أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - السيد حميد الموسوي - اكيتو قرين الشمس














المزيد.....

اكيتو قرين الشمس


السيد حميد الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 5119 - 2016 / 3 / 31 - 12:05
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


اكيتو قرين الشمس
السيد حميد الموسوي
صحيح ان نيسان يغمر العالم كله بربيعه الندي ... يفرش وجه الارض كل عام بالرياحين والورود ويملأ الاجواء بأريج الطيوب وعبقها، لكنه في العراق نيسان اخر، له تفرده وله خصوصيته مثله مثل كل خصوصيات العراقيين التي تفردوا بها. فللعراقيين مع نيسان موعد ... لا بل مواعيد ... ذكريات وشجون.
نيسان العراقي شهد ولادة اعرق حضارة في تاريخ البشرية: حضارة وادي الرافدين التي حمل الاشوريون على عواتقهم اعباء شموخها وازدهارها تجسدت بقيام امبراطورية مترامية الاطراف، امتدت لتشمل وادي الهلال الخصيب من اقصى شآمه الى ادنى خليجه لاقوى وابرز امبراطورية متحضرة استطاع التاريخ ان يسجل بعضا من مآثرها، ويحظى بالنزر اليسير من ابداعاتها. وكيف يتسنى للتاريخ الالمام بتشعب مفرداتها والاحاطة بمجمل نشاطها واحصاء نتاجها المتعدد الغزير وقد سبقته بسبعة الاف سنة. فلولا انها تحدت الامبراطوريات المتعاقبة -البائدة والمنقرضة- بما تمتلكه من ثوابت الاصول ورسوخ الهوية وشموخ المعالم حتى يومنا هذا لمر عليها التاريخ مرور الكرام ولذكرها باقتضاب مع ما يذكره من منقرض الامم والحضارات وسالف الممالك التي سادت ثم بادت، لكن التاريخ -وبنظرة المنصف- لا يملك الا ان يقف اجلالا وتعظيما لكل الجهود الجبارة التي شادت اركان هذه الصروح، ولكل العقول التي ابتكرت الحرف والكتابة، ولكل الذهنيات التي سنت هذه القوانين والدساتير الراقية التي سبقت عصرها، وابدعت هذه الاصناف المتنوعة من الفنون والاداب بحذاقة وحرفة الفنان الماهر والاديب المرهف:
من مكتبات تضم الوف الالواح والرقم والاختام، الى مسلات سطرت عليها ابرز فقرات قوانين الحياة العامة وتنظيماتها، الى قلاع وزقورات واسوار دفاعية وتحصينات تحتضن المدن والقصور والمعابد المنحوتة بعمران فريد كأبدع ما وصلت اليه الريازة والزخرفة المعمارية، الى قنوات ارواء وسقي، ومعابر ومنحوتات ونصب وتماثيل ومصوغات ذهبية وفضية مطعمة باثمن واندر الاحجار الكريمة، الى ابواب وشرفات ولوحات خشبية محفورة ومنقوشة ومزججة تعجز عن مظاهاتها ادق الالات والخبرات العصرية، الى متاريس واسلحة دفاعية وهجومية تناسبت ومكانة دولة امبراطورية بهذا الرقي والاتساع لغرض حمايتها من اطماع الطامعين والحاسدين، ولرد هجمات البرارة والمتوحشين.
وامبراطورية بهذا الوصف الرائع، ودولة بهذا التنظيم المذهل من الطبيعي ان يشهد نيسان ولادتها، وان يؤرخ باعتزاز مسارها وترعرعها ونضوجها، ويتشرف بحمل بداية تقويمها السنوي و"روزنامتها اليومية".
وها هي اعمدة التاريخ تتهاوى، فسبعون قرنا من عمر الخليقة ذابت كما تذوب حبة الملح بين طيات امواج الفرات ولم يذب بعد حرف مسماري من مسلة اشور!. سبعة الاف "روزنامة" شطبت وطواها النسيان ولم تزل تحف الاشوريين العراقية تتربع على عروش متاحف العالم وتزين الاماكن والقاعات والجدران مبهرة العقول ومسمرة الابصار، مذكرة العالم بأن "اكيتو" يدور مع الافلاك يشرق مع الشموس، يتلألأ مع النجوم، ويسطع مع الأهلّة والاقمار.



#السيد_حميد_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طاحونة اسقاط الدول العربية
- أما من ناصرٍ ينصرنا
- عالجوا التقشف بالصناعة الوطنية
- صناع التأريخ ومختلسوه
- حكّام العراق وقطيفة علي بن ابي طالب
- لا وفقتم لحج ٍ ولا لأضحى
- لم تتركوا للناس خيارا الاّ الفرار
- اسوء الاحتمالات واخطر التوقعات
- بعد كل ماحدث ...ويحدث
- متى تستيقظ الذاكرة الوطنية
- متى تُعاد للمواطن ثقته بساسته ومؤسساته؟
- كونوا احرارا في دنياكم
- السلطويون ومصير الثروات العربية
- المناطق المغبونة بأنتظار حصتها من ثروتها الوطنية
- فشلوا نوابا ..ونجحوا ممثلين
- أشباح الرؤساء
- حسناً فعلت مفوضية الانتخابات
- الاعلامي حين يتخلى عن وطنيته
- شعّ وجه الفادي
- عاشوراء ..وثورات التحرر العالمية


المزيد.....




- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...
- السعودية.. فيديو لشخصين يعتديان على سائق سيارة.. والداخلية ت ...
- سليل عائلة نابليون يحذر من خطر الانزلاق إلى نزاع مع روسيا
- عملية احتيال أوروبية
- الولايات المتحدة تنفي شن ضربات على قاعدة عسكرية في العراق
- -بلومبرغ-: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائ ...
- مسؤولون أمريكيون: الولايات المتحدة وافقت على سحب قواتها من ا ...
- عدد من الضحايا بقصف على قاعدة عسكرية في العراق
- إسرائيل- إيران.. المواجهة المباشرة علقت، فهل تستعر حرب الوكا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - السيد حميد الموسوي - اكيتو قرين الشمس