أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هادي ناصر سعيد الباقر - التطوع اداة اساسيه في بناء المجتمع الحديث















المزيد.....



التطوع اداة اساسيه في بناء المجتمع الحديث


هادي ناصر سعيد الباقر

الحوار المتمدن-العدد: 5121 - 2016 / 4 / 2 - 17:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منظمة المتطوعين الانسانيه للسلام الأخضر العراقية IF795
Iraqi Green Peace volunteers Humanitarian Organization
.. الخبير الايكولوجي/ هادي ناصر سعيد الباقر
E.Mail : [email protected]
Mobile: 7901533217 0 ٍ SKYPE: hadi_nassir1934
الفرضيه المطلوب اثباتها :
(( التطوع اداة اساسيه في بناء المجتمع الحديث ))
التمهيد:
في دخيلة كل انسان تجيش اسئله , لما يراه ويسمع ويحس , يحاول دوما" ان يجد لها الاجوبه , وتلك هي الطبيعة الانسانيه المتفاعلة مع البيئه والمتطورة باستمرار ؟ في علاقاتها مع البيئة الطبيعيه , ومع البيئة الحياتية , ومع البيئة البشرية ؟فما دام الانسان حيا" : فانه يسمع ويرى , ويريد ان يفهم ؟ كي يحدد او يتكون سلوكه الخارجي في المحيط الذي يحيا فيه ؟ وسلوكه الخارجي هذا قد ينتهي به الى بلوغ الغاية التي يحددها نتيجة" لفهمه لما يرى ويسمع ؟ وسلوكه الخارجي هذا في علاقاته مع المحيط , هو في اساسه سلوكا" تطوعيا تدفعه غريزة تحقيقه للغايات التي ينشدها ؟ ولكن يبقى في داخله سلوكا" آخر يبقى مستمرا" وقد لا يستطيع ان يضمره او الافصاح عنه او ان يظهره , بل يتخذ صورا" متنوعه . والسلوك الداخلي لا يستطيع الانسان ان يسيطر عليه ويمنعه ؟ حيث تنطلق متسلسلة " العديد من الاسئله تتفاعل مع خبراته الشخصيه مما قد يدفعه الى التوصل الى اجوبه خاصه به وقد تكون خاطئة الفهم والتعبير ؟
لذلك فمنطلق البحث العلمي ومفهومه : هو الموضوعيه والعلميه في التفكير والانفعال , وهذا لا يتوفر الاّ بجو من التدريب والتعود على الحريه والتفكير في البحث والحريه بالتعبير والايمان بحرية التفهم والفهم ؟ وبذلك تتلاقى حرية الباحث وحرية المبحوث عنه ومعه . والحرية لا يمكن تصورها بالفوضى والخروج عن قواعد الضبط والنظام . عندها يمكن الوصول الى الحقيقه والحقائق ايسر واسهل منالا" واعم فائدة" ومصلحة" .
المقدمه
من المواضيع التي تتردد بكثره في المنظمات والمؤسسات الانسانيه ؟ وخاصة" وبعد ان اخذ العراق والمجتمع يمر او يعاني من مشاكل الفقر والتقشف , والازمات ؟ بحيث اصبح التعامل معها والسيطرة عليها من قبل الحكومه امرا" هو من الصعوبة الشبه المستحيله ؟ اخذنا نحاول ان نلجأ الى التشبث باسلوب (( التطوع )) بمفهوم ( السخره ) للحصول على العمالة المتطوعة جسديا" ؟ وهذا هو ما يفهمونه من اصطلاح (( التطوع )) في ظرف التقشف وافلاس الحكومه والدوله ؟ او قل عندما تجد النخبة الحاكمه انها لا يمكنها ان تتنازل عن مكاسبها ؟ فتلتفت الى الشعب لتحمله عبىء هذا التقشف ؟ فجاءت بفكرة واصطلاح (( التطوع )) وربطته ( بالمواطنة ) والانسانية . والغيرة , والشيمه , وحب الخير ؟؟ و(( التطوع )) هنا وبهذه الظروف وغيرها يثير الكثير من التساؤلات والايضاحات , ووضع الكثير من الاشئله لايجاد الاجوبة عنها ؟ فاصطلاح (( التطوع )) نسمعه كثيرا" في التداول سلبا" وايجابا" ؟ وهذا المصطلح (( التطوع )) لم اجد ان هناك من يمتلك تصورا" وتحديدا" واضحا" لمعنى (( التطوع )) ؟ فهناك للمنظمات الانسانية الدوليه فهما" او دعوى لمفهوم (( التطوع)) قد تجد له صعوبه في الفهم في واقع المجتمعات المتخلفة او الناميه ؟ وكذلك قد تجد صعوبه في الوصول الى تصور نظرة المجتمعات التي اصبح موضوع التكافل الاجتماعي يسير بآلية تلقائيه في مجتمعهم ؟ يجعل فهم (( التطوع )) مقبولا" واساسيا" , ويقترب من سهولة حياتهم الماديه ؟ ومع ذلك قد نعتفد ان هناك ازدواجيه بين فهمهم وبين تطبيقهم لمفهوم (( التطوع )) ؟ وذلك الى ان نجد انها ترعى المتطوع رعاية" ماديه توفر له مستوى مرتفع جدا" ؟ في حين ان اادبياتهم تركز ان يكون التطوع بدون مقابل ؟ مما خلق تصورا" لدى الدول النامية والمتخلفة : يعني انه حرمان المتطوع من امكانية استمراره بالعمل التطوعي , وحجب الحوافز عنه واساسيات الحياة في المساواة ؟ في حين قد يكون مفهوم الدول المتقدمه لاصطلاح (( بدون مقابل )) هو اي : بدون التفكير بالربح اكثر من الاساسيات .
التطوع كمفهوم
فالحركه التطوعيه والروح التطوعيه والتضحيه ؟ هي ليست وسيله يتم بها ايصال المساعدات واعمال الاغاثه للمنكوبين , او هي من اعمال السخره تتخذها الدول الدكتاتوريه المتخلفه , لانجاز مشاريع ترقيعيه مظهريه , او هي وسيله لسد حاجات التقشف ؟ بل هي ثقافه في المجتمع المتقدم المتطور . وهدف وغايه اجتماعيه يجب الوصول من خلالها الى بناء واستمرار تقدم المجتمع ماديا" ومعنويا" وسلوكيا"واجتماعيا" ؟ فالثقافة التطوعيه هي مذهب يجب ان يسود المجتمع ويعتنقه الجميع ويتخلق به المجتمع . فالتطوع يشكل العمودالفقري لفلسفة التكافل الاجتماعي .
ان عملية التطوع والتضحيه هي من الاهداف والسياسة الواعيه التي تعتمدها الدول الناميه والمتقدمه ؟ وتعتبرها هدف اساسي من الاهداف التي تقود الى تطور المجتمع ؟ فتعمل هذه الدول الى تحفيز وتشجيع ثقافة التطوع وفسح المجال امامها لكي تنتقل الى مكان الصداره من المجتمع في القياده والمكانه الاجتماعيه والعلميه والاقتصاديه والسياسيه ؟ فهي عمليه تربويه واخلاقيه .
تعريف التطوع
هو مبادره المتطوع , دون ضغط او اكراه خارجي , او داخلي او بنية الحصول على شيء بالمقابل , : بوضع امكاناته الماليه والجسديه والعقليه واقصاها حياته : في خدمة المجتمع كمؤسسه تطوعيه لاعمال الاغاثة بالطوارىء , او التخفيف من المعاناة بالمجتمع ؟ او المساهمة في عملية التنميه , وبالمقابل يتبنى المجتمع مبدأ تشجيع التطوع بالاساليب التي تعود على المجتمع بتعميم الروح التطوعيه وتشجيعها باعتبارها احد اعمدة قيانم المجتمع السليم والحديث والمتطور . فالمجتمع المتطور له اسلوبه بالتشجيع والتقييم , والنامي له اسلوب آخر , فالتطوع هو وسيله من وسائل بناء المجتمع الحديث . والتطوع هي روح وغريزة يتصف بها الانسان عن الحيوان ؟ لذلك فهي تسمى صفة انسانيه .
انواع عملية التطوع والمتطوعين
1- التطوعى في الطوارىء والكوارث :
التطوع في الكوارث , ان كانت طبيعيه , او من فعل الانسان كالحروب والارهاب , حيث يهرع الناس كلهم بغريزتهم الى نجدة واغاثة اخوانهم من بني جنسهم اينما كانوا , في حالة الطوارىء والكوارث ودرء الخطر حيث يكون التعاطف انسانيا" وهو تعاطف الخساره والمصيبه عندما تنتشر المعاناة . وهنا التطوع هو حاله من حالات (النخوه ) وهذا لا يمكن ان يكون بمقابل , لأن هذا مستحيل التنفيذ لا ماديا" ولا معنويا" . والتطوع هنا يشمل جميع الاعمار والاجناس و الثقافات . وهنا يعطي الانسان المتطوع كل وقته وكل جهده وكل ما يستطيع ان يتوفر له ويجيده في درء الخطر وتقديم الاغاثه .
2- التطوع كنسق ثقافي سلوكي مستمر ؟
كحق وواجب على كل مواطن , وكما جاء في لائحة حقوق الانسان ((.. من حق كل مواطن ان يشارك في عملية التنميه )) ؟ فهي عمليه كواجب تربوي وتنموي على كل مواطن ان ينجز عملا" تطوعيا" , في انجاز ساعات عمل تطوعي في اي من المشاريع التنمويه , فهو من الواجبات المطلوبه ؟
3- التطوع بالمال :
حيث يقوم من ذوي الثراء بتوجيه قسم من اموالهم المنقوله او غير المنقوله , نحو التبرع بها لغرض التخفيف من آثار كارثه او المساعده في بناء مرفق ينتفع به المحتاجون او المجتمع , او تمويل جمعيه خيريه لغرض تمكينها من القيام بعملها .
4- التطوع في الحالات الاعتياديه:
هنا قد يجد بعض الاشخاص من ذوي الكفاءات المطلوبه , او قد تجد الجمعيه ان لديهم كفاءات تحتاجها , ويجدوا ان لديهم اما متسعا" في الوقت او بعضه , يمكن ان يخصصوه لعملية التطوع كعاملين بخبرتهم في مشاريع الجمعيات الخيريه يجدوا انها بحاجه اليهم , واساسا" ان عملهم هذا هو بدافع التطوع وعمل الخير ولا يهدفون من وراءه الى نفع مادي :
أ‌- ولكن هذا لا يعني حرمانهم واستثنائهم من نفع يعم لغيرهم , بحجة انهم متطوعون , لأن المتطوعين متميزون بل يجب ان يكونوا كذلك بالافضليه .
ب‌- لذلك فالحوافزللمتطوعين تكون ضروريه لتشجيعهم على المضي بالعمل التطوعي ؟ ودفع غيرهم الى الاقتداء بهم , ومن هذه الحوافز هي :
1- حوافز معنويه : وهي الاساس الواجب تبنيها : كمنح الانواط والشهادات التقديريه والميداليات والشارات ؟
2- الحوافزالماليه : ومن بعض هذه الحوافز :
أ‌- الامتياز بالعلاج له ولعائلته والتسهيلات فيه .
ب‌- الانتماء والاستفاده من الجمعيات التعاونيه وسلعها .
ت‌- المكاسب والتسهيلات الدراسيه والتعيين بالوظائف .
ث‌- التبرع وكذلك الحصول على الدم .
ج‌- المكافئات النقديه في مقابل التمييز بالعمل والانجاز النوعي والكمي .
هذه كلها كتقييم لوقتهم الذي يمكن استغلاله من قبلهم للكسب او نظير تضحيتهم بحياتهم .
والحوافز بنوعيها تعطى نظير التميز بالعمل المقدم والمنجز من قبلهم وليس للموظف الذي يتقاضى راتبا" شهريا" نظير الدوام بالايام وليس نظير العمل المنجز .

خدمات الجمعيات التطوعيه :
من الضروري التركيز على مفهوم من الضروري ان يعيه ويدركه جميع من له علاقه بهذه الجمعيات من منتفعين بخدماتها وعاملين فيها : وهو ان ما تقدمه الجمعيات الخيريه والتطوعيه والانسانيه , والمنظمات غير الحكوميه ؟ هو ليس من اعمال البر والاحسان والصدقه , بل ان اعمال اغاثة المنكوبين والفقراء والمرضى والمحتاجين والشرائح الاجتماعيه الضعيفه هي : اعمال اعادة الحقوق الاساسيه لهم ؟ فهذه هي من حقوق البقاء التي قررها الخالق عز وجل للمخلوقات وخلقها معهم , ومن حقوق الانسان
والتي تم سلبها منهم لظروف طارئه قهريه . بسم الله الرحمن الرحيم ((وللفقراء حق في اموال الاغنياء )) صدق الله العظيم
ان الموازنه التي اعطاها الخليفه الامام علي بن ابي طالب , علي السلام وكرم الله وجهه , وهي (( ماجاع فقير الاّ بما متع به غني )) ؟ اي ان غياب عمليةالتكافل الاجتماعي , وعدم وصول المجتمعات الى النضج التام ؟الى حدوث سوء في عملية توزيع الحقوق وكما شبهها الفيلسوف الايرلندي (( برناردشو )) ؟ عندما شبه وفرة الاقتصاد والانتاج , وسوء التوزيع ؟ (( كلحيتي وصلعتي )) غزارة في الانتاج وسوء في التوزيع , . حتى في حالة الكوارث الطبيعيه : فان تاخر الانسان العلمي والاجتماعي يجعله تحت رحمة هذه الكوارث , وقاصرا" عن استطاعته تجنبها وتلافي اضرارها ؟
فاعمال الخير , بقدر ماهي حق من حقوق البقاء وحقوق الانسان , فانها هي واجب من واجبات الانسان ؟ يجب ان يتخلق بها الافراد وتكون من صلب واجبات واهداف المجتمع والدوله ومن الواجبات الوطنيه والمواطنة الاساسيه الملقاة على عاتق الجميع ؟ لأن في مكافحة الخطر او منعه وحصره والقضاء عليه قبل استفحاله وانتشاره : فيه حمايه المجتمع من تفشي الخطر وانتشاره ؟ والعمل التطوعي هو شعور انساني نبيل يجب العمل على تشجيعه وتعميمه , وذلك بجعله قدوة" يقتدى به من قبل الجميع بالقدوه والنوعيه والتشجيع . مفهوم التطوع عند الدول المتقدمه :
المجتمعات المتقدمه : هي تلك المجتمعات الاكثر تطورا" ماديا" ومحتوى" انسانيا" ؟ اي هي الدول التي فيها الصروح الماديه الكبيره ذات المحتوى الانساني ؟ فهي الاكثر تطورا" بصحة بنيتها الاجتماعيه والاقتصاديه والوعي الثقافي ؟ وبلغ فيها التكافل الاجتماعي , كاسلوب قانوني ونظام اجتماعي ونسق اخلاقي , حدا" يضمن لكل فرد في المجتمع الحقوق والفرص المتكافئه والضمان الاجتماعي والاقتصادي والثقافي ؟ والتطوع لديهم هواساسا" واجب على كل فرد ان يؤديه لزيادة الوعي بالمواطنة والارتباط بعملية البناء والتنميه في الوطن ؟ لذلك فهو مفروض على كل مواطن ان يؤديه خلال سنين عمره خلال فترة التعليم الاساسي , ومن شروط القبول في الدراسة الجامعيه ان يقدم ضمن وثائقه الى الجامعه , وثيقه رسميه تؤيد انه قد ادى مثلا" على الاقل اربعين ساعه عمل تطوعيه في مشاريع الدوله ( كما في كندا ) ؟ وهذا كنسق اجتماعي مطلوب ؟ واما في حالات الطوارىء , فان كل مواطن ومواطنه عليه واجب التطوع ؟ ففي مثل هذه الدول تنمو لديهم القدره و الفهم والوعي على تصور معاناة الغير من ناحيه مدى ما تسببه لهم هذه المعاناة من ضرر ؟ فهم يدركون انه في يوم ما يمكن ان تصلهم وتصيبهم هذه المعاناة . فهم يعالجونها بمبادرات شتى حتى يحموا انفسهم من ان تصل اليهم .
لذلك فالتطوع في مفهوم هذه المجتمعات نابع اساسا" من مفهوم حماية انفسهم , ولا يعني نزولهم او تنازلهم عن مكاسب حياتهم التي اعتادوا عليها , (( فالتطوع )) لديهم لا يعني الخسارة الماديه , وحتى مفهومهم للتضحيه بالحياة ينبع من مفهوم حفاظهم على مستقبل اجيالهم القادمه واستمرار بقائهم .
ان الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الاحمر والهلال الاحمر , واللجنه الدوليه للصليب الاحمر , وغيرها من المنظمات الانسانيه مثلا" ؟ عندما تنطلق في ادبياتها للحث على العمليه التطوعيه من دون مقابل , وان يكون للتطوع اعمال الصداره في اعمال الاعانه والجمعيات التطوعيه ؟ انما تنطلق من واقع المفاهيم الاخلاقيه والاقتصاديه السائده في مجتمعاتها , وتهدف الى ان يسود هذا التقليد الاخلاقي كهدف اساسي , ومن الناحيه الاخرى لانه يتطلب العمل لاحتواء المعاناة الانسانيه الآخذه بالتنامي بحيث لا يمكن احتواءها عن طريق دفع المال لاعداد هائله ’ بل يجب ان تكون هناك هبّه انسانيه تحتوي هذه المعاناة وتعالجها . الاّ ان الملاحظ ان هذه المنظمات في بلدان العالم الثالث قد اصبحت هدفا" يقصده طلاب الرواتب العاليه والمغريات الماديه فقط , ولم نجد للمغريات المعنويه عندها ما يلفت الانتباه ,ولعل السبب ان هذه الدول قد اغرتها الماديات بحيث اصبحت الماديات من الاهميه بحيث اخذت مكان المعنويات واندمجت فيها , اي ان هناك تطابق بين الماديات والمعنويات فكلاهما يعبران عن المكانه في المجتمع .
مفهوم وواقع التطوع عند دول العالم الثالث المتأخره :
الدول الناميه او المتخلفه هي التي تعاني من خلل في بناءها الاقتصادي والاجتماعي والقانوني , وفي المفاهيم الاخلاقيه , فتكون اسس الضمان والتكافل الاجتماعي معدومه او تكون على اضيق الحدود , وتكون فيها حالات العوز والفاقه وعدم المساواة في تكافؤ الفرص هي السائده مما ينجم عن هذا مناطق عريضه من بروز وسيادة الشعور الاناني (( الذات الدنيا الانا )) هي الغايه كحاله من حالات تنازع البقاء والتي تعمل على سد الابواب على روح التطوع والتضحيه والاثره وخنقها وازاحتها من الطرق, لذلك فان الادعاء لحالة التطوع هي من الحالات المظهريه التي تكثر في القول لا في الفعل , لذلك فان الحاجه الى روح التطوع تكون هدف اجتماع من اهداف الدوله التي تعتمدها السياسه الواعيه في الدول الناميه وتعتبرها كهدف اساسي من الاهداف التي تقود الى تطور المجتمع . فتعمل على تشجيعها معنويا" وماديا" وفسح المجال امامها لان تكون في الصداره من المجتمع في القياده والمكانه الاجدتماعيه العلميه والاقتصاديه .
مبدأ او فلسفة التطوع في الدين والتراث والمأثور :
1- الآية القرآنية الكريمه : بسم الله الرحمن الرحيم
(( يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا" وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم )) صدق الله العظيم .
ان غاية وجود الانسان هو ان يعرف بعضهم البعض وتكون علاقاتهم مبنيه على الكرم والعطاء والتضحيه , وعلى قدر من العطاء يكون الجزاء مقياس التقوى والمجازي هو الله سبحانه وتعالى , والكرم هو بالمال , بالجهد والمساعده , وبالنفس . واذا ما ساءت روح الكرم والعطاء والتطوع والتضحيه واصبحت مبدأ او مبادىء وسنه في المجتمع يتعاطى بها الناس , فان المردود على المعطي سيكون اكبر من العطاء الذي يقدمه , وكل فعل له رد فعل يساويه بالاستجابه في القوانين الفيزياويه , ولكن في القوانين الانسانيه والاجتماعيه يكون المردود هو اضعاف العطاء .
2- كذلك اعتماد الحديث النبوي الشريف :
(( احبب لاخيك ما تحب لنفسك )) ففي القرن الثامن عشر اصبح هذا الحديث النبوي الشريف وبالحرف اصبح شعارا" لجميع الاوساط البريطانيه في انكلترا واطلقوا عليه (( القاعده الذهبيه The Golden Rule )) ثم اصبح هو الاساس الذي اشتق منه علم العلاقات العامه . واني ارى ان اقرب تفسير لهذا الحديث الشريف ولمفهوم( التطوع) هو مقولة الكاتب الفرنسي بلزاك (( انك لا تستطيع ان تشعر وتحس بمعاناة وآلام الآخرين , الاّ اذا آمنت بانه في يوم ما يمكن ان يصيبك ما اصابهم وتعاني نفس معاناتهم )).
لذلك فانا افسر تطوع الدول المتقدمه لاعمال الاغاثه هو ناجم عن حالة اخلاقيه تربويه كانت في الاساس السبب في تكامل حالة التكافل الاجتماعي لديهم وتطورهم . وان احساسهم بنكبات الغير نابع من ايمانهم بانهم يمكن ان يتعرضوا لمثلها في حالة عدم وقفها وازالة لآثارها فيسارعوا الى ذلك قبل ان تصل اليهم بشكل ما .
3-مفهوم الحياة عند دزرائيلي : ((ان الحياة قصيره فيجب ان لا تكون ضئيله )), ان الغايه والمبرر والمعنى لوجود الانسان هو ان يعطي ؟ فالخدمه والتطوع والتضحيه وعمل الخير والتخفيف عن معاناة البشر : هو ما يجعل الحياة ثريه مثمره ذات قيمه عظيمه , فالحياة مهما طالت ومهما علت منتهيه الى حفرة ( رب لحد صار لحدا"ضاحكا" من تزاحم الاضداد ) ( المعري )؟ ولم نسمع ان المال والجاه قد خلدا الانسان , وان ما يخلد الانسان دائما" هو ما اعطى من علم ينتفع به وعمل خير يعود على الناس بالمنفعة , او ولد صالح يدعو له ؟ والامم الحيه قامت وتقوم على اساس هذا الفهم , التطوع بالعطاء والتضحيه وهذه من اهم المقاييس التي تقاس به الامم الحيه . فالتطوع والتضحيه هم ليسا فقط النور الذي يكشف لنا المشاكل والمعاناة الانسانيه , بل هما كذلك الروح والقدره الحقيقيه التي تعمل على معالجة وحل هذه المشاكل واغاثة الناس .
3- الشرط الاساسي للتطوع هو حب الوطن :
ولا بد ان اتطرق وبايجاز مركزالى مفهوم المواطنة وشروطها ؟ فالمواطنة لا تتم الاّ بتوفر شرطين اساسين وهما :
اولا" – ان تتوفر للمواطن حقوق البقاء وحقوق الانسان ؟ بما يشد المواطن الى الوطن الذي يعيش فيه , ويشعر ان انتمائه للوطن هو انتماء بقاء ومصلحه ؟ فدفاعي عن الوطن هو دفاعي عن حقوق انتمائي .
ثانيا"- عندها يكون حبي للوطن هو واجب يحتمه عليّ بقائي ومستقبل الاجيال القادمه ؟
بسم الله اللرمن الرحيم (( .. الذي اطعمهم من جوع وآمنهم من خوف )) صدق الله العظيم
فالطعام : هو العيش ؟؟ وهذا يتطلب : القوه الجسديه ؟ فهنا ياتي الحق في العلاج والصحه مجانا" ؟ وكذلك يتطلب قوّه ذهنيه ومعرفيه ؟ وهذا يتطلب الحق في التعليم المجاني , من المهد الى اللحد ؟ كذلك يتطلب الحق في العمل , وتوفر فرص العمل والبناء . بسم الله الرحمن الرحيم (( .. وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون )) صدق الله العظيم اذا" فالعمل من واجب المجتمع ان يوفر فرصه ؟
وهذا كله لا يتم الاّ اذا وفّر لي وطني الامن والامان ضد كل انواع الخوف والارهاب ؟
ان توفر هذه الحقوق هي الشرط الاساسي للتطوع والواجب توفره في المتطوع ان يكون مؤمنا" بحب وطنه وعقيدته اكثر من حبه لنفسه , عملا" بالحديث النبوي الشريف (( والله لا يؤمن احدكم حتى يحبني اكثر من نفسه )) ؟ عندها استفسر ( عمر بن الخطاب- رض ) ؟ استفسار حر خبير بالنفس البشريه ؟ يا رسول الله استطيع ان احبك اكثر من اهلي وولدي ومالي ؟ اما ان احبك اكثر من نفسي فكيف ذلك ؟ الاّ ان رسول الله (ص) كررها عليه ثلاث مرات , عندها ادرك بن الخطاب ان رسول الله يعني حب الاسلام ووطن الاسلام والنبوة والوحي , والله سبحانه وتعالى وهذه كلها يمثلها رسول الله ( ص ) وحب العقيدة والاسلام اكثر من النفس يدل على الايمان الحق (( حب الوطن من الايمان )) . فان رفعة النفس ومصلحتها , هو بتفضيل العقيده والوطن عليها , عندها اجاب بن الخطاب (رض) قائلا" : نعم يا رسول الله احبك اكثر من نفسي . فحب العقيدة والوطن يدفع الى التضحيه والتطوع لعمل الخير وينقي النفس من الانانيه وحب الذات .
