|
علاقة لا تحركها شيء سوى الحب والارتباط الروحي
حميد طولست
الحوار المتمدن-العدد: 5123 - 2016 / 4 / 4 - 15:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
علاقة لا تحركها شيء سوى الحب والارتباط الروحي لقد تابعت باهتمام بالغ ، كالغالبة العظمى من المغاربة ، الزيارة التاريخية التي قام بها الملك محمّد السادس إلى كل من روسيا والتشيك وهنغاريا وهولندا ، والتي ظهر خلالها بحلة شبابية بعيدة عن الرسميات، وأعجبت كل الإعجاب ـــــــــــــ بمظاهر الفرح والاحتفال العفوية والمرتجلة، التي لا يحركها شيء سوى الحب والارتباط الروحي الذي يجمع ملكا بشعبه أينما تواجد ، كما هو الحال هنا مع اللجالية المغربية الهولندية التي يصطف المآت منهم ومند الفجر أمام مقرّ إقامته بجلالته للترحيب به بالحفاوة التي يستحقها ، حدث عظيم وفريد واكبته وسائل الإعلام واملأت وسائل التواصل الاجتماعي ، في كل شوارع مدينتي لاهاي وأمستردام، احيث شوهد جلالته يتجوّل ، وفي المحال التجارية التي زارها ، وما حمله في طياته من اعتزاز المغاربة الصريح بملكهم ومغربيتهم ، الذي تميز بتجاوبه الكبير مع مغاربة هولندا، وجسد الترابط الوثيق بينه وبين شعبه، والذي برز على ، ومن خلال وأصروا على التقاطه الصور وتجاذبه أطراف الحديث على امتداد جولاته في شوارع أمستردام أمام ذهول وحيرة المواطنين الهولنديين ، ما أكد لديهم الشعبية التي يتمتع بها صاحب الجلالة في صفوف الجالية المغربية وفي صفوف الشباب المنحدر من الهجرة المغربية في هولندا ، الذين أعلنوا في لقاءاتهم بالملك عن هويتهم الأبدية وبيعتهم لنظام ملكي متميز ، ولملك مشهودة الفاعلية منذ اعتلائه عرش البلاد ، حيث كان ولازال الفاعل الأساسي في مسيرة التغير الجذري والانجازات الكبرى والآفاق المستقبلية في كل مجلات التنموية ، بما يبذله من مجهودات جبارة للارتقاء بالسياسة المغربية التي حدد لها معالم واضحة عبر ركائز أساسية تقوم على تمسك جلالته ووفائه للقيم الإنسانية المثلى ، وإيمانه العميق بالتعددية والاعتدال والحوار والسلم والسلام والشرعية الدولية والاندماج الايجابي في محيطه الإقليمي والعلاقة المتوازنة مع شركائه الإقليميين والدوليين . لقد بات من المتفق عليه لدى معظم المراقبين أن الملك محمد السادس ، قد انتزع لنفسه ولبلده مكانة رفيعة ، وحقق لدبلوماسية الاتصال المباشر حيوية والحضور المهم في السياسة الدولية ، والتأثير على سير الأحداث في العالم وفي منطقة الشرق وإفريقيا ، وظل يلعب دوراً يفوق أضعافا مضاعفة ادوار ملوك ورؤساء دول أخرى شقيقة ذات سكان وموارد وأموال طائلة ، وذلك لأن النظام الملكي هو أحسن أنظمة الحكم التي تشكل دعامة استقرار للشعوب بما تتميز به الملكية من مزايا تفتقر إليها الأنظمة الأخرى ، كما يقول سمون الثاني ملك بلغاريا أن ذلك : ثبت بالدليل الساطع أن الملكية دعامة استقرار الشعوب ، ويؤكده الفيلسوف السياسي " هوبز " معللا ذلك بقوله : إن مصالح الملك الشخصية مرتبطة بمصالح رعيته ، الملك لا يمكن أن يتعارض مع نفسه أما حين تكون السيادة للبرلمان فإن المعارضة تكثر بين الأعضاء نتيجة للتنافس أو الحسد .. إن المغرب ، بلد محظوظ بملكيته واستقراره ، إلى درجة أنه أصبح محسودا ، يحقده الكثيرون على ملكيته واستقراره ، ويعملون على تشويه سمعته . لكن كثرة الحساد والمتحاملين على مغربنا ونظامه ، لم يمنع ، والله الحمد والشكر، عشاق المغرب والمعجبين به ، أن يشهدوا شهادات حق لصالحه ، لأن الحاسد يظهر فضل المحسود: كما قال كل من البحتري: ولن يستبين الدهر موضع نعمة ... إذا أنت لم تدلل عليها بحاسد وأبو تمام: وإذا أراد الله نشر فضيلـــــــــــــــــــــة ... طويت، أتاح لها لسان حسود ولولا اشتعال النار فيما جاوزت... ما كان يعرف طيب عرف العود شهادات لم تكن مجرد انطباعات إعجاب سائحين عاديين فقط -وإن كانت هي الأخرى شهادات جديرة بالاعتزاز في مجالها - لكنها كانت في عمق مضامينها آراء سياسية صادرة عن أناس كبار جالوا العالم ، عقدوا مقارنات بينه وبين بلدان عربية لا استقرار بها ، ومن تلك الشهادات على سبيل المثال لا الحصر ، ما صرح به الممثل البريطاني jeremy irons أن المغرب محظوظ بالنظام الملكي ضمان الاستقرار في ظل اضطراب الوطن العربي وما يعيشه من حال التطرف والقتل على الهوية ، وشهادة حاييم مالكة، المدير المساعد لبرنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمجموعة التفكير الأمريكية الشهيرة “سانتر فور ستراتيجيك آند إنترناشنال ستاديز”، بواشنطن، الذي أشاد بتميز المغرب "بوضع فريد" في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط بفضل مركزية مؤسسة إمارة المؤمنين ، واعتبر في حفل تقديم مؤلف "جون بي ألتيرمان " "التطرف الديني بعد انتفاضات العالم العربي " أن ثمة عددا لا يحصى من العبر التي يمكن استخلاصها من النموذج المغربي في مجال إصلاح الحقل الديني، إصلاحات كرست مكانة المغرب كحالة "فريدة" بفضل مركزية مؤسسة إمارة المؤمنين التي يجسدها الملك محمد السادس" ، وذلك لأن النظام الملكي دعامة استقرارا للشعوب كما قال سمون الثاني ملك بلغاريا : وإنه ثبت ذلك بالدليل الساطع أن الملكية ، لما تتميز بها الملكية من المزايا التي تفتقر إليها الأنظمة الأخرى. لكن الغريب في الأمر، أنّ بعضَ الكتاب والمتصيحفين المتسيسين المغاربة ، يحلوا لهم التقليل من دور النظام الملكي ، وإعلاء شأنَ النظام الجمهوري، ووضعه في مَصاف السّمواتِ العُليا ، لأسبابٍ خاصّةٍ ومَجهولةٍ ، ومَدسوسةٍ في كثير من الأحيان. وأختم مقالتي بأنه عندما يصاب المرء بالعجز عن الفهم ويتأزم عقله عن استيعاب الحدث وفهم مجريات الأمور واللحاق بها ، فإنه يقع في مأزق ، يفقده القدرة على التفكير السليم ، ويصاب بشلل تام يمنعه من الإحساس الصادق والرؤية الواقعيّة فلا تستيقظ له كرامةٌ ولا يصح له ضمير ، و"كيعطيها "للحسد ، وقد صدق الملك حين قال: اللهم أكثر من حسادنا لأنه كما قال ابن المعتز : عادات هذا الدهر دم مفضل ... وملام مقدام وعزل جواد. وقال غيره : إن العرانين تلقاها محسدة ... ولن ترى للئام الناس حسَّادا حميد طولست [email protected]
#حميد_طولست (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سلامة تدبير الشأن المحلي في صدقية المنتخبين .
-
هل يكفي العرب، يوم واحد للكذب؟
-
اللي تسنينا براكتو دخل لجامع بلغتو-
-
لقد تخلفوا عن لحظة تاريخية حاسمة!؟
-
الخطاب السياسي المغربي المطلسم !!
-
تدخل السياسي في الثقافي أية آفاق !!.
-
لأم، الإنسان الأولى بِالإِكْرَام وَالإِحْسَان والاحتفاء.
-
تدخل السياسي في الرياضي !!
-
مستشارين لا عهد لهم بالتسيير.
-
التطوع يخلق التقارب والتآلف والمودة...
-
-لولا المشقة لساد الناس كلهم- !!
-
مشاركتي في مسيرة الرباط .
-
الاستثمار في نغمة الاصلاح.
-
قضية مستشار المشور فاس الجديد !!
-
الشخص غير المناسب في أي المكان كان هو سبب تخلفنا !!
-
لحظة متعة وهناء أفسدتها السياسة !!
-
لقد جانب بان كي مون الصواب والحكمة !!
-
ما فائدة الكتابة عن قضية المرأة ؟
-
حتى واحد ما -هاني- في زمن الحيرة !!!
-
تهنئة للمرأة بيومها العالمي !
المزيد.....
-
بروفيسور يقول إن ترامب يفتقد إحدى أدوات القوة الرئيسية.. ما
...
-
متجر شاي وقهوة عمره 400 عام يواجه الإغلاق في أمستردام مع ارت
...
-
الكرملين يستضيف مهرجان الطريق إلى يالطا
-
الدفاع الروسية في حصاد الأسبوع: إصابة أنظمة استخبارات إلكترو
...
-
المخابرات المركزية الأمريكية تدعو الصينيين في مقطعي فيديو لل
...
-
حادثة طعن بمحطة القطارات المركزية في أمستردام
-
الحصبة تتفشى في خُمس الولايات الأمريكية وعدد الحالات يقترب م
...
-
-الشاباك- يعزز وسائل حماية نتنياهو
-
الصليب الأحمر الدولي: الاستجابة الإنسانية في غزة على وشك الا
...
-
حكومة أوكرانيا تحيل إلى البرلمان اتفاقية المعادن للمصادقة عل
...
المزيد.....
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
-
الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف
/ هاشم نعمة
المزيد.....
|