أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ناجح شاهين - إما عالم نظيف أو عالم مسلح















المزيد.....

إما عالم نظيف أو عالم مسلح


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 378 - 2003 / 1 / 26 - 01:05
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

 
 رام الله ـ فلسطين المحتلة

مع نهاية الحرب العالمية الثانية كان الألمان على وشك تفجير القنبلة الذرية الأولى ولكن سقوط القوة التقليدية لم يعطهم الوقت الكافي لإنجاز برنامجهم وقد كان قصب السبق في ذلك من نصيب الأمريكيين الذين برهنوا بسرعة على أهمية الردع النووي فقدموا بروفة رهيبة في هيروشيما وناغازاكي جعلت البشرية تبصر جهنم بأم عينها.

بعد قليل حافظت الولايات المتحدة على تفوقها في مجال السلاح الجديد لغمضة عين فقد كان قرار ستالين واضحاً بما فيه الكفاية: لا بد من حيازة القوة الجديدة مها كلف الثمن. وقد أحس الناس عندما انطلقت القوة النووية السوفييتية أن العالم سيشهد دماراً وشيكاً، وهو ما أثبت لاحق الأيام خطأه التام. فالحقيقة أنه مع اتساع القدرات الذرية لعملاقي الحرب الباردة بدا أن إمكانية استخدامه الفعلية تضاءلت تماماً. ومن المؤكد أنه مع مطلع السبعينات لم يعد أحد من الناس يعتقد جدياً بإمكانية وقوع الحرب النووية. وأصبح بيناً بذاته أن هذا النوع من السلاح هو نوع من الرادع السياسي الاستراتيجي أكثر مما هو سلاح فعلي قابل لدخول الخدمة الجدية. طبعاً انضم للنادي النووي العديد من الدول، سواء عن طريق التسريب المتعمد كما هي على الأرجح حالة بريطانيا والصين الشعبية وإسرائيل، أو بجهد عالي للدولة ذاتها مثل حالة الهند وكوريا الشمالية في حال نجاحها في إنتاج القنبلة.

يطلب الأمريكيون الآن من العراق أن يعلن تسليم موارده دون قيد أو شرط للشركات الأمريكية لكي تحقق إضافة إلى الأرباح غير المحدودة سيطرة تامة على نفط المنطقة بما يمكن الرأسمالية الأمريكية من العيش بأمان تام نفطياً حتى ينفذ كل مخزونه العالمي. ومن ناحية ثانية تضع تحت رحمتها الفعلية كل الأصدقاء الأوروبيين والآسيويين قبل الأعداء، فيما يخص آلية تزويدهم بالنفط كماً ونوعاً وتسعيرة برميل جميعاً . ولعل هذا ما يفسر القلق الأوروبي العاجز عن الفعل والذي يرتفع إيقاعه كثيراً عن مستوى غمغمات وهمهمات الدول العربية.

ببساطة ودون انسياق وراء مشاعر الغضب القومي، لا يمكن للمرء إلا أن يلاحظ أنه ليس هناك وجه حق من الناحية الأخلاقية للهيمنة الأمريكية على مصادر وموارد النفط التي تعود إلى الشعوب الأخرى. ومن الواضح أن حجة من نوع أن النفط سلعة استراتيجية تهم العالم بأسره، ولذلك فهي لا تخضع لمعادلات السيادة والحق في تقرير المصير، لا شك أن هذه ذرائع استعمارية غير جدية. وحري بالمستعمر الغربي أن يفكر في تخفيض فاتورة علاج الإيدز التي تتطلب أن يدفع المواطن الأفريقي 15ألف دولار ثمن العلاج السنوي في الوقت الذي لا يزيد دخله السنوي ذاته عن سبعمائة دولار لا غير. وعندما تحاول دولة كالبرازيل أن تنتج الدواء بسعر أرخص يتكاتف المنتجون الغربيون لمنعها من ذلك. ولا يخطر ببال أحد منهم أن هذه سلعة يجب أن تراعي حاجة البشرية، على الرغم أن الكلام هنا يدور عن حاجة إنسانية واضحة تتعلق بإنقاذ حياة البشر وليس إنقاذ دورة رأس المال من الركود أو من انخفاض معدلات الربح وما أشبه.

يدفعنا الواقع المريع الذي وصلت إليه الأمور إلى التفكير في أن البشرية في طريقها إلى التسلح حتى أسنانها. فملاحظة ما يجري للعراق تثير الرعب لدى الجيران والأقارب كما لدى الغرباء والأباعد. فقد بلغت الصفاقة الأمريكية حدها المطلق بإعلانها أن على العراق أن يدفع أثمان ونفقات القذائف التي ستصب على رأسه بغرض تدميره وإعادته إلى العصور الحجرية. ومن الواضح أن أفغانستان كان أوفر حظاً عندما نجا بجلده دون أن يكتب عليه ثمن القذائف التي دمرت المشفى الوحيد وقتلت الجرحى كما دمرت السجن على رأس أسرى طالبان والقاعدة في كابول وقتلت الناس في الأفراح مثلما في الجنازات. لكن بعض أصحاب الحس الفكاهي يؤكدون أن ما حصل في أفغانستان فلتة لن تتكرر لأنه لا يملك من متاع الدنيا شروى نقير، بينما في حوزة العراق الكثير من النفط القابل للتحول إلى بترودولار. في مثل هذه الظروف الحزينة كما الأغاني والأشعار العراقية، يتضح أن البشر عادوا كلية إلى قانون الغابة الذي ميز علانية حقبة الإمبريالية ما قبل ولادة النظام السوفييتي على إثر نجاح الثورة البلشفية. إنها عودة صريحة إلى نظام النهب غير المسوغ لكل بلد في العالم لا يستطيع الدفاع عن نفسه بكافة السبل والوسائل. لا تتجه البشرية في زمن القطب الواحد نحو الديمقراطية والتعددية وتعميق احترام حقوق الإنسان، إنما بوضوح تدل البوصلة على عودة الغابة والبربرية وانتهاك حقوق الضعفاء، وخاصة في مستوى حقوق السيادة وتقرير المصير والتحكم بالموارد، وحرية اختيار النظام الاقتصادي والسياسي بناء على رغبة أغلبية الشعب. من حق الكوريين أن يبنوا ترسانتهم النووية ليدافعوا عن أنفسهم حتى لو لم يكن لديهم اليوم ما يخشون عليه لأن أغنامهم هزيلة ولا مطمع للذئب بها كما هو حال الثور العراقي السمين والذي يسيل لعاب الوحوش لافتراسه. فالمستقبل في كل الأحوال أمر منفتح على كل الاحتمالات، ولذلك فربما أن من حق جميع الدول وخاصة المنهوبة في الجنوب أن تفكر في امتلاك أسلحة الدمار الشامل بكافة أنواعها. وربما في الحقيقة تكون في حاجة إليها أكثر من دول الشمال القوية لأن الضعيف أحق بما يردع من القوي المتجبر. نعم ليكن شعار الضعفاء: إما عالم مسلح حتى أبعد أطرافه، وإما عالم نظيف حتى قلب مركزه الأمريكي. أما حالة وحوش الغابة التي تمتلك المخالب والأنياب مع حملان وخراف وأرانب عزل، مع انعدام العقل والأخلاق، فإنها تغري أيما إغراء باستعمال القوة وافتراس الضعاف واحداً تلو الآخر. 

***********

كنعان



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يدقون طبول الحرب، فنرفع رايات الإقليمية
- هل ينقلب سحر الأنكل سام عليه؟
- حرية الفكر والتعبير
- ليس العرب أمة، إنهم مشروع أمة- 2
- ليس العرب أمة، إنهم مشروع أمة -1
- رحلة العذاب عبر الجسور
- عيد بلا فارس ولا جواد
- فنتازيا الدولة السيادية منزوعة السلاح
- إنه زمن عالمية المقاومة
- هل نتجه نحو البربرية الشاملة؟ قراءة تاريخية للأزمة الكونية ا ...


المزيد.....




- تعرّف إلى قصة مضيفة الطيران التي أصبحت رئيسة الخطوط الجوية ا ...
- تركيا تعلن دعمها ترشيح مارك روته لمنصب أمين عام حلف الناتو
- محاكمة ضابط الماني سابق بتهمة التجسس لصالح روسيا
- عاصفة مطرية وغبارية تصل إلى سوريا وتسجيل أضرار في دمشق (صور) ...
- مصر.. الحكم على مرتضى منصور
- بلينكن: أمام -حماس- اقتراح سخي جدا من جانب إسرائيل وآمل أن ت ...
- جامعة كاليفورنيا تستدعي الشرطة لمنع الصدام بين معارضين للحرب ...
- كيف يستخدم القراصنة وجهك لارتكاب عمليات احتيال؟
- مظاهرة في مدريد تطالب رئيس الحكومة بالبقاء في منصبه
- الولايات المتحدة الأميركية.. احتجاجات تدعم القضية الفلسطينية ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ناجح شاهين - إما عالم نظيف أو عالم مسلح