التقشف في العراق يدفع الى تشجيع روح التطوع :
قلت ان روح التطوع والتضحيه والاثره في الدول المتطوره الحديثه ؟ تعتبر هدفا" اساسيا" في بناء المجتمع الحديث القائم على عملية وروح التكافل الاجتماعي بشكل منظم من الناحيه القانونيه والاجتماعيه والاقتصاديه تتكفل به الدول الحديثه , ولا تتركه لتوجهات الافراد الاخلاقيه من كرم وعطاء قد يصور الاحسان والصدقه , ولكن روح العطاء والتضحيه يتوجب ان تكون عمليه تربويه تنغرس في الضمائر وتصبح سلوكا" سائدا" يتعامل به المجدتمع ؟ اضافة" الى اعتماده وسيله تربويه في تقوية روح المواطنه والانتماء للوطن ,وذلك عن طريق واجب المشاركه المباشره في بناء وانجاز مشاريع الدوله بتوفير ساعات عمل تطوعيه في المشاركة في العمل ؟ وعملا" بمبادىء حقةق الانسان (( حق الشعب في المشاركة في عملية التنميه)) ؟ة وهذا نظام مقرر في ((كنــــدا)) ؟ حيث يكون من الشروط المطلوبه للتقديم الى الدراسه في الجامعه ؟ ان تكون لدى المتخرج من مدارس التعليم الاساسي ( الابتدائيه والثانويه على الاقل 40 ساعة عمل تطوعي في اية من المشاريع ) ؟
ولو تمعنا النظر والفكر في توجهات الدول المتقدمه ؟ انه قد اعتمدت التطوع والتضحيه كمبدأ اخلاقي وانقلابي جذري ؟ ونظرت اليه نظره تربويه اساسيه ونظره مبدأيه وفق منظور احداث التغيير الراديكالي في المجتمع ونقل المجتمع من مجتمع الانانيه والتمحور حول الذات الفرديه التي تعمل على تجزئة المجتمع وتشتيته , ونقله او قلبه الى مجتمع التكامل والتعاون والتكافل الاجتماعي والتضحية والبناء ؟ مجتمع الوحده والتوحد والــ ( نحن ) الى المجتمع الحديث المضمون . والهدف هو تحفيز وعي الشعب الى مفهوم التطوع والتضحيه والبناء . وذلك باسلوب اقامة المشاريع مباشرة" من قبل ابناء الشعب , والمكافئات هي شعور المواطن بالفخر كلما راى المدرسة او المرفق الذي ساهم هو ببنائه , وهي تجربة طوعيه تلامس ضمير الشعب ونحو المشاركة الوجدانيه وارساء الاساس لعملية التكافل الاجتماعي .
مبدأ المكافئات والمحفزات :
ولغرض ان تسود روح التطوع هذه بالتعامل داخل المجتمع , لأن روح التضحيه هي الغايه ؟ فعملت الدول المتقدمه على تشجيع روح التطوع هذه بالمكافئات المعنويه والماديه . وفي سبيل تعميم هذه الخصال النبتله التي هي : اما ان تكون وراثيه او مكتسبه داخل العائله , فان تحلي فرد من العائله بهذه الخصال مؤشر على ان هذه الروح تسود باقي افراد العائله , ولان هذا السلوك هو الاصلح ان يكون مركز الصدارة والقياده والقدوة بالمجتمع ؟ اتجهت هذه الدول الى تمهيد السبيل امام مثل هؤلاء الافراد وابناءهم وعوائلهم الى منحهم المكتسبات والحوافز داخل المجتمع حتى تفتح امامهم فرص الدراسه باوسع ابوابها , مما يمكنها ان تتبوأ مراكز متقدمه بالمجتمع , وبذلك تتهيأ الفرص والمجالات لميزة وصفة الروح التطوعيه والتضحيه كي تسود بالمجتمع ؟ فالتطوع والعطاء والتضحيه تكافأمعنويا" بالاوسمه والنياشين والشهادات ومبدأ الحوافز الماديه والامتيازات لهم ولعوائلهم بالاوسمه والنياشين والانواط وامتيازاتها الماديه تمكينا" لهذا ( الخلق) النبيل والمبدأ ان يسود ويزداد بالمجتمع . وكامثلة على ارساء مبدأ للحوافز يتم تثبيتها للمتطوعين منها ما يلي :
1- يفضل ( من له ساعات عمل تطوعي وموثقه ) كشرط للتفضيل او للتقدم للترشح الى اية وظيفه معلنه في اية دائرة كانت .
2- العمل على تشجيع ازدياد عدد المتطوعين وبالاختصاصات المتنوعه , والذين يتميزون بان لهم ساعات عمل تطوعي اكثر للتعين ,وعلى كافة المستويات الاداريه وحتى لمنصب الوزير , كلما ادى ذلك وكنتيجة حتميه الى تغيير الاداره باسلوبها من الاسلوب الرسمي الى الاداره التطوعيه المبنيه على الفهم والتفاهم وسيزداد دراسة الامور عن طريق اللجان وليس الاسلوب الشخصي .
3- ان يصار الى اسلوب موضوعي ( اسلوب الاعلان والاختيار )للوظائف التي تحتاجها اية دائره او جمعيه , مع رأي باعتماد اسلوب دخول من يقع عليه الاختيار للوظيفه ان يعمل كمتطوع لمدة سنه او ستة اشهر بمكافآت العمل وثم تحويله الى الوظيفه ( اي عن طريق الوظيفه هو التطوع ) وبالتدريج من راي ضرورة تحويل جميع العاملين الى نظام التطوع بحوافز ومكافأت مقابل التمييز بالعمل المنجز وكميته والالتزام .
4- تاسيس قسم اداري في كل وزاره ودائره , خاص بشؤن المتطوعين .
5- دعوة وتشجيع الاساتذه وذوي الاختصاصات العاليه للعمل التطوعي بالمؤسسه . وذلك ما اعتمدته عندما كنت اعمل خبيرا" متطوعا" في جمعية الهلال الاحمر ومنسق الالفيه في العراق من قبل الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الامر والهلال الاحمر واسست :
أ‌- اسسنا مكتب للبحوث والدراسات ليستوعب المتطوعين من ذوي الاختصاصات العاليه لدعم الجمعيه ببحوثهم المختلفه .
ب‌- اعتمدنا مبدأ امكافئات النقديه والحوافز التشجيعيه للمتطوعين على انجازاتهم .
ت‌- اخذ الاساتذه ذوي الاختصاصات العاليه تقديم طلباتهم للتطوع بوقت جزئي وبدأت الجمعيه تمنحهم لقب ((خبير)).
ث‌- في العياده الشعبيه التابعه لجمعية الهلال الاحمر العراقيه فيها اطباء يعملون لفحص المرضى بشكل تطوعي ؟ اما بدون اجور او باجور رمزيه وكذلك هناك العديد من الاطباء من ذوي الاختصاصات العاليه في الجراحه يقومون باجراء عمليات جراحيه للمرضى المحتاجين متطوعين اما بدون اجر او باجور رمزيه .
ج‌- رئيس الجمعيه واعضاء الهيئه الاداريه هم متطوعون بشكل تام ؟
6- اعتماد نظام الحوافز للمتطوعين معنويا" وماديا" ؟ كالشارات والهويات وحتى الميداليات اضافة" للحوافز الماديه فالمتطوع لم ياتي او ينخرط بالتطوع كي يخسر كما انه لم ياتئ من اجل الربح ؟ ولكن هناك حقوق عمل ان لم يكن ينميز بها عن الموظف براتب فمن حقه المساواة .
7- يجب توسيع دائرة حركة المتطوع واعتماده بانجازات مهام عمل اساسيه باسلوبها كالايفاد وحسب متطلبات العمل .
8- سن تشريع قانون باعتماد العمل الطوعي هو الاساس في البناء المادي وانجاز مشاريع التنميه , وهو الاساس في العمليه التربويه والمواطنة والاخلاقيه والانسانيه في المجتمع ؟ وضروره ان يكون التقدم لشغل اية وظيفة او القبول للدراسة في الجامعات ؟ ان تتوفر للمتقدم ساعات من العمل التطوعي لا تقل عن ( 40) ساعة عمل تطوعي ؟
9- ويتحتم على كل وزاره ومؤسسه ودائره ان تكون لديها خطه ستراتيجيه بكل مشاريعها . ولكل مشروع لديه دراسة باسلوب انجازه ؟ ومدة الانجاز محسويه بساعات العمل ؟ ومراحل الانجاز وكلف الانجاز ؟ ويتم فسح المجال للعمل التطوعي لاي من يرغب التطوع باي مشروع يرغبه ؟ وبالساعات التي يرغبها ؟ ويستلم على تطوعه شهاده موثقه فيها تفاصيل ساعات تطوعه ومقدار وتقيم انجازه ؟
10- ان تكون مشارع الدوله يتم نشرها في صحيفه رسميه سنويا" خاصه بتفاصيل المشاريع ؟ وان يتم اعتماد اسلوب الزيارات الحقليه ؟ لكل من تلاميذ الروضات والمدارس الابتدائيه وطلاب المدارس الثانويه ؟ وطلاب الجامعات ؟ وحتى موضفي الحكومه والقطاع الخاص ؟ للاطلاع والتعرف على وطنهم ؟ ومافيه من مشاريع ؟ حتى يلتصقوا وجدانيا" بوطنهم ؟
الاستنتاج
بعد كل ما طرحته الذي حاولت فيه تنظير عملية التطوع وصفات ا لمتطوع وما عليه وماله لغرض تمكينه من اداء العمل التطوعي وما للمجتمع من فائده من عملية التطوع وحاجة المجتمع ان تسود فيه هذه الروح ويكثر المتطوعون فيه وواجب المجتمع في تشجيع التطوع ؟ وكيف ان الدول المتقدمه تعتمد الطوع كثقافه لغرض بناء تقدمها واستمراره ؟ ومحاولتي اخراج مفهوم عملية التطوع من النطاق المحدود من جمعيات الاغاثه في الطوارىء , او من محدودية الدول المتخلفه والتي تعاني من حالات الفقر والتقشف ؟ الى النطاق العام في تربية الشعب والى بناء المجتمع المقدم وديمومة تقدمه .وبصفتي كنت خبيرا"متطوعا" في جمعية الهلال الاحمر العراقيه والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الاحمر والهلال الاحمر ؟ ومنسق الالفيه في العراق وسكرتير تحرير نشرة الالفيه الجديده ؟ ومؤلف كتاب (( التطوع اداة اساسبه في بناء النجتمع الحديث )) في سلسلة اقرأ الالفيه (4) من مكتب البحوث والدراسات(( الالفيه )) في جمعية الهلال الاحمر العراقيه 1991 ؟ ارى ضرورة ان ادرج مفهوم (( التطوع )) لدى الحركه الدوليه للصليب الاحمر والهلال الاحمر الدولي ؟؟
التطوع عند الحركه الدوليه
للصليب الاحمر والهلال الاحمر الدولي
الحركه منظمة اغاثه تطوعيه لا تعمل لاجل المصلحه الخاصه
التطوع هو بالنسبه لحركة الصليب الاحمر والهلال الاحمر الدوليه ؟ التقدم طوعا" واختيارا" من جانب احد الاشخاص دون السعي من اجل المصلحه الخاصه , ودون الاعلان عن اسمه في معظم الحالات , بهدف انجاز عمل ملموس لمصلحة الغير بروح الاخوة الانسانيه . وقد يكون هذا العمل بالمجان او بالمقابل او حتى مقابل اجرة رمزيه , ولكن المهم هو الاّ يكون الفاعل مدفوعا" بالسعي وراء منفعه خاصه بل الالتزام الشخصي والتعبئه من اجل بلوغ هدف انساني اختاره الفرد او قبله طوعا" في اطار الخدمات التي يقدمها الصليب الاحمر والهلال الاحمر للمجتمع , فعمل الخير هو جوهر التطوع وهو اكبر تعبير مباشر عن الشعور الانساني الذي جعلت من الحركه اول مبادئها .
نشأة التطوع :
ان معركة سولفرينو هي التي دفعت بهنري دونان الى وضع مشروعه المتمثل في تأسيس ( جمعيات للاسعاف يراد منها العلاج للجرحى اثناء الحرب بواسطة متطوعين متحمسين ومتفانين ومؤهلين للقيام بمثل هذا العمل ) .
وجدت فكرة هنري دونان طريقها ؟وللتغلب على تحفظات بعض هيئات اركان الجيش تسوية فوضع هؤلاء الممرضين تحت مراقبة سلطة رؤساء عسكريين ( وفقا" للقرار -6- الصادر عن المؤتمر الدولي المنعقد في جنيف عام 1863 ) . وعندمااصبحوا خاضعين للتنظيم العسكري لا فرق بينهم وبين افراد الخدمات الطبيه العسكريه ولم يعد احتفاظهم بمركزهم كمدنين امرا" ذا اهميه . لأن الترخيص الصادر لهم يعطيهم الحق بالحماية ذاتها التي يتمتع بها الجهاز الطبي العسكري .
وقد كان اول متطوعي الصليب الاحمر يمارسون مهامهم بالقرب من ميادين القتال ولكنهم الآن يعملون في الكوارث الطبيعيه وفي الحياة اليوميه ويقومون بانشطة صحيه واجتماعيه عديده . وهذا التطور هو ثمرة تطور ( الحركه )التاريخي , وهو نتيجة" للدور الطلائعي الذي تؤديه في المجال الانساني .
سبب وجود التطوع
لماذا يعد الصليب الاحمر الدولي ( حركه للاغاثه الطوعيه دون البحث عن المنفعه الخاصه ) حسب مبدأ التطوع ذاته ؟ هناك ثلاثة عناصر توضح الاهميةالتي يقضي بها هذا المبدأ وهي :
1- المبدأ الانساني للتطوع : استطاعت الحركه بفضل النوايا الطبيه ان تتخذ لنفسها مهمة تلافي المعاناة البشريه وتخفيفها في جميع الظروف كما ورد ذلك في مبدأ الانسانيه . لنأخذ مثلا" يجسد الصله بين هذين المبدأين , فالبعض قد يشك في فائدة المتطوعين سواء في البلدان التي تتكفل فيها الحركه كليا"او جزئيا" بقطاع الصحه ورعاية المجتمع , او حتى داخل الجمعيات الوطنيه التي لديها امكانات ماليه هامه وموظفون عديدون اكفاء ومؤهلون يحصلون على مكافئات . فهل يمكن الاستغناء عن المتطوعين في هاتين الحالتين ؟ في اعتقادنا ان ذلك غير ممكن !
اولا" , مهما تكن كفاءة موظفي الصحه العموميه وتفانيهم ستظل هناك دائما" حالات معاناة نسيتها اجهزة الدوله ويكون المتطوعون هم وحدهم اهل للكشف عنها بفضل معرفتهم بالظروف المحليه .
ثانيا" , بما ان متطوعي الصليب الاحمر والهلال الاحمر , ليسو ا موظفين يعملون وفقا" لمهمة او يمثلون سلطه رهيبه احيانا" ام غير مقبوله فانهم كثيرا" ما يحظون بثقة كبيره من جانب الرجال والنساء الذين يتلقون منهم الاسعاف . ونظرا" لأن عملهم لا يهدف الى مصلحه, خصوصا" في حالة فعل الخير , فانه يكتسب بعدا" انسانيا" خاصا" . واخيرا" فان اي جمعيه وطنيه لا تعترف بقيمة التطوع , تعرض نفسها للتحول الى جمع من الموظفين , وتفقد بالتالي مصدر الحماس والاستلهام والمبادره وتقطع الجذور التي تساعدها على الاستماع للحاجات والسعي الى تلبيتها بموافقة من السلطات ودعمها الذي كثيرا" ما يكون دعما" فعالا".
2-التطوع ضمان لاستقلال الجمعيات الوطنيه
هناك سببا" آخر يجعل من التطوع احدى دعائم ( الحركه ) على الدوام وينبع هذا السبب من مبادىء الصليب الاحمر والهلال الاحمر الاساسيه الاخرى فهل هناك ضمان للجمعيات الوطنيه امام الضغوط العديده التي لابد وان تخضع لها , سوى بطابعها الخاص والتطوعي الذي لا يهدف الى اي منفعه؟ ويكتسب الاستقلال اهميه بالغه في حالة حرب اهليه او اضطرابات او توترات داخليه تقسم البلاد الى اطراف متنافره .فلا يمكن في هذه الحاله ان تحظى الجمعيه الوطنيه بثقة الجميع . وهي الثقه التي لا تسمح لها بالوصول الى جميع الضحايا , ما لم تحافظ على حريتها في التدخل وفقا للمبادىء التي اتخذتها انفسها وما لم يحركها متطوعون من جميع الاوساط السياسيه الدينيه والاجتماعيه .
3-التطوع مصدر للاقتصاد :
بعبارة ابسط , لو كانت جميع الاعمال التي يؤديها المتطوعون اعمالا مقابل اجر لاغفلت العديد من المعاناة بسبب قلة الموارد!ويكفي احيانا" وجود جهازا" للجمعيه من المؤطرين , عندهم قليل ولكنهم ذوو حماس , الى جانب بعض الموارد الماليه ليقدم المتطوعون خدمات الى المجتمع لا تقدر على تحملها لا الجمعيه الوطنيه ولا حتى الدوله .
تحديــــــات مبدأ التطوع
يقول بعض الذين ينشغلون عن صعوبة توظيف متطوعين وصيانة حماسهم ان (( التطوعيه داخل الحركه تمر بفترة ازمه )) ؟ ويقول البعض الآخر ان (( التزام المتطوعين الشباب بالجانب الانساني في بلدان تمر بتحول سياسي كبير هو امل التغيير بالنسبه للجمعيات الوطنيه التي تحار هي نفسها احيانا" امام سرعة التغيير وتقلق على تعزيز مصداقيتها لدى الرأي العام )) ؟ واذا كان الكل يوافق على ان التطوع هو احد الاسس التي يقوم عليها الصليب الاحمر والهلال الاحمر , فان المشاكل التي تواجهها الجمعيات الوطنيه تختلف باختلاف تطورها واختلاف القارات والوضع السياسي لبلدانها . فما هي التحديات التي يطرحها هذا المبدأ؟
التطوع في النزاعات المسلحه
يجوزلمتطوعي الصليب الاحمر والهلال الاحمر ان يعملوا كمساعدين للخدمات الطبيه الرسميه العسكريه والمدانيه . وهناك العديد الفائده من وراء العمل الذي كان قد صاغه ( هنري دونان ) .
ومع ذلك هناك عدد من الجمعيات الوطنيه المثقلة الكاهل بمهام ملحه , لا تدرك من جهة ضرورة الاستعدادالى حالة نزاع وتحديد الانشطه التي يكون عليها ان تقوم بها في مثل هذه الحالة بالتعاون مع السلطات العسكريه والمدنيه , وتدرب متطوعين لهذا الغرض . ومن جهة اخرى , وفي راي العديد من المسؤلين في بعض الدول ليست هناك حاجه الى متطوعين في حالة النزاع لأن الخدمات الطبيه الرسميه بلغت درجه من التقدم يجعلها في غنى عنهم .
صحيح ان مساعدة الضحايا تقع في المقام الاول على عاتق الدوله . لكن اضحت ان الجمعيات الوطنيه المتبصره التي انشأت مثلا" مخزونات من المعدات الضروريه ودربت متطوعين متحمسين على الاسعافات الاوليه واقامت الاتصالات اللازمه , يكون بامكانها انجاز اعمال تستحق الثناء عندما يتحول وضع سياسي مضطرب الى مجابهات داميه . بالاضافة الى ذلك يجب الامتناع عن التفاؤل بان الخدمات الطبيه الرسميه قادره على مواجهة كل الاحتياجات .
توظيف المتطوعين
تعرف بعض البلدان منافسة"تزداد اكثر حدّه بين المنظمات الانسانيه والرياضيه والثقافيه والسياسيه من اجل جلب المتطوعين اليها . ونظرا" الى ان الاشخاص النشطين وقتهم محدود , يحار امام هذه الخيارات : الشباب والمتقاعدون . ولم تعد مؤسسات التعاون تحصى حتى في المجال الانساني . .. لجمعيات الصليب الاحمر والهلال الاحور في هذا السياق عوائق لكنها تشكل ايضا" قوتها , ولها عموما" بنيه يصعب – خاصة" على الشباب – ادراكها كاكراه بيروقراطي , وتتحكم فيها مبادىء كمبدأ الحياد الذي لا يمكن دائما" فهم علّة وجوده .
وفي عالم اليوم حيث ان الذين يسببون العنف والمتضررين منه وكذلك الذين يخففون من آلامه ؟ هم الغالب مراهقون . يجب على الحركه ان تنصت الى طموحات الشباب لان العمل في وجود مجتمع سليم ومتضامن يكمن في ديناميكيتهم وحماسهم وقواهم . ومن الضروري اذا" اندماجهم تماما" في حياة الجمعيه الوطنيه واشراكهم في اتخاذ القرارات , مما يساعدهم بالتالي على الاستفاده من تجربة الكبار . ولتفادي احباط المبادرات الثقافيه , من الواجب تدريبهم كافيا" ولكن محدودا" للمساهمه في فعالية العمل الذي يقومون به . وخلاصة القول انه لم يعد هناك داع الى اهمية توضيح مغزى المبادىء الاساسيه الى كل متطوع في انشطته اليوميه .
حماس المتطوعين
لصيانة هذا الحماس تسعى الجمعيه الوطنيه جاهدة" الى اسناد مهام الى المتطوعين تناسب قدراته وتوضح له منذ البدايه ما له من حقوق وما عليه من واجبات – تلك الحقوق والواجبات التي وضعتها بعض الجمعيات على شكل ميثاق – وان توفر له اطارا" مرضيا"للعمل . وكمثال على ذلك , يفيد هذا انه ينبغي في بعض البلدان الاكتتاب في التأمينات اللازمه في حالة وقوع حادث .
ان المتطوع الذي يتلقى تدريبا" ملائما" ويحظى بتقدير بسبب التزامه ويعرف بان علاقاته مع الاوساط المهنيه تصبح سهله اذا تم التعريف بمسؤلياته بوضوح, لا بد ان يطرب للمهام المعهود بها اليه . ومهما طال انتماؤه الى الحركه فانه سيساهم طول حياته في اشعاع الصليب الاحمر والهلال الاحمر .
التطوع علامه على التضامن
هناك عدد كبير من الاشخاص الذين يؤمنون بروح خدمة الآخرين . وسواء انجز العمل المجاني داخل الاسره او العشيره او القريه او النادي المحلي او الطائفه الدينيه او الجمعيه الوطنيه , اذ كلما خفف هذا العمل من الآلام , كلما كان ذلك انتصارا" للانسانيه على الفقر والمرض والعنف الذي يسببه الانسان او تسببه قوى الطبيعه . .. وعندما يتم انجاز هذا العمل في اطار الحركه الدوليه للصليب الاحمر والهلال الاحمر لجميع القدرات , فان ذلك يعد تعبيرا" عن التضامن الدولي .


المصدر : التطوع اداة اساسيه في بناء المجتمع الحديث / المؤلف هادي الباقر / الخبير الايسكولوجي
ملاحظه : ان كل بحوثي المنشوره على الحوار المتمدن هي موثقه ؟ ومسجله حقوقها لي اذا يمنع الانتحال او النشر الاّ بموافقه خطيه مني .



#هادي_ناصر_سعيد_الباقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التوصيه بالغاء سد الموصل ؟ والاستعاضة عنه بالبدائل
- المحاضرة التي القيت في جمعية المهندسين العراقيه عن سد الموصل
- لى/ السيد رئيس الووزراء الدكتور حيدر العبادي المحترم البحث ا ...
- الى / رئيس الوزراء العبادي -- ما نراه في عمليو التغير والاصل ...
- الحاقا- الى - عيب يا وزارة الصحه
- عيب يا وزار ة الصحه والبيئه
- المقدمه والتمهيد لكتابي الجديد (( مفاهيم نظريه في السياسه و ...
- الباشا نوري السعيد ومجزرة 14تموز 1958
- (( رمتني بدائها وانسّلّت)) السعوديه والسودان تتوعدان ايران ب ...
- أقترح ان يتم اقامة وترسيخ صلح اجتماعي ثقافي سياسي عسكري ؟ مع ...
- شكوى على دائرة المنظمات غير الحكوميه لمخالفتها القانون
- البنية التحتيه لبناء المجتمع المتقدم
- التغير والاصلاح يبدأ من البيئه والسلام الاخضر
- هل يتذكر اهالي الفلوجه ومسلسل حكاية المؤامره
- هل نحن لعبة بيد امريكا ام اعداء لها ؟ فلنتعاون ؟!
- ماذا اغرق قليل من المطر بغداد العاصمه ؟ هل الفساد السبب
- رواية (( دموع الحب في ملجىء العامر يه )) في راي الصحافة والك ...
- الدكيور الحلببي والنوبة القلبيه متهمه دوما-
- اسس الاصلاح وبنيته التحتيه كما يلي :-
- الى / الفضائيه الشرقيه الموقره


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هادي ناصر سعيد الباقر - التطوع اداة اساسيه في بناء المجتمع الحديث