أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلوى فرح - المرأة ليست ضحية!!














المزيد.....

المرأة ليست ضحية!!


سلوى فرح

الحوار المتمدن-العدد: 5097 - 2016 / 3 / 8 - 13:27
المحور: الادب والفن
    


المرأة ليست ضحية!!

سلوى فــرح
هل تعتبر المرأة رمز الضحية؟ ولماذا لا يكون العكس أيضاً الرجل هو الضحية؟ هل لأنها تتمتع بالأنوثة المغرية يجب أن توضع في دائرة الحماية!!!!
الرجل أيضا يمتلك عناصر الإثارة والإغراء ذاتها، ولكن بشكل مختلف، لا أدري كيف ترسخ في باطن عقل المرأة أنها رمز للضحية؟ المشكلة ليست في أن المرأة هي ضحية، بل لأنها مقتنعة تماما أنها كذلك! هذا هو سبب كونها ضحية حيث توصلت بعد غسيل الدماغ الذي مارسه العنصر الذكوري إلى الإيمان بذلك، نظرا لاستسلامها للفكرة تماما نتيجة للحملة الذكورية المتواصلة التي أدت إلى أقناعها بأنها ضعيفة أمام الهجوم الظالم عليها في وسائل الإعلام وكتابات الكُتّاب المنحازة للرجل.
هكذا توارثوا القصة جيلا بعد جيل، وانغرست هذه الفكرة في العقول دون وجه حق، مضافا إلى ذلك عدم قيام النساء الكاتبات بالدفاع عن أنفسهن وبدورهن في المجتمعات والحياة بالشكل الصحيح، ونسين أنهن عماد الأسر في كل مجتمع والقوة التي تشحن الكون لتستمر الحياة.
هذا الأمر يضع الكاتبات أمام تحدٍ كبير لتشكيل جبهة دفاعية إعلامية عن حقوقهن وعدم تغييب أدوارهن، والتصدي لكل التضليل والمهاترات والأكاذيب التي توجه ضدهن من أي طرف كان حتى تستقيم الأمور بين الجنسين.
امرأة اليوم تخوض معركة حقيقة ضد التشريعات التي وضعها الرجل وحطّت من شأن المرأة، وجعلت المرأة أقل منه، وإلغاء هذه النصوص بكسر تفوق الرجل عن طريق نضالهن المتواصل في مختلف المؤسسات التشريعية لفرض مطالبهن.
ما زال العمل والبحث عن ذاتها الحقيقية لاسترداد قوتها المسلوبة تحت شعارات وهمية وكاذبة، وهنا لا بد أن يأتي دور النساء المثقفات مثل، أساتذة الجامعات، والمفكرات، أو الكاتبات الأدبيات، والحقوقيات أو الناشطات السياسيات في منظمات المجتمع المدني لتجنيد طاقاتهن والدفاع عن حقوقهن المسلوبة.
أيضا لا أعفي دور تلك المرأة التي تعمل في الحقل أو المصنع وربة المنزل من الدفاع عن وجودها وكيانها كإنسان، والتخلص من التبعية والإلحاق بالرجل كي تتحرر من فكرة الضحية.
اليوم تحاول المرأة السير في عالم الارتقاء والسمو، لكن الرجل لا يتخلى عن معركته في وضع العراقيل والعوائق في طريق المرأة وأن تبقى هي الجسر للعبور الى تحقيق أحلامه بسيادته المطلقة والمرأة هي الضحية الأولى والأخيرة.
أنا أعتقد بأن تحرير المرأة وإخراجها من حالة الضحية المغلوب على أمرها يقود إلى تحرير الرجل من العقد والأمراض النفسية التي تسيطر عليه، وعلى تفكيره، وخاصة تلك المتعلقة بالذكورية أي سيادة الذكر على الأنثى. وإعداد ذات المرأة من جديد والتعرف على كيانها الحقيقي، وهي قادرة على ذلك لأنها تتسم بالهدوء والحكمة والصبر والشفافية، ولديها نظرة ثاقبة في معالجة الأمور ولا تتصف بالعدوانية والشراسة التي هي من صفات الذكور الأساسية.
إن القوانين والاعتبارات التي وضعها الرجال في المجتمعات هي لخدمة مصالحهم ورغباتهم وإبقاء الرجل في المرتبة الأولى أو العليا، وأما غيره فليذهب إلى الجحيم، بمعنى أن تكون السيادة له هو، والمرأة هي المخلوق الذي عليه أن يكون تابعا وخادما للرجل،أو المملوك المطيع، أما الرجل فهو الحاكم والجلاد في الوقت ذاته والمرأة هي الضحية والمُضحية.
وقد قالت الكاتبة الفرنسية الراحلة سيمون دو بوفوار وهي إحدى المناصرات للمرأة في "كتابها الجنس الآخر": "كل ما كُتِبَ عن المرأة من قِبَلْ الرجال يجب أن يثير الشبهات لأنهم خصوم وحكام في الوقت نفسه. وقد سخَّروا اللاهوت والفلسفة والقوانين لخدمة مصالحهم ".
إن الإرتقاء بالمرأة هو إرتقاء وتطور للمجتمع ككل، وإذا كان العكس فإن الجمود سيعم المجتمع ويتجه نحو الانحطاط والانحدار وسيكون الكل ضحية للتخلف، وهذا يشكل خطيئة أخلاقية وإنسانية.
المرأة هي كائن إنساني يبحث عن القيم ضمن عالم من القيم وأنها تشعر بأنوثتها ضمن مجتمع هي أحد أعضائه وأركانه، وهي الحرية نفسها وبدونها لا يستقيم المجتمع. فالأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق. هكذا يقول الشاعر حافظ إبراهيم. للتدليل على أهمية ومكانة المرأة في المجتمع.
إذن لنطلق حملة " كفى أن تكون المرأة هي الضحية"... بل أن يعمل الرجل والمرأة يداً بيد سويةً من أجل التغيير إلى الأفضل وبناء مجتمع سليم معافى من الأمراض النفسية، مجتمع يحترم ذاته ليكون مجتمعاً معرفياً تسود فيه العدالة والاحترام المتبادل . "إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم".



#سلوى_فرح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هكذا أُحبك
- سفيرةُ العِشْق
- شموعٌ لا تنام
- لقاء مع العازف جو بورل الكبير
- قراءة في ديوان ليل في مريا البحر للشاعرة السورية سلوى فرح,, ...
- دراسة عن ديواني الجديد ( ليل في مرايا البحر) بقلم :جورج جحا
- تَرنيمَة الرَّيحان
- إلى بَرزخِ الحُلْمِ
- أَتَلَمَّسُكَ غَيمَةً
- على خُيوطِ الشَّمس
- لم أنتق ِالوردَ
- إذاً أنت أنا
- أسطورة في شَفتَيها
- كما لو في السَّماء.....
- ثورة الورد
- مَرايا اللَّيل
- إصداران جديدان
- اِبتِهالاتٌ باردَةٌ
- عصفور الثلج
- لتَبقَ أَسيرَ الجَليدِ


المزيد.....




- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلوى فرح - المرأة ليست ضحية!!