الرد الشافي على الذين يؤولون ايات القران لمجاراة فرضية التطور

عدنان غازي الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 5004 - 2015 / 12 / 4 - 01:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

من كتاب قصة الوجود....

.......ولما رأوا ان القران الكريم يبين بشكل لا لبس فيه, دون اي مجال للتأويل, ان عالم الجن كان موجودا قبل عالم الانس, فقد ذهبوا الى مجاراة فرضية التطور لدارون, فقالوا ان الانسان تطور خلقه عبر مراحل الى ان وصل الى مرحلة نفخ الروح فيه, ويستدلون بالاية القرانية
(مالكم لاترجون لله وقارا وقد خلقكم اطوار (نوح 14 13
ونرد على ذلك فنقول ان الصورة القرانية قد خلقكم اطوارا هي خطاب موجه للذين لم يومنوا مع نوح عليه السلام , كما يوكد سياق المحيط بهذه الاية ,اضافة الى انه خطاب الى كل انسان موجود على سطح الارض حتى قيام الساعة
وبالتالي فالخلق أطوارا يخص كل انسان موجود وممتحن في هذه الدنيا ...ولايمكن سحب ذلك على تطور خلق البشرية المزعوم قبل ادم عليه السلام ,فالضمير المتصل في كلمة (خلقكم ) يوكد ان ماهية الخلق المعنية , هي ذات المخاطبين...
وهولاء الكافرون الذين يخاطبهم نوح عليه السلام في الصورة القرانية (مالكم لاترجون لله وقارا وقد خلقكم اطوار ) ليسوا مومنين بالغيب ,,,وتصورات مثيري الشبهة عن التطور هي غيب لم يشهده هؤلاء الكافرون , فكيف يضع نوح عليه السلام بناء على زعمهم مقدمة غيبية بين ايديهم ,لينطلق منها الى دعوتهم للايمان بالله تعالى وليرجوا له وقارا.؟؟؟!!!!.....بينما مراحل خلق الانسان في الحياة الدنيا هي مسألة حسية وليست غيبية , وهي المعنية بالعبارة القرانية (وقد خلقكم اطوارا)..
فاطوار الخلق لكل انسان على سطح الارض بينها الله تعالى في كتابه الكريم
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) المومنون
ولما كان حرف الفاء في الكلمتين (فسواك فعدلك ) في الصورة القرانية التالية , يهدم ما يذهبون اليه , تراهم يقولون ان فاء التعقيب في الاية بمعنى ثم التي تفيد التراخي في الزمن , ضاربين بعرض الحائط الثوابت اللغوية التي يقرها القران الكريم .......
ويقولون ان ادم المذكور في القران الكريم ليس اول البشر على وجه الارض ,وانما سبقه أدميون كثيرون ويستدلون بالاية الكريمة
(ان الله اصطفى ادم ونوحا وال ابراهيم وال عمران على العلمين ) سورة ال عمران 33 على ان ادم حينما خلق لم يكن وحده , وانما اصطفاه الله تعالى من بين قومه الذين كان معهم ابليس ..
ونرد على ذلك فنقول ...
ان قولهم ذها يقتضي ان ادم عليه السلام ولد من بعض هولاء البشر الذين سبقوه ولادة , وذلك كغيره من ابناء جيله , اي انه مر بمراحل الخلق التي يمر بها البشر, من النطفة الى العلقة ......, وان كان الامر كما يتخيلون ,فكيف نفهم قوله تعالى (ان مثل عيسى عند الله كمثل ادم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون) ال عمران 59 ؟!!!
ان هذه الاية الكريمة تبين ان خلق ادم وعيسى عليه السلام ,ليس كخلق باقي البشر. ولم يمر بمراحل الخلق المعروفة..فكيف يستقيم -مع هذه الحقيقة - قولهم بان ان ادم ولد من ادميين سبقوه؟!!!! ...وهل من الممكن ان تتصور ان اسم ذات يرد في كتاب الله تعالى -كاسم ادم- ويخاطب الله تعالى صاحب الاسم باداة النداء , هل من الممكن ان يرتبط باشخاص كثيرين غير معلومين ؟!!!!
وقد بينا في الفصل الثاني كيف ان قول الملائكة (اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ) كان قبل خلق ادم الجسد وكان نتيجة رفع الله تعالى غطاء غيب الزمن للمستقبل , فرات الملائكة ما سيكون من فساد ومن سفك للدماء على سطح الكرة الارضية حتى قيام الساعة
اما بالنسبة للاية الكريمة (ان الله اصطفى ادم ونوحا وال ابراهيم وال عمران على العلمين )
فنقول ...ان ساحة اصطفاء ادم عليه السلام هي ذاتها ساحة اصطفاء نوح وال ابراهيم وال عمران , وهي ساحة العالمين (على العالمين )
فحرف واو العطف بين ادم ونوح وال ابراهيم وال عمران , في الاية الكريمة ليس عبثا , فهو يبين لنا ان هولاء الذين يجمع بينهم حرف العطف المذكور في ساحة الاصطفاء , تجمعهم ساحة اصطفاء واحدة, وهي ساحة العالمين..
وحيثيات الاصطفاء تتعلق بتمييز المصطفين بخواص تختلف عما يتصف به باقي البشر حتى قيام الساعة ,وذلك من زاوية هذه الخواص...فعلى سبيل المثال -لا الحصر- بالنسبة لادم عليه السلام....ادم هو ابو البشرية جمعاء , وادم سجدت له الملائكة , وادم اختاره الله تعالى -مع زوجته-لجنة الاختبار ......هذه الصفات اضطفاه الله تعالى بها على باقي البشر حتى قيام الساعة

#عدنان_غازي_الرفاعي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات