أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أديب كمال الدين - ذات اليمين وذات الشمال














المزيد.....

ذات اليمين وذات الشمال


أديب كمال الدين

الحوار المتمدن-العدد: 5093 - 2016 / 3 / 4 - 17:38
المحور: الادب والفن
    


شعر: أديب كمال الدين


لكثرةِ ما أحلمُ بلقائكِ
ليلَ نهار،
نبتْ لي جناحان من ريشِ الرغبة
ونقاطِ الحروف.
*

لكثرةِ ما أفكّرُ بكِ
صارَ الحرفُ يغارُ منك
ويتّهمني بنسيانه
ونسيانِ نقطته الوحيدة.
*

لم أتركْ شيئاً عنكِ
إلّا كتبتُ عنه قصيدةً أو أغنيةً أو صرخة .
كتبتُ عن سريركِ الأبيض والأسْوَد،
وأغنياتكِ الساذجة،
ودموعكِ التي امتزجتْ بالكحل،
ومواعيدكِ التي كانَ الحلم
يتعلّمُ منها فنونَ القُبْلَة كلّ ليلة،
وأزمنتكِ التي ذابتْ في الماضي
كما يذوبُ النهرُ في البحر،
وضاعتْ في المستقبل
واشعلت النارَ في مطلعِ القصيدة
حتّى تحوّلَ إلى فضّةٍ ورماد.
*

أتصوّركِ، مَرّةً، غيمةً، تاهتْ
فعبرت البحرَ معي
لكنّها تلاشتْ في ذاكرتي السِّحْريّة
أو ربّما أتصوّركِ لعنةً
كانتْ لي هدية الشِّعْرِ الوحيدة.
ولِمَ لا ؟
فهدايا الشِّعْر لا تعدو أنْ تكونَ لعنةً
أو مَسَّ جنون
أو انتحاراً سعيداً في البحرِ السعيد.
*

لكثرة ما كتبتُ عنكِ
بالأبيض الثلجيّ
والأحمر الناريّ
والأزرق الخفيفِ أو المُوَسوِس
والأسْوَد الغُرابيّ
والأصفر الملآن بالآهاتِ والقُبُلات
والرماديّ الذي لا يكفُّ عن ملاحقةِ حروفي
ومحاصرةِ عناوين قصائدي،
ارتبكَ القُرّاء
وصاروا يقرأون قصيدتي
ذاتَ اليمينِ وذاتَ الشمال.
*

عجيبٌ أمر هذي القصيدة
تُكْتَبُ عن قصّةِ حُبّ
تبخّرتْ أو احترقتْ أو ذابتْ قبلَ نصفِ قرن.
كيفَ ستطرقُ هذه القصيدةُ الباب؟
وكيفَ ستنظرُ من الشبّاك؟
وكيفَ ستقولُ الذي عجزَ نصفُ قرنٍ عن قوله
دونَ أنْ تتبخّرَ أو تحترقَ أو تذوبَ مَرّةً أخرى؟
هل سترسمُ حرفَها غيمةً
أو طائرةً تسقطُ في مثلثِ الرعب
أو جبلَ ثلجٍ يذوبُ دونَ سابق إنذار؟
*

الحُبُّ نافذةٌ
لا يمكنُ أنْ ترى أيَّ شيء
خلفَ زجاجِها المُظلم.
هذا ما ما قالهُ
غرابُ طوفان نوح.
*

لكنَّ الحمامةَ قالتْ:
الحُبُّ غصنُ زيتون
ودمعةُ أملٍ للناجين من الهَول.
*

الحُبُّ أكذوبةٌ جميلة،
يتعلّمُ منها الكونُ سرَّه الوحيد.
هذا ما قالتهُ الحاء.
*

لكنّ الباء قالتْ:
أنا سرُّ الحاء
وتكملتُها الوحيدة
وبي يكتملُ سرُّ الوجودِ المُظلم المُضيء.
*

الحُبُّ ومضةُ القلب
من دونها لا ترقصُ الروح
ولا يشرقُ الفجر.
هذا ما قالهُ الصوفيّ .
*

وقالَ الحروفيّ: الحُبُّ أبجديّة
مِن دونها ليسَ هنالك شمال أو جنوب
وليسَ هنالك شرق أو غرب
وليستْ هنالك أيّام أو سنوات
وليسَ هنالك مطر أو زلزلة أو طوفان.
*

قالَ الشَّاعِرُ: الحُبُّ ماء
مَن لم يذقه لا يعرف القُبْلَة
ومَن لا يعرف القُبْلَةَ لا يعرف المرأة
ومَن لا يعرف المرأةَ لا يعرف المرآة
ومن لا يعرف المرآةَ لا يعرف الشِّعْر
ومن لا يعرف الشِّعْرَ لا يعرف الشَّوق
ومن لا يعرف الشَّوقَ لا يعرف الماء.
ثُمَّ بكى الشَّاعِرُ وقال:
كلّ شيءٍ ما عدا الحُبّ فناء.

******************
مقاطع من قصيدة طويلة
www.adeebk.com



#أديب_كمال_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرف بأربعة أجنحة
- قصائد وحروف
- شظايا
- فقط
- لم تكن
- سِوى
- دور السكران
- في مقبرة القصائد
- حفلة الأقنعة
- قصيدة عن الحديقة
- مقارنة كلكامشيّة
- احتجاج
- المُمثّل الكبير
- خالد جابر يوسف
- عولمة مِن حجر
- دموع كلكامش
- حروف وأبناء
- حين وضعتُ البحرَ في قلبي
- تناص مع النون
- لون لا حرف له


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أديب كمال الدين - ذات اليمين وذات الشمال