تراث ٌ لسنة ٍ قادمة

صباح خطاب

الحوار المتمدن-العدد: 5108 - 2016 / 3 / 19 - 08:03
المحور: الادب والفن
    

أفـتـح ُ نـافـذتـي عـلـى خـرائـط َ بـهـواء ٍ أخـضـر َ
بـدل َ شـارع ٍ يـغـص ُّ بـمـحـاربـيـن َ
يـقـول ُ أحـدهـم لـلآخــر ِ : مـا أقـبـحـك
أو طـيـور ٍ أشـهـد ُ شـجـاعـتـهـا
لا تـهـرب ُ أمـام َ فـهـد ٍ جـائـع ٍ
وتـغـنـّـي حـتـى آخـرة ِ الـلـيـل ،
وبـدل َ الـحـجــارة ِ سـتـلتـقـط ُ يـدي
قـبـضــة َ مـوسـيقـى ، اُكــوّرهــا
لأرمــي بــهـا طـائـراً ذهـبـيــا ً
يـُـغـرّدُ وحــيـداً ، وعـيـنـه ُ عـلــى حـائـط ٍ
حـيـث ُ إقـتـطـعـت ُ سـاعـة ً مــن نـهــار ٍ حـزيـن ٍ
وألـصـقـتـهـا هـنـاك َ بـلا إطــار ٍ
( سـتـقـرض ُ الـفـئـران ُ أطـرافـهـا
وتـُـخـلـّـف ُ بـعـض َ الـخـدوش ِ عـلـى الـذاكــرة ) .
إمـْـهـلـيـنـي أيـتـهـا الـسـنة ُ
قـبـل َ أن تـقـتـحـمـي قـلْـعـتــي الأخـيـرة ِ
وتـرشـّـي عـذابـاتــك ِ بـلا حـســاب ٍ
عـلــى أنـفـاســي .
إقــرأي جـداول َ الـذيـن َ رحـلـوا بـإرادتــهــم
وجــداول َ الـذيــن شـطـبـهـــم آخــرون
لــنــقـول َ لـك ِ : إنــّـك ِ تـمـطــريـن َ حــروبــا ً
فــي غــير ِ أمـاكـنــهــا
وتــزرعــيـن َ مــقــابـرك َ عــلــى الأشــجــار .
وعــنـْـدمــا تـلـوّح ُ الـكـلـمـات ُ وهــي تـتـلامــع ُ
مــن ْ بـعـيـــد ٍ
وقــبــل َ أن ْ تـحــط َّ عـلــى أكـتـافـنــا
لـنـربـّـت َ عـلـى حـروفــهــا بـحـنـان ٍ
سـتـهـرب ُ مـن ْ بـريـق ِ غـضـبـك ِ
وأنـت ِ تـلاحـقـيـنـهــا بـحـرائـق َ وهـزائــم َ
لا مـدى لآلامـــهـا .
تـفـاجــئـنـا نـكـاتـُـك ِ الـسـمـجــة ُ
وفــي غــير ِ أوانــها دائـمـــا ً
فـبـدل َ جـمــل ٍ نـقـطــع ُ الـصـحــراء َ عـلــى ظـهــره ِ
سـتـدْفـعــيـن َ إلـيـنــا قـاربــا ً بـمـجـدافـيـن
وإذا مـا سـألـنـاك ِ قـطـْـرة َ مــاء ٍ
أعـْـطـيـتـنـا سـيولاً ورعــوداً .
فـمــاذا أبـْـقـيـت ِ لـنــا
غـيـر َ أن ْ نـتـرك َ سـلالـنـا الـفـارغــة ِ
وفــاكـهــتـنـا الـمـتعـفـّــنـة ِ
أمــام َ نــصــبــك ِ أيـّــتـُـهـا الـسـنـة ؟

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل