ما هي مهمة قاسم

صافي الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 5089 - 2016 / 2 / 29 - 13:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ماهي مهمة الارهابي قاسم سليماني في بغداد ؟؟
صافي الياسري
المعروف ان ايران لا تبعث بوفودها الى العراق او سوريا او لبنان الا اذا كانت هناك متغيرات تهدد نفوذها في هذه البلدان ،ومؤخرا او افدت جنرال الارهاب قاسم سليماني الى بغداد وقيل في حينها انه يحاول اعادة ترتيب البيت الشيعي المضطرب والمتخوف من فكرة الاصلاحات التي يطالب بها الشارع العراقي المتظاهر والتي يدعي رئيس الوزراء حيدر العبادي انه يسعى لتنفيذها لكنه يواجه من قبل بعض الكتل السياسية التي تجد نفسها انها ستضرر من هذه الاصلاحات بحسب اخر خطاب له ،ومهمة سليماني ستكون توحيد الموقف والخطاب في التحالف الوطني المهدد بالانفراط ،ظاهرا ،لكن الحقيقة كما نرى ان مهمة سليماني اكبر من ذلك فهي بالتزامن مع الهدنة في سوريا ترمي لقلع كل النتوءات التي تواجهها ولاية الفقيه في العراق خوفا من ان يتكرر سينارو سوريا في العراق وبخاصة ان اعمدة البيت الشيعي لم تعد كما كانت ولابد من تحريك الميليشيات الايرانية المحلية وعملاء النظام لاحتواء فكرة الاصلاحات بما يضمن نفوذ الملالي وتوسعه وجمع هذه الاركان المتغانمة على المال والمراكز والنفوذ على خط خدمة المخططات الايرانية في العراق وتحجيم خلافاتها ،وعلى وفق الشائعات التي تتحدث عن ان مراكز القوى السياسية الشيعية والمرجعية النجفية تفكر في استبدال حيدر العبادي فقد عقد التحالف الوطني عدة اجتماعات خاصة به بوحي من سليماني ،قيل ان المرشح الابرز لخلافة العبادي هو المالكي ،وهو ما نرجحه ايضا الا اننا نقرأ في زيارة سليماني بعدا اخر يتعلق بخطة الملالي في التغيير او التصفية الطائفية التي بدأها الملالي من شرق العراق وتحديدا محافظة ديالى ،والجرائم الدموية التي ارتكبتها ميليشياته في بعقوبه والمقدادية وامخيسه وبلدات اخرى ،وامتدادا الى اطراف بغداد التي بدأـ في ابوغريب بذريعة طرد داعش وكشف خلاياها النائمة وحواضنها والتي نتوقع ان تمتد الى اطراف بغداد السنية وعلى يد ميليشيات ايران المنضوية تحت لافتة الحشد ،والتي بدأت بمدينة ابو غريب ذات الاغلبية السنية ومن المتوقع ان تمتد الى بقية حزام بغداد السني والى احياء داخل بغداد كما يوحي انتشار القوات الامنية الحكومية والميليشيات التي وزعت عناصرها بكثافة على مداخل بغداد .
وتعقيبا على زيارة سليماني واهدافها المشبوهة قالت الجمعية الاوربية لحرية العراق ان الزيارة التي قام بها الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس إلى بغداد، هي واحدة من أولى رحلاته بعد اصابته بجروح خطيرة في سوريا في نوفمبر الماضي . هدفه من هذه الزيارة هو منع انهيار الميليشيات الشيعية ولتعزيز سيطرتهم في البلاد.
وفي الوقت الحاضر يتولى هادي العامري قيادة ميليشيات بدر، وابو المهدي المهندس قيادة كتائب حزب الله و قيس الخزعلي قيادة عصائب أهل الحق. وتعمل جميع الميليشيات الثلاث تحت قيادة فيلق القدس الإيراني الإرهابي، الذي يقوده سليماني. وقد دعا في الأسابيع الأخيرة زعماء دينيون بارزون وشخصيات سياسية معروفة من الشيعة والسنة لنزع سلاح الميليشيات التابعة للنظام الإيراني كما دعا العبادي الى خفض أعدادهم بنسبة 30٪-;-، مما تسبب في اثارة غضب كبير واستياء في صفوف الميلشيات. وسيادة حالة من الفوضى وانعدام القانون الموجود الآن في أجزاء عديدة من العراق تتسبب في اثارة الذعر لدى النظام الإيراني. أنهم لا يتحملون فقدان السيطرة على الدولة العميلة لهم في العراق، وبالتالي هذا هو سبب الزيارة الخاطفة لسليماني الى بغداد. وبموازاة تزايد الدعوات إلى حل الميليشيات المدعومة بالكامل من قبل ايران، تصاعدت ايضا الخلافات داخل المجموعات الشيعية.
وتفيد تقارير إخبارية أن سليماني حمل في زيارته لبغداد ثلاث رسائل أساسية من المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي أولا تحذير قادة الائتلاف الشيعي: عمار الحكيم، الصدر وحزب الدعوة الذي تم تقسيم دعمه بين المالكي والعبادي، لكي يتحركوا ويمنعوا تفكك الائتلاف الشيعي.ثانيا لمنع إضعاف الحشد الشعبي وثالثا للتأكد من أن قوات الحشد الشعبي ستشارك في العمليات لاستعادة الموصل . و هدفه من ذلك هو منع تقويض النفوذ الإيراني، والضغط على رئيس الوزراء العبادي للتحرك في هذا الاتجاه.
وقال بيان للجمعية الاوربية ان التصريحات الاخيرة للسيد العبادي بأن الحشد الشعبي سيشارك في تحرير الموصل مقلقة للغاية.
وإنها لسخرية مهينة للعبادي ان عليه الآن الاعتماد على سليماني لاستعادة النظام في بغداد. وكانت ايران مؤيدة متحمسة للميليشيات الشيعية منذ البداية، وكان قاسم سليماني نفسه قائدهم الاعلى في العديد من العمليات الهمجية لهم في داخل العراق. الميليشيات الأكثر فتكا وتابعة لإيران في العراق هي فيلق بدر، عصائب أهل الحق كتائب حزب الله، هذه الميليشيات قمعوا وذبحوا أهل السنة والشيعة الذين يعارضون تدخل النظام الايراني في العراق. وبعد إزالة المالكي من السلطة وتأسيس قوة الحشد الشعبي لمحاربة داعش، اغتنمت هذه الميليشيات الفرصة واستولت على مركز السيطرة على الحشد الشعبي لتحقيق أهداف النظام الإيراني.
وعلى الغرب أن يعتبر وجود سليماني في بغداد إنذارا نهائيا للغرب بأن العراق على وشك الانهيار وأن ايران تستعد للسيطرة على الموقف. لا بد من للامم المتحدة والولايات المتحدة ودول المنطقة أن تتخذ إجراءات، بما في ذلك تسمية الميليشيات التابعة لإيران، وخصوصا بدر، وعصائب أهل الحق وكتائب حزب الله مع قادتهم، كإرهابيين وأن يطالبوا الحكومة العراقية بنزع سلاحهم وتقديم قادتهم إلى العدالة. يجب أن يعترف الغرب بأن التدخل الإيراني في العراق هو سبب الأزمة الحالية وليس حلا لها.وان الجمعية الاوروبية لحرية العراق تدين بشدة تدخل قاسم سليماني في الشؤون الداخلية للعراق وتدعو رئيس الوزراء حيدر العبادي لطرده وطرد غيره من الإيرانيين ممن يتدخلون في بلده.وقد وقع بيان الجمعية الاوربية رئيسها البرلماني الاوربي
إسترون إستيفنسون وإسترون إستيفنسون الذي تقاعد كان عضو البرلمان الاوروبي من 1999 حتى 2014. كما كان من عام 2009 حتى عام 2014 رئيس لجنة العلاقات مع العراق في البرلمان الاوروبي وهو حاليا رئيس الجمعية الأوروبية لحرية العراق.

#صافي_الياسري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل