الشيزوفرينيا الدينية

عمار عرب

الحوار المتمدن-العدد: 5074 - 2016 / 2 / 14 - 13:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

الشيزوفرينيا الدينية:
فلسفيا أقول ...ليس تمدد داعش وأخواتها في الحقيقة إلا استمرارا لتمدد ثقافة العار الكهنوتي في ثقافتنا التي عششت و تشعبت ووجدت بيئتها الحاضنة داخل عقول مشوهة فارغة فملئت هذا الفراغ بالنتيجة بشكل كلي استحواذي و دون أي مجهود يذكر ...
أما بالنسبة لمن يتحمل مسؤولية إغتصاب العقول و تشويهها وإفراغها من كل ماهو فطري و علمي ومنتج بشكل مباشر ..
فهو الحاكم المستبد الذي انتقى لشعبه كهنتهم ووعاظهم ودينهم الأرضي المستحدث الذي يناسب قياسه و ظلمه و قهره وفساد حاشيته عبر التاريخ الإسلامي إلا ما رحم ربي ...فحولوا المساجد إلى معابد وثنية ...يعبد فيها كل شئ إلا الله ...و يدرس فيها كل شرائع أصنام بني عنعن وبني قلقل بما يطمس ويشوه كلام الله البين....
والنتيجة هي كما ترون ..شيزوفرينيا دينية يقولون كذبا عنها إنها الإسلام .... متبعوها يقتلون وينهبون و يرهبون ويفجرون ويغتصبون في آن ..ثم يذهبون ليصلوا بكل خشوع تقربا في آن آخر ﻹ-;-له شوهوه في كتبهم المنحرفة حتى أصبح يشبههم في ساديتهم داخل مخيلتهم المريضة بما هو بعيد كل البعد عن صورة الله الحقيقية الرحمن الرحيم إله الحب والعدل والرحمة والجمال والخير...
ويتقربون لنبي خارق للطبيعة خلق للحرب والجنس فقط وهو أقوى من الإله متخيلين أنه يخرج جماعته من النار بشكل عنصري ومذهبي كما يشاء ويدخل الجنة من يشاء ...بعيدا كل البعد عن صورة الأنبياء الحقيقية الطيبين الرحماء المخلصين الذين هم بشر مثلنا لا يعلمون الغيب ولايملكون لنفسهم و لا لغيرهم من دون الله ضرا ولا نفعا ولم يبعثوا إلا مبلغين لكلام الله فقط كما علمنا الله في قرآنه...
لن تقوم لهذه الأمة قائمة بعد اليوم ولن تتحرر العقول إلا بعد سقوط هذا التحالف الشيطاني بين المستبد والمؤسسة الدينية و أصنامها...
وعندها فقط سيعود الله ليعبد وحده من جديد على هذه الأرض وفق دين صاف منفتح ومتسامح ينعكس تعاونا وبناء و تطورا ووحدة على معتنقيه
وليس مذهبية وبغضا وجهلا و هدما و تفرقة ...كما هو الآن للأسف .
د. عمارعرب

#عمار_عرب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل