أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن العاصي - أمة التمر والخمر














المزيد.....

أمة التمر والخمر


حسن العاصي
باحث وكاتب

(Hassan Assi)


الحوار المتمدن-العدد: 5078 - 2016 / 2 / 18 - 21:23
المحور: الادب والفن
    


العتمة الضبابية تسد الأفق
وتمتص تفاصيل الأشياء
أشباح صامتة تنوح
على جثث بلا عيون
دخان أسود يضاجع البرق
عواء الأسلاك يصافح الريح
عرب ربطوا خيولهم بسعف النخيل
ينتشرون كالدم الفاسد
في كل مترا واحدا ملك ذليل
أمة تطرق بعيونها إلى الأرض
خوف أن تنهار السماء

عرب عرب عرب
في القصور ماجنات عاريات
في الأزقة نساء نائحات
في الليل تترنح الرؤوس
ويتوقف الزمان
في الصباح تغمد السيوف
ويذوب المكان
أمة قتلت ضميرها
فباعت كل شيء
وعندما حل الإله
أعلنت كقطة تموء في العراء
من يشتري
هذه الطفلة السمراء

يغطون نار الفجر بشفاف العباءة
تأملت عباءة الأمير فرأيت
مفتاح الجنة يتدلى من عنقه
عرب كعاهرة بين فخذي التاريخ
سجد العاربون والمستعربون
في حضرة المولى
إلا طفلا تاه به الزهو
تآبى .. تعالى وما سجد
يشبه إطلاله الأضواء الأخيرة
تتكسر كل مساء

تفتح الوجع الصامت
على العفن المتكدس
وأسراب العتمة القتيلة
والدم المتجمد
على شفتي طفل شهيد
يسأل قومه عن مماته
وعن بيعه بريح
وسراب وذرات
ولم يقبضوا إلا
الخيبة في الأحشاء

يفر الجرذ الدموي
إلى ركام الخشب والتراب
اخرجوا من سكر الليلة الأولى
ونبل العائلة
في هذا الحطام
من يملك قطرة
من يطفئ لهب الجثة
من منكم حدق في التكوين مرة
من يقبض على جمرة
من يمسك إبليس العاري
في كل العواصم
من منكم يستطيع الفرح
في زمن الكستناء

الوجع الضاري ينبت شوكا
على أطراف كل لحظة
أرتشف الارتجافات
تصبغ عروقي بالجمر واليباب
صوتي تيبس وحده
حريقا منطفئا يبتعد عني
وحين حدقت في عروبتي مرة واحدة
نحو دائرة النور
تفلت على الرصيف
لعلي أبصق أشلائي
فتجمدت دموعي في حلقي
المجروح بكسرات الخبز الجافة
هم يؤدون رقصتهم الأخيرة
وأنا احمل غضبا من زمن المومياء

أمة كالأشباح
تعوي في المربع الفارغ
أمة تعشق الذل
كما تعشق الله
أمة تاهت بين الغيم والصحراء
أمة كالشاة المذبوحة
لاتعرف إلى أية جهة
تقذف دماؤها
أمة فتحت ساقيها
فمن يجرؤ على نكاح جثة
أمة ستظل تلعنها
أرواح الشهداء

من خلايا الرمل أتنفس
أفتش عن حزن يشبهنا
عن جزيرة ترجئ الموت لحظة
فرسان الملك شنقوني
تحترق عظامي كراهب وهم
يديرون ظهورهم
لكومة الرماد
مازال لي فوق هذا التراب
فراشتان
طفولة ملت السؤال
وحلم يابس
جعلوه قبوا وفي داخلة جرح
وعلى بابه فتات الحساء

في قمة الجبل
يصلي العوسج للريح
من عمق الإجابة
ينهض السؤال
ملائكة الله يحملون هوياتهم
ويتركونها على الرخام البارد
ويرقدون
طفل يقاوم نيابة عن أمة
صوته مس شفاف القلب حيا
تمنى ورحل
تحسسوا سراويلكم البيضاء
فكل عباداتكم هباء

تقدمت يد نحوي
طافت بي ممالك السلاطين
لا أرى فيها غير برق أحمر
يعدو بي وأتبعه
أعود فلا أجد عربا
ولا أجد المدينة
بل سرابا يومئ من بعيد
تلك هي اللحظة
رغم الخديعة والخراب
فكل ما أمامي ليس وطن
لكني أراهم يلملمون حوائجهم
لخريف آت .. أو لشتاء



#حسن_العاصي (هاشتاغ)       Hassan_Assi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رثاء الشهيد خليل جنداوي
- استوقد بالماء غمومي
- هل تتحول القارة السمراء إلى مستوطنة إسرائيلية ؟
- يقع في عويلستان
- نتوسّد ملامح الفصول
- سهد يستعذب الأرق
- أبشركم بتراب يمور
- أطعمت ظلها للطيور
- ضرع لايروي ظمئ
- ولجت شهقة الإندفاق
- قبل أن تتخشب الغيوم
- قلب الصغير حزين
- اللوز أوسع من الحطام
- خمائل الاحتضار
- عورة الغسق
- الخريف أغلق موجه
- انتفاضة جيل أوسلو .. هل تعيد الاعتبار المفقود
- هل من منتظر
- أزمة اللاجئين في اوروبا ...أكبر عملية إغاثة في العصر الحديث
- الغيم بليد الأيقاع


المزيد.....




- تناقض واضح في الرواية الإسرائيلية حول الأسرى والمجاعة بغزة+ ...
- تضامنا مع القضية الفلسطينية.. مجموعة الصايغ تدعم إنتاج الفيل ...
- الخبز يصبح حلما بعيد المنال للفلسطينيين في غزة
- صوت الأمعاء الخاوية أعلى من ضجيج الحرب.. يوميات التجويع في غ ...
- مقتل الفنانة العراقية ديالا الوادي بدمشق
- لبنان: المسرح.. وسيلة للشفاء من الآثار النفسية التي خلفتها ...
- -طحين ونار وخوف وأنا أحاول أن أكون أمًا في غزة الجائعة-
- وفاة الفنانة ديالا الوادي في حادثة سرقة بدمشق
- مشروع قانون فرنسي لتعجيل استعادة الممتلكات الثقافية المنهوبة ...
- أكثر 10 لغات انتشارا في العالم بعام 2025.. ما ترتيب اللغة ال ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن العاصي - أمة التمر والخمر