أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عدنان غازي الرفاعي - الرد على شبهة وجود أخطاء نحوية في القرأن (3 )















المزيد.....

الرد على شبهة وجود أخطاء نحوية في القرأن (3 )


عدنان غازي الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 5107 - 2016 / 3 / 18 - 00:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(( وأنفقوا ممّا رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقولَ رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدَّقَ وأكن من الصالحين )) [ المنافقون : 10 ]
.. فما هي الحكمة من ورود كلمة : (( وأكن )) مجزومةً ، وهي - كما نرى - معطوفة على كلمة : (( فأصدقَ )) المنصوبة ؟ ..
.. ما نراه أنَّ الفاء في كلمة (( فيقولَ )) هي الفاء العاطفة السببيّة ، بمعنى : مسبّب عن ( أن يأتي ) ، ويقول فعل مضارع معطوف على أن يأتي ، وكلمة : (( لولا )) تحضيضيّة بمعنى هلاَّ ، وتختص بالماضي المؤوَّل عن المضارع ، كون طلب التأخير أمنية تتعلَّق بالحاضر وليس بالماضي ، و (( أخرتني )) فعل ماض والتاء فاعل والنون للوقاية والياء مفعول به ، و (( إلى أجل )) جار مجرور متعلِّقان بـ (( أخرتني )) ، و (( قريب )) صفة .. والفاء في (( فأصدَّقَ )) عاطفة ، وبالتالي نرى فأَصَّدَّقَ منصوبة .. وبهذا يكون المعنى : ربِّ هلاَّ أخرتني إلى أجلٍ قريبٍ من أجل أن أصَّدَّقَ .. فالتأخير إلى أجلٍ قريبٍ هو وسيلة يريدها القائل من أجل أن يقوم بعمل هو (( فأصدَّقَ )) .. وإلى هنا السياق واضح ..
.. فحتّى كلمة (( فأصدَّقَ )) لا نرى ما يربط المعنى بالشرط ، فالمعني ليس : إن أخرتنِ إلى أجلٍّ قريب أصَّدق .. لأنَّه من الممكن ألاَّ يصَّدَّق لو تمَّ تأخيره ، والحقيقة أنَّه إن أُخِّر لا يصَّدَّق .. فالله تعالى يقول : (( فقالوا يا ليتنا نُردّ ولا نكذّب بآيات ربّنا ونكون ....... ولو ردّوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون )) [ الأنعام : 27 - 28 ] .. فتأخير المتمنّي لهذا التأخير إلى أجلٍ قريب لا يقتضي أنَّه سيصَّدَّق كما يزعم ، على الرّغم من أنََّ طلبه للتأخير هو من أجل أن يصدَّق .. وحتى هنا .. لا وجود لأيِّ شرط .. ولذلك نرى كلمة (( فأصدَّقَ )) منصوبة ..
.. لكن .. إن تصدَّق .. ألا يقتضي ذلك أن يكون من الصالحين ؟ .. بالتأكيد .. من هنا نرى أنَّ العبارة القرآنيّة : (( وأكن من الصالحين )) تعني : وعندها ، إن أخرتنِ وأصَّدَّقْ أكن من الصالحين .. وهنا تكمن عظمة البلاغة في كتاب الله تعالى ، بوصف التصدّق شرطاً للدخول في ساحة الصالحين .. فكون الإنسان من الصالحين مشروطاً بكونه متصدِّقاً ..
.. ولو جاءت كلمة (( وأكن )) منصوبة : (( لولا أخرتني إلى أجلٍ قريبٍ فأصَّدَّقَ وأكون من الصالحين )) ، لكان المعنى : لولا أخرتني إلى أجلٍ قريبٍ من أجل أن أصَّدقَ ومن أجل أن أكون من الصالحين .. وفي هذا الحال من ورود كلمة (( وأكون )) المفترضة ، بهذه الصيغة ، يكون الانتقال إلى ساحة الصالحين ، هو نتيجة طلب تأخيره ، ولا يقتضي ذلك شرطاً هو التصدّق ..
.. إذاً .. ورود العبارة القرآنيّة (( رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدَّقَ وأكن من الصالحين )) بهذه الصيغة ، حيث كلمة (( فأصدَّقَ )) منصوبة وكلمة (( وأكن )) مجزومة ، هو قمّة البلاغة ، وليس خطأً لغويّاً ، كما يزعم من لم ولن يروا الحقيقة في حياتهم ، لأنَّها ليست هدفهم ..

==============

وراحوا يهاجمون كتاب الله تعالى من خلالها .. من هذه اللوحات البلاغيّة ، ما هو محمول في قوله تعالى :
(( وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطاً أمماً ..... )) [ الأعراف : 160 ]
قالوا : وكان يجب أن يُذكَّر العدد ، ويأتي بمفرد المعدود فيقول اثني عشر سبطاً ..
.. معلومٌ أنَّ تمييز الأعداد من ( 11 ) إلى ( 99 ) هو مفرد منصوب ، وليس جمعاً : (( أسباطاً )) .. ومعلوم أنَّ السبط مُذكَّر فلماذا جاءت (( اثنتي )) بصيغة التأنيث ؟ ..
.. الذين لم يدركوا - ولا يريدون أن يدركوا - حقيقة الصياغة اللغويّة لهذه العبارة القرآنيّة ، حسبوا كلمة (( أسباطاً )) تميزاً للعدد (( اثنتي عشرة )) .. ولو عدنا إلى كتاب الله تعالى لرأينا أنَّ مشتقّات الجذر ( س ، ب ، ط ) تتعلَّق كلُّها بالأسباط ، ويردون ضمن سياقات قرآنيّة تذكر الرسل عليهم السلام ، وأنَّ هؤلاء الأسباط يُعطفون على الرسل عليهم السلام في مسألتي الإنزال والوحي .. ولذلك .. ذهبت بعض التفاسير إلى أنَّهم أبناء يعقوب عليه السلام ..
.. العبارة القرآنيّة : (( وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطاً أمماً ..... )) ، نراها تتحدَّث عن أمورٍ تتعلَّق ببني إسرائيل ، في سياق قصّة موسى عليه السلام مع بني إسرائيل ، وليس في سياقٍ يتحدَّث عن الأسباط ، ولا عن عصرهم كأشخاص أُنزل إليهم ، وأوحي إليهم .. أبداً ..
(( ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون (159) وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطاً أمماً ........... )) [ الأعراف : 159 - 160 ]
.. فالذين قُطِّعوا اثنتي عشرة قطعةً هم بنو إسرائيل .. وتمييز العدد : (( اثنتي عشرة )) هو كلمة ( قطعةً ) المُضمرة ، التي يدلُّ عليها الفعل (( وقطعاهم )) ، أو : ( فرقةً ) ، أو : ( سبيلاً ) ، أو ( خصماً ) ، وكلُّ ذلك استشفافٌ من السياق .. ولم يُحدَّد التمييز بكلمة موجودة رسماً ، ليشمل كلَّ احتمالات التقطيع والتفريق ، فيكون المعنى أنَّهم مُزِّقوا بهذا التقطيع كلَّ ممزَّق ، فكلُّ حالات التمييز والاختلاف والتخاصم والتفريق محتملة ..
.. وفي هذه الصياغة المفتوحة دون ذكر رسم للتمييز ، نرى أنَّ العبارة : (( اثنتي عشرة )) هي حال من المفعول به في كلمة (( وقطعناهم )) .. أي قطّعناهم ، وفرَّقناهم ، ومزّقناهم ، معدودين بهذا العدد .. لتكون كلمة (( أسباطاً )) بدلاً من (( اثنتي عشرة )) ، وتكون كلمة (( أمماً )) بدلاً من كلمة (( أسباطاً )) . وهذا أبلغ ما يكون في حيثيّات التقطيع ..
.. فكما رأينا عدم ورود التمييز رسماً ، يفتح احتمالات التقطيع والتفريق والتمزيق والخصام والاختلاف والتناحر بينهم على كلِّ الاحتمالات ، وتأتي العبارات : [[(( اثنتي عشرة )) ،، (( أسباطاً )) ،، (( أمماً )) ]] مؤكِّدة حال هذا التقطيع والتفريق والتمزيق .. وهذا أبلغ ما يكون في وصف حالهم ..
========================
(( والذين يُتوفَون منكم ويذرون أزواجاً يتربّصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشراً ............ )) [ البقرة : 234 ]
.. قالوا : كيف تُعطف كلمة : (( وعشراً )) ، ( حيث حسبوها عشرة أيّام ) على العبارة : (( أربعة أشهر )) ؟ .. وكيف يكون ذلك ، وكلمة : ( أيَّام ) مذكّرة ؟ .. أليس من المعلوم - وفق قواعد اللغة - أنَّه لا بدَّ من المخالفة ؟ ..
.. وهناك من راح يهاجم كتاب الله تعالى ، زاعماً وجود أخطاء لغويّة فيه ، بناء على ذلك .. وللأسف لم نر إجابة شافية كافية من الموروث في ذلك ، تضع النقاط على الحروف ..
.. نقول : كون الشهر هو ما نراه - هنا من على الأرض - من منازل القمر أل (( 29 أو 30 )) منزلة : (( والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم )) [ يس : 39 ] ، حيث كلّ منزلة من منازل القمر ، نعلمها من خلال رؤيتنا لظهور القمر وقدومه إلينا ، في كلِّ ليلة ، فإنَّ الشهر كمدّة زمنيّة هو الزمن المقابل لانقضاء (( 29 أو 30 )) منزلة ، وبالتالي فالعبارة القرآنيّة (( أربعة أشهر )) تصوِّر زمناً مقابلاً لانقضاء أربعة أشهر قمريّة ، كلُّ واحد منها مدَّته تقابل انقضاء (( 29 أو 30 )) منزلة من منازل القمر .. وكلمة (( وعشراً )) المعطوفة على العبارة القرآنيّة (( أربعة أشهر )) ، تعني عشرة منازل من منازل القمر في الشهر الخامس ، تضاف إلى الأشهر الأربعة التامّة .. أي : (( أربعة أشهر )) = 4 × ( 29 أو 30 ) منزلة ، و (( وعشراً )) = ( 10 ) منازل .. لتكون العبارة القرآنيّة : (( أربعة أشهر وعشراً )) = 4 × ( 29 أو 30 ) منزلة + (10 ) منازل ..
.. وما نراه أَنَّ ورود الصيغة : (( وعشراً )) ، دون الصيغة : (( وَعَشْرَةً )) يؤكِّد ذلك .. فلو كان الأمر متعلِّقاً بالأيّام بعيداً عن منازل القمر ، على الأقلِّ - في هذه الحالة المُفترضة غير الصحيحة - لجاءت العبارة بالشكل : (( أربعة أشهرٍ وعشرة )) ، كون كلمة أيّام جمعاً لكلمة ( يوم ) المذكَّرة ، وهذا تناسبه الصيغة : (( عشرة أيّام )) ..
.. بينما .. كون كلمة ( منزلة ) مؤنَّثة ، وكون الكلمة السابقة لكلمة : (( وعشراً )) هي : (( أشهر )) ، كجمع لشهر ، والشهر مكونَّ من (( 29 أو 30 )) منزلة من منازل القمر ، فإنَّ كلمة (( وعشراً )) تعني عشر منازل ، من (( 29 أو 30 )) منزلة من منازل القمر في الشهر الخامس ، التالي للأشهر الأربعة ..
===========================



#عدنان_غازي_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرد على شبهة وجود أخطاء نحوية في القرأن (2 )
- الرد على شبهة وجود أخطاء نحوية في القرأن (1 )
- أكذوبة فرض الدين على الاخرين بالقوة (وقاتلوهم حتى لاتكون فتن ...
- دحض شبهة ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله) .
- معجزة احدى الكبر في القران الكريم (العدد 19)
- القول المختصر في مفهوم النقل والعقل .
- الرد على شبهة (يا أخت هارون ) .
- القول الشافي في اية (يا اخت هارون) .
- كلمة لا بد منها
- نهاية اسرائيل في القرأن الكريم
- مقتطفات من كتاب (الحق الذي لا يريدون)
- القول الشافي في اية (تقاتلونهم أو يسلمون)
- مفهوم كلمة (عربي ) في القران الكريم
- أكذوبة الجزية بمفهومها التاريخي (بحث مفصل )
- هل معجزة العدد 19 ذُكِرَت في القران الكريم؟؟
- الرد الشافي على الذين يؤولون ايات القران لمجاراة فرضية التطو ...
- تفسير أية انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله.....


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عدنان غازي الرفاعي - الرد على شبهة وجود أخطاء نحوية في القرأن (3 )