أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن ذياب - نموت ويحيا الوطن














المزيد.....

نموت ويحيا الوطن


عبدالرحمن ذياب

الحوار المتمدن-العدد: 5141 - 2016 / 4 / 23 - 07:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نموت كي يحيا الوطن
بينما كنت مارا في احد شوارع لندن ألجميلة اذ تهب علينا نسائم الربيع بعد شتاء شتي تغطي الشارع مظلة من الأشجار تتلاقى أغصانها بعفوية كأنها تتعانق مع نسمات الريح الهادئة كطباع الإنكليز ، فقلت مخاطبا نفسي ما اجمل ان ينعم الانسان ببلد حي بكل ما تحمله الحياة من معاني وتفاصيل فشرد بي ذهني الى سن العاشرة حين كنت واقفا في ساحة مدرسة قرطبة الابتدائية مصطفا بين طابور زملائي وأصدقائي من طلاب وطالبات مدرستي صباحا ننتظر تفتيش المعلم على تقليم الإضافر ونظافة الشعر وحلاقته وحسن الهندام ونظافة اليدين في شتاء قارص يغتال شمسه التي نعللُ أنفسنا بشيء من دفئها سعف النخيل الذي يحيط بِنَا من كل مكان تخترق جبروتها الرصين رائحة ثمار البرتقال فتهفو اليها انفاسنا التي ما تلبث ان تسكن حين يرفع زميل لنا العلم العراقي حبا له واعتزازا به، قطع ذلك الصمت صوت احد الطلبة حين بدا بقرائة نشيد وطني ترن في أذني لهذا اليوم احد شطور أبياته بصوت ذلك الطالب "نموت كي يحيا الوطن" في زمن طفولتنا حين كان العراق تحت حكم حزب علماني فكان احد دروس الطفولة ان نحلم بالموت الذي تقبلناه آنذاك لأن نفوسنا كانت غضة زكية طيبة بسيطة لم تُمارس الخداع وبلا شك للوطن مستحقاته التي لا أنكرها أبدا ولكني أنكر واجافي مَنْ يستخدم لوائح الشرف من اجل ان يخدم مشروعه الخاص وحكمه العائلي المرير فبدأنا نكبر ويوما بعد يوم تعلمت اننا نموت من اجل ان يحيا الحاكم وسلطانه الذي يصون حق ابنائه في الحياة الوطنية التي نموت نحن البسطاء من اجلها.
راحت السنين وتغير الحال فراح العلماني الذي دخل علينا باسم الوطن ودخل علينا وجه سياسي جديد باسم الدين فعشنا الاسلام السياسي الذي ينبذ العلمانية ويوحد الله كي يحكمنا باسمه ، كأي شرقي عربي مسلم توقعت ان تتغير الفلسفة والمفاهيم فالعلماني الذي يفترض ان لايؤمن بالآخرة كان يدعونا الى الموت وترك الحياة التي يعشقها من اجل حكمه، وإذا بالإسلامي الذي يؤمن بزوال الدنيا ودوام الآخرة هو الاخر يسألنا ان نعظم اجورنا بالاستشهاد في سبيل الطائفة والدين (من كل الأطراف) وغاب اسم الوطن الذي ضحى مئات الآلاف بأنفسهم من اجل ان يحيا. قالت احزاب الدين الوطن لم يعد يسعنا جميعا لا بد من غالب ومغلوب ولا غلبة بلا قتل فكان لزاما علينا ان نموت من جديد كي يحيا وطن الدين والطائفة الذي لا زلت اؤمن بانه أغلى من كل غال ونفيس. ولكن ما أردت ان أقوله ان كل الذين حكمونا ويحكمونا دعونا ويدعونا الى الموت لأنهم فشلوا في صنع الحياة التي عشقوها حكاما على مذبح المحكومين، تلك الحياة التي بها يحيا الوطن الذي لا وجود له بلا مواطنيين ينعمون بحياة إنسانية قيمتها العليا كرامة الانسان . والوطن يملئ فضائه بالقول " اهوى الحياة عزيزة لا ذُل لا هوان لا استخفاف بالانسانِ".
عبدالرحمن ذياب






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهاترات ام خطاب سياسي من بلادي
- انا وليلى واشطبوا أسمائكم
- الرازونة والبانوراما
- بأسم الوطن ولكن ليس من اجل العراق


المزيد.....




- شاهد كيف تدفقت مياه فيضانات إلى مقصورة مترو بنيويورك بعد أمط ...
- إسرائيل توسّع نفوذها في السويداء بدعوى-حماية الدروز-
- تقرير: تدمير الأراضي الرطبة يهدد العالم بخسائر تفوق 39 تريلي ...
- 5 أسئلة لفهم سبب الاشتباكات في السويداء
- الجزائر: البرلمان يناقش تعديل قانون مكافحة تبييض الأموال وتم ...
- شاهد.. أرسنال يخطف هدف الهلال السعودي ووست هام يضم موهبة سنغ ...
- 30 شهيدا في غزة وأزمة الوقود تهدد المستشفيات المتبقية
- كينيا تسهل تأشيرات الدخول لمعظم الدول الأفريقية والكاريبية
- كاميرا الجزيرة ترصد آثار اعتداءات المستوطنين على الممتلكات ا ...
- -ميتا- تطارد لصوص المحتوى في منصاتها


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن ذياب - نموت ويحيا الوطن