أديب كمال الدين
الحوار المتمدن-العدد: 5026 - 2015 / 12 / 27 - 09:16
المحور:
الادب والفن
شعر: أديب كمال الدين
حينَ دخلتُ الحفلةَ في آخر لحظة،
وجدتُ القومَ يلبسونَ مُبتهجين
أقنعةً للقِرَدَة
وأقنعةً للفِيلَة
وأقنعةً للكلابِ وأخرى للفئران.
سألتُ عن سرِّ الحفلةِ أو مَغزاها،
فضحكَ القردُ،
أعني مَن يضعُ قناعَ القردِ على وجهه،
وقال: الفلوسُ يا مَنحوس!
وسخرَ الكلبُ وقالَ بصوتٍ مبحوح:
النسوان.
وغمزَ لامرأةٍ عاريةٍ مَرّتْ
وهي تضعُ قناعَ غزال.
وسألتُ الثعلب
فتبسّمَ وظلَّ يلتهمُ اللحمَ المشويّ
بشهيّةِ ثعلب.
حتّى قادتني قدماي إلى أسدِ الحفلة
فصاحَ بوجهي مُبتهجاً:
مُبارك لكَ جائزة الحفلة!
انتبهت الأقنعةُ جميعاً
وأجابتْ بالتصفيق،
بعاصفةٍ مِن تصفيقٍ وصُراخٍ وصَفِير.
قلتُ له:
أنا لم أضعْ قناعاً.
هذا هو وجهي!
ضحكَ وقال:
كيف؟
ممنوعٌ أنْ تدخلَ للحفلةِ من دونِ قناع!
قلتُ بصوتٍ مُرتبكٍ:
هذا هو وجهي من دونِ قناع.
فضحكَ ثانيةً
وصاحَ بصوتٍ عال:
مُبارك لكَ جائزة الحفلة.
فأنا منذ دهورٍ ودهور
لم أرَ وجهَ الإنسان!
******************
www.adeebk.com
#أديب_كمال_الدين (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