أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شريف خوري لطيف - جورج البهجوري، بيكاسو مصر العالمي الذي لم يعرفه المصريين!














المزيد.....

جورج البهجوري، بيكاسو مصر العالمي الذي لم يعرفه المصريين!


شريف خوري لطيف

الحوار المتمدن-العدد: 4805 - 2015 / 5 / 13 - 22:40
المحور: الادب والفن
    


بيكاسو مصر؛ جورج البهجوري الذي لا يعرفه المصريين ولكن عرفه العالم وكرمه بجوائز عالمية. رسم الحياة وأفكارها ولونها كما حلم وترك خطوطه بصمة واضحة بالفن المصري.
حكاية فنان كاركاتير عالمي ، لا يضع سن قلمه أو ريشته إلا ويرفعها مع آخر خط يخطه في لوحته.كرمه العالم بجوائز عديدة من أرفع الجوائز العالمية وتنكر له وطنه بل سرقوا لوحات عمره خصوصا ما قام بإبداعها في الخمس سنوات الأخيرة وباعوا منها ما باعوه والباقي لم يسترده ولا إسترد قيمة ما باعوه!! أيمكن أن تصل الطيبة إلى هذا الحد وهل يمكن أن تستغل الطيبة إلى أقصى حد من البشاعة والتنكر؟! نعم لأننا نعيش في غابة تنهش فيها الذئاب و تقتات على دماء الحملان والأبرياء.

إنه الفنان القبطي والمبدع العالمي جورج البهجوري. أو (جورج عبد المسيح بشاي شنودة ساليدس جرجس) الذي يعيش بقرية بهجورة التابع لمركز نجع حمادي بمحافظة قنا، تلك القرية التي تعيش فوق صفيح ساخن من الطائفية والإضطهاد والدماء أحياناً كثيرة .مما دفعه بتحذير صحيفة شارل إبدو قبل المذبحة بفرنسا ولم يستمع له احداً فحدث ما حدث. لأنه جرب كيف يعيش وسط نار الفتنة والكراهية الراكدة تحت جلد المجتمع تنحر في جثة وطن مُتهالك،و كراهية تشتعل لأتفه الأسباب و أحياناً كثيرة بلا أسباب! فهو يعلم أن السخرية من الدين لا يمر مرور الكرام عند أولئك المتشددين والمنغلقين على كراهيتهم للأخر.

هذا الفنان البسيط و المتواضع عاش بفرنسا قرابة ثلاثين سنة، إستضافته كثير من دول العالم، أعاد صياغة لوحات أشهر الفنانين العالميين مثل رينوار، مانيه، فان جوخ، بيكاسو، سيزان، أعاد رسم لوحة رامبرانت ورسم فيها نفسه بأسلوب تجريدي تعبيري بدلا من بورتريه و له رصيد كبير من اللوحات التي تحكي تاريخ مصر وتراثها الحضاري من أعلامها وفنانيها، رسم عشقه لأم كلثوم و محمد عبد الوهاب وغيرهم. أقام له الفنان العالمي بابلو بيكاسو معرضاً خاص به في باريس، مثل مصر في معرض بينالي فينسيا. وما زال عطائه مستمراً رغم كبر سنه ورغم تنكر المصريين له!

في كل لوحة كان يرسمها كان يبحث فيها عن أمه، تلك الجرح الذي إنفتح فيه منذ ان فقدها في صغره، وحين فتح عينيه على أيقونة السيدة العذراء تحمل طفلها والهالة النورانية الذهبية تحيط وجهها وطفلها كأنه نور الله على حد وصفه. وحين كبر قالوا له إن الأيقونة مرسومة. من هنا عرف معنى فن الرسم ، خصوصا عندما فقد أمه فكان يتخيل أن هذه السيدة التي بالأيقونة هي أمه، وإنعكست هذه العلاقة الروحانية بينه وبينها على لوحاته وظل معه هذا الإحساس ملازم له حتى الآن ولأكثر من سبعين سنة ليمارس به فنه وكتاباته ونحته.
جورج البهجوري زرع شجرة من نور والحب وعشق الحياة و إضاف بسخاء للعالم من قلبه وفنه، اليوم مجتمعه يتنكر له لأنهم يريدونه يعيش في الظلمة منسياً، منفياً مثل أناس كتيرين مدفونين في قبور المنفى لأن أهل الظلمة يخشون نورهم كي لا يسرقون منهم الأضواء الكاذبة، إنهم يريدون أمثال جورج البهجوري أن يقبع في ظلمتهم قيد الحياة و قيد الموت. يريدونه لا هو حي ولا هو في عداد الموتى !!

هل مازلنا بنسأل لماذا لا يتم تعيين أطباء أقباط في أقسام النساء والتوليد بالمستشفيات والجامعات، رغم أن من أسس القسم الدكتور نجيب محفوظ وهو قبطي صميم أحب هذا الوطن؟!.
هل مازلنا بنسأل ليه لا يتبرع المسلم بدمائه أو بأحد أعضائه للمسيحي ولا يقبلون بان يتبرع المسيحي لهم بدمائه وأعضائه؟!
هل مازلنا بنسأل ليه المسيحي لا يصلح للولاية ولا الوظائف الرفيعة بالدولة، وكأن الفكر والذكاء والنبوغ إنحسر في أصحاب دين دون سواه ؟!
اما زلنا بنسأل ليه المسيحيين لا تصلح شهادتهم أمام المحاكم لأن مَن يوليهم فهو منهم؟!!
نعم، ليس فقط لأنه ليس لنبي كرامة في وطنه، بل لأن لصوص الحياة يسلبون نورها ويسرقون شعلة شريانها الحيِّ، و كجراد يدمرون إخضرارها .







#شريف_خوري_لطيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بين الوحدانية في المسيحية، والتوحيد في الإسلام (3)
- ما بين الوحدانية في المسيحية، والتوحيد في الإسلام (2)
- ما بين الوحدانية في المسيحية، و التوحيد في الإسلام (1)
- يوسف زيدان، « لك أن ت ف خرا»
- عبث التحالف العربي، فخٌ لتوريط مصر
- «تلك التي إشتهتني؛ تلك التي عِشتُها..أو عِشتُها كما إشتَهَتن ...
- شهادة الراهب كريستيان دي شيرجي، التي لا يعرفها أحد
- شهداء الكتيبة الطيبية الأقباط بزيورخ، سويسرا
- عيد ختان السيد المسيح
- رغيف الخبز قبل ظلم العدالة أحياناً !
- فتنة أطفال الشوارع!
- هل المسيحية فرضت الحجاب على المرأة، وهل إرتدته السيدة العذرا ...
- رداً على إستنكار مقال الأنبا موسى: خمسة أدلة على لاهوت السيد ...
- ما بين خلق آدم و حواء، و ولادة السيد المسيح - مولود غير مخلو ...
- دولة الظلم ساعة و دولة الحق إلى قيام الساعة
- ياصديقي كُلنا دواعش!
- المجد لداعش.. معبود الرياح
- كهنوت و مذبح و ذبيحة لن تُبطَل
- الربيع العربي في ذمة داعش
- بدعة آريوس وكيفية تصدي التعاليم الأرثوذكسية لها


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شريف خوري لطيف - جورج البهجوري، بيكاسو مصر العالمي الذي لم يعرفه المصريين!