أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محسين الشهباني - الذكرى الخامسة لحركة 20 فبراير بين مخططات الامبريالية والارادة المتجددة للجماهيرالشعبية لاسقاط النظام















المزيد.....

الذكرى الخامسة لحركة 20 فبراير بين مخططات الامبريالية والارادة المتجددة للجماهيرالشعبية لاسقاط النظام


محسين الشهباني

الحوار المتمدن-العدد: 5080 - 2016 / 2 / 20 - 04:30
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الذكرى الخامسة لحركة 20 فبراير بين مخططات الامبريالية والارادة المتجددة للجماهيرالشعبية لاسقاط النظام

تحل الذكرى السنوية الخامسة لانتفاضات حركة عشرين فبراير المجيدة، وتتجدد معها أحزان وتطلعات الطبقات الشعبية المسحوقة نحو الحرية والديموقراطية وهي تئن تحت نيران القمع والاستبداد وعجرفة التحالف الطبقي الحاكم. الذكرى الخامسة لحركة عشرين فبراير هي أيضا لحظة تجديد وفاء الجماهير الشعبية لروح شهدائه خلال انتفاضاتها المجيدة كشهداء الحسيمة: جعفر نبيل 19 سنة؛ القاضي عماد 18 سنة؛ بنقدور جواد 25 سنة؛ السالمي جمال 24 سنة؛ البوعزاوي سمير 17 سنة نفذت في حقهم محرقة جماعية . ومثل شهيد مدينة صفرو كمال الشايب الذي أغتيل على يد قوات القمع في الشارع العمومي متأثرا بالضرب الوحشي المبرح. ومثل شهيدة التفقير والتهميش والتجاهل فدوى العروي 20 سنة التي أضرمت النار في جسدها يوم 21 فبراير نظرا لحرمانها من طرف سلطات المحلية بسوق السبت من حقها في إعادة إسكان قاطني دور الصفيح تاركة ورائها أيتاما بدون كفيل؛ ومثل شهيد الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين وحركة 20 فبراير كمال الحساني، ضحية الغدر البلطجي بمسقط رأسه ببني بوعياش " الريف الأحمر". وأيضا شهيد حركة 20 فبراير أحمد بنعمار الذي وجد مرميا في شوارع مراكش تم اغتالته ونسب مقتله حسب الروايات الى سيارة مسرعة لادت بعدها بالفرار. ومثل كمال العماري ومحمد بودروة المجازان والمعطلان اللذان اغتيلا بمدينة آسفي على يد قوات القمع؛ ومثل حميد الكنوني 26 سنة الذي أضرم النار في جسده يوم 07 غشت بسبب الحكرة ثم نور الدين عبد الوهاب من محاميد الغزلان تم اغتياله في السجن ونشرت الروايات الرسمية شائعة الانتحار بعدما اعتقل في اواخر 2011 لم يبق له سوى شهرين ليعانق الحرية وقافلة الشهداء طويلة سيرا على شهداء "حملم"سعيدة وزروال وشباظة وتهامي ...
المجد والخلود لكافة المعتقلين السياسيين نشطاء حركة 20 فبراير، ولكافة معتقلي الاتحاد الوطني لطلبة المغرب والنهج الديموقراطي القاعدي وكافة القاعديين المناضلين بالمواقع الجامعية المختلفة، والمجد والخلود لشهيد الحركة الطلابية مصطفى المزياني التي ساهمت مكونات الحكومة الملتحية في اغتياله بحرمانه من حقه في انهاء دراسته الجامعية واهماله في معتقله مكبلا مضربا عن الطعام لمدة 73 يوم في مستشفى السجن.
لقد انطلقت حركة 20 فبراير 2011 كمبادرة شعبية شبابية ثورية متأثرة بجملة من الاحداث الاقليمية التي عرفتها بعض البلدان المغاربية بشمال افريقيا كتونس ومصر وبعض الاقطار العربية بالشرق الاوسط كاليمن والبحرين وسوريا وكانت بمثابة النقطة التي افاضت الكاس لزعزعة بعض الديكتاتوريات التي حكمت شعوبها بالحديد والدم والنار واقتلعت كراسي البقية بعدما تجاوزها المد الشعبي.
واعتبرت هذه الأحداث نقطة تحول مهمة في مسار ردود فعل الشعوب المقهورة والتي تعمق اضطهادها أكثر مع تعمق الأزمة الاقتصادية الرأسمالية العالمية التي انفجرت آخر حلقاتها في خريف 2008 حيث بدأت البرجوازية المهيمنة عالميا نقل الأزمة على كاهل الكادحين والشعوب المستعبدة. وقد اقترنت أساليب تذبير هذه الازمة الاقتصادية بتعمق الأزمة السياسية في البلدان الكومبرادورية التابعة التي بدأت شعوبها تتأوه تحت الاستغلال والاضطهاد المزدوج، بمعنى استغلال هذه الشعوب من طرف كبار الاحتكارات الرأسمالية العالمية واستغلال بشع من طرف المافيات الكومبرادورية المحلية ومن تم القمع الوحشي الواسع عند ظهور أي احتجاج أو تمرد شعبي.
لكن هذه الثورات الشعبية التي اسالت الكثير من الدماء واسقطت العديد من الرؤوس وأطلقت شرارة الاحتجاج في حوالي 75 في المائة من بلدان العالم خاصة في الولايات المتحدة الامريكية من طرف حركة لنحتل ساحة وول ستريت، والتي رددت الشعارات التونسية والمصرية "الشعب يريد اسقاط النظام"، سرعان ما تم الالتفاف عليها، تارة عبر قوى الإسلام السياسي الذي وظفته الامبريالية أحسن توظيف في البلدان المغاربية ومنطقة الشرق الأوسط، وتارة عبر تواطؤ وعمالة وانتهازية قيادات جل أحزاب البرجوازية الصغرى وبيروقراطيات المركزيات النقابية التابعة، والمتحكم فيها فوقيا. كما تواطئت قوى اليسار البرجوازي مع التحالفات الطبقية الحاكمة في بلدان أوروبا وامريكا، لاستعادة أوهام الأيديولوجية البرجوازية، واسقاط انعكاسات الازمة على الحرب الحضارية والإرهاب الإسلامي المفبرك في بلدان تم تدمير بنياتها المادية بشكل كامل وحلت بها الفوضى وعدم الاستقرار دفع بالملايين نحو الهجرة الى أوروبا. عدم الاستقرار هذا وما تمت فبركته من عمليات إرهابية في أوروبا وافريقيا، مكن الرأسمال المالي العالمي من استعادة الأيديولوجيات العنصرية والفاشية في أوروبا، كما مكنه من تعبئة الرأي العام العالمي لقيادة الحروب على شعوب منطقة الشرق الأوسط وبعض الشعوب الافريقية كمالي ووسط افريقيا.
وبدلا من أن يتحقق ما أسماه ايديولوجيو البرجوازية تغليطا بالربيع العربي وثورة الياسمين، انتشر على العكس من ذلك ظلام ديني وهابي دامس على المنطقة منبعه السعودية وقطر والامارات العربية تحت وصاية وتوجيه من الامبريالية العالمية، أنبت من صلبه، حركة (داعش) المقيتة بأساليبها الوهابية القرسطوية في احراق وقطع الرؤوس وجهاد النكاح. وتم دعم هذا الكيان الفاشي من طرف الامبرياليات المتصارعة على احتلال مناطق نفوذ لها في العراق وسوريا (فرنسا بريطانيا ألمانيا الولايات المتحدة الامريكية روسيا والصين وإيران إضافة الى السعودية وتركيا وإسرائيل). وكان الغرض الثاني من خلق هذا الكيان الميتافيزيقي الفاشستي السني هو إيجاد نقيض أيديولوجي مشتعل دائما لإيران الشيعية واتباعها في المنطقة.
لقد أدت هذه الثورة المضادة الامبريالية والرجعية والظلامية الفاشية الى خفوت الحركة الجماهيرية رغم ما حققته الانتفاضات القوية لسنة 2011، من تبخر الخوف والقدرة على مواجهة القمع الوحشي للقوى الدكتاتورية والنجاح في اقتلاع رموزها. فقد عرفت الشعارات والمطالب تغيرات جذرية ذات محتوى راديكالي غير مسبوق في محتواها ولغتها. يمكن تسمية هذه الوضعية بالرجة الثورية وهبة الجماهير ضد الهيمنة الامبريالية والقوى الكومبرادورية متطلعة بشكل واضح نحو التحرر والحرية والاشتراكية . وان كانت هذه الهبات مختلفة عما هو متعارف عنه في الماضي أي ضد الأعداء الأجانب (الاستعمار )، إذا أنها وجهت بشكل واضح ومقصود نحو عدو طبقي داخلي وارتقت بمطالبها من مطالب تلبية الحاجات الخبزية المادية إلى مطالب الحرية والكرامة ومحاربة الفساد واسقاط الأنظمة الاستبدادية. حيث أصبح الفيصل بين التحالف الطبقي الحاكم والجماهير الشعبية المسحوقة والمضطهدة المحكومى هو الشارع ، بدون أدنى تدخل من طرف الأحزاب والتنظيمات السياسية المتواطئة كما كان متعارف عليه سابقا في التغيرات السياسية. وخارج أي توجيه سياسي او حزبي او جمعوي. حدث فجأة انفجار للحقد المتراكم خلال عقود من الاستعباد والقمع والحكرة واستنزاف الثروات والتشريد والتفقير واتساع الهوة بين الطبقات. كما كانت هذه الانتفاضات الجماهيرية فرصة للقطع مع كافة التنظيمات التقليدية المتواجدة في الساحة السياسية المتعفنة والمنتهية الصلاحية والتي كانت تقوم بدور الوصي على الجماهير و تقوم بلعب دورها الطلائعي في التخدير الشعبي للتنفيس عن الازمة البنيوية للإمبريالية الرأسمالية .
لم تكن هذه الهبات مفاجئة للماركسيين اللينينيين، فكافة التحليلات تؤكد على أن نمط الانتاج الرأسمالي قد دخل منذ بداية عصر الامبريالية في فجر القرن العشرين، (أنظر كتاب الرفيق لينين الامبريالية أعلى مراحل الرأسمالية) قد دخل مرحلة احتضاره الطويلة الأمد كما أكد على ذلك الرفيق كارل ماركس في مقدمة كتابه نقد الاقتصاد السياسي(عند بلوغ أي نمط انتاج اقتصادي نقطة احتدام التناقض بين قوى الإنتاج وعلاقات الإنتاج فإن النظام يدخل مرحلة جديدة من الثورات الاجتماعية. كما أكدت تحليلات الماركسيين اللينينيين اللاحقة على بقاء واستمرار نمط الإنتاج الرأسمالي لا يمكنه ان يتم بدون اشعال الحروب والاستدانة المفرطة والتسلح المتواص. فإذا كانت الحربين العالميتين الأولى والثانية قد حققت استقرارا نسبيا للنظام عقب ازمتيه السابقتين، وان هذا الاستقرار المحدود النتائج في الزمن في مرحلة إعادة بناء ما دمرته الحرب، سرعان ما سيعيد وضع الازمة نحو مستويات أعمق وسرعان ما سيحتم على الامبرياليات من جديد الدخول في حروب قاتلة مدمرة من اجل معالجة الازمة مؤقتا.
