أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناجح شاهين - ليس العرب أمة، إنهم مشروع أمة -1















المزيد.....

ليس العرب أمة، إنهم مشروع أمة -1


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 345 - 2002 / 12 / 22 - 02:19
المحور: القضية الفلسطينية
    




رام الله ـ فلسطين الحتلة


ليس هذا الكلام من باب الرثاء أو العتب أو الانفعال أو أي شيء من هذا القبيل. كلا إنما نهدف إلى تقرير واقعة نزعم وجودها، ونظن أنها الطريقة الوحيدة لتفسير حالة السلبية التي تسود الناس في الشارع العربي بالنظر إلى القضايا الحساسة التي تعتور حياته، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: قضايا الحرب الأهلية المدمرة في جزائر المليون شهيد، والحصار الخانق الذي يعيشه الإنسان العراقي المغلوب على أمره، والهدر التام ـ على الأرجح ـ للنفط العربي الذي يتحول سلاحاً في نحورنا، ومشكلة السودان الكأداء، وانتهاء بمشكلة فلسطين الغنية عن التعريف.

طبعا من البديهي بمكان أن الأمة تصطف اصطفافاً مطلقاً وراء قضاياها الاستراتيجية، أعني القضايا التي تصنف بلغة الشارع بوصفها قضايا حياة أو موت. وهو بالطبع ما لا يحدث في أية قضية من القضايا العربية إن كانت فلسطين أو العراق أو الجزائر أو أية قضية نقوم ببحثها. والعرب شعوباً قبل الحكومات لا يفعلون إلا أقل القليل. إنهم مثلاً يقومون ببعض المظاهرات المتعاطفة هنا وهناك، ثم ينتهي الأمر كله على ذلك. وهذا يعني أن هذه القضايا ليست قضايا بالمعنى الفني أو الاصطلاحي للكلمة. فالقضية جزء دائم من حياة الإنسان يحملها على مدار الساعة بوصفها شغلاً من أشغاله التي لا يغفل عنها، ويوظف وقته ومختلف جوانب نشاطه، بغض النظر عن الموقع الذي يشغله، في سبيل دفعها إلى الأمام والسير بها من إنجاز إلى آخر حتى تتحقق بكامل فصولها وأبوابها. ومرة أخرى ليس هذا هو ما يحصل في حال ما اصطلحنا على تسميته خطأ بالقضايا العربية. ولعل ما يجب أن نستخلصه من هذا الكلام المباشر هو أنه يجب الاعتراف بعدم وجود قضايا عربية، وبالأحرى علينا أن نقوم ببناء هذه الحالة من الوعي والاهتمام بفكرة القضايا والهموم المشتركة إذا شئنا أن نبني الأمة العربية. وهو ما يقودنا إلى الفكرة الثانية من حيث الأهمية في معالجتنا السريعة هذه، أعني هل يوجد أمة عربية أم لا؟

من الواضح للقارئ أننا بدأنا بالإجابة على السؤال بالنفي. بمعنى أننا نظن أنه لا توجد أمة عربية، وأنه ربما يوجد بداية وعي قومي انفعالي تعزز في لحظات معينة في المشرق أي في بلاد الشام والعراق. وهو ما يفسر أن المفكرين القوميين في معظمهم كانوا من هذه البلاد. ونضرب أمثلة على ذلك أسماء مثل ساطع الحصري وميشيل عفلق وزكي الأرسوزي وأنطون سعادة والبيطار والرزاز وجورج حبش وباسل الكبيسي. وقد بقيت الفكرة محصورة في هذه المنطقة على وجه التقريب حتى الثورة الناصرية التي أعطت الموضوع امتداداً أوسع في أفريقيا وبقية أنحاء المنطقة العربية. وهو إنجاز ينبغي أن يسجل باعتزاز للحقبة الناصرية. وقد بدا للحظة أن العروبة قد أصبحت في ضمير الناس، وأنها تدق الأبواب. ولكن منذ حزيران 67 بدأ المشروع بالتآكل. وهو ما سيتعمق بوفاة عبد الناصر نفسه سنة 1970. ومع ذلك فإن المرء لا يستطيع أن يقول إن الفكرة قد ذابت، لكنها وعلى نطاق واسع استبدلت بالولاء الإقليمي الذي أصبح الولاء الأول _ مع أننا متفائلون إذ نقول ذلك فالولاء الأول في العالم العربي ما يزال على الأرجح ولاء قبلياً_. وإذا صح ذلك فإن العلاقة بين المواطن ووطنه والفرد وأمته هي أساساً علاقة مشبعة بارتباطه بالإقليم الذي يعيش فيه ويسمع نشيده الوطني ويرفع علمه في كل يوم . وهو ما يعذر عليه الإنسان الفرد الذي يتم تنمية وعيه على مدار الساعة بهموم محلية قد تتناقض في أحيان معينة مع الولاء الواسع لوجود تصوري هو وجود الأمة التي لا نعرف بالضبط ماهية الشكل الذي نطمح إلى أن تأخذه. ومن البين أن فكرة الوحدة ذاتها أصبحت فكرة غائمة وطوباوية ولا يوجد فهم سياسي شعبي يختص بها. وإنما تبدو نداء غامضاً أشبه بالنداء المتعلق بظهور المهدي أو المسيح ليقوما بملء الأرض عدلاً بعد أن ملئت جوراً.

انطلاقاً من هذه الفرضيات السريعة نستطيع أن نقول بأن هبات الناس في العالم العربي عندما يأخذه الغضب أو الحماس في لحظات النصر ـ أو أوهام النصرـ مثلما في لحظات المصائب والكوارث، هي من باب تضامن الجيران أكثر منه مشاركة أهل البيت الواحد. وهو بهذا المعنى يضعف عن تضامن الأوروبيين فيما بينهم، لأنهم هناك يتعاملون مع أنفسهم بوصفهم جسماً على طريق الوحدة. وفي حالتنا يبدو ما يفرق في بعض الأحيان أكثر بكثير مما يجمع. 

لا شك في أن جورج جالاوي ـ الذي أصبح مشهوراً بعروبته المتجاوزة لعروبتنا، وهو بذلك ملكي أكثر من الملك كما يقال ـ على حق عندما يقول إنه أمر لا يحتاج إلى عبقرية آينشتاين أن الأمريكان يريدون النفط العربي، ويرغبون في تقسيم العرب من جديد، لأن ضعفهم وتفرقهم ضمانة للسيطرة الاستعمارية الأمريكية والإسرائيلية على هذه المنطقة، بغرض امتصاص خيراتها حتى آخر رمق. وليس من اهتمام أمريكي من أي نوع بالقيم الديمقراطية أو ما أشبه من كلام لم يعد يستهلكه أحد. من الواضح أن الناس في العالم العربي يعرفون كل هذه الأشياء مثلهم مثل جالاوي على أقل تعديل. ولكن الوعي بالمصلحة المشتركة والوعي بالمصير والمستقبل ـ وليس الحاضر فقط ـ هو الذي يغيب غياباً فادحا. وهو ما لا يمكن تفسيره إلا باعتبار أننا لا ننظر لأنفسنا على أننا جسم واحد. وباختصار نحن لا نعتبر أنفسنا أمة.

قبل أسابيع ـ واعذروا سوء ذاكرتي وعجزي عن تحديد الزمان بدقة ـ دعا مهاتير محمد أحد أعداء أمريكا الأذكياء والمكروهين منها ـ ربما بسبب من حدة وعيه بطبيعة الصعوبات وسبل الخروج منها ـ دعا الرجل إلى دينار إسلامي أو دينار عالم ثالث أو"سموه ما شئتم" كما قال الرجل، فالمهم فعل شيء في هذا العالم الذي يلتهم الصغار بأسوأ مما تلتهم الأقراش الأسماك الصغيرة. ونحن لا نصل في تفاؤلنا ولا دعوتنا |إلى هذا الحد إننا ندعو فقط أبناء جلدتنا ممن يتكلمون العربية في هذه البلاد بأن يصطفوا ليس من باب الإحساس بأننا جسم واحد؛ كلا لنقف فقط حلفاء تجمعهم المصلحة في أن لا يتم التهامهم ثوراً ثوراً بعد الانتهاء من الثور الأبيض. أعني لتجمعنا المصلحة المشتركة في أن لا ندخل المائة عام الأخيرة من وجودنا في هذه الدنيا، ولنفكر سراً وعلناً أن التاريخ لا يحمي أحداً من الانقراض إذا توافرت الشروط الموضوعية لغيابه النهائي. إنما بالمقاومة على أوسع مدى ممكن من المحيط إلى الخليج يمكن أن نضع أرجلنا على طريق النجاة. لذلك لتكن حالة العراق الراهنة بداية لعمل يؤسس لتحالف قد يكون بداية لتفعيل أو حتى تشكيل الأمة. ومن ناحية أخرى يساهم في حماية العراق من الدمار، ويقطع الطريق على الخطط الأمريكية القادمة لتدمير البقية الباقية من العرب الأحياء.

*********************
كنعان



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلة العذاب عبر الجسور
- عيد بلا فارس ولا جواد
- فنتازيا الدولة السيادية منزوعة السلاح
- إنه زمن عالمية المقاومة
- هل نتجه نحو البربرية الشاملة؟ قراءة تاريخية للأزمة الكونية ا ...


المزيد.....




- حمزة يوسف.. الوزير الأول بإسكتلندا يعلن أنه سيستقيل من منصبه ...
- مصادر لـCNN: حماس تناقش مقترحًا مصريًا جديدًا لإطلاق سراح ال ...
- رهينة إسرائيلية أطلق سراحها: -لن أسكت بعد الآن-
- لا يحق للسياسيين الضغط على الجامعات لقمع الاحتجاجات المناصرة ...
- باسم خندقجي: الروائي الذي فاز بالجائزة العالمية للرواية العر ...
- بلينكن يصل إلى السعودية لبحث التطبيع مع إسرائيل ومستقبل غزة ...
- ظاهرة غريبة تثير الذعر في تايوان.. رصد أسراب من حشرات -أم أر ...
- مصري ينتقم من مقر عمله بعد فصله منه
- لردع الهجمات الإلكترونية.. حكومة المملكة المتحدة تحظر استخدا ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة في دونيتسك والقضاء على 975 جن ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناجح شاهين - ليس العرب أمة، إنهم مشروع أمة -1