أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شريف خوري لطيف - واسينيات؛ ورشة تكوين للإبداع الأدبي، و قراءات من « إِمرأة سَريعة العَطَب» (4)














المزيد.....

واسينيات؛ ورشة تكوين للإبداع الأدبي، و قراءات من « إِمرأة سَريعة العَطَب» (4)


شريف خوري لطيف

الحوار المتمدن-العدد: 4967 - 2015 / 10 / 26 - 21:53
المحور: الادب والفن
    



بعد أن حلً ضيفاً على مركز اليرموك الثقافي بالكويت، إستحضر الأديب الجزائري واسيني الأعرج التجربة العربية في الرواية التاريخية ومنظومة بنائها وكيفيات إنجازها، حيث قال أن المسألة شديدة التعقيد لأنها تنبني على مسؤولية كتابية كبيرة قد تنسف أحياناً بعض الإيقونات التاريخية المثبتة أو تضيف لها أو تنزع منها. كل هذا من خلال مشروع الورشة التدريبية " تكوين" للكتابة الإبداعية،التي ألتقى خلالها بلقاءات مفتوحة مع قرائه وأطياف من المثقفين والأدباء الشباب ومن الوسط الإعلامي. و عقد عدة ندوات حوارية قدم فيها ورشة الرواية التاريخية، ما يتخللها من أحداث تاريخية تتلاقى مع نسج الرواية وشخوصها، فى تجربة لتمييز الإخفاقات والنجاحات وتحديد أسباب كلّ منها. وحرية الكاتب وهواجسه بين المتاح والمستعصي في مجابهة هذا التاريخ بجموده ورواسخه التي تستند عليه المؤسسات كتاريخ رسمي لديها سواء سياسياً أو دينياً أوثقافياً . وكيفية إنشاء الشخصية التاريخية الخاصة بالرواية وزرعها وسط الشخصيات الحقيقية ودمجها بالأحداث التاريخية لرصد الصعوبات والمخاطر التي قد تحولها الرواية لسرد تاريخي ضعيف.

أما محاور الورشة فوُزعت كالتالي:
أولا: المسافات بين الفعل التاريخي والفعل الروائي.
ثانيا: التجربة العربية وكيفيات تعاملها مع الرواية التاريخية. الإخفاقات والنجاحات.
ثالثا: هاجس الحرية في مواجهة التاريخ وسلطان المؤسسة (التاريخية الرسمية، السياسية. الدينية، الثقافية، وغيرها)
رابعا: كيف ننشيء شخصيتنا التاريخية في الكتابة الروائية. رصد للإمكانات والصعوبات والمخاطر التي تحول الرواية إل تاريخ ضعيف؟

صرّح خلال ندوته أن الرواية مساحة للحرية، دخلت في غمار التجربة الفنية العربية بالنقد والتحليل محملة بسلسلة من الاسئلة المعقدة لا تجد دائما إجاباتها الممكنة. هي ليست دراسات يقينية ولكنها وسائط تسمع بقوة إلى ما لا يسمعه الجميع. هو ما فعله جيل ما قبل الإستقلالات العربية. فقد واجهت الرواية العربية عصرها بالانخراط فيه أولا والدفاع عن قيِّمه. الحرية. الإستقلال. النضال. نقد الخيبات الكبيرة. ضمن إمكانية تأسيس مجتمع جديد وتصورات جديدة. إنتقدت عصرها و إنتقدت أصعب تجلياته الفكرية. إذ أن صورة الدكتاتوريات التي كسرت كل إمكانية للتطور ليست إلا محصلة الخيبات المتواترة وضعتها الروايات العربية في أفق النقد بالتوغل في نظمها الخفية.

وناقش الأديب خلال ندواته، النقاط التالية:
. هل هناك حقيقة تاريخية وحقيقة إفتراضية؟ الحقيقة التاريخية فيها تعدد صوتي، وهذا يعني أن تسمع لمن تحب، ولمن لا تحب.
. التاريخ يسجل هذا الجرح ويمضي، الرواية تعيد فتحه ولو بعد قرون. لا قيمة للمسافات الفاصلة.
. القضية التاريخية هي عتبة أولى، ويجب على الروائي أن يتجاوزها إلى العتبة الثانية.. التي هي المنجز الأدبي.
. هناك فرق بين أن تكتب لتنفّس عن نفسك، وبين أن تخلق مشتَرَكًا بينك وبين القارئ.
الرواية مبنية على التناقضات و ليست على الرأي الأحادي..
. عندما أكتب عن الشخصية التاريخية عليّ أن أرى المادة التاريخية من كل الأوجه، ولا أختزلها في وجه واحد.
. القضية في الرواية التاريخية مهمة، لكنها العتبة الأولى فقط.
. الحدث التاريخي معالجته بسيطة مقارنة بعملية إنشاء الشخصية التاريخية في الرواية.
الحقيقة التاريخية فيها تعدد صوتي، وهذا يعني أن تسمع لمن تحب، ولمن لا تحب..
. كتابة رواية تاريخية هو أفضل تمرين على الكتابة لأنها تتطلب ٣-;- عناصر أساسية في الكاتب؛ الموضوعية، البحث، والصبر.
. أكثر من سنة وأنا أقرأ كتاب ألف ليلة وليلة، وهو الكتاب الذي أسّس علاقتي مع اللغة العربية بشكل متحرر.
. لا يمكنك أن تشتغل على شخصية تاريخية دون أن تقرأ كلّ ما كُتِب عنها.
. الرواية التاريخية لا توثق الحقيقة بقدر ما توثق اللحظات و الأحاسيس.
. واحدة من وظائف الكاتب هي أن يسيّر التناقضات. وأن يسائلها بعمق.
. المرحلة الأولى في كتابة الشخصية التاريخية هي المقاربة المعرفية.
. التاريخ الذي يضعه البشر تاريخ متوحش، وحده الكاتب يُظهر جمالية البؤس.

- ويرتئى الأديب: أن الكاتب لابد أن يكون صياغة كونية، وتسائل: ما الذي يميّز كاتبًا عن آخر؟ هل هي الشهرة، الموضوعات، سلطان الكتابة، كثرة الاعترافات الدولية والجوائز التي تنام على الحيطان، أو في الخزانات التي احتوت كل جهده.. أم شيء آخر؟؟ أنا مع ذلك الشيء الآخر الذي لا يمكن لمسه، ولا أعتقد أن شيئًا ما يضاهيه بالنسبة للكاتب؛ لأنه هو هويته الأساسية. مثلما للعالم هويته التي ترفعه إلى أعلى المقامات، وهي اكتشافاته واختراعاته ومنجزه العلمي، هوية الكاتب في هذا السياق هي وطنه.

- وسأكتفي هنا بإختيار مقطع صغير من إمرأة سريعة العطب، كي لا أطيل على القارئ، وهو بعنوان.. «أصابعها التي كانت »:
أين ذهبت تلك الطفلة التي كلما فتحت نافذتها تخيلت المدى الذي أمامها بحرا؟
تتكئين بظهرك على الحائط القديم وتنظرين بعيدا نحو سماء لم تعد لك. تتذكرين الطفلة المشاكسة التي كتبت على نفس الحائط ذات ليلة مقمرة: أحبك، فضُربت على أصابعها كمن اقترف جرما، قبل أن تمحو الايام الهاربة كلماتها، وتتذكر بحزن أن أصابعها يومها انتفخت وتورمت، لكنها لم تبك أبدا وأقسمت أن تعاود الكرة وأن تكتب هذه المرة أحبك بكل حواسها وبكل ما تبقى لها من جنون لم يُسرق في طفولتها.
إتكأتْ على الحائط المطل على الفراغ، ثم غفتْ لكي تنسى فقط أن الحرب عند الباب وأدخنتها بدأت تتسرب نحو نافذة غرفتها، وأن الاصابع التي كتبت بها أحبك تُسرق منها لأنها بلا فائدة، فكل الأصابع اصبحت اليوم لا تكتب، لا تعزف، لا تعرف كيف تمنح الجسد نعومة وعشقا، لكنها تتقن شيئا واحدا أصبح صلاتها الوحيدة: الضغط على الزناد.

وإلى قراءة واسينية جديدة لإمرأةٍ سريعة العطب.



#شريف_خوري_لطيف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عزيزي العروبي، لا تكن داعشياً معتدلاً !
- أدب الثيؤطوكية؛ العذراء والدة الإله «2»
- دعشنة نوبل !
- أَدَب الثيؤطوكية؛ العذراء والدة الإله «1»
- الإجابة ليبيا !!
- اليوم سوريا؛ و غداً الدور جايِّ عليكم
- واسينيات؛ قراءات من « إِمرأة سَريعة العَطَب» (3)
- ما بين تخصيب اليورانيوم وثقافة البول رانيوم !
- أيها العرب؛ ألا تخجلون !
- متى تترك مؤسسات الدولة معاملة الأقباط بمنهج القبلية؟!
- واسينيات؛ قراءات من «إِمرأة سَريعة العَطَب» (2)
- واسينيات؛ قراءات في «إِمرأة سَريعة العَطَب» (1)
- الطلاق؛ و الزواج الثاني« زواج الشهر العقاري»
- حَجَر «رؤية جبرائيل»، و موت و قيامة المسيح في الفكر اليهودي
- الحرب المذهبية المُقبِلة على الجزيرة
- لماذا تغطي المرأة رأسها أثناء الصلاة داخل الكنيسة ؟
- و ناسِبنا الحكومة و صَبَحنا حبايب !
- تذكار عيد الصعود المجيد
- أنتم الأعلون، و إحنا الناس الكُخّة الدون !
- جورج البهجوري، بيكاسو مصر العالمي الذي لم يعرفه المصريين!


المزيد.....




- قناديل: أرِحْ ركابك من وعثاء الترجمة
- مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
- محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شريف خوري لطيف - واسينيات؛ ورشة تكوين للإبداع الأدبي، و قراءات من « إِمرأة سَريعة العَطَب» (4)