عقب انهيارات الاقتصاد الرأسمالي العالمي الذي بدأ مع نهاية ما سمي بالثلاثينات المجيدة (1945 – 1975) ومع انهيار مؤسسات بروتن وودز سنة 1971، وما سمي بتضخم الكساد انطلاقا من سنة 1973 والصدمتين البتروليتين الأولى والثانية، أخذت الامبريالية تعمل على تفكيك دويلات العالم الثالث وما يسمى بدول حركة عدم الانحياز، وقد شجع على هذا الغزو الامبريالي الجديد لبلدان الجنوب بلوغ رأسمالية الدولة في التحريفية السوفياتية لما بعد اغتيال ستالين بالسم سنة 1953 نهايتها التاريخية سنة 1991، وتوسع رقعة الردة وسط أشباه الماركسيين البرجوازيين الصغار. لكن كلما تعمم نمط الإنتاج الرأسمالي وتعولم، كلما تفاقمت حدة تناقض النظام بين قوى الإنتاج وعلاقات الإنتاج وانخفض الربح الرأسمالي بشكل خطير يدفعا الازمات الى وتيرات تتقلص من احدى عشرة سنة الى سبع سنوات ثم خمس سنوات فثلاث سنوات. الحلول الوحيدة أمام الامبريالية هي الحروب لتتحقق نبوءات ماركس، أي عمل البرجوازية باستمرار وبشكل تصاعدي على تدمير وسائل الإنتاج من اجل إعادة البناء لان النظام قد بلغ نهايته التاريخية.
مصير الإنسانية حاليا هو بيد الحركة العمالية العالمية، لكونها الطبقة الوحيدة القادرة على الثورة الى النهاية وتحقيق الاشتراكية والسلام، ومواجهة التهديد الرأسمالي العالمي بالبربرية والحروب وتدمير البيئة. ولقد سبق للرفيق انجلز ان قال ان الإنسانية هي في مفترق الطرق اما الاشتراكية أو البربرية، وقد رددت الرفيقة روزا لوكسمبورغ في معظم اعمالها. وها هي الحركة العمالية العالمية اليوم أمام هذا التحدي والتي عليها ان تتشبت بشعار الرفيق كارل ماركس، يا عمال العالم اتحدوا.
إن حركة عشرين فبراير التي اشعلها نيرانها شباب المغرب أبناء العمال والفلاحين الفقراء مدعوة اليوم في ذكراها الخامسة الى اذكاء شعلتها وقيادة الثورة الوطنية الديموقراطية الاشتراكية عبر انغراسها وسط جماهير العمال القائدة الفعلية لهذه الثورة.
ولم يكن الشعب المغربي حالة استثنائية، فقد استفاد شبابه من الزخم النضالي التاريخي للشهداء الحركة الماركسية اللينينية منذ عقد الستينات من القرن العشرين، مرورا عبر تضحيات منظمة الى الأمام وحاملي مشعل الثورة الماركسية اللينينية خلال عقود الثمانينات والتسعينات والى اليوم داخل الجامعات المغربية رغم مؤامرات النظام لاجثتاتها. فكان خروج الجماهير الشعبية المسحوقة نحو الشوارع نتيجة طبيعية للتراكم التاريخي ونتيجة موضوعية لتجذر الفكر الاحتجاجي وسط مختلف فصائل الطبقة البروليتارية من عمال وفلاحين فقراء وساكنة دور الصفيح والسكن العشوائي والمتضررين من غلاء الاسعار والمظلومين من طرف السلطة اضافة الى العاطلين من حملة الشهادات وحملة السواعد وانخراطهم وسط الجماهير الشعبية وقدرتهم على نشر ثقافة الاحتجاج في مختلف المدن والقرى المغربية انطلاقا من المواقع الجامعية المناضلة. وقد ساهمت هذه الاحتجاجات في التعريف بمعاناة الطبقة العاملة والطبقات الشعبية المسحوقة من الفقر والتهميش والتضييق على حقوقهم وحرياتهم وبالشارع ومن خلال المعطلين حاملي الشهادات العليا تكريسا لكفاحية للجماهيرية الشعبية التي تأبى الاستعباد رغم ما عانته خلال سنوات الدم والحديد والنار خلال انتفاضات 1965 و1981 و1984 و1990.

لقد كشفت الأحداث منذ سنة 2011 على أن الدولة هي مجرد جهازا طبقي بيد التحالف الطبقي الحاكم لقمع واستغلال والاستثمار في طبقة العمال والفلاحين الفقراء وباقي الكادحين، حيث تكشر الدولة على أنيابها من خلال خدامها السياسيين والنقابيين كلما تعمقت أزمة النظام وتراجعت أرباح الباطرونا، حيث تشرع لقوانين تفقيرية عبر رفع أسعار المنتجات والخدمات كالسلع الغدائية الأساسية وأسعار الماء والكهرباء وتقليص اعتمادات الدولة الى قطاعي التعليم والصحة العموميتين الى حدها الأدنى بعدف خصصتهما بل واستهداف خوصصة الجامعة مع تدمير صندوق المقاصة الذي يدعم أسعار المنتجات الأساسية. منذ تنصيب الدولة الطبقية لحكومة الإسلام السياسي الملتحية التي استثمرت الاغتراب الديني وسط الجماهير الشعبية المفقرة بادرت باتخاذ كافة التدابير السياسية لانتزاع أكبر فائض قيمة من الشغيلة المغربية ومن الفلاحين الفقراء مع سد أبواب التوظيف في وجه أبناء الشعب المغربي وضرب قاعدة الاختلاط في مجال التعليم بين أبناء الفقراء وأبناء الأغنياء مما عمق وضع الامية في المغرب. ويظهر الانتماء الطبقي للحكومة الملتحية واضحا بارزا عبر مقولة عفا الله عما سلف، أي العفو على جميع الفاسدين ناهبي المال العام وتشجيعا لهم لارتكاب المزيد من النهب والفساد.
لقد وظفت الدولة الطبقية والإسلام السياسي والقيادات الحزبية والنقابية المتواطئة كجزء من التحالف الطبقي الحاكم، في الالتفاف على الحركة الاحتجاجية الجماهيرية المتصاعدة منذ 20 فبراير 2011، وظهرت ديماغوجية وتواطؤ بعض الأحزاب التحريفية التي تلعب على إيقاع التنفيس من حدة الاحتقان وادماج ايديولوجيتها المتمركسة مع أيديولوجية الظلاميين للدفع بالطبقة الكادحة الى المزيد من الاغتراب الأيديولوجي وتسهيل انصياعها للسياسات الطبقية للحكومات المتعاقبة. وبالموازاة مع ذلك لجأ النظام القائم وخدامه السياسيين والنقابيين الانتهازيين والظلاميين والتحريفيين الى رفع وثيرة التخدير الأيديولوجي الى جانب ممارسات القمع والاختطاف والاعتقال التعسفي والتعذيب وفبركة الأحكام القضائية في مختلف مواقع احداد الصراع الطبقي.
لكن مع ذلك، تبقى حركة عشرين فبراير المجيدة، رغم كلما ذكر ورغم القمع والثورة الظلامية والتحريفية المضادة، منارة تاريخية للمراكمة الجماهيرية الميدانية في مواجهة المخططات الطبقية والاستغلال المفرط ونهب ثروات البلاد وضد التنفيس عن الازمة الاقتصادية العالمية وتصريف تناقضات البرجوازية المهيمنة بدون شريك والانخراط في تعميق التبعية الاقتصادية والسياسية للبلاد بإغراقها في سلسلة من المديونية التي لا حدود لها والتي ستثقل كاهل الاجيال المقبلة أكثر بدفعها وترهن البلاد لعشرات السنين القادمة عبر التطبيق الحرفي للتوجيهات التصفوية لصندوق النقد الدولي و الاجهاز على ما تبقى من مكتسبات الجماهير الشعبية التي راكمتها بدماء الشهداء وسنوات الاعتقال منذ الاستقلال الشكلي.
وبقدر ما تلوح بوادر انتفاضة للجماهير الشعبية الساعية الى التغيير الجذري والانعتاق من نير هذا النظام العميل المتعفن فسادا واستبدادا، يتسابق الخدام الاوفياء الى محاصرة الانتفاضة وفرملتها والحد من تأثيرها على المدى القريب والمدى المتوسط والتنسيق مع اجهزة السرية والعلنية لممارسة القمع الممنهج والحصار والتضييق والاعتقال والمتابعة وطبخ الملفات المفبركة الجاهزة لإخراس الاصوات الشريفة وتركيعها. واكملت هذه المهمة الحقيرة مجموعة من العسافين والنهابين ومغتصبي الحركات الاحتجاجية الشعبية وتكالبهم عبر اقحام القوى الرجعية لخلق التناقض وتفجيرها فيما بعد من الداخل والزعيق ضد الشرفاء والمطالبة بالتخفيف من حدة الشعارات الرادكالية التي تلهب الساحة.
