أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سهيل حداد - سقوط الشهود لا يعني نهاية الضغوط على سورية















المزيد.....

سقوط الشهود لا يعني نهاية الضغوط على سورية


سهيل حداد

الحوار المتمدن-العدد: 1389 - 2005 / 12 / 4 - 13:56
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يبدو أن سورية حسمت أمرها بعد أن أكدت تعاونها المطلق مع لجنة التحقيق الدولية منذ بداية عملها أن تميط اللثام عن حقيقة الشهود الذي اعتمدت عليهم هذه اللجنة في إعداد تقريرها الذي قدمته للأمين العام للأمم المتحدة بتاريخ 21/ 10/2005، حول جريمة اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري. فبعد مهزلة رواية محمد زهير الصديق، وانكشاف حقيقة من وراء قصة توريط لؤي السقا وسقوط شهادة الشاهد المقنع الملفقة والمفبركة. تعد دمشق مفاجأة جديدة لإبطال أسس هذا التقرير. وتتمثل هذه المفاجأة في شاهد آخر سلم نفسه للسلطات السورية وتتطابق أقواله مع أقوال الشاهد المقنع ويعزز روايته حول طريقة استخدامه كشاهد مزور ضد سورية.
إذا كان حسام طاهر حسام الشاهد المقنع الذي اعتمد ميليس على شهادته كثيرا في صياغة تقريره المقدم إلى الأمم المتحدة والذي تبناه مجلس الأمن في إصدار القرار 1636 الذي يدعو سوريا للتعاون مع لجنة التحقيق الدولية، قد ظهر في لقاء تلفزيوني مطول يوم الأحد في 27/ 11/2005، تبعه يوم الاثنين بمؤتمر صحفي، بين خلالهما بأنه أعطى الشهادة أمام اللجنة الدولية نتيجة الضغط والتعذيب وان كل ما قاله في شهادته هو اختلاق باختلاق لقنه إياه مجموعة من الشخصيات المرتبطة بتيار المستقبل (الذي بات يعرف بسورية بتيار المستقبل الأسود للبنان) الذي يتزعمه سعد الحريري. وهذه ليست الحالة الأولى التي يكشف اللثام عنها بشأن مصداقية شهود ميليس واعتماده على شهود مزورين، فقد بينت الحكومة السورية وقبل أن يقوم المحقق ميليس بتقديم تقريره للأمين العام للأمم المتحدة أن الشاهد زهير الصديق هو مجرم ومحتال ونصاب تم توريطه وشراؤه بالمال وليس له علاقة لا من قريب أو بعيد بالأجهزة الأمنية السورية أو بقادتها. وقد قدمت سورية للجنة وللجهات الدولية المعنية ملف موثق بالأدلة عن وضع هذا الشاهد ومصداقيته وجرائمه في النصب والاحتيال، وبالرغم من ذلك لم يعير ميليس أية أهمية لهذه الوثائق، بل تم اعتبار ذلك تلميحات ومحاولة من سورية للضغط على ميليس والتشكيك بمصداقية وبمهنية عمل اللجنة.
ولكننا نفاجئ بعد صدور القرار 1638 بقيام السلطات الفرنسية باعتقال هذا الشاهد والتحقيق معه على خلفية هذه المعلومات وبنتيجة هذا التحقيق أعتبر هذا الشاهد مضللاً لعمل اللجنة وثم اتهم بالاشتراك في عملية الاغتيال. أية مهزلة هذه التي تحدث في مجرى عمل لجنة تحقيق دولية تضم مجموعة كبيرة من الخبراء القانونين والدوليين المختصين في مثل هذا النوع من الجرائم، كيف يتحول شاهد أساسي في التحقيق حاول توريط سورية واتهامها فجأة إلى متهم ومشارك بالجريمة؟. وبالرغم من مطالبة الجهات العدلية اللبنانية المكلفة بالتحقيق في هذه الجريمة فرنسا عدة مرات لتسليمها هذا المتهم، لكن السلطات الفرنسية تماطل في ذلك حتى الآن تحت ذريعة وجود حكم الإعدام في لبنان، ألا يدعو ذلك للتساؤل والاستغراب؟!!. فرنسا أحد الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الذي أصدر القرار 1636 الذي يدعو سورية للتعاون وتسليم المشتبه بهم من السوريين على خلفية شهادة الزور لهذا المتهم وغيره من شهود الزور، لا تسلم للعدالة اللبنانية متهم بجريمة اغتيال وهناك قرار دولي بهذا الشأن يحض جميع الأطراف على التعاون لكشف حقيقة مرتكبي هذه الجريمة، علماً بأن السلطات الفرنسية حسب تصريحات جميع مسؤوليها المعنيين بالأمر تسعى بكل جهودها لكشف الحقيقة ولا تريد غيرها. فإذاً لماذا هذا الموقف الفرنسي الغريب الذي يتستر على متهم في جريمة تعتبرها السلطات الفرنسية جريمة إرهابية؟.
هل من المعقول بأن السلطات الفرنسية تراعي هنا فقط الحالة الإنسانية وتخاف على متهم بالقتل والإرهاب أن يدان ويحكم عليه بالإعدام وحتى الآن لم تتشكل محكمة بهذا الخصوص ولم يتم تحويل أي ملف من ملفات هذه القضية إلى أية محكمة مختصة، أم أن هناك أمر أخر يخفيه الفرنسيين ويريدون التستر عليه قبل تقرير ميليس القادم، وهذا الأمر بالذات هو بيت القصيد ويخدم سورية ويعري من يحاول توريطها بهذه الجريمة، وهو أن تسليمه سيكشف حقيقة ومرامي من كانوا وراء فبركة هذا الشاهد الزور المتهم، ورحلته من بيروت إلى جدة ثم ماربيا في اسبانيا ليحط به الرحال في أحد سجون باريس، هؤلاء نفسهم الذين قبل جريمة الاغتيال مهدوا بكل الوسائل الإعلامية والتصريحات السياسة المضللة، واجتزؤا وضخموا بعض الكلمات التي نالت من الحريري لتوريط سورية فيها، وهم الآن وبعد أن بدأت خيوط الحقيقة في التكشف يحاولون بكل الوسائل والإمكانات تضليل العدالة وإبعاد التحقيق عن الكشف عن القتلة الفعليين، والمتاجرة بدم الحريري لأغراض شخصية أو دوافع خارجية تمليها عليهم أقطاب الوصاية الجديدة على لبنان، وهم الآن معروفون للعامة والخاصة، ونخص منهم وليد بك (ولقب بك لا حقة وليست صفة)، ومروان حمادة وأزلامهما، وأقطاب تيار المستقبل ومرتزقتهم الذين انكشف وجههم الحقيقي المقنع بعد سقوط القناع عن أحد أهم شهودهم في التحقيق والذين هم من أطلق عليه لقب "الشاهد المقنع" ويضاف إلى سلسلة الحقد والكراهية هذه مجموعة من حملة الأقلام المرتزقة التي تقتات على فتات آل الحريري فتلبي أغراضهم في التحريض على سورية وشعبها وترضي حقدها على الشعب السوري والعروبة والمقاومة لإرضاء سادتهم في البيت الأبيض وتل أبيب.
ثم لماذا لم يوضح الأمن اللبناني حقيقة مقتل الشاهد الثالث ومن كان وراء قتله، ولماذا يتساقط الشهود الواحد تلو الأخر، هل يتم ذلك محض مصادفة أم أن هؤلاء الشهود وشهاداتهم ساقطة أمام أية محكمة لفقدانها المصداقية وليس لها أي اعتبار قانوني. أم أنها محاولة لزيادة في تضليل التحقيق وتمديده للتمادي في إبقاء الوضع في لبنان محتقناً وبعيداً عن الحقيقة.
بالرغم من كل هذه الحقائق والوقائع والأدلة على مجريات تحقيق ميليس وتقريره الذي تم تفنيده مهنياً وقانونياً والذي أعتبر برأي معظم المختصين في القانون الدولي مسييساً من الدرجة الأولى وهزيلاً من الناحية القانونية ولا يستوفي شروط تشكيل محكمة لإدانة أي متهم أو مشتبه به، ويخدم أطراف محددة أرادت منذ البداية توريط سورية بهذه الجريمة ضمن حملة منظمة لزيادة الضغوط على سورية ومواقفها ومحاولة عزلها اقليمياً ودولياً من قبل الإدارة الأمريكية التي تريد من سورية أن تتنازل عن هذه المواقف الوطنية والقومية وتسير في المخطط الأمريكي الإسرائيلي المرسوم لهذه المنطقة. نرى بأن بعض الأطراف اللبنانية التي في السابق جعلت من هؤلاء الشهود أحصنة طروادة ضد سورية وصورتهم بالشهود الملوك، والتي بعد أن انكشف أمرها وتورطها في شراء الشهود وفبركة الشهادات والاتهامات لسورية وتلقينها لهم بما يتناسب مع هذه الاتهامات تتسارع لتكذبهم والتقليل أهميتهم في مجرى التحقيق ومن شأن شهاداتهم وتستغل هذه الفرصة لمهاجمة سورية محاولة الإيحاء للرأي العام العالمي بأن كل ما يجري هو محاولات سورية يهدف منها تسريب معلومات كاذبة عن الأوضاع الأمنية في سورية ولبنان لتظهر وكأنها ضد سورية، لكنها في حقيقة الأمر عبارة عن تمثيلية تتم باتفاق المسؤولين السوريين في محاولة لتضليل الجميع وتشتيتهم عن الحقيقة .. مؤكدين أن هذه الأخبار عارية تماما عن الصحة. ويتبجحون في تأكيدهم بأن الشاهد السوري عميل للمخابرات السورية، وقد يكون أحد أدواتها ضمن هذه الخطة السورية التي تحاك ضد لبنان وتهدف لطمس الحقيقة وعدم كشفها أمام العالم. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل يتجاوزه في تصريحات بعض من يسمون أنفسهم بحماة السيادة والاستقلال في لبنان بأن كشف حقيقة الشهود المزورين من قبل سورية ومحاولتها تعرية من تورط في شرائهم وفبركتهم هو لعبة يهدف منها زعزعة أمن واستقرار لبنان، وإلى ما نهاية من التبريرات التي لم تعد تنطلي على أحد.
هل هذا الكلام معقول ومسؤول يصدر عن جهات رسمية وسياسية في لبنان والجميع يعلم بان هذا الشاهد كان حصانهم وتحت حمايتهم حتى فراره، والأخر بعد أن انكشف أمر من ورطه في المختارة وماربيا ومن لقنه شهاداته وكم دفع ثمن ذلك من مال آل الحريري والحاقدين على سورية، مسجون في باريس بتهمة التضليل والاشتراك في الجريمة، ويسعون بشتى الوسائل لدى السلطات الفرنسية بعدم تسليمه للسلطات القضائية اللبنانية حتى لا ينكشف أمرهم ويستمر مسلسل تحقيقات ميليس من المشتبه بهم من السوريين على خلفية شهاداتهم المزورة، وهما أيضاً الشخصان اللذان من ورط كبار المسؤولين والقادة الأمنيين السوريين، وهما من أشار بأصبع الاتهام والمسؤولية على أسماء سورية معينة دون غيرها بهدف إحراج موقف سورية ورئيسها بالذات. وإذا افترضنا جدلاً وهذا أمر مرفوض في حقل السياسة والتعامل الدولي كما أشاعوا بأن سورية هي من زرعتهم لتضليل التحقيق، فهل يعقل أن تورط سورية مسؤوليها وتتهمهم. إن هذا التناقض والاضطراب والارتباك في مواقف وتصريحات هذه الأطراف اللبنانية حول مصداقية هؤلاء شهود يؤكد من جديد مدى تورطهم في تضليل مجرى التحقيق ويبين مراميهم الساعية لإتهام سورية بأي ثمن كان. وعدم مصداقيتهم ومنطقيتهم في تحليل هذه الأمور يؤكد سقوط هؤلاء الشهود وشهاداتهم وبالتالي سقوط نتائج تقرير ميليس جملة وتفصيلاً. ويؤكد براءة سورية من دم الحريري الذي أصبح سلعتهم وشهرتهم. وتجدر الإشارة هنا أن هذه المواقف وردود الأفعال غير المنطقية من هؤلاء المسؤولين اللبنانين هي في الوقت نفسه عملية تضليلية أخرى للرأي العام اللبناني الذي أنجر عاطفياً ورائهم في 14 آذار والذي بدء يدرك بعد تكشف هذه الحقائق حجم أكاذيبهم ومدى تماديهم في استغلال دم الحريري لمآرب أخرى بعيداً عن الحقيقة التي يتغنون بها. وما مطالبة هذه الجهات بمحكمة دولية قبل أن تتوصل لجنة التحقيق الدولية لأية أدلة مادية عن ماهية مرتكبي الجريمة إلا وسيلة أخرى للتضليل وللمتاجرة بهذه الجريمة ولإبعاد الشبهات عنهم طالما بدأ مسلسل سقوط الشهود. وهم يدركون سقوط إدعائهم ليس أمام محكمة دولية بل أمام قاض مبتدئ. ومن الملفت للنظر بعد سقوط هؤلاء الشهود وإفلاس هذه الجهات ظهر اسم جديد على ساحة الجريمة وهو المحتال أحمد الجار الله رئيس تحرير جريدة السياسة الكويتية الذي ذكرت بعض وسائل الإعلام إمكانية مثوله أمام لجنة التحقيق الدولية. فإذا كان هذا الكلام صحيح فأن ميليس الذي غرر به وبلجنته سابقاً وقدموا له شهود مزورين فأنه في هذه المرة لن يتورط مع محتال أو نصاب بل مع شخصية مريضة تفوق ذلك بكثير في فبركة الأخبار الكاذبة والملفقة والتي ثبت حتى الآن عدم مصداقيتها وحقيقتها. ومن المعروف عن هذا الكائن حقده وكراهيته للشعب السوري وقيادته وسهولة تلقينه لمثل هذا النوع من الأخبار والأكاذيب والتي يبرع ملقنوه في إقناعه بها. وهو الذي يفرد على صفحات جريدته الصفراء كل أنواع السموم والتحريض وزرع الفتنة بكل أنواعها بين شعوب هذه المنطقة، ويسعى بكل الوسائل لتسويق السياسة الأمريكية والإسرائيلية ضد العرب والعروبة والإسلام.
كل هذا المشهد الذي باتت خيوطه مكشوفة يحدث أمام صمت الأمم المتحدة والمسؤولين الفرنسيين والإدارة الأمريكية التي رفضت التعليق على هذا الأمر لأن انكشاف المؤامرة التي أريد من خلالها توريط سورية في جريمة لم ترتكبها لا يتماشى مع المخطط الأمريكي الذي حيكت خيوطه بإتقان لجر سورية لمحكمة دولية ومن ثم معاقبتها وعزلها دولياً.
إن مجريات الأحداث منذ 14 شباط وحتى الآن تؤكد أن الهدف الرئيسي من وراء اغتيال الحريري ما هو إلا وسيلة لتنفيذ بنود القرار 1559 بحرفيته، وزيادة الضغوط على سورية فيما يتعلق بمواقفها من الاحتلال الأمريكي ومن قضية الصراع العربي الصهيوني، ومن المقاومة وسلاحها.
وهنا لا بد من الإشارة إلى أن سقوط هؤلاء الشهود وشهاداتهم لا يعني بالضرورة إسقاط بنود القرار الدولي 1636 ومسببات وجوده التي تم اختلاقها وتلفيقها والذي يطلب من سورية التعاون الكامل مع لجنة ميليس بناءً على قراره المسييس والذي لا يستند لأية أدلة لتورط جهة سورية بهذه الجريمة. وبالرغم من ذلك فأن سورية التي لم تدخر جهداً لإنجاح عمل هذه اللجنة قبل صدور القرار وبعده، وأبدت منذ البداية إصرارها على كشف حقيقة هذه الجريمة ومرتكبيها. إلا أن هناك أطراف لبنانية ودولية تحاول التشكيك بمدى التعاون السوري وصدقتيه بغية تأليب الرأي الدولي عليها. وهذا ما تدركه القيادة السورية وتتعامل بكل مسؤولية تجاه شعبها وتجاه المجتمع الدولي بما يضمن سيادة وحق الشعب السوري وكرامته.
وهنا نعود إلى التساؤل عن حقيقة من قام بجريمة اغتيال الحريري وما هي أهدافهم ومن هم المتضررون من هذه العملية. حتى الآن نعرف حقيقة واحدة هي أن آل الحريري فقدوا عميدهم وسورية دولة وشعب هي المتضرر الأول لهذا الفقد، أما من قام بالجريمة لتوريط سورية بها فهو بعيد عن الشبهات والاتهام وهو المستفيد الأول من هذا العمل وهو إسرائيل وكفانا طمر رؤوسنا في الرمل والحقيقة واضحة للعيان أن اغتيال الحريري هو حلقة ضغط كبيرة ضد سورية والمقاومة ومواقفهما من جميع المخططات التي تريد الإدارة الأمريكية وحليفتها إسرائيل تنفيذها في المنطقة في إطار مشروعهما بإنشاء شرق أوسط كبير تقوده وتهيمن عليه إسرائيل.
وطالما أن سورية متمسكة بسيادتها بحقوقها ومواقفها ولا تذعن للمطالب الأمريكية ومشروعها ومخططها فأن الضغوط عليها مستمرة إن كشفت حقيقة مرتكبي جريمة الاغتيال أم لم تكتشف، وعلى الأرجح لن تكتشف لأن من يريد محاكمة سورية وتوريطها هو من قام بها وبالتالي قد يطول مسلسل التحقيق لعدة سنوات وخاصة بأننا نسمع من الآن بأن هناك نية للتمديد للجنة ميليس. لذلك علينا من الآن فصاعداً أن نفصل بين قضية الحريري التي كانت إحدى وسائل الضغط على سورية بهدف إضعاف موقفها العربي والإقليمي بإنهاء دورها في لبنان والتي استنفذت دورها بصدور القرار 1636، والمخطط الذي تديره الإدارة الأمريكية لتنفيذ مشروعها ومخططها في الهيمنة على المنطقة بأسرها والذي يستمر بأوجه وأشكال متعددة. ومن يتابع وسائل الإعلام الغربية ونشرات مراكز البحوث الإستراتيجية وخاصة الأمريكية والفرنسية منها والتي تعرف بمواقفها المعادية لقضايا العرب يدرك بأن تعاون سورية مع لجنة التحقيق الدولية وتطبيقها لكافة قرارات الشرعية الدولية لن يخفف من حملة الضغوطات والتهديدات الأمريكية ضدها. لأن الجميع بات يدرك أنه كلما غاصت الإدارة الأمريكية في تورطها في المستنقع العراقي وفشلت في تبرير احتلالها، وازداد فشلها في إنهاء القضية الفلسطينية في مشروع التسوية الأحادي الجانب لصالح إسرائيل نظراً لوجود مقاومة فلسطينية لهذا المشروع، وعدم تمكنها من إنهاء المقاومة الباسلة في الجنوب اللبناني ونزع سلاحها، يزداد ضغطها على سورية تحت ذرائع ملفقة لتحويل أنظار الرأي العام الدولي والأمريكي عن ما يدور في تلك الساحات والتي تعتبر الإدارة الأمريكية أو تحاول أن توحي للمجتمع الدولي وبذرائع لم تعد تنطلي على أحد أن سبب فشلها في تحقيق السلام في الشرق الأوسط وتطبيق الديمقراطية على الطريقة الأمريكية (تقسيم، تفتيت، محاصصات عرقية وطائفية، حروب أهلية) والحرية ومحاربة الإرهاب (كل من هو ضد المشروع الأمريكي إرهابي أو يساند الإرهاب) هي ممانعة سورية ومواقفها. ولكنها تعلم بأن سبب هذا الفشل الذر يع هو احتلالها العسكري غير المبرر للعراق وسياساتها التي تعتمد على الغطرسة والهيمنة في فرض أنظمة ضد رغبات شعوب المنطقة وطموحاتها، لنهب ثروات هذه المنطقة وإخضاع شعوبها لرغباتها مما زاد من الكراهية والعداء لها، والكيل بمكيالين فيما يخص قضية السلام العادل والشامل وتطبيق مبدأ الأرض مقابل السلام واسترجاع الحقوق المغتصبة لأصحابها الشرعيين حسب قرارات مجلس الأمن.
سورية - دمشق، في 01/12/2005.
د. سهيل حداد
[email protected]



#سهيل_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دائماً يستفيق العرب بعد فوات الآوان
- أنا السوري ... كيف أنسى فلسطين والجولان ولبنان .... هل يستطي ...
- يتكلمون باسم الشعب السوري ... من أعطاهم الحق
- القرار 1636 بتجرد
- المرتزقة في الإعلام العربي ودورهم
- الخطاب السياسي اللبناني المعارض والمواطن السوري
- تناقضات وألغاز تقرير ميليس وأهدافها
- إعلان دمشق دعوة للتغيير الوطني أم للاستيلاء على السلطة؟
- أمريكا على حدود سورية .. والشرق الأوسط .. وليس العكس
- عزل سورية سياسة أمريكية خاطئة
- إعلام الفتنة والتحريض والذل، نهج أم عمالة
- ما وراء قتل الرموز الوطنية في لبنان !!
- الحقيقة الواضحة لمن يريد معرفتها
- الدين لله والوطن للجميع
- رسائل الإخوان المسلمين الأخيرة وشعاراتها الخداعة .. مناورة أ ...
- سوق هال الفضائيات العربية، والمزايدات السياسية
- التخوف الأمريكي وأبعاده
- -سورية في قلب الهدف الأمريكي-
- رسالة ديموقراطية إلى ما يسمى العالم الحر


المزيد.....




- شاهد حيلة الشرطة للقبض على لص يقود جرافة عملاقة على طريق سري ...
- جنوب إفريقيا.. مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من على جسر
- هل إسرائيل قادرة على شن حرب ضد حزب الله اللبناني عقب اجتياح ...
- تغير المناخ يؤثر على سرعة دوران الأرض وقد يؤدي إلى تغير ضبط ...
- العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان مساعدة إنسانية عاجلة- لغزة ...
- زلزال بقوة 3.2 درجة شمالي الضفة الغربية
- بودولياك يؤكد في اعتراف مبطن ضلوع نظام كييف بالهجوم الإرهابي ...
- إعلام إسرائيلي: بعد 100 يوم من القتال في قطاع غزة لواء غولان ...
- صورة تظهر إغلاق مدخل مستوطنة كريات شمونة في شمال إسرائيل بال ...
- محكمة العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان توفير مساعدة إنسانية ...


المزيد.....

- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد
- تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج ... / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سهيل حداد - سقوط الشهود لا يعني نهاية الضغوط على سورية