أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوتيار تمر - سنبقى تحت مظلة الانتظار ولن نيأس














المزيد.....

سنبقى تحت مظلة الانتظار ولن نيأس


جوتيار تمر
كاتب وباحث

(Jotyar Tamur Sedeeq)


الحوار المتمدن-العدد: 5077 - 2016 / 2 / 17 - 12:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سنبقى تحت مظلة الانتظار ولن نيأس
جوتيار تمر/ كوردستان
17/2/2016
ان الانتظار في مضمونه ليس الا مسرحية يقربنا في كل تفاصيله الى الهذيان، لكنه في كل الاحوال امر لابد منه في ظروف كالتي نعيشها نحن الكورد في كوردستان، فالمحيط الاقليمي فضلاً عن الدولي اصبح مرة اخرى يجتمع لاسباب ندرك ونعلم بعضاً منها، واخرى لاندركها لانها لم تزل بين ايدي القوى العظمى التي تحاول ان تعيد رسم خارطة مصالحها في الشرق اولاسط ، هذه الاسباب وتلك لم توضع الا ضمن منظومة اقليمية دولية مصلحوية لتحقيق اغراض آنية واخرى مستقبلية وذلك لتعدي مرحلة من مراحل الازمة التي باتت تغطي فضاءات اوسع ربما مما توقعها حتى اصحاب الشأن الدولي والاقليمي والداخلي، باعتبار ان الازمة اليوم هي العنوان الابرز للمشهد العالمي الذي يولد الصدمة والخيبة بتحولاته واخفاقاته، لانها لم تعد مجرد صدام بين الحضارات انما هي صدمة الانسان الذي تفاجئه مشاريعه واعماله بفضائحها وكوراثها الخلقية والسياسية والبيئية والامنية كما يقول المفكر اللبناني علي حرب.
وعلى هذا الاساس اصبحت المصلحوية القائمة هي اساس الكثير من التحولات وبالتالي اصبحت تلك التحولات هي المعيار الحالي لرسم معالم الاخر ضمن جغرافية تتناسب والقيم التي يريدها اصحاب الشأن الدولي والاقليمي معاً وفق اعتبارات مادية اقتصادية بحتة لاعلاقة لها باية قيم انسانية او ايديولوجية او عرقية قومية، ولا بحقوق شعوب كانت ولم تزل ضحية هذه السياسات واطماع تلك القوى، وبالتالي لايهم ان كان الانتظار الذي تفرضه هذه القوى اعوام ام قرون المهم ان تكون المحصلة في النهاية هي كسب مساحات جغرافية لقواعدها وتحقيق مصالحها الاقتصادية لاسيما فيما يخص بمصادر الطاقة الاساسية.
كوردستان كغيرها من المناطق خضعت ولم تزل تخضع لهذه المعايير التي تفرض عليها نمطية استهلاكية انتظارية موجعة ومحركة للكثيير من التساؤلات بشأن الساسيات المتبعة سواء من الحكومات فيها ام من السياسات الخارجية والاقليمية معاً، فقد برز في الاونة معالم وتباشير جعلت الشارع الكوردي بكل طبقاته يؤمن بضرورة حدوث تغيرات على الصعيدين الجيوبولتيكي والاثني، مما حدا بالكثيرين الى رفع اصواتهم عالية بان الدولة قادمة، والاستقلال قادم، وعصور الظلام الاستهلاكية والاضطهادية والعنصرية والشوفينية والطائفية والمذهبية شارفت على الانتهاء، ولكنها اللعبة القديمة نفسها التي سبق وان تحدثنا عنها، المصلحوية عادت لتبرز انيابها من جديد ولايهم ان يكون الضحية كما في كل مرة سابقة شعب عانى الويلات من تلك السياسات، فاصبحت تطمس من جديد شيئاً فشيئاً معالم الاستقلال وانتهاء حقبة الانتظار، لتخلق في الافق مرة اخرى حلقة لانهاية لها من موجبات الانتظار الالزامي، حيث البقاء ضمن منظومة تعسفية مذهبية طائفية قائمة على محو هوية الاخر بل اثارة الفتن والتفرقة والانصياع للمرجعيات واصحاب العمامات واللحى، التي تتحكم بمصير وصيرورة هذه المنطقة منذ عقود وعقود.
ان فرض آلية الانتظار هذه باتت احدى اهم سمات العصر للكورد وكوردستان، وحين تتصاعد وتيرة الاصوات المنادية بضرورة وضع حد لهذه القيم الانتظارية اللامجدية تنفتح اذان الاخرين، فيعملون بكل جهد وخبث وبكل الوسائل الشرعية واللاشرعية من اجل الابقاء على الانتظار وطمس معالم الاخر المنادي بضرورة انهاء الانتظار، ولايخفى على احد التحركات التي قامت بها الحكومة العراقية الطائفية صنيعة الحشديات والمرجعيات وايران، والحكومة التركية الدموية القائمة على اساس التعالي على باقي القوميات، ومن ثم الحكومات العربية الصورية التابعة لاجندات لاحصر لها، كلها اجتمعت وكافحت من اجل الابقاء على الكورد في كوردستان ضمن هيكلية تابعة وخاضعة لحكومات لاتعترف بالانسانية كمبدأ من مبادئ الوجود البشري، انما تتبع منظومات عرقية مذهبية لاقيم لديها سوى سحق الاخرين، وهي في كينونتها مشبعة بالفساد على جميع الاصعدة، بل هي في كل احوالها لاتستطيع ان تمنح شعوبها ابسط حقوقها ، حتى باتت هويتها مكروهة اقليمياً ودولياً.
ونحن ككورد في كوردستان لانريد العيش بلاشك ضمن هذه الهيكلية اللامجدية، ولكن حتى وان فرض علينا كما فعل اصحاب المصلحوية الدولية والاقليمية سابقاً وحاضراً ، فاننا اصبحنا موقنين بان الهوية التي ترسم ملامحنا هي الهوية الكوردية الكوردستانية وليست الهوية التركية ولا العربية والايرانية، وهذا بلاشك ليس من باب الشوفينية التي تتبعها هذه الهويات معنا، انما من باب الانتمائية التي هي حق من حقوق الانسان على هذا الخراب المسمى الارض، لذا فاننا قد اقمنا منذ قرون وعقود دولتنا في عقولنا وقلوبنا، وهي ستستمر للابد وستبقى الاجيال القادمة تنادي بها الى ان تتحقق ويرفع علمنا عالياً حتى لو كره الحاقدون من اصحاب المصلحوية او بعض الفئات الداخلية ابواق الاجندات الخارجية ومثير الفتن باساليب غير حضارية حتى فقدت صورتها الشعاراتية البراقة التي كان الكثيرون ينظرون اليها بسبب تصرفاتها وبسبب اعلامها العدائي المشوه للحقائق والواضح بكونه اعلام مسير وفق خطة لاعلاقة لها بالكورد والقضية الكوردية.



