أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طاهر مسلم البكاء - سيناريوهات التكنوقراط














المزيد.....

سيناريوهات التكنوقراط


طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 5082 - 2016 / 2 / 22 - 20:32
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


رغم الأنتفاضة العارمة الأولى التي طالبت بالأصلاح ،فقد ادار السيد العبادي ظهره لجميع دعوات الأصلاح ،تاركا ً الأحزاب المتنفذة تستغل دعاوى الأصلاح للبطش بالقلة من المستقلين الذين كانوا يشغلون بعض المناصب البسيطة ليوزعوها حصصا ً جديدة لهم ،وليتجذروا أكثر فأكثر مما جعل من اي محاولة لاحقة للأصلاح صعبة التحقيق .
أطلق السيد العبادي تصريحات واضحة انه لن يفعل شيئا ً ، واثبت انه غير قادر على الأصلاح رغم تفويضه من المرجعية والشعب والبرلمان ،مماادى الى مزيد من الأنهيار في البلاد ، والى ركود اقتصادي غير مسبوق رافق الهبوط في اسعار النفط وسوء الأدارة السياسية الذي تجلى في استمرار الأعتماد الكلي على النفط رغم الهبوط التدريجي للأسعار الذي كان يعتبر بمثابة انذار بوقت كافي ،وقد بدأت البلاد تعيش مفارقة عجيبة ،فهي تواجه وضعا ً شبيه الى حد بعيد بوضع الحصار الذي مرت به البلاد ايام النظام السابق ،رغم انه في الواقع لاتوجد دولة تحاصره !
وجاء اعلان المرجعية عن التوقف عن تناول الأوضاع السياسية في خطبها الأسبوعية كل جمعة ،بمثابة لغز حير الشارع وأثار الكثير من التأويلات بشأنه ،فالبعض إعتبره بمثابة إنذارا ً وتهديدا ً جديا ً للحكومة ،والبعض الآخر فسره انسحابا ً من المرجعية في التدخل في الشؤون السياسية ،خصوصا ً وان المرجعية تصر على التأكيد على عدم الخوض في الأمور السياسية ،وان عملها يقتصر على الجوانب الدينية والروحية ،غير ان مرجعية بثقل مرجعية النجف الأشرف يمثلها المرجع الأعلى للشيعة في العالم وهو السيد علي السيستاني ،لايتوقع ان تترك الشعب لوحده أمام محنة كبيرة يواجهها اليوم وهي سيطرة مجموعات الأحزاب على قرار وموارد وأمور البلاد العامة ،في وقت يعيش غالبية الناس في دوامة من الفقر وتدهور الأوضاع الأقتصادية والأمنية ،يرافقها عبث عصابات داعش بأجزاء واسعة من البلاد وانتشار اصناف من الجيوش الأجنبية فيها بحجة محاربة داعش .
غير ان إعلان السيد العبادي المفاجئ ،بمايشبه الذي فز فجأة من منام ، عن نيته اجراء اصلاحات هامة ،سيبدأها بتغيير الوزراء بوزراء تكنوقراط ،وفي وقت تلى مباشرة أعلان المرجعية ، أوضح للجميع ان تخلي المرجعية عن تناول الجوانب السياسية ،انما أعطى الضوء الأحمر والأنذار الجدي للحكومة بأن المرجعية سوف تتدخل لتغيير الأوضاع اذا لم تقم الحكومة بتغيير الأوضاع بصورة سلمية ،وكان هذا واضحا ً في إعلان العبادي الأتجاه الى تغيير تشكيلته الوزارية بالتكنوقراط ،ولكن العبادي واجه معارضه واستهزاء شديدين في البرلمان الذي يمثل عامة الأحزاب ، والذي أحس ان الأمر قد يمس صميم امتيازاته ، علما ً ان البرلمان لايضم شخصيات مستقلة ،كون هذه الشخصيات من المستحيل ان تفوز بمقاعد البرلمان بدون تأييد الأحزاب ،التي قولبت الدستور والنظام الأنتخابي لصالحها وصالح مرشحيها ،وقد طلب الكثير من الشخصيات الحزبية بضرورة شمول العبادي ذاته بموضوع التكنوقراط ، ومن انه المسؤول الأول عن الفشل الذي لحق بالعملية السياسية ولذا يتوجب استبداله أيضا ً .
السيناريوهات المحتملة :
تتجه البلاد الى العديد من الأحتمالات وهي في مفترق طرق :
الأول : ان هناك تسريبات سبقت كل هذه الأحداث ،وحتى سبقت إعلان المرجعية ،أوضحت ان المرجعية تميل الى تولي شخصية مسماة تحل محل السيد العبادي ،وتسند بدعم مماثل لماقدم للسيد العبادي في الأنتفاضة الأولى ،من المرجعية والشعب وبالتالي تتمكن من اعادة هيبة البلاد والحفاظ على كرامتها وثرواتها .
والثاني : ان هناك استبدال لسبعين شخصية ولغت بالفساد واتضح امرها بشخصيات من خارج المحاصصة الحزبية التي تتهم بكل مامر بالبلاد من ويلات وسوء وتهميش .
والثالث : ان السيد العبادي يتمكن من استبدال وزراء المحاصصة والذين يعزى لهم ماتعانيه البلاد من فساد بأعتراف السيد العبادي ذاته ،بدعوته الى استبدالهم بشخصيات من خارج المحاصصة الحزبية ، وتكون الشخصيات الجديدة من المشهود لهم بالتحصيل الدراسي الأصيل ،غيرالمزور، والكفاءة وحسن السيرة والنزاهة والتجربة التخصصية والأدارية ،بعيدا ً عن أي تخندقات وعلاقات متوخين مصلحة البلاد .
والرابع : ان السيد العبادي يوفق الى تغيير التشكيلة الوزارية ولكن بطريقة المحاصصة الحزبية ذاتها ، بدعوى ان الأحزاب ستقول له اننا نبدل وزير بشخصية من الحزب ولكن تكنوقراط ،ولكن من يضمن عدم التزويرلتزكية التكنوقراط ،وعدم خضوع الوزير الجديد لأوامر ونواهي الحزب .
السيناريو الخامس :يبنى على صعوبة اصلاح الحكومة الحالية والتي وصفت بالفساد من الرأس الى القدم ،وان لا اصلاح بدون اجتثاثها ،وان هذا الأمر لايمكن حدوثه إلا بتدخل أمريكا كمافعلت في العام 2003 ،حيث انها مسؤولة عما حدث ويحدث للبلاد ،ولكن ليس بالطريقة العنيفة ذاتها ،بل بمساندة شخصيات تتمتع بمواصفات تستطيع من تقديم حيتان الفساد الى القضاء.
ولكن لو لم يحصل كل هذا واضطرت المرجعية الى الخيار الأخير ،وهو اعلان الثورة على الحكومة التي لاتقبل بأصلاح ذاتها ،فسيكون هذا هو السيناريو الأكثر صعوبة وقد يكون الأكثر دموية ،حيث ستحدث مواجهات بين الساسة والشعب ، تؤدي الى تنحية الساسة الحاليين وبروز شخصيات تؤهلهم المرجعية والناشطون المدنيون، والذين سيشكلون حكومة مؤقتة تعمل على اصلاح البلاد .



#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حروب السعودية وحجمها الحقيقي
- لعبة الكبار هل تتحول الى حرب كبرى
- المرجعية بين التدخل في السياسة وعدمه
- هل تصلح أمريكا ماأفسدته؟
- انسحاب المرجعية والقرار العراقي
- أمريكا ودعوى الجهاد
- ربيع جديد ام خيبة امل
- هواة التظاهرات
- المحاصصة البغيضة تهدم العراق
- ايران والعراق.. مقارنة
- الأرهاب أم حوادث الطرق
- من سايس حمير الى أمير
- ماذا كسبت أمبراطورية أمريكا ؟
- العراقي والمستقبل
- الرد العراقي
- أمريكا والعزف على أوتار داعش والكرد
- فايروسات الحروب الأمريكية
- اكبر مهرجان في العالم (1)
- أكبر مهرجان في العالم (2)
- من حفر حفرة لأخيه وقع فيها


المزيد.....




- في دبي.. مصور يوثق القمر في -رقصة- ساحرة مع برج خليفة
- شاهد لحظة اصطدام تقلب سيارة عند تقاطع طرق مزدحم.. واندفاع سا ...
- السنغال: ماكي سال يستقبل باسيرو ديوماي فاي الفائز بالانتخابا ...
- -لأنها بلد علي بن أبي طالب-.. مقتدى الصدر يثير تفاعلا بإطلاق ...
- 4 أشخاص يلقون حتفهم على سواحل إسبانيا بسبب سوء الأحوال الجوي ...
- حزب الله يطلق صواريخ ثقيلة على شمال إسرائيل بعد اليوم الأكثر ...
- منصور : -مجلس الأمن ليس مقهى أبو العبد- (فيديو)
- الطيران الاستراتيجي الروسي يثير حفيظة قوات -الناتو- في بولند ...
- صحيفة -كوريا هيرالد- تعتذر عن نشرها رسما كاريكاتوريا عن هجوم ...
- برلمان القرم يذكّر ماكرون بمصير جنود نابليون خلال حرب القرم ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طاهر مسلم البكاء - سيناريوهات التكنوقراط