أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلوى فرح - لقاء مع العازف جو بورل الكبير














المزيد.....

لقاء مع العازف جو بورل الكبير


سلوى فرح

الحوار المتمدن-العدد: 5062 - 2016 / 2 / 1 - 20:10
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة
لقاء مع العازف جو بورل الكبير
بقلم: سلوى فرح
في يوم حزيراني مشمس تشوبه برودة الصباح الباكر مع نداه الذي يعبق برائحة الأشجار، سارت بي السيارة من مونتريال الكندية إلى مدينة بيرلغتون الأميريكية قاصدة لقاء العازف الأمريكي الشهير جو بورل الكبير الذي شغل الناس وما زال بمعزوفاته الرائعة على آلة الساكسفون رغم أنه رحل عن عالمنا منذ عام 2005.
وصلت المكان الذي يقف فيه تمثال النجم الموسيقي " جو الكبير" شامخاً حيث وجدت المكان يعج بالزوار، يحتضن آلته الموسيقية بين يديه وكأنه ما زال حياً يمتع الناس بعزفه الجميل ... كلما اقتربتُ من التمثال يترآى لي رهبة المكان وعلو قامة العازف ... لقد تأملته طويلاً وتفحصتُ تقاطيع وجهه وطريقة احتضانه للآلة الموسيقية، وتخيلتُ كم أمضى من الوقت بهدف إسعاد الناس المهمومين والغارقين في تفاصيل الحياة اليومية التي تبعثُ على السأم والملل، كي يأتي " جو الكبير" ويزيح عن قلوبهم مشاكلهم وهمومهم؟.
وقفت بجانبه والتقطتُ عدداً من الصور الفوتوغرافية لأستمد منه قوة الإرادة والإصرار على التحدي والإرتقاء، لأن نجوميته تستحق أن يقتدى بها.
سألت نفسي وأنا في هذه الحالة من التأمل عن " جو الكبير" وحياته، لماذا لا أجري مقابلة صحفية افتراضية لتعريف الناس به الذين لم تسنح لهم الفرصة بلقائه أو الاستمتاع بعزفه الحي ... فجأة سمعت صوتاً حنوناً دافئاً يناديني بأن أسأل ما أريد معرفته ... وقد فرحتُ من أعماقي لأنه قطع عليَ ترددي وتساؤلي واحتضنني بين يديه وهدَأ من روعي قليلاً...
بعد عودة الهدوء إلى نفسي ... سألته عن ولادته وبدايته الموسيقية ؟
أجابني وعينيه تدمع مع ابتسامة حزينة: بأنه كان الأصغر بين إخوته السبعة، وكان يستمع في صغره إلى والدته وهي تغني مصاحبة والده الذي كان يعزف على الغيتار والبيانو والهارمونيكا ... وعندما بلغ عمره عشر سنوات، اقترضت والدته المال من رب عملها واشترت له آلته الموسيقية الخاصة به، ليتحول بعدها هذا الصغير إلى أسطورة في عالم الموسيقى.
سألته عن رحلاته وحفلاته الموسيقية التي أسعد الناس فيها، وفيما إذا واجه في حياته مواقف صعبة؟
أجابني: سيدتي.. لقد كان شغلي الشاغل هو إسعاد الناس وإمتاعهم والسفر بهم في رحلة مع عالم الموسيقى ليغادروا قليلاً واقعهم المر والمؤلم...
لقد سافرت وعزفت في إيطاليا ودول أوربية أخرى وكندا وشمال أفريقيا والفلبين، فضلاً عن العديد من الولايات الأمريكية ...
وتعرفين سيدتي أن الولوج إلى عالم الموسيقى ليس سهلاً بل عانيت كثيراً وأصابني مرض السل الذي أعاقني لفترة من الوقت عن العزف، إلا أنني بإصراري وروح التحدي استطعت أن أشق طريقي إلى النجومية...
سؤالي الأخير إلى عازفنا جو الكبير... لماذا اخترت مدينة بيرلغتون للاستقرار فيها والرحيل منها إلى العالم الآخر؟
سيدتي ... وصلت إلى هذه المدينة عام 1976 لتقديم حفلات موسيقية إلا ان إعجابي بجمهور برلنغتون والمشهد الموسيقي فيها وكذلك احتضان الناس لي والحب الكبير المتبادل بيننا جعلني استقر فيها و إلى الأبد... وبسبب هذا الحب والتقدير والاحترام قام أهالي المدينة بعمل تمثال برونزي لي بحجمي الطبيعي أُخذ عن صورة لي وأنا اعزف في إحدى الحفلات وأنا أشير فيها للجمهور بإصبعي، وتم نصب التمثال أمام المقهى التي كنت أعزف فيها باستمرار... وهذا التكريم أعتز به كثيراً ما دامت روحي في هذه المدينة ...
قبل أن أغادر المكان شكرته على حسن استقبالي وإجابته على اسئلتي، وطلبت منه أن أرقص معه على أنغام إحدى معزوفاته الجميلة ... فإبتسم ووافق بفرح ... وكانت معزوفةٌ رائعةً ورقصةً رائعة.. تجمهر الناس على أنغامها، إلا أن ساعة الرحيل أزفت وكان عليَّ المغادرة ثم ودعته، لكن وجداني وروحي بقيت عالقة في المكان الذي ضم تمثال "جو الكبير" الذي أحب الناس وأحبوه بصدق.



#سلوى_فرح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في ديوان ليل في مريا البحر للشاعرة السورية سلوى فرح,, ...
- دراسة عن ديواني الجديد ( ليل في مرايا البحر) بقلم :جورج جحا
- تَرنيمَة الرَّيحان
- إلى بَرزخِ الحُلْمِ
- أَتَلَمَّسُكَ غَيمَةً
- على خُيوطِ الشَّمس
- لم أنتق ِالوردَ
- إذاً أنت أنا
- أسطورة في شَفتَيها
- كما لو في السَّماء.....
- ثورة الورد
- مَرايا اللَّيل
- إصداران جديدان
- اِبتِهالاتٌ باردَةٌ
- عصفور الثلج
- لتَبقَ أَسيرَ الجَليدِ
- حوار الفراشات
- مَهلاً ياسمينَ الشَّام
- ليَفوحَ عَبقُ جَمْري
- عند بَوابَةِ اَلليلَكْ


المزيد.....




- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض
- الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها
- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلوى فرح - لقاء مع العازف جو بورل الكبير