أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شريف خوري لطيف - زيارة الممثل العالمي مورجان فريمان لمصر














المزيد.....

زيارة الممثل العالمي مورجان فريمان لمصر


شريف خوري لطيف

الحوار المتمدن-العدد: 5083 - 2016 / 2 / 23 - 21:34
المحور: الادب والفن
    



وبدلاً من إستغلال زيارته للدعاية سياحياً وثقافياً لمصر وأنها بلد الأمن و الأمان والسلام ومازالت حضارتها الفرعونية تثير إنبهار العالم كالممثل العالمي الأسمر مورجان فريمان الحاصل على الأوسكار والجولدن غلوب، و له قدره العالمي ولم يتعدى حدود الضيافة، أثناء تصويره لفيلمه الوثائقي بالمتحف المصري" قصة الإله The Story of God ". حتى أنه خلع حذائه عند دخول مساجد القاهرة الأثرية، ليس فقط إحتراماً لمشاعر المصريين بل لأنه فعل هذا بتلقائية وبما كان يتوجب عليه فعله.
للأسف تربصنا به بنبوت الغفير على باب حارتنا ! لو جاب سيرة " الله" هنوقف فيلمه وندغدغ له كاميراته فوق دماغه ! هكذا كان تصريح سيادة رئيس رقابة المصنفات الفنية عبد الستار فتحي الذي أخرج لحيته من تحت ردائه بتصريحه: ( لو مورجان فريمان جاب سيرة "ربنا" هنوقف فيلمه ).
فبدلاً من ترحيبنا به لنستغل زيارته الفريدة كدعاية مجانية تعيد مصر للواجهة في مجال السياحة والثقافة والفن ونعطه حقه وتقديره كضيف غير عادي، جائنا ليوثق فيلمه بمعالمنا وآثارنا النادرة، قابلناه بضحكة صفراء وتربُص إستعداداً للإنقضاض عليه في أي لحظة متلبساً "بسيرة الله"، و هو يعني ربنا مش بتاعنا كلنا، لأ يا سيدي، ربنا له ناس وناس، منحهم حق ملكيته و عيَّن حُراس على نواياهم !

رجل مصنفاتنا الفنية ماجبش حاجة من خارج ثقافته وفكره، وفهمه الخاطئ للتدين. الذي ساد المجتمع وصرنا نتحفز لكل حدث صغير قبل الكبير، حد أن سوء الظن و نظرية المؤامرة التي أصبحنا نمارس لعبتها في يومياتنا وأن هناك مؤامرة تدبر لنا !
المجتمع بكافة طوائفه وثقافاته ومستوياته العلمية والثقافية تغيرت فيه المعايير المنطقية التي أصبحنا نحكم بها على أبسط أمورنا وحياتنا اليومية.
اصبح المجتمع يعيش حالة من " التديين" لمظاهر الحياة اليومية وليس" التدين"، فالتدين حالة فردية ونسبية تختلف من شخص لأخر وينعكس هذا التدين بالإيجاب والسلب في أبسط سلوكياتنا وتعاملنا اليومي، بينما التديين ظاهرة يحاول فيها البعض إلباس مجتمع بأكمله، فكر معين وإطار محدد لا يقبل فيه الغالبية بخروج البعض عن أُطُرهم ومحدداتهم المسبقة حد إختراق حريات الأخر المخالف لهم.

مثلاً الفنان هاني شاكر" نقيب الموسيقيين"، عرفناه في أفلام السبيعنيات بملبسه الخنافس وشعره الكانيش والقميص المفتوح، وكان هذا موضة زمانه وياما مثَّل أمام فنانات كانت ملابسهن عارية كموضة السبعينات أيضاً. نفاجأ به اليوم بإعتراضه على ملبس الفنانات وطلبه بالتحقيق مع الفنانات غير المحتشمات!.

حالة من عدم التمييز والفهم الخاطئ لمفهوم الحلال والحرام سادت في مجتمعنا المصري وحتى المجتمعات العربية حتى خرجنا عن اللياقة والآدب العامة و تعدينا حدودنا لنجرح حريات الناس وتحركاتهم، كما يحدث اليوم في شوارعنا من ظاهرة التحرش التي أصبحت تعانيها كل إمرأة تمشي في الشارع أو تركب وسيلة مواصلة عامة؟!
نحلم أن يعطوا الإنسان قيمته وقدره وإحترامه في إستخدام حريته الشخصية وإختلافه لتجويد معادنا الثمينة، فتسفيه الأخرين يعني أننا وصلنا لمستوى متردي وأن هناك نفوس مريضة تحكم وتتحكم في البسطاء.
مطلوب منا أبسط قواعد إحترام إنسانينا، فنحن في النهاية لا نظهر إلا معادننا إن كانت ثمينة أو رخيصة! تسفيهنا للزوار ومعاداة ضيوف الوطن والسياح والأجنبي بشكل عام لن يضيرهم بقدر أنه سيمنحهم إنطباع سخي بأننا شعب غير طيب و غير حضاري بل سيظهر ما في النفوس من أمراض مجتمعية كامنة تحت جلدنا !

فشكراً لك فريمان فقد أسقطتْ عنا زيارتك ورقة التوت لتكشف عورة الجهل والتشدد حد أننا إستبحنا بجهل مقدرات وطن يعيش شريحة كبيرة منه على دخل السياحة التي فقدت كل مقاوماتها بعد الثورات ، ونجتهد الآن في الإجهاز على ما تبقى منها بخطى حثيثة !






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا سجنت زّخّات الغيم (2)
- الحياة من فوق سرير بروكرستوس
- قراءات من طوق الياسمين
- رسالة من إمرأة؛ هي سِر الحياة
- عيد الختان المجيد
- كيف تتشكل وجداننا على متن حرفٍ
- مفهوم الكتابة وحرية الإبداع الثقافي في عالم واسيني الأعرج
- رسالة إلى صديقي المسلم؛ المذنب البرئ
- اترك إيمانك وكنيستك يا قبطي، فالمسيح كان يهودياً !
- الإنتحار الإستشهادي المقدس، بصمة وراثية عربية إسلاموية
- حلمي الصغير
- نبوآت الأيام الأخيرة عن مصر، هل بدأت تتحقق ؟
- واسينيات؛ ورشة تكوين للإبداع الأدبي، و قراءات من « إِمرأة سَ ...
- عزيزي العروبي، لا تكن داعشياً معتدلاً !
- أدب الثيؤطوكية؛ العذراء والدة الإله «2»
- دعشنة نوبل !
- أَدَب الثيؤطوكية؛ العذراء والدة الإله «1»
- الإجابة ليبيا !!
- اليوم سوريا؛ و غداً الدور جايِّ عليكم
- واسينيات؛ قراءات من « إِمرأة سَريعة العَطَب» (3)


المزيد.....




- لنظام الخمس سنوات والثلاث سنوات .. أعرف الآن تنسيق الدبلومات ...
- قصص -جبل الجليد- تناقش الهوية والاغتراب في مواجهة الخسارات
- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...
- معرض -حنين مطبوع- في الدوحة: 99 فنانا يستشعرون الذاكرة والهو ...
- الناقد ليث الرواجفة: كيف تعيد -شعرية النسق الدميم- تشكيل الج ...
- تقنيات المستقبل تغزو صناعات السيارات والسينما واللياقة البدن ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شريف خوري لطيف - زيارة الممثل العالمي مورجان فريمان لمصر