أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شريف خوري لطيف - واسينيات؛ قراءات في «إِمرأة سَريعة العَطَب» (1)














المزيد.....

واسينيات؛ قراءات في «إِمرأة سَريعة العَطَب» (1)


شريف خوري لطيف

الحوار المتمدن-العدد: 4848 - 2015 / 6 / 25 - 00:35
المحور: الادب والفن
    


«امرأة سريعة العطب» هي مقاطع في هيئة نصوص متفرقة إسبوعية، كتبها الأديب الجزائري واسيني الأعرج الحائز على جائزة كتارا للرواية العربية والعديد من الجوائز الأخرى والتي كان من أهمها وصوله ثلاثة مرات للقائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية «بوكر» وهي عن رواية «البيت الأندلسي»2011؛ و«أصابع لوليتا»2013 ؛ و «الجزء الثاني من رماد الشرق؛ الذئب في البراري» 2014، ليقول لجمهور قرائه اليوم بأن هذا لم يأتِ محض صدفة بل هو مؤشر بتنوع قلمه بآفاق أدبية متجددة. ورغم هذا يرى الكاتب أن الجائزة لا تصنع كاتباً بل أن كل إهتمام برواية هو مكسب و لحظة فرح يعيدها للواجهة ويدفع بها نحو القراء الذين هم في النهاية من يحددون قيمة العمل.

وعلى مدار عام منذ مايو 2014 كتب لقراء صفحته على الفيسبوك «امرأة سريعة العطب» تحكي مشاعر المرأة وآلامها و أحزانها وإضطهادها وكيف تكون صامدة في أصعب حالاتها وكيف تصير هشة و ضعيفة أمام أبسط المشاعر، و رهافة الحِس أمام غفوة الطفولة؛ فيقول لها: { انتظرتكِ مثل صبي ما تزال الكلمات ترتجف في فمه كلما أخطأ أو إرتبك في نطقها، وفي حضني قاموس من الكلمات نحتناها من وجع وفرح لكي لا نشرك فيها أحداً ولو أن بعضها سرق منا و إعتبرنا ذلك صدقة حب للعشاق}

- يكتب نزار الأدب و درويش النثر، الروائي واسيني المرأة و كان أفضل من عبر عنها في قهرها وظلمها بمجتمع عربي ذكوري لم يرحمها.حتى أنه أعتبر الوطن إمرأة و المدينة أمرأة والأرض المرأة و الأم بل هي الحياة، يحن إليها وإلى صدر أمه كلما ضاقت به غربته، فهي الكائن الذي تمحور شخصية الكاتب حولها ،حيث تربى في بيت كانت أمه « ميما أميزار» العائل له ولإخوته البنات،بعد أن فقد والده الشهيد وهو طفل صغيراً،فالذين شكلوا نعومة أظافره كانت الأم « ميما أميزار» والجَدَّة «حنّا فاطنة» لهذا ذكر قبل كتابة سيرته « ما اشتهيت كتابته هو رواية أمي ميما أميزار وذاكرتها العظيمة» والذي يعني إسمها بالأمازيغية« إلهة المطر».و وصفها كثيراً بأن علاقته بها كعلاقة «الحبل السُري الخفي» الذي مازال يربطه بها حتى بعد وفاتها. لهذا كان لها النصيب الأكبر عند كتابته لسيرته الذاتية و خصص لها وللمرأة عموماً ودورهن في حياته فصولاً كاملة للام والشخصيات النسائية التي تربى ونشأ بينهن وإنتقل من مرحلة لمرحلة ولا تزال المرأة هي المقوِّم الأساسي الذي شكل حياته الشخصية والأدبية .

- فيكتب عن الأرض وهو يراها في صورة إمرأة و أم وحبيبة؛ يقول لها والكلام عن أرض الأنبياء فلسطين:{ عليكِ السلام يا أرض السلام والأنبياء. لن يمنعك قتلة الروح والنور والحب والخير من الحياة لأنكِ أنتِ الحياة. هنا أنتِ، حيث لا قوة في الدنيا تهدكِ أو تسرق حلمكِ. لن نفترق إلا لأراك ثانية ما دام في العمر بقية. ألقاكِ حتماً ذات عودة أو ذات حلم.}

- و كتب عن الحبيبة سريعة العطب؛ يقول لها:

« أعرف أعطابكِ ولهذا أحبك. ولا شيء غير ذلك. و هل توجد كلمة أنبل و أقوى، قادرة على ان تهز كسلنا العشقي أو غفوتنا وحتى وخيباتنا المتكررة مثل كلمة أحبكِ. لا أستأذن الفرح ولا الحزن للزج بك في نهر دمي. أنتِ هنا حيث ظلال الروح. لكني أتحمل بصعوبة وجع هذه الدنيا في غيابكِ. تتعبني الأسفار التي تبعدني عنكِ في كل مرة وتفصلني عن حبلكِ السري. أريد أن أرجع إلى أرضي الأولى لأحيا و أموت برفقتك في كل ثانية، كل دقيقة، كل ساعة، كل يوم، كل شهر وكل سنة. كل الزمن الذي يمضي هو حق مسروق من غفوتنا الطفولية. نهر لن يعود إلى منبعه ليرضي هبلنا. أشتهي أن أمحو بلمسة العاشق، الغيمَ والأرض والسماء والألوان والعواصف ولا أبقيك إلا أنتِ، عارية من كل لحظات العمر الماضية التي أبكتكِ كثيراً. أبكاكِ غياب أمكِ التي هددتك ولم تعرف انها كانت تزرع في قلبك بذرة خوف ابدي. أبكاك رجل لم يعرف كيف يحبك.

أشتهي أن أمحو بلمسة الولهان الضائع بين أرصفة حريته غير المعبدة لأبدأ الخليقة منكِ و أسميكِ كما يُملي عليّ قلبي. شمساً. بحراً. برتقالة. ريحاً. و اكتشف الألوان من جديد معكِ وأغمس فيها ملامحكِ و وجهكِ ومحيطكِ وسماءكِ وبحركِ وبعض غيمكِ. أبتدع الماء في حضرتكِ و ادخلكِ فيه وأغرق فيه جسدكِ وشعركِ وعطركِ. اصنع لكِ ألف غيمة تُأتمر برمشة عينيكِ و إبتسامتكِ. وأعطيكِ من بقايا روحي لترميم أعطابكِ. لست إلهاً صغيراً يحكم أنفاس العشاق وشطط الحيارى، ولا أريد سلطانه. عاشق أنا، أصغر من نجمة إحترقت في سماء عاصفة. أصغر من نهر يخط كل يوم طريقه السري ليهرب ماءه نحو إمراته التي جففها عطب الخوف.

هارب أنا وخائف من أن يدركني ظلي ويسرق مني بوصلة التيه و وقتي وجنوني و إمرأتي التي نبتت فيّ بدون زراعة. بذرة رميت في قلبي بالصدفة فنهظت عطراً و ورداً. أشتهي أن أمنح الحياة لحبيبتي لا كما فرضتها لحظة الإنفجار الأول لشمس قتلتها أنانيتها و نورها ونارها، ولكن كما تخيلتها و أنا طفل بألوانها وعصافيرها وغيومها التي تحلم وتحزن كلما ضاق قلبها و إنسحبت الدنيا من بين عينيها.

هل فهمتِ الآن هذا الظل الهارب الذي لم تمحه الحرائق ولا عواصف المحيطات ولا تشققات السماء قبل أن يهزه جنون إمراة كانت تصلي لصدفة الأقدار الخفية. من قال إن الحب هو ما نعهده ونأنس له. أليس عاصفة ترمينا تمزقنا وعلينا أن نعيد تركيب أنفسنا قطعة قطعة قبل أن نشق طريق الشمس نحو بعض؟ مثل صيني كنت تخافينه وتعشقينه: تهيأ للحب كأنك لم تعشه. وتهيأ للفراق بأن تقرأه في عيني حبيبتك. انسحب عندما تغيبك ظلال أخرى في عينيها. اخرج وأغلق وراءك الباب بهدوء لكي لا تنغص على سعادتها، لتصبح فيها و تمسي فيك، أخفّ من ريش اللغة وأثقل من عواصف الذاكرة. أن تحب يعني أن تعرف جيداً أعطاب من سكنك.»

وإلى قراءة جديدة من يوميات واسينية لإمرأةٍ كانت سَريعة العَطَب.





#شريف_خوري_لطيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطلاق؛ و الزواج الثاني« زواج الشهر العقاري»
- حَجَر «رؤية جبرائيل»، و موت و قيامة المسيح في الفكر اليهودي
- الحرب المذهبية المُقبِلة على الجزيرة
- لماذا تغطي المرأة رأسها أثناء الصلاة داخل الكنيسة ؟
- و ناسِبنا الحكومة و صَبَحنا حبايب !
- تذكار عيد الصعود المجيد
- أنتم الأعلون، و إحنا الناس الكُخّة الدون !
- جورج البهجوري، بيكاسو مصر العالمي الذي لم يعرفه المصريين!
- ما بين الوحدانية في المسيحية، والتوحيد في الإسلام (3)
- ما بين الوحدانية في المسيحية، والتوحيد في الإسلام (2)
- ما بين الوحدانية في المسيحية، و التوحيد في الإسلام (1)
- يوسف زيدان، « لك أن ت ف خرا»
- عبث التحالف العربي، فخٌ لتوريط مصر
- «تلك التي إشتهتني؛ تلك التي عِشتُها..أو عِشتُها كما إشتَهَتن ...
- شهادة الراهب كريستيان دي شيرجي، التي لا يعرفها أحد
- شهداء الكتيبة الطيبية الأقباط بزيورخ، سويسرا
- عيد ختان السيد المسيح
- رغيف الخبز قبل ظلم العدالة أحياناً !
- فتنة أطفال الشوارع!
- هل المسيحية فرضت الحجاب على المرأة، وهل إرتدته السيدة العذرا ...


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شريف خوري لطيف - واسينيات؛ قراءات في «إِمرأة سَريعة العَطَب» (1)