أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس - بنواحي هناء - فتيات الليل














المزيد.....

فتيات الليل


بنواحي هناء

الحوار المتمدن-العدد: 5142 - 2016 / 4 / 24 - 14:05
المحور: ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس
    


هناك في تلك الزواية الموحشة فتيات في مقتبل أعمارهن ، جرفهن الطمع إلى حافة الهاوية، أصبحن يسوقن أجسادهن لمن يريد أن يشتري، يتاجرن في أعراضهن بأثمان مختلفة ومتضاربة بين مد وجزر ، يختلف ثمن الجسد حسب الجمال ، الأنوثة ، القوام ، السن ، الطبقات الإجتماعية ، فلكل طبقة إختياراتها وأذواقها

وكلما صعدنا سلالم الطبقات الاجتماعية،إلا وكان الثمن جد مغري ، إلى درجة لا يقدرن أن يقاومن
هن تسلكن تلك الطريق لأن بنسبة لهن سهلة جدا وسوف تدر عليهن أمولا طائلة ، فيفقدن عقولهن أمام سلطة المال، وتدخلن عالم الضياع والألم ، هن يرقصن على أنغام موسيقى صاخبة في ملهى ليلي ، أو في أحد أوكار الدعارة ، حيث الكل يصفق على تلك الرقصات ، لكن هن يرقصن على إيقاعات الشقاء المعاناة على ضياع أحلامهن الوردية ،على الدافع الحقيقي وراء الأطماع .

يرتمون بين أحضان الدموع والخمور، والسجائر التي تعانق شفاههم التي تشبه سواد الليل في فصل الشتاء والتي تشهد على إدمانهم المفرط لسجائر ، والشيشا و والحشيش، يتعاطين هاته المواد المخدرة، لإسكات صرخات "الأنا الأعلى" القاتلة ، التي تنخر أرواحهم وعقولهم يريدون تنويم" الأنا" لينعمن بالهدوء ويعانقن "الهو" ولو لساعات معدودة .

الدموع ، الإنكسارات ، الإدمان تراقصهم رويدا ً رويداً ، كأنها تأبى أن تتركهم وحيدات في ليالهم الحالكة ، فتنتهي الرقصات الأفعونية ، التي تلقي بهم بين أغلال السرير، وبين أحضان رجال مجهولين ،
قبلات ساخنة جدا في كل أنحاء أجسادهن ، وعناقات وممارسة الحب حتى النهاية ،تلك الأجساد المتمايلة على إيقاعات كاذبة ،عادت تتبرأ منهن ومما يفعلن، تعبت أجسادهن من لمسات خائنة ، من كلام معسول ، من جسد من دون إحساس من غير روح ، من الإرتماء كل يوم بين أحضان المجهول والغربة ، يكون الرابط بينهم هو الجنس والمال .

هن ينجرفن وراء صيحات الموضة، وراء الأسفار ، وراء الإكسسوارات والعيش في رفاهية مطلقة، يتناسين أن تلك الطريق ملغومة بالكامل ، حيث يمارسن البغاء ويتاجرن في المخدرات ، من دون إدراك الأخطار التي قد يواجهونها من كل الجوانب، يلقون بأنفسهن إلى التهلكة ، ليسقطن بعضهن بين أيدي الشرطة ويتم إعتقالهن، تهمتهم تكون البغاء ، والإتجار في المخدرات ، وحيازة أسلحة بيضاء، فتوضع الأصفاد الحديدية في أيادهن ، وتنقلن إلى مركز الشرطة ليتم إستواجبهم وهاهي الضابطة القضائية تحرر محضراً ، وتحيلهم على النيابة العامة ليبث القاضي في قضيتهم ، وذلك إستنادا ً للمحضر الذي حررته الضابطة القضائية، وبالإستماع إلى شهادة كل واحدة منهن، ليتمكن القاضي من إصدار حكم مناسب مع مراعاة ظروف التخفيف والتشديد ، وبعد كل هاته المساطر تتم إدانتهن بالتهم المنسوبة إليهم وبالحكم عليهن من "سنتين إلى ثلاثة سنوات" وتأدية غرامة مالية.

تاجرن في كل شيء حتى في حريتهن التي لم يعتقدن ولو لوهلة ، أنه سيأتي يوما ويفقدونها

وهاهي أبواب السجون تفتح في وجوههن المتجهمة ، وترحب بهن ، بين قضبانها الباردة وجدرانها المتصدعة ، التي تصدعت بسبب الشكوى بسبب الألم والندم والحسرة بسبب شابات ضيعن أحلامهن وراء القضبان ، حطمن نفوسهن ونفوس أمهاتهن وأبائهن وإخوانهن، وحتى أطفالهن ، ليبدأن مشواراً جديداً لم يعتدن عليه ، ففي السجن تعلمن معنى النظام والإلتزام حيث تم إخضاعهن للعلاج من الإدمان وذلك تحت إشراف أطباء مختصين في الإدمان، ليتم الإنتقال بهن إلى الخطوة الثانية وهي السهر على تلقينهم دروسا في محو الأمية للقضاء على الجهل تحت إشراف أساتذة، وتعليمهم حرف عديدة مثل الخياطة والتطريز ، وفن الديكور والرسم على الزجاج ، إلخ إلخ ...... ليتم منحهم شهادة أو دبلوم، ليتمكنوا من الحصول على عمل شريف خارج أسوار السجن ، عندما تنقضي عقوبتهن.

لأن المؤسسة السجنية تهدف إلى تصحيح السلوك المعوج لكي لا يعود المجرم ثانية إليه ، بنسبة لمن إتعظ واعتبر ولمن لا يريد قضاء أيامه بين جدارن السجون ، ولمن يعرف طعم الحرية التي لا تقدر بثمن ، ولمن لا يريد أن يرى دمعة تسقط من عيني محبيه ، ولمن يرغب في أن يكون حاضراً معهم في السراء والضراء ، فكروا في عواقب الأمور قبل أن تطرقوا أبواب جهنم ، وعلموا ان المال نحن من نصنعه ، وليس هو من يصنعنا ، تعلموا القناعة والرضا بما عندكم فوالله تلك الطريق لا تسعد صاحبها أبدا حتى ولو ملكنا العالم كله، لأن من يبيع نفسه من أجل المال لا يعيش هنيا بالعكس يفتقد للإحساس بالأمان ، ويعرف أنه سيأتي يوما ويقع لا محالة ، ويقع معه كل شيء لأن من بني على باطل فهو باطل



#بنواحي_هناء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية إيطو الخادمة


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- الروبوت في الانتاج الراسمالي وفي الانتاج الاشتراكي / حسقيل قوجمان
- ظاهرة البغاء بين الدينية والعلمانية / صالح الطائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس - بنواحي هناء - فتيات الليل