أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد البورقادي - نظرة موجزة حول شروط إنتاج الإرهاب..














المزيد.....

نظرة موجزة حول شروط إنتاج الإرهاب..


محمد البورقادي

الحوار المتمدن-العدد: 5113 - 2016 / 3 / 26 - 04:25
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


إن العالم الإسلامي يعيش حربا دفينة قد لاحت بوادرها في الأفق ،فضلا عن حربه الداخلية العرقية والمذهبية والطائفية ، نتيجة الظروف السياسية والإقتصادية والإجتماعية التي يرزخ تحت وطأتها ، فلكل فعل رد فعل وقد يتباين رد الفعل باختلاف تأويلات الفاعل للفعل وبحسب قدرة هذا الأخير (إمكانياته ومؤهلاته) على رد الفعل .فقد يلجأ بعض المتطرفين إلى استعمال العنف كوجه بديل لصمت الحكومات والدول الضعيفة على طغيان واستئساد العدو الغربي الذي ما إن تنكمش مخالبه حتى تعود لتنغرز مجددا وبشكل أقوى في حكم وموارد الدول المستضعفة .ولعل عوامل مثل الإستعمار والعولمة والتأويل الخاطئ للدين من جهة مقابلة لها من المسوغات ما يبرر اتباع العنف والإرهاب من طرف الفئة الضعيفة المستغلة كوسيلة لدفع الحرج وجلب العز.
وقد نزعم بالموازاة مع ذلك أنه من أبرز الأسباب التي دفعت الشباب لنهج هذا السلوك المتطرف التخلف الذي يعانون منه ، الأمية ، الجهل ، الفقر، سوء توزيع الثروات ولا ديموقراطية التسيير والإحتلال الذي تعرفه عدد من المناطق .ذلك أنه أمام هذا العجز يصير المجال مفتوحا أمام تيارات التطرف بكل أنواعها بأن تمارس ما تعتقد أنه النهج الصواب لتخليص العالم الإسلامي من هاته الأمراض التي يعانيها مهما كانت تلك الوسائل التي تقتضيها عملياتها الإصلاحية.
ولعل انتشار الأمية والجهل مكنت عدد من الدخلاء أيضا من القيام بدور الوسطاء بين الإسلام وبين عامة الجماهير الغارقين في الأمية والجهل وتتجلى هاته الخطورة في الفراغ الذي يستغله المتطرفون في تشكيل العقلية العامة للجماهير في كل المجتمعات الإسلامية ، أضف إلى ذلك حجم الغيظ الذي تكظمه هاته الجماهير جراء ما آلت إليه الأوضاع في فلسطين من تدهور نتيجة تجاهل الولايات المتحدة حلول وقف الحصار وتحقيق الهدنة التي تدعوا باستمرار إليها دول الغرب في مجلس الأمم المتحدة.ولا يمكننا إغفال دور السياسات الدولية التي تنهجها دول الغرب وعلى رأسها أمريكا بهدف تفقير واستغلال ثروات البلدان الضعيفة على حساب رفاهها وتسلطها.تلك السياسات المنحازة باتجاه المصالح الغربية والمقيدة لانطلاق دول الشرق أسهمت في تشكيل سلوك جمعي موحد لدى فئة عريضة من الجماهير فكان لجوءها للعنف والتفجير الممنهج باسم الدين هو السبيل الوحيد في نظرها لأخذ الثأر والإنتقام وحفظ ماء الوجه ، في انقلاب واضح عن وظيفة الدين الذي يرى ماركس وفيبر أنه يدعو إلى الحفاظ على التضامن الإجتماعي وإنتاج المعنى في المجتمع بالشكل الذي يؤدي إلى تحقيق السلم والإندماج الإجتماعي ، لكن يبدو أن العكس هو الحاصل تماما الآن ، فالقوة الرمزية التي يمتاز بها الدين جعلت منه عرضة للإحتكار من طرف التطرف الديني وجعلت منه أيديولوجية لخدمة هذا التطرف ، هذا الأخير الذي يستفيد من غياب أو ضعف مؤسسات التنشئة الإجتماعية كالأسرة والمدرسة في التوجيه والإرشاد والتعبئة المانعة والصادة ضد كل أشكال الإنحراف والتطرف .