إن تهافت البرجوازية الصغير وسط قيادات الأحزاب الانتهازية على تزكية الخط السياسي القمعي للتحالف الطبقي الحاكم وعبر تلميع صورته في افق الانتخابات التشريعية القادمة والتي بدأ الجميع يشعر بحرارتها، تشكل احدى الاشكاليات السياسية المطروحة التي يجب على على كل مناضل بروليتاري أن يعمل على تفكيكها، فهي تقوم على التناقض الحاصل بين الوضع المأساوي الكارثي للطبقات الشعبية المسحوقة والتي تسببت فيها سياسات التحالف الطبقي الحاكم تحت قيادات الحكومات المتعاقبة التي انتهجت نفس الاجندة السياسية منذ حكومة اليوسفي فإدريس جطو فعباس الفاسي وحاليا التمساح بنكيران، فهي نفس السياسات التي اوصلت الكادحين لوضعها الكارثي الحالي، بينما يضل الرهان السياسي القائم حاليا بين مختلف المكونات الحزبية اليمينية واليسراوية والاسلاموية هي الاستمرار في المضاربة على تخدير الكادحين للقبول بمشاريعهم الوهمية المتشابهة، للتوصل في نهاية المطاف الى تنفيذ نفس السياسات السابقة رغم امكانية احداث تغييرات في وجوه اللاعبين. وهذا في الوقت الذي تواصل فيه القوى السياسية خارج البرلمان في دفن رؤوسها في الرمال تزكي اوهام ما يسمى بالنضال الديموقراطي في الوقت الذي يجب فيه تأجيج الصراع الطبقي والعنف الثوري الى غاية دك بنيات النظام واسقاطها للقطع من اعادة انتاج نفس الازمات ونفس السياسيات بوجوه جديدة يتم استعمالها والتي سرعان ما تستبدل عند انتهاء مدة صلاحيتها .




#محسين_الشهباني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا جديد في الأفق السياسي المغربي !
- لن تقتلوا فينا الامل ...
- بؤس الاجتهاد
- جريدة صوت الشعب : تهنئة للرفيقة عائشة بوش لتكسيرها القيود وق ...
- لينين : الثورة البروليتارية والمرتد كاوتسكي (الديمقراطية الب ...
- التصفويون بين العمل السري و العمل العلني السافر
- الانكسارات والتفاصيل الصغيرة
- اجردها من كل الماضي حتى املئ صفحاتها بمدادي
- إيديولوجية الحركة العمالية في مواجهة التحريفية
- غشاء البكارة معيار شرف الاسرة والمجتمع!
- بصدد تخليد الذكرى الاولى للشهيد مصطفى مزياني وكل شهداء الشعب ...
- نثمل معا داخل الزمن الشرقي عنوة
- الثورة البروليتارية والمرتد كاوتسكي -كيف حول كاوتسكي ماركس ا ...
- -الحقيقة الغائبة - ايام على حلول الذكرى السنوية لاستشهاد مصط ...
- الكاوتسكية و الدعوة الى الانخراط مع الجماهير
- رفقا بقلبي ففي الماضي صلبوه
- الشهيدة سعيدة المنبهي كتبت الشعر بالاظافر والدم (مختارات من ...
- فلاديمير لينين : كيف تنشا النزاعات والخلافات في السياسة
- “نقد اليسار التحريفي التائه بين تقمص دور المناضلومعانقة اجند ...
- لا وقت لدي الا هموم الوطن


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محسين الشهباني - الذكرى الخامسة لحركة 20 فبراير بين مخططات الامبريالية والارادة المتجددة للجماهيرالشعبية لاسقاط النظام