أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح خطاب - هاتف بشبوش في مجموعته الشعرية الاولى














المزيد.....

هاتف بشبوش في مجموعته الشعرية الاولى


صباح خطاب

الحوار المتمدن-العدد: 2204 - 2008 / 2 / 27 - 08:27
المحور: الادب والفن
    


عندما يكون الحبّ ُ لغة ً ثانية ً والحزن ُ لهجته ُ الحاضرة

وأنت تُطلق ُ النارَ
على جسد ٍ أثقله ُ الخمر ُ
هذا ما نقرأ أولا ًمن مجموعة هاتف بشبوش الشعرية الاولى ( الشمس تأتي من دف ْ مخدعك ) والتي صدرت أخيرا من منشورات الوركاء في العراق ، وهكذا أفتتاحية ستبدّد الانطباع الاول الذي خلّفه اسم المجموعة ، فقصائدها ليست قصائد حب بالتأكيد ، ويمكننا ان نقول ان الحب كان لغة ً ثانية للمجموعة كأن كلماته كتبت بحبر سري ، ولغتها الاولى هي لغة الحرب والقتل كما هي لغة العراقيين للثلاثين عاما الأخيرة وما زالت ، كما ان الحزن لهجة عراقية صافية نقرأ لكنتها في كل القصائد ، وتلاحق الشاعر ذاكرة سوداء في رحلته أو هروبه بعيدا المدى ، من السماوة وبغداد الى دمشق ، ومن رومانيا الى اوكرانيا والى الدانمارك حيث يقيم الآن ..
هناك كلمات في اللغة تحوي كنزا ً لا ينضب من تجارب البشر وطرق تعبير هائلة عن هذه التجارب ، و ( الهرب ) واحدة من هذه الكلمات التي ينهل منها الجميع بلا انقطاع ، وهناك قصائد وقصص وذكريات جديدة دائما تسيل من هذه الكلمة – النبع ..وقد تكون هذه الفكرة جوابا ً مقنعا ً على السؤال الأبدي الذي يعرض نفسه كلما تكلمنا عن الشعر العراقي خصوصا : ( من يقرأ كل هذا الشعر ؟ من يتذكر كل هذه الاسماء ؟ ) فهناك زوايا جديدة دائما وهناك عابر سبيل خالد سينظر الى هذه الزاوية بأعجاب ..
استخدم هاتف بشبوش صيغة الجمع مرات قليلة جدا ً :
( لن نخلّف غير الذي
دوّناه في القصائد
كيما يصبح الكون
أكثر قساوة .. ) – أبجدية من دفتر الرسم – ص 34
( لم يتركوا عناوينهم .) – حمى خطى لا تموت – ص 36
( كنا نعد
أوراق التقويم
فنتوجس خيبة بعد خيبة ) – ترانيم بنكهة المطر – ص 58
أما أغلب القصائد فقد جاءت بصيغة المفرد المتكلم أو المخاطب ليؤشر هذا الى شعور بالوحدة وعدم الانتماء الى اي جماعة أو فقدان الجماعة التي كان ينتمي اليها قبل الهرب وهو ما تقوله قصيدة ( أصداء لا تملأ الذاكرة – ص 67 ) وبصيغة الجمع أيضا ً :
أصدقائي القدماء
غادروا
بطاقات الياسمين
وأنا هنا في بلاد الثلج ..
أما الحب والذي دعوناه سابقا باللغة الثانية ، فكان حضوره خجولا في القصيدة التي حملت المجموعة اسمها وكذلك في قصائد اخرى ومقاطع من قصائد ، فهو حب بلا أسرار ويكاد الشاعر ان يهمس به همسا لكي لا يثير الشبهات ، والحبيبة بلا وجه ولا ملامح فهي الانثى المطلقة وحسب ، أو هي ( مهرة الروح ) بكلمات الشاعر .. ولا غرابة في هذا فهو حب الهارب الذي فقد اليقين فمن أين يأتي الحب لمن أضاع نفسه في طرقات لا يفقه لغاتها :
( ربما في ذهب الوصول
تتجلّى السعادة ) – ص 68
هناك حماسة طاغية في كتابة بعض المقاطع ، والحماسة تقود الشعر الى المباشرة البغيضة ولا يمكن لها ان تصنع شعرا ، ومن حسن الحظ ان هذا يحدث مرات قليلة جدا يمكن تجاوزها بكل تأكيد لانها على اية حال مما يحدث كثيرا مع المجموعة الاولى ، واكثر ما تصدمنا الحماسة في هذا المقطع الذي يقترب من الشعر الشعبي :
اذا العين تنسى البصر
اذا القلب ينسى الدم
اذا الطير ينسى التحليق
عندها فقط يمكنهم الرفاق
أن ينسوك ..0ص 62
وتبقى هذه المجموعة جديرة بالقراءة والاهتمام رغم انها لم تحقق انجازا كبيرا كنا ننتظره من شاعر مثل هاتف بشبوش أعطى الكثير من سنين حياته للشعر، وقد عرفته منذ ان كان طالبا في السليمانية سبعينات القرن الماضي .. وسننتظر ان يحقق ذلك الانجاز في مجموعته الثانية التي بدأ بالاعداد لها منذ الآن ..






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...
- معرض -حنين مطبوع- في الدوحة: 99 فنانا يستشعرون الذاكرة والهو ...
- الناقد ليث الرواجفة: كيف تعيد -شعرية النسق الدميم- تشكيل الج ...
- تقنيات المستقبل تغزو صناعات السيارات والسينما واللياقة البدن ...
- اتحاد الأدباء ووزارة الثقافة يحتفيان بالشاعر والمترجم الكبير ...
- كيف كانت رائحة روما القديمة؟ رحلة عبر تاريخ الحواس


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح خطاب - هاتف بشبوش في مجموعته الشعرية الاولى