وما يغديه كذلك ويجعل منه وقودا لنهج الإرهاب والعنف هو اكتساح قيم العولمة الغربية مختلف الفضاء ات الإسلامية ، ذلك أن العولمة هي التي خلقت اليأس في وجه المستضعفين ودفعت بتطرفها لحد تطرفهم واستثمرت فعلها بدون استحضار رد فعلهم ، واستباحت أرضهم وثرواتهم في تغييبهم ونفيهم وضغطت عليهم لدرجة الإنفجار . الأمر الذي مهد الطريق للإرهاب ليأتي كرد فعل موضوعي ضدا على كل أشكال الهيمنة الإقتصادية والأسس الليبرالية التي توضفها هاته العولمة للسيطرة على العالم واكتساح الأسواق وخرق الحدود وتعديل القوانين الدولية بما يناسب انفتاحها واحتكارها فيورث ذلك تفقيرا للشعوب التي لا تجد عن التنافس بديلا ولا عن دفع الضر قدرة .فيكون بذلك استضعافها ظلما وعدوانا يولد حقدا يتنامى وطيسه بمرور الأيام ويرقب الفرص لرد الصاع قدر الإستطاع. وإذا سلمنا لهذا الطرح سنجد أن سياسات الغرب المستبدة هي إرهاب في حد ذاته يمارس يوميا "وتزيد حدته مع الإستقواء" على مر السنين في حق الأفراد والجماعات في الدول العربية والإسلامية يقابله المتطرف من هاته الجماعات بعنف آخر لامتكافئ كشكل من أشكال الإحتجاج البائس أمام هذا الظلم والطغيان . لكن هاته العولمة بقدر ما كانت جشعة ومستبدة بقدر ما كانت سببا بشكل أو بآخر ساعد على تسهيل انتشار العنف واتساع رقعته ، فالطفرة التقنية والوسائل التواصلية الحديثة مكنت لحد كبير من حشد الجماهير "المتطرفة "وتعبيد تواصلها والعمل على تعبئة آخرين وتوحيدهم نحو أهداف مشتركة بغية استقطابهم للرفع من حجم وقوة الشبكة وهذا ما ساعد في الوقت الراهن وبدرجة أعلى من ذي قبل على نجاح بعض عمليات التنسيق التي تقوم بها هاته الجماهير ما ضاعف حضوض تنفيذها لمخططاتها الإرهابية..



#محمد_البورقادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حياتي كلها فداك يا أمّي ..
- نصائح للشباب : أقبل قبل المغادرة وتيقّظ قبل الفوات..!
- نصائح للشباب :الدخر ليوم الميعاد
- التعلق بغير الله خُذلان ..
- شقاوة الحب..
- داعش : شروط الإنتاج..
- التموقع الإقتصادي العربي في عالم العولمة..
- الفساد في مواجهة التنمية..
- تأملات في البادية..
- ماذا استفاد المجتمع من سياسة الخوصصة ؟!
- الإنسان في الفكر المادي..
- محاكمة العقل للفكر التطوري الدارويني..
- حال الناس بين الغفلة واليقظة..
- جَحِيمُ الخادماتِ في السعودية..
- رهانات التنمية وإكراهات البيئة ..
- رهانات التنمية وإكراهات البيئة .
- لقد مات من فَرْطِ الإستهلاك ..
- الرأسمالية والإغتراب ..
- نظرة في خلفيات صناعة الإرهاب..
- وسائل الإتصال وسلطة التأويل ..


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد البورقادي - نظرة موجزة حول شروط إنتاج الإرهاب..