أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبدالله أبو شرخ - الفصائل وتزييف وعي الجماهير !














المزيد.....

الفصائل وتزييف وعي الجماهير !


عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)


الحوار المتمدن-العدد: 5085 - 2016 / 2 / 25 - 19:30
المحور: القضية الفلسطينية
    


هذا المقال لن يجد مواقع فلسطينية تقبل بنشره، كأغلب مقالاتي الأخيرة، ذلك أن المواقع الفلسطينية والفضاء الإعلامي بكامله ليس مستقلاً ولا حراً، فهو إما فتحاوي سلطوي أو حمساوي إخواني. حماس وفتح قاموا من خلال الانقسام بتسميم المواقع والمجلات ومواقع التواصل. لا يلاحظ الطرفان أنهم قد اختاروا لنا استراتيجيات فاشلة دفعنا ثمنها دماء أبناءنا. سلطة فتح والمفاوضات فشلت بصورة ذريعة، وكذلك المقاومة التي فهمت " اللعبة " وأصبحت تركض وراء سيارات الدفع الرباعي والأطيان والعقارات وبزنس السجائر !

في هذا المقال سأتحدث بشكل صريح كما عودتكم، وأول ما سأبدأ به، هو أن جميع التنظيمات، الوطنية والإسلامية، ساهمت في تضليل شعبنا، وتزييف وعيه، حيث تم إقحامنا في انتفاضات ومعارك وحروب خاسرة طوال سبعين عاماً، وفي نفس الوقت الذي أصبحت فيه حياة الناس في غزة والضفة مبللة بالدم والدموع، نرى القيادات المتنفذة تعيش في بحبوحة ورغد وفخفخينا وسفريات وفنادق. القضية تحولت إلى مشروع تجاري قوامه وعماده تضليل البسطاء لكي تحافظ " الثورة " على جذوة الاشتعال، لكن مع تغييب العامل الإنساني بالكامل، وهو ما أدى إلى خلق صورة مشوهة لكل من الدولة والمقاومة، فتحولت الوسائل إلى أهداف في حد ذاتها. نتساءل، لماذا نقاتل من الأساس ؟؟ ألكي نحصل على وطن ؟؟! طيب وما فائدة وطن ندفع فيه 86 % من الراتب ثمناً للسلة الغذائية ؟؟! لم يقل أحد للناس أن هدف المقاومة وهدف الدولة هو الحصول على العيش الكريم .. هل فكرنا في الآلاف الذين يغادرون جحيم الوطن بشتى السبل للسعي في مناكبها بحثاً عن حياة أفضل ؟؟ الوطن هو الكرامة وحق العمل الشريف وحرية التعبير والحق في تعليم نوعي والحق في علاج صحي ملائم. الوطن ليس حفنة من الصخور أو تلال من الرمال !

هل سألنا من أين للسلطة تلك الموازنة التي تنفقها رواتب وامتيازات في فساد مستشري ؟! استناداً إلى دراسة بعنوان " الاحتلال الرقمي لقطاع غزة " فإن ضريبة القيمة المضافة التي تدفعها شركات الاتصالات وجوال وحضارة تمول ثلث موازنة السلطة .. ال 65 % الباقية هي ضريبة القيمة المضافة التي تجبيها دولة الاحتلال من جميع البضائع المتوجهة إلى غزة والضفة أو ما يسمى بالتحويلات الضريبية، بمعنى أوضح فإن معظم موازنة السلطة هي أموال منهوبة من دماء الناس وما الحديث عن المساعدة الأمريكية أو الأوروبية إلا كلام عن 15 % من الموازنة في أفضل الأحوال !!

نحن ننفق على سلطتين، كلتاهما تقاسمتا دمائنا وعرقنا ومستقبل أطفالنا، واحدة بدعوى الحصول على دولة مستقلة والأخرى بدعوى تحرير فلسطين، لكن أحداً لا يسأل، كيف وصلت أسعار المواد الأساسية إلى 86 % من الراتب في حين أنها في دولة الاحتلال 12 % فقط، مع علمنا الكامل أن اتفاق باريس الاقتصادي قد فرض على أهلنا في غزة والضفة أسعار كل شيء ومستوى ضريبي مساو لمستواه في إسرائيل مع الفروقات المريعة في الدخل ؟؟؟ منذ أغلقت إسرائيل أبوابها في وجه العمال، يفترض أننا طالبنا بإنهاء اتفاق باريس فوراً، إذ كيف تحتفظ دولة محتلة بكامل امتيازاتها الاقتصادية والتسويقية دون أن تلتزم بدفع فلس واحد ؟؟! لماذا استمرت السلطة رغم فشل المفاوضات مليون مرة ؟؟! لماذا نصر على إعفاء دولة الاحتلال من مسؤولياتها كدولة محتلة ؟؟! غزة والضفة مناطق محتلة وفقاً للقانون الدولي، ودولة الاحتلال مسؤولة بالكامل عن حياة الناس وفقاً لاتفاقية جنيف الرابعة المتعلقة بحقوق المدنيين تحت الاحتلال ؟؟!

شعبنا لا يمكنه الاستمرار في هذا النزيف وهذه المسخرة، مطلوب حل سلطتي فتح وحماس ( سلمياً ) وتسليم المفاتيح لدولة الاحتلال، ويكفينا موت ودمار وفقر وبطالة وانعدام سبل الحياة. دولة الاحتلال عليها تقع مسؤولية تشغيل الناس وحق سفرهم وتنقلهم وحق علاجهم وحق تعليمهم، وطالما أن سلطتي فتح وحماس قد فشلتا في توفير أساسيات الحياة للشعب الواقع تحت الاحتلال، فعلى أي أساس يقبل الشعب باستمرارهما ؟؟!

أمس نشرت منظمة بيتسيلم الإسرائيلية لحقوق الإنسان نص حوار قصير جرى بين ضابط في الشاباك ومعتقل فلسطيني من الخليل. الضابط قال للفلسطيني حرفياً ( ها هو ملف اعترافك في الأمن الوقائي .. هل لديك أقوال أخرى أم نختصر الوقت ؟! ) هل يعقل أن ندفع من دمائنا رواتب السلطة لكي تقدم التنسيق الأمني لدولة الاحتلال في ظل حياة لا تقبل بها حتى البهائم ؟؟! ولكي أكون واضحاً وغير منحاز، فإن سلطة حماس في غزة قد تحولت إلى سلطة للجباية والنهب والسلب من دماء الفقراء والمحاصرين. كلتاهما سلطتان طفيليتان تمتصان دماء الناس. طيب أين الحياة الكريمة التي قاتلنا من أجلها 70 عاماً ؟!

على المثقفين والنخب أن يجاهدوا الآن ويكافحوا من أجل تنوير الناس حول مفهوم الحياة الكريمة كهدف رئيس نناضل من أجله، فإذا فشلنا في الحصول على دولة ثم فشلنا في المقاومة العنيفة، فلماذا لا نفكر بالحصول على حياة كريمة ؟؟! الحياة الكريمة التي تحياها الشعوب الأخرى، فالصومال دولة، واليمن دولة والسودان دولة وليبيا دولة !

دمتم بخير



#عبدالله_أبو_شرخ (هاشتاغ)       Abdallah_M_Abusharekh#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا بعد فشل سلطتي فتح وحماس ؟!
- ما يحدث لنا سببه الأول فساد التعليم !
- لماذا لا تثور غزة ضد حماس ؟؟!
- الشذوذ العقلي بين المرض النفسي والإبداع !
- بلاغ عاجل لمن يهمه أمر غزة !
- فاطمة ناعوت وزهرة البيلسان !
- نحو تفكيك أمبراطورية المال والفساد في فلسطين !
- لا سلام مع العنصريات !
- لماذا تجبى الضرائب ؟!
- بين مارك زوكربيرغ والوليد بن طلال !
- عندما تصبح ( الجعلصة ) ثقافة شعب !
- طعن الجنود ليس عملاً إرهابياً، ولكن .. !
- بعد فشل ذريع وآلام وكوارث: هل تتخلى حماس عن إدارة قطاع غزة ؟ ...
- وماذا مع الإرهاب الصهيوني ؟؟!
- المثقف الشعبي الفلسطيني !!!
- أزمة الأنروا لم تنتهي بعد !
- غزة والموت بلا مقابل
- الأنروا من مؤسسة دولية إلى مؤسسة عربية !
- لماذا تبرئة إسرائيل وبريطانيا من المسؤولية ؟!
- عن طلائع التحرير الفلسطينية واليهودية !


المزيد.....




- ثوران بركان في إندونيسيا يتسبب بإلغاء عشرات الرحلات إلى بالي ...
- -كل اللي فات إشاعات-.. محمد رمضان يعلن عن الصلح بين نجله وزم ...
- وفاة الطاهية والشخصية التلفزيونية الشهيرة آن بوريل عن عمر 55 ...
- السعودية.. حرب بين قرود أبها والطائف!
- ناطق باسم الجيش الإسرائيلي يرد على أنباء مقتله بفيديو: -لست ...
- بسبب ترامب.. -الغارديان-: زيلينسكي قد يغيب عن قمة -الناتو- ا ...
- دول الترويكا الأوروبية تعرب عن استعدادها لمواصلة المفاوضات م ...
- غروسي: تلوث إشعاعي في منشأة -نطنز- النووية
- كنايسل: التصعيد بين واشنطن وطهران لم يصل إلى مواجهة شاملة وا ...
- ما هي مخاطر الإشعاع النووي على إيران ومنطقة الخليج؟


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبدالله أبو شرخ - الفصائل وتزييف وعي الجماهير !