنظمات الدولية بأصنافها.
كلُّ شيءٍّ يجري بموجب أساطير هذه الثقة. لأنَّها تجري بلا نهايةٍ وبلا حدٍ. والتفسير غير الوارد هنا لكنة محتمل: طالما أنَّ الثقة محصورةٌ في الله فلن تُبْذَل ذاتُ الثقة لأي كائن آخر. وهذه هي الخطورة التي ترد من باب الدين. فكلُّ الدجمائيين حينما يضعون ثقتهم في الله بلا ضمان لمن يتلقاها من البشر ستنقلب إلى يقينٍ مفترسٍ. أي: أنَّها ستكون ممنوحةً أخيراً لمن يضعها في الله. اللهَ هو حلقةُ الوصل التي سترُدَّها إلى صاحبها كاملةً. وكأنَّ أمريكا حينما تتداول "نحن نثق في الله" تقول أيضاً: نحن نثق في أنفسنا ولا شيء غير أنفسنا. وأنَّ هذه الثقة قد سقطت علينا كالهبة من السماء. نحن نعطيه(أي الله) إياها لتعود إلينا أضعافاً مضاعفة.
لذلك تتقمص أمريكا دائماً دور الدولة الأسطورة بعبارة ارنست كاسيرر. لأنَّ الثقة تهبط بمطلق الألوهية(أي بصيغة العولمة) على هذه الامبراطورية. وليس التفافها عبر السماء إلاَّ لكي تتنزل بهذا الإطلاق الميتافيزيقي كما بدأت.



#سامي_عبد_العال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا المرأة عورة...؟!
- الحريم في المجال العام
- الموت كفعلٍّ سياسيٍّ
- رأسمالية الوهم
- نهاية العمل أم نهاية العالم؟!
- حيوان الثقافة


المزيد.....




- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي عبد العال - الإله على ورقة دولارٍ