#جوتيار_تمر (هاشتاغ)       Jotyar_Tamur_Sedeeq#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فسحات في الاديان يستمد منها الجماعات الارهابية وحشيته
- صلاة الفجيعة
- الشعب الكوردي لاصديق له سوى البيشمركة
- جوف القلق
- صمت وغموض ازاء الوضع الراهن (ماذا يحدث لكِ ياكوردستان)
- تقسيم كوردستان عودة من جديد
- لااصدقاء لنا
- صوت الموت
- معايير طائفية
- هموم الانثى تحتمي بالالوان في اعمال روناك عزيز
- حركية الاستعارة والانفعال ضمن جغرافية نص ( سفمونية النصر.. ش ...
- فصول البكاء
- تقديم ديوان (جمالية الصورة الفنية تضاهي جمالية اللغة في ديوا ...
- لماذا البيشمركة مستعد لمحاربة داعش(الارهاب) في الرقة
- الفوضى الخلاقة
- شنكال تعود لحضن كوردستان
- هل يشترط اتحاد الاجزاء لقيام دولة
- حركية الذات وايحائية الدلالات :قراءة في قصيدة -خاتمة الروح - ...
- (لماذا لا)... (حريتنا)..(دكتاتورية)
- رسالة الى الساسة الكورد


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوتيار تمر - سنبقى تحت مظلة الانتظار ولن نيأس