بنواحي هناء
الحوار المتمدن-العدد: 5144 - 2016 / 4 / 26 - 00:51
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
التربية التي تعتمد على توجيه الشتائم والإهانات، والعنف الجسدي لا تنمي سوى الجانب السلبي في نفسية الأطفال أو المراهقين، ليتعلموا مبدأ الخوف وليس الإلتزام والإحترام ،وليتعلموا أن العنف سواء أكان لفظيا أو جسديا أو إقتصاديا هو الوسيلة الهادفة والناجعة لمواجهة وتخطي أزماتهم ، لأن لا أحد قام بتوجيههم وتلقينهم مبادئ التربية البناءة والهادفة إلى زرع بدور الخير والأمل في قلوبهم التي لا محالة ستثمر ثمارا طيبة لتقطفها أرواحهم وتتغدى منها تتغدى بما زرع الوالدين والأساتذة ، وكذلك الجيران ، وكل من يحيط بهم .
لهذا فإن التربية تكون بالإنصات، بتقديم النصائح بالإحتواء العاطفي ، بالحوار الهادف والبناء الذي يجعل الروح تبوح بنكسراتها وبأوجاعها من دون رقابة أو هلع ، بأن نظل معهم في أيامهم الربيعية ، وحتى الخريفية التي تشتد فيها الأعاصير هاته الأعاصير التي ما إن تشتد حتى يتخلى عنهم الجميع من أصدقائهم، وعائلاتهم الكبيرة، في هاته الأوقات العصبية بضبط التي يمرون منها ما علينا سوى مساعدتهم، لتغيير الوجهة إلى وجهة تكون أكثر أمانا، والصبر، لأن لا شيء يتغير بسرعة، خصوصا الجانب النفسي والسلوكي هذين الأخيرين اللذان يأخذان وقتا طويلا في علاجه.
بحيث إذا قمنا بعلاج الخلل من أساسُ، سينعكس إيجابا على السلوك وسنهزم العداء، والسلوك الشاد لتنعكس هذه الصورة على واقع مجتمعنا لنعيش في أمن، وسلام ومحبة، من دون نزاعات أسرية، من دون صراخ، لأن لا النزاع، ولا الصراخ، ولا العنف بكل أنواعه يجديان نفعا بل يشعلان الفتيل ليندلع حريق يحرق الأخضر واليابس ولتنهار نفوسهم ونفوس أوليائهم معا ليعيشوا في جحيم ، وظلام دامس لأن أطفال اليوم هم رجال ونساء الغد وكلما حاولنا علاج سلوك أطفالنا بالحوار كلما ستشرق الشمس الدافئة على مستقبلنا والعكس صحيح إذا ما تم علاج سلوكهم بالعنف سيتحولون إلى قنابل موقوتة تنفجر على حاضرنا ومستقبلنا .
#بنواحي_هناء (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