المبادرة الفرنسية والقط الجائع

محمود فنون

الحوار المتمدن-العدد: 5114 - 2016 / 3 / 26 - 13:51
المحور: القضية الفلسطينية
    

المبادرة الفرنسية والقط الجائع
محمود فنون
26/3/2016م
عندما تلقي كرة أمام قط جائع ، ماذا يفعل القط ؟
يتلهى بالكرة ، يلعب بها ، يتركها تتدحرج ثم يعود يمسك بها بكلتا يديه ثم تقفز من بين يديه ويستعيدها وهكذا .
هي عملية تلهية للقط . فلا هو يترك الكرة ولا الكرة تغنيه عن الطعام وتسد جوعه.
هذا هو حال المشاريع والإقتراحات التي تطرحها الدول الأوروبية لتقديم مبادرات تتعلق بالقضية الفلسطينية . ومنها المبادرة الفرنسية الزائفة.
إنها تطرح مبادراتها ليس من أجل ان تقدم حلا وليس من أجل أن تعطي أية حقوق للفلسطينيين كما انها لا تستهدف وضع حد للمشروع الصهيوني على أرض فلسطين بل فقط لتتلهى بها القادة الفلسطينيون وهم يعلمون حق العلم أن المبادرة المطروحة هي للتلهية فقط بينما يستمر المشروع الصهيوني في تقدمه.
إنهم ينساقون معها عبر منعطفات :
ففي البداية ينتقدونها أو يقولون انها غير كافية أو يرون انها تحرك الماء الراكد .
وبعد أخذ ورد يصبح الموقف المطالبة بتطبيق هذه المبادرة ثم الإلحاح بالدعوة لتطبيقها وتكرار إعلان الموقف عن قبولها وتكرار مهاجمة إسرائيل لأنها لا تلتزم بها عمليا ...
ويستمر الأمر على هذا المنوال...
وتستمر القوى الغاشمة في تقديم مبادراتها
وتستمر القيادة الفلسطينية في التفاعل مع هذه المبادرات ..
وينقضي الوقت
الوقت .. نعم الوقت وهو من أهم أسلحة إسرائيل في وجودها واحتلالها واستيطانها واستيلائها على مزيد من الأراضي وبناء المستوطنات عليها وهكذا دواليك وعلى هذا المنوال
اليوم اللعب بالمبادرة الفرنسية والمبادرة الفرنسية عبارة عن كرة القتها فرنسا امام القط الجائع .
والقيادة الفلسطينية تعلم أن المبادرة هي لغو فارغ وهي لخدمة إسرائيل وإعطائها مزيدا من الوقت

#محمود_فنون (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل