أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام تيمور - حول قضية الأساتذة المتدربين بالمغرب














المزيد.....

حول قضية الأساتذة المتدربين بالمغرب


حسام تيمور

الحوار المتمدن-العدد: 5073 - 2016 / 2 / 12 - 23:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عاتبني الكثير من الرفاق على عدم اهتمامي بالمعركة التي يخوضها الأساتذة المتدربون ضد المرسومين الحكوميين القاضيين بفصل التكوين عن التوظيف و تخفيض المنح. رغم أني سبق و أشرت لها بشكل عام في أحد مقالاتي السابقة في اطار العنوان العريض" أزمة النظام المغربي". فقضية الأساتذة المتدربين هي جزء من كل, و لا يمكن رؤيتها الا داخل إطار الأزمة العميقة التي تعيشها المنظومة-العصابة المخزنية بأكملها. أما الحكومة –المَحكومة- من فوق, و التي يفضل البعض, إما جهلا, أو جبنا, أو حفاظا على مصلحة خاصة, توجيه كل سهام النقد إليها, فهي مجرد "كومبارس" في المسرحية الرديئة. و كل القرارات اللاشعبية التي مررتها و التي كانت على حساب قوت المغاربة و مستقبل أبنائهم, ليست إلا عملية تكفير عن "الذنب", يقوم بها أعضاؤها نظرا لماضيهم الأسود مع النظام من جهة, ومن جهة أخرى عملا بأجندات "التنظيم الدولي" الذي ينتمي إليه الحزب الإخواني, و القاضي بالتغلغل داخل أجهزة و مفاصل الدولة (التمكين), مقابل هذه الخدمات التي يقدمها للنظام. طبعا بمنطق رابح-رابح.
قضية الأساتذة المتدربين تمثل إشكالا بنيويا مركبا. إنها نتاج عقود من الفساد و الاستبداد الذي تغول و استقوى حتى صار دولة داخل الدولة, و هذا ما صار يهدد بهدم البيت على رؤوس ساكنيه. و هذا هو السبب العميق وراء تعنت النظام في الاستجابة لمطالب الأساتذة المشروعة, و لجوئه الى المقاربة القمعية لمعالجة الاشكال. و التي تمثل الجواب الوحيد لدى الأنظمة المستبدة المفلسة بعد استنفاذها لجميع الخيارات. و لا يمكن فهم قضية الأساتذة المتدربين, دون التمعن في المشهد السياسي-الاقتصادي العالمي و المرحلة التي يمر منها المغرب باعتباره بلدا منزوع الارادة و الاستقلال الاقتصادي و السياسي. فالعالم يعيش الآن على وقع أزمة شديدة و احتقان منقطع النظير, يجعل من الشعوب المحكومة من طرف أنظمة تبعية عميلة المستهدف الأول من طرف القوى الرأسمالية الكبرى. و الوجهة الأنسب لتصدير أزماتها و تناقضاتها.
.نحن بصدد مرحلة العولمة الشاملة و الواسعة النطاق للاستغلال, و ترسيخ تبعية البلدان الضعيفة للمركز الرأسمالي(اوربا،أمريكا...) وذلك عبر سن سياسة اقتصادية عالمية، تبدأ باغرق هذه الدول ذات الأنظمة "المتواطئة" بالديون بغية مصادرة خيراتها و ثروات شعوبها و حتى إرادتها (التي لا تعبر عنها الأنظمة العميلة). و حال المغرب لا يختلف كثيرا عن حال "اليونان", التي كادت أن تسقط ضحية هذه "الفرعونية" الرأسمالية لولا وعي الشعب اليوناني و نضالاته. إن أصل المشكل هنا هو تطبيق إملاءات البنك الدولي القاضية برفع الدولة يدها عن القطاعات العمومية بغية ترشيد النفقات العمومية, و خصوصا القطاعات الخدماتية الغير مدرة للربح, بغية استعمال تلك النفقات في عمليات إعادة جدولة الديون, التي لا يعلم أحد أين تصرف و أين يتم توظيفها. و لو بحثنا جيدا, فسنجد أنها تستعمل حصريا لتمويل المشاريع و الاستثمارات "الملكية", أو مشاريع ذات ارتباط بأصحاب المصالح!!
أخيرا لابد من الاشارة الى أن تخريب و إضعاف المنظومة التعليمية بالمغرب ليس وليد اليوم بل نتاج تراكمات عديدة بدأت بعملية "التعريب", لتقف اليوم عند الخوصصة.و هنا يتداخل الاقتصادي مع السياسي.
إن الإبقاء على تخلف المنظومة التعليمية بالنسبة لأي نظام استبدادي قروسطي متخلف, يمثل رهانا "وجوديا". و بعيدا عن قضية الأساتذة المتدربين, فقرار إصلاح التعليم بالمغرب "فوقي", و لم و لن تمتلك أي حكومة الجرأة لتنزيله و تفعيله بالشكل المطلوب, لأن بقاء النظام رهين ببقاء الجهل و التخلف و الخرافة, و منظومةٍ تعليميةٍ متخلفةٍ مؤدلجةٍ تساهم في ترسيخ الجهل و التخلف و الخرافة!!!



#حسام_تيمور (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في زمن الدعارة السياسية المغربية
- فصل المقال, فيما بين المغرب و الكيان الصهيوني من اتصال
- في ذكرى رحيل عبد الكريم الخطابي
- المغرب.., ملكية تزدهر و شعب يضمحل!!
- لماذا لا يكفر الأزهر -داعش-؟
- وهم الاستقرار في المغرب
- تضامنا مع الكاتبة المصرية فاطمة ناعوت
- في ورطة النظام المغربي
- المغرب و العهد الجديد, أكذوبة صدقها العبيد!!
- المغرب و الشر القادم من الشرق
- النظام المغربي و الاسلاميون
- لماذا يرفض المسلم العلمانية؟


المزيد.....




- بوتين يثير تفاعلا بحركة قام بها قبل مغادرة ألاسكا بعد لقاء ت ...
- أناقة بلا أخطاء.. الأصول الكاملة لاختيار النظارات الشمسية
- مصر.. تدوينة تطلب بمنع الخليجيين من أم الدنيا ونجيب ساويرس ي ...
- -التهديد بحرب أهلية-.. نواف سلام يرد على أمين عام حزب الله
- ترامب نقلها باليد خلال قمة ألاسكا.. رسالة من ميلانيا إلى بوت ...
- قمة ألاسكا بلا اتفاق نهائي… ترامب يمنح اللقاء -10 من 10- وبو ...
- اختتام قمة ترامب ـ بوتين في ألاسكا دون اتفاق بشأن أوكرانيا
- مصرع 18 شخصا بسقوط حافلة في واد بالجزائر وإعلان حداد وطني
- هل تهزّ التحديات المالية عرش كوداك، أسطورة التصوير منذ 133 ع ...
- كييف تقول إن موسكو أطلقت 85 مسيرة هجومية وصاروخا باليستيا خل ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام تيمور - حول قضية الأساتذة المتدربين بالمغرب