|
القاعدة وداعش وإستراتيجية السيطرة على العالم الإسلامي بحلول عام 2020
احمد حسن العطية
الحوار المتمدن-العدد: 5102 - 2016 / 3 / 13 - 20:39
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
واهم من يتصور إن الجماعات المسلحة الإسلامية بكل أنواعها وتشكيلاتها ومسمياتها تعمل بدون تنسيق بين بعضها البعض وان استراتيجياتها تتقاطع فيما بينها وهنا لا استثني احد من الجماعات المسلحة الإسلامية بمختلف الطوائف والملل فالجماعات المسلحة السنية ومنها القاعدة الأم ( قادة ابن لادن والظواهري ) وبناتها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق ( قاعدة الزرقاوي ) ومن ثم تنظيم داعش ( البغدادي ) تشترك فيما بينها في إستراتيجية واحدة وضعها ابن لادن منذ عام 2000 ونفذتها المجاميع والتنظيمات المرتبطة والمتطورة عن القاعدة وتتلخص هذه الإستراتيجية بستة مراحل يتم تنفيذها وفق جدول زمني مدته عشرون عاما تزيد أو تنقص حسب المعطيات على الأرض حسب رأي ( محمد علوش ) . المرحلة الأولى : الإفاقة وتتلخص بضرب الغرب المتمثل في الولايات المتحدة والتي تمثل رأس الأفعى التي تعيش على تدمير واستغلال مقدرات الشعوب الإسلامية وان ضربها سيسبب هزة عنيفة في الأمة الإسلامية وستفيق من الغيبوبة التي وضعها الغرب فيها , وكان نتيجة هذه المرحلة أحداث 11 أيلول 2001 والتي انتهت باحتلال العراق عام 2003 وهذا ما منح الشرعية لتنظيم القاعدة الذي انبرى لمقامة الاحتلال وإعلان الجهاد ضد الغازي الصليبي مما اكسبه المزيد من القدرات والإمكانيات المادية والبشرية . المرحلة الثانية : فتح العيون وتبدأ هذه المرحلة لحظة دخول الاحتلال إلى ارض المسلمين عام 2003 وتنتهي في 2006 حيث تتفتح عيون الأمة على انتهاكات الغرب وجيوشه من نهب للثروات وقتل واحتلال وانتهاك لحياة المجتمع الإسلامي كما سيتم كشف الحكومات التي تمثل ذيول الغرب وعلماء الدين الذين يسبحون بحمد السلطان . في هذه المرحلة سيتم جر الغرب المتمثل بالولايات المتحدة إلى المواجهة المباشرة بعيدا عن حروبها السابقة المتمثلة بإقامة الحروب بالوكالة . وهذا ما مكن تنظيم القاعدة من تشكيل بيئة حاضنة له لمواجهة الاحتلال في العراق وأفغانستان يتمثل في دعم المقاومة وهو ما انتهى ببناء دولة إسلامية أطلق عليها ( دولة العراق الإسلامية ) , وبقيت المواجهة بين جيش الولايات المتحدة المحتل والحكومة العراقية من جهة وبين القاعدة والتنظيمات الجهادية الأخرى سواء المرتبطة بها أو غير المرتبطة بها مستمرة لحد الآن الأمر الذي مكن التنظيم من تطوير استراتيجياته القتالية ووضع الخطط لتحقيق ما يراه انتصارا مؤكدا قي نهاية المطاف . المرحلة الثالثة : النهوض والوقوف تبدأ هذه المرحلة مطلع 2007 وتنتهي مع بداية 2010 حيث ستحدث هذه العملية نقلة نوعية في عملية التغيير في المنطقة المحيطة بالعراق وفي البداية سيكون التركيز على بلاد الشام ( سورية ولبنان والأردن ) ومن ثم وصولا إلى تركيا ومن ثم وصولا إلى قواعد الاشتباك مع إسرائيل . المرحلة الرابعة : مرحلة الثورات العربية والإسلامية ترى القاعدة إن حالة الفوضى والتخبط والفراغ السياسي الذي تعيشه المنطقة وشعوبها من شأنه أن يكشف الأنظمة العميلة والمتهالكة والمرتبطة بالغرب الكافر وبالتالي فان سقوطها بأيدي شعوبها سيتيح للتنظيم بناء قواعده وقدراته في تلك الدول حيث تبدأ المرحلة من عام 2010 وتنتهي عام 2013 . المرحلة الخامسة : مرحلة إعلان الدولة ستكون بداية هذه المرحلة مع بداية عام 2013 وستنتهي بداية عام 2016 , حيث سيتم فيها بعث دولة الخلافة من جديد وإعلان قيام دولة إسلامية سيساعد في تحفيز طاقات الأمة وامكاناتتها وقدراتها البشرية والمادية وخلق توازن دولي وانهيار كل الأنظمة الفاسدة في البلاد الإسلامية . المرحلة السادسة : مرحلة المواجهة الشاملة تبدأ هذه المرحلة في عام 2016 وتنتهي في عام 2020 حيث تحدث المواجهة الشاملة بين معسكر الكفر ومعسكر الإيمان حسب رؤية القاعدة وستنتهي بانتصار الإسلام على الكفر . نتلمس في الإستراتيجية أعلاه الارتباط الوثيق بين تنظيم القاعدة وداعش البغدادي التي تتلمس طريقها وفق رؤية القاعدة وإستراتيجيتها فقد توفقت القاعدة في تحقيق بعض التوقعات إلا إنها بالأعم الأغلب فشلت في معظمها حيث انه من الغباء ضرب مواعيد محددة لبدء مرحلة وانتهاء أخرى كما إن الإستراتيجية أعلاه توضح النزعة الرغائبية لمنظريها ونستطيع القول أنها مبنية بالأساس على نزعات شخصية ورؤية فردية لأحداث في عالم يتغير بشكل مستمر ويتطور بسرعة بالغة , كما يتجلى بعد التنظيمات المتطرفة الإسلامية عن الواقع الاجتماعي للمجتمعات العربية والإسلامية التي تعترف بالتسامح وتعتمد المحبة كدستور للتعايش .
#احمد_حسن_العطية (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
داعش وجنة الحب الحر
-
إلي يكره الحلو ريتوا بالعمى , معصومة زارع نموذجا
-
نكات طائفية من العراق
-
الساسة السنة في العراق , وصلت لثوب شكوف
-
فضل الزيارة في الترويج للدعارة
-
أبشرك الشعب ما يحجي , أبشرك النفط ما يمشي , أبشرك + 18
-
ظواهر النقص المميتة عند تنظيم داعش ( الدم الدم الهدم الهدم )
-
حوار مع مطيرجي زواجل نتمنى أن تفهمه حكومتنا الرشيدة
-
بين شيوخ قبل , وشيوخ هسه , قصص ذات أنياب
-
سميرة توفيق واردوغان وخاتمي وحكومتنا الرشيدة
-
حمارُ الحكيمِ توما و ظاهرة أبو علي الشيباني
-
رسالة إلى السيد العبادي , حرب الديناصورات تحتاج إلى المزيد م
...
-
حيدر العبادي ونظرية الخَرَطات التسعة في السياسة
-
بَواسير
-
حيدر العبادي , إذا سقط منكم لهفوري فكلكم لهفوري
-
ما تصفى ودهيمش بيها
-
قدح بيرة كبير بصحة وزير خارجيتنا
-
الدكتور العبادي وتفكيك شبكة الدعارة
-
من حاربَنا حارَ بِنا
-
الإخوة المتظاهرون , أبن ربيدة ما يصيد غزال
المزيد.....
-
مشروع قانون أميركي لتصنيف -الإخوان- كجماعة إرهابية
-
الجهاد الاسلامي تؤكد على وقوفها إلى جانب الشعب السوري في موا
...
-
خبير دولي: العميل الحقيقي هو من يزرع الفتنة الطائفية في سوري
...
-
الطائفية الانتخابية.. قناع الفشل السياسي في سباق البرلمان
-
وزير الأوقاف الفلسطيني: المسجد الإبراهيمي ملكية خاصة للمسلمي
...
-
“مغــامرات جني”.. تردد قناة طيور الجنة 2025 الجديد للأطفال ع
...
-
ألمانيا: السجن لنجم تواصل اجتماعي سلفي لإدانته بالاحتيال
-
كيف بنى تنظيم الإخوان شبكته المالية السرية في الأردن؟
-
الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية تنفي التوصل لاتفاق لوقف إطلا
...
-
مسيحيو فلسطين يشتكون إلى بابا الفاتيكان عنف المستوطنين الإسر